المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ولايات الأمصار في خلافته - مآثر الإنافة في معالم الخلافة - جـ ٢

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌السَّابِع وَالْعشْرُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّامِن وَالْعشْرُونَ من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق المستظهر بِاللَّه

- ‌الْحَوَادِث والهاجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌التَّاسِع وَالْعشْرُونَ من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّلَاثُونَ من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجرايات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق المقتفى لأمر الله

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق المستنجد بِاللَّه

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولآيات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق المستضئ بِاللَّه

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خلَافَة

- ‌الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْمَذْهَب الثَّالِث

- ‌السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الفترة الَّتِي شغرت فِيهَا الْخلَافَة عَن خَليفَة

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي هَذِه الْمدَّة

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي هَذِه الْمدَّة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة من الْخُلَفَاء خلفاء بني الْعَبَّاس بالديار المصرية من حِين انْتِقَال الْخلَافَة إِلَيْهَا وَإِلَى زَمَاننَا وهم أحد عشر خَليفَة

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خلافتة

- ‌الْحَاكِم بِأَمْر الله وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أبي بكر بن

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّالِث من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالديار المصرية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الرَّابِع من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالديار المصرية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْخَامِس من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالديار المصرية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌السَّادِس من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالديار المصرية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌السَّابِع من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالديار المصرية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّامِن من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالديار المصرية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته وَفِي عود المتَوَكل إِلَى الْخلَافَة ثَانِيًا

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته وَفِي عود المتَوَكل إِلَى الْخلَافَة ثَانِيًا

- ‌التَّاسِع من خلفاء بني الْعَبَّاس بالديار المصرية الواثق بِاللَّه

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته وعود المستعصم ثمَّ عود المتَوَكل بعده

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خلافتة

- ‌الْعَاشِر من خلفاء بني الْعَبَّاس بالديار المصرية المستعين بِاللَّه

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الحادى عشر من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالديار المصرية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي أَيَّامه

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌المقرة الأولى

- ‌المقرة الثَّانِيَة

- ‌المقرة الثَّالِثَة

- ‌المقرة الرَّابِعَة

- ‌وَأما تَرْتِيب الْخلَافَة

- ‌وَأما شعار الْخلَافَة

- ‌الْفَصْل الثَّالِث

- ‌الطَّائِفَة الأولى

- ‌الطَّائِفَة الثَّانِيَة

- ‌الطَّائِفَة الثَّالِثَة

- ‌وَأما بطلَان شُبْهَة دَعْوَة الطوائف الثَّلَاث الْخلَافَة

- ‌الْبَاب الثَّالِث

- ‌الْفَصْل الأول

- ‌الْمَذْهَب الأول

- ‌وَهَذِه نُسْخَة بيعَة من ذَلِك

- ‌الْمَذْهَب الثانى

- ‌وَهَذِه نُسْخَة بيعَة من هَذَا النمط

- ‌الْمَذْهَب الرَّابِع

- ‌وَهَذِه نُسْخَة بيعَة أنشأتها مرتبَة على موت الْخَلِيفَة الذى قبله وهى

- ‌وَهَذِه نُسْخَة بيعَة أنشأتها على هَذِه الطَّرِيقَة مرتبَة على خلع وهى

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌الْمَذْهَب الأول

- ‌وعَلى هَذَا الأسلوب

- ‌وَهَذِه نسخته

- ‌وعَلى هَذَا

- ‌وَهَذِه نسخته

- ‌فَكتب على الرضى تَحْتَهُ

- ‌الْمَذْهَب الثَّانِي

- ‌وعَلى ذَلِك

- ‌وَهَذِه نسخته

- ‌وَهَذِه نسخته

الفصل: ‌ولايات الأمصار في خلافته

حسام الدّين لاجين كَانَ فِي سلطنته وَقد عمل الروك الحسامى فَجرى على غير أنموذج مُحَرر فاحتيج إِلَى إِعَادَته وتحريره فَعمل السُّلْطَان الْملك النَّاصِر هَذَا الروك فجَاء فِي غَايَة الإتقان والتحرير

وَفِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فتح النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون صَاحب الديار المصرية آياس وبلادها وانتزعها من الأرمن مَعَ كثير من بِلَادهمْ

‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

كَانَت الديار المصرية والبلاد الشامية فِي أَيَّامه بيد الْملك المظفر ركن الدّين بيبرس الجاشنكير وَهُوَ الذى عمر الخانقاه الركنية بيبرس دَاخل بَاب النَّصْر من الْقَاهِرَة مَكَان دَار الوزارة بالدولة الفاطمية وبقى حَتَّى خلع فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة تسع وَسَبْعمائة وَملك بعده الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فِي مستهل شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة وهى سلطنته الثَّالِثَة وفيهَا طَالَتْ مدَّته وقوى ملكه وأكمل الْمدرسَة الناصرية بَين القصرين وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

ص: 135

وَكَانَت مَكَّة بيد رميثة وحميضة ابنى أَبى نمى فَوَقع التَّنَازُع بَينهمَا وَسَار رميثة إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة بالديار المصرية فِي سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة مستنجدا بسلطانها الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فأيده السُّلْطَان بعساكر وَجه بهَا إِلَى مَكَّة فهرب حميضة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة بعد ذَلِك واصطلح هُوَ وَأَخُوهُ ثمَّ حَالف عطيفة سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة وَوصل إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فأيده بالعساكر فَملك مَكَّة وَقبض على رميثة وسجن بِمصْر ثمَّ أطلق سنة عشْرين وَسبع مائَة أَقَامَ بِمصْر وبقى حميضة مشردا إِلَى ان أستأمن السُّلْطَان فآمنه ثمَّ وثب على حميضة مماليك كَانُوا مَعَه فَقَتَلُوهُ ثمَّ أشرك فِي إِمَارَة مَكَّة بَين رميثة واخيه عطيفه ثمَّ مَاتَ عطيفة واستقل رميثة بإمارة مَكَّة إِلَى أَن كبر وهرم وَكَانَ لَهُ ولدان هما ثقبة وعجلان فاقتسما مَعَه إِمَارَة مَكَّة بِرِضَاهُ ثمَّ أَرَادَ الرُّجُوع عَن ذَلِك فَلم يوافقاه عَلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ رميثة تنَازع ولداه الْمَذْكُورَان وَخرج ثقبة من مَكَّة وبقى عجلَان بهَا ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا ثقبة وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

ص: 136

وَكَانَت الْمَدِينَة بيد جماز بن شيحة وبقى حَتَّى عمى وَمَات فِي سنة أَربع أَو خمس وَسبع مائَة وَولى بعده ابْنه مَنْصُور بن جماز ثمَّ وَفد أَخُوهُ مقبل بن جماز على النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون بالديار المصرية فأشرك بَينهمَا فِي الإمرة والإقطاع ثمَّ غَابَ مَنْصُور عَن الْمَدِينَة واستخلف ابْنه كبيشة فهجم عَلَيْهِ مقبل وملكها من يَده لحق كبيشة بأحياء الْعَرَب فاستجاش وهجم الْمَدِينَة على عَمه مقبل فَقتله سنة تسع وَسبع مائَة وَرجع مَنْصُور إِلَى إمارته وبقى ماجد بن مقبل يستجيش الْعَرَب على عَمه مَنْصُور بِالْمَدِينَةِ وَيُخَالِفهُ إِلَيْهَا كلما خرج مِنْهَا ثمَّ زحف ماجد سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة وملكها من يَد عَمه مَنْصُور فاستصرخ مَنْصُور بالسلطان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فأنجده بالعساكر فحاصروا ماجد بن مقبل بِالْمَدِينَةِ وفر عَنْهَا وملكها مَنْصُور ثمَّ سخط عَلَيْهِ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَعَزله وَاسْتقر بأَخيه ودى فِي إمارتها ثمَّ أُعِيد مَنْصُور إِلَى إمارتها وَمَات سنة

ص: 137

خمس وَعشْرين وَسبع مائَة فولى ابْنه كبيشة بن مَنْصُور مَكَانَهُ فَقتله عَسْكَر ابْن عَمه ودى وَعَاد ودى إِلَى الإمرة ثمَّ توفى بعد ذَلِك فولى طفيل بن مَنْصُور بن جماز وَتفرد بإمرتها وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

وَكَانَ الْيمن بيد الْملك الْمُؤَيد هزبر الدّين دَاوُد بن المظفر يُوسُف من بنى رَسُول فبقى حَتَّى توفى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة وَملك بعده ابْنه الْملك الْمُجَاهِد سيف الدّين على فأساء السِّيرَة فَقبض عَلَيْهِ وخلع وَحبس سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة وَملك بعده عَمه الْملك الْمَنْصُور أَيُّوب بن المظفر يُوسُف ثمَّ قتل وأعيد الْملك الْمُجَاهِد وَعصى عَلَيْهِ الظَّاهِر أَسد الدّين عبد الله بن الْمَنْصُور أَيُّوب بحصن الدملوة واستقل بِهِ ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْمُجَاهِد بعد صلح جرى بَينهمَا وَقَتله وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

وَكَانَت مملكة إيران بيد خدابند بن أرغون من بنى هولاكو فبقى حَتَّى مَاتَ سنة سِتّ عشرَة وَسبع مائَة وَملك بعده ابْنه أَبُو سعيد وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة بمعاضده

ص: 138

جوبان نَائِب أَبِيه وَقَامَ جوبان بتدبير دولته ثمَّ عظم شان أَبى سعيد وقوى سُلْطَانه وانتظم الود بَينه وَبَين الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون صَاحب الديار المصرية سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة وترددت الرُّسُل والمكاتبات بَينهمَا وَقتل أَبُو سعيد جوبان نائبة سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة وَمَات أَبُو سعيد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَدفن بِمَدِينَة السُّلْطَانِيَّة وَلم يعقب وانقرض بِمَوْتِهِ ملك بنى هولاكو وَاخْتلف أهل دولته وافترقت الْأَعْمَال الَّتِى كَانَت بِيَدِهِ وَصَارَت طوائف كَمَا كَانَت مُلُوك طوائف الْفرس وَلما مَاتَ أَبُو سعيد نصب أهل الدولة مُوسَى خَان من أسباطهم على بَغْدَاد وتوريز وأعمالهما وَقَامَ بتدبير دولته على باشا من أُمَرَاء دولتهم وَكَانَ الشَّيْخ حسن بن حُسَيْن بن أقبغا بن ابلكان الْمَعْرُوف بالشيخ حسن الْكَبِير وَهُوَ ابْن عَم السُّلْطَان أَبى سعيد معتقلا بِبِلَاد الرّوم فَأخْرج من السجْن بعد موت أَبى سعيد

ص: 139

وَوصل بَغْدَاد وخلع مُوسَى خَان وَنصب مَكَانَهُ مُحَمَّد بن عنبرجى من عقب هولاكو وَاسْتولى الشَّيْخ حسن على بَغْدَاد وتوريز وَسَار إِلَيْهِ حسن بن دمرداش من بِلَاد الرّوم فغلبه على توريز وَقتل مُحَمَّد بن عنبرجى وَلحق الشَّيْخ حسن بِبَغْدَاد وَاسْتقر حسن بن دمرداش بتوريز وَنصب للْملك بهَا صاتبيك أُخْت السُّلْطَان أَبى سعيد على عَادَة الْعَجم فِي تمْلِيك بَنَات الْمُلُوك وَزوجهَا لِسُلَيْمَان خَان من أَسْبَاط هولاكو وَاسْتولى إِبْرَاهِيم شاه بن بارنباى ابْن سنوتاى على قِطْعَة من ديار بكر ثمَّ استولى أَوْلَاد جوبان على مملكة أذربيجان وهى بِلَاد توريز والسلطانية وَاسْتولى القان طغيمتر من بنى جنكزخان على خُرَاسَان وأعمالها وَاسْتولى أرتنا على بِلَاد الرّوم وبقى الشَّيْخ حسن إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

وَكَانَت مملكة الشمَال الَّتِى قاعدتها مَدِينَة السراى بيد طقطاى خَان بن منكوتمر خَان فبقى حَتَّى مَاتَ سنة اثنتى عشرَة وَسبع مائَة وَملك بعده ابْن أَخِيه أزبك بن طغزخان فَأسلم وَاتخذ مَسْجِدا للصَّلَاة وخطب إِلَيْهِ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون صَاحب الديار

ص: 140

المصرية بِنْتا من أَقَاربه فَزَوجهُ إِيَّاهَا وَبعث بهَا إِلَيْهِ إِلَى الديار المصرية ووصلت إِلَى دمياط وحملت فِي النّيل إِلَى سَاحل بولاق فَحملت على عجلة من عجلات بِلَاد التّرْك إِلَى القلعة وَعقد عَلَيْهَا النَّاصِر وَدخل عَلَيْهَا واتصلت الْمَوَدَّة بَينه وَبَين الْملك النَّاصِر وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

وَكَانَت تونس وَمَا مَعهَا من إفريقية بيد أَبى عصيدة مُحَمَّد وبجاية وقسنطينة من الغرب الْأَوْسَط بيد أَبى الْبَقَاء خَالِد بن أَبى زَكَرِيَّا بن أَبى إِسْحَاق فَمَاتَ أَبُو عصيدة فِي ربيع الآخر سنة ستع وَسبع مائَة وَلم يخلف ابْنا فَبَايع أهل تونس من بعده أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن بن أَبى بكر بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ أَبى حَفْص فزحف أَبُو الْبَقَاء خَالِد صَاحب بجاية على أَبى بكر بن عبد الرَّحْمَن صَاحب تونس فَقبض عَلَيْهِ واعتقله ثمَّ قَتله بعد ذَلِك فَعرف بأبى بكر الشَّهِيد واستقل السُّلْطَان أَبُو الْبَقَاء خَالِد بِملك تونس وبجاية وَمَا مَعَهُمَا وتلقب النَّاصِر لدين الله وَكَانَ

ص: 141

أَبُو يحيى زَكَرِيَّا بن أَحْمد بن مُحَمَّد اللحياني بن عبد الْوَاحِد ابْن الشَّيْخ أَبى حَفْص بطرابلس فَبَايعهُ أَهلهَا وزحف على السُّلْطَان أبي الْبَقَاء بتونس فخاف أَبُو الْبَقَاء فَخلع نَفسه فَقبض عَلَيْهِ أَبُو يحيى واعتقله واستبدل بمملكة تونس وبجاية فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة وبويع بهَا الْبيعَة الْعَامَّة ثمَّ اضْطربَ أمره فاستخلف على تونس وَخرج مِنْهَا إِلَى قابس فَبَايع أهل تونس مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِأبي حَرْبَة ان السُّلْطَان أبي يحيى زَكَرِيَّا الْمُقدم ذكره فِي سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة وَكَانَ قد استولى على بجاية المتَوَكل على الله أَبُو بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم ابْن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ أَبى حَفْص فقصد تونس وملكها من السُّلْطَان مُحَمَّد أَبى حَرْبَة وَلحق السُّلْطَان أَبُو يحيى اللحيانى بِمصْر أَيَّام الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فَأحْسن نزله وبقى عِنْده حَتَّى مَاتَ وَلحق أَبُو حَرْبَة بتلمسان فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ واستقل السُّلْطَان أَبُو بكر بتونس وبجاية وأعمالهما إِلَى أَن غَلبه على تونس إِبْرَاهِيم بن ابى بكر الشَّهِيد وَاسْتولى عَلَيْهَا فِي رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا السُّلْطَان

ص: 142

أَبُو بكر وانتزعها من يَده فِي شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة وَاسْتقر بِيَدِهِ ملك تونس وبجاية وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

وَكَانَت تلمسان والغرب الْأَوْسَط بيد عُثْمَان بن يغمراسن من بنى عبد الواد فَمَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبع مائَة وَولى بعده ابْنه أَبُو زيان بن عُثْمَان بن يغمراسن وَغلب على تلمسان يُوسُف بن عبد الْحق وَاسْتولى عَلَيْهَا وَأقر عَلَيْهَا أَبَا زيان الْمَذْكُور فبقى حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَسبع مائَة وَولى بعده اخوه أَبُو حمو مُوسَى بن عُثْمَان ابْن يغمراسن ثمَّ قَتله وَولى بعده ابْنه ابو تاشفين عبد الرَّحْمَن ابْن أَبى حمو ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا السُّلْطَان أَبُو الْحسن المرينى وَقَتله فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة واستضافها إِلَى مملكة فاس وَولى عَلَيْهَا ابْنه أَبَا عنان فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

وَكَانَ الغرب الْأَقْصَى بيد أَبى يَعْقُوب يُوسُف بن يَعْقُوب ابْن عبد الْحق فبقى حَتَّى طعنه خصى من بعض خدمه وَهُوَ نَائِم على فرَاشه فَمَاتَ سَابِع ذى الْقعدَة سنة

ص: 143

سِتّ وَسبع مائَة وَملك بعده ابْنه أَبُو ثَابت عَامر بن أَبى يَعْقُوب يُوسُف فبقى حَتَّى مَاتَ بطنجة من اقصى الغرب فِي ثامن صفر سنة سبع وَسبع مائَة وَملك بعده أَخُوهُ أَبُو الرّبيع بن أَبى يَعْقُوب يُوسُف فَسَار بسيرة آبَائِهِ فِي الْعدْل وبقى بِمَدِينَة تازا فِي سلخ جُمَادَى الآخر سنة عشر وَسبع مائَة وَملك بعده أَخُوهُ أَبُو سعيد عُثْمَان ابْن أَبى يَعْقُوب يُوسُف وَملك تلمسان من الغرب الْأَوْسَط من يَد مُوسَى بن عُثْمَان بن يغمراسن سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة وبقى حَتَّى توفى فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَملك بعده ابْنه ولى عَهده أَبُو الْحسن على بن عُثْمَان وَسَار إِلَى تلمسان فملكها من أَبى تاشفين سُلْطَان بنى عبد الواد بهَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفى

وَكَانَت غرناطة وَمَا مَعهَا من شَرق الأندلس بيد الْفَقِيه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر بن الْأَحْمَر فَمَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبع مائَة على مَا تقدم وَملك بعده ابْنه مُحَمَّد المخلوع بن مُحَمَّد الْفَقِيه ثمَّ غلب عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو الجيوش نصر بن مُحَمَّد الْفَقِيه وَقبض عَلَيْهِ واعتقله

ص: 144