الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي أَيَّامه فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة ملك الفرنسيس ملك الفرنج مَدِينَة دمياط وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب فارتحل فَنزل مُقَابل المنصورة ثمَّ كَانَت الكسرة على الفرنسيس فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فَقتل من عسكره نَحْو ثَلَاثِينَ ألفا وَأسر الفرنسيس ملكهم
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بن الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب وَتُوفِّي لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة مَضَت من شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنه الْملك الْمُعظم توران شاه وَهُوَ الَّذِي كسر الفرنج على المنصورة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة ثمَّ قتل فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين من الشَّهْر الْمَذْكُور وملكت بعده أم خَلِيل شَجَرَة الدّرّ زَوْجَة الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب الْمَذْكُور فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فأقامت ثَمَانِيَة أشهر وَلم يملك مصر فِي الاسلام امْرَأَة غَيرهَا ثمَّ خلعت وَملك بعْدهَا الْملك الْأَشْرَف مُوسَى بن النَّاصِر
يُوسُف بن الْملك المسعود بن الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وخلع لوقته وَهُوَ آخر الْمُلُوك الأيوبية بالديار المصرية وَدخلت بعده الدولة التركية وَأول من ملك مِنْهُم بعد الْأَشْرَف مُوسَى الْملك الْمعز أيبك التركماني فِي شهر شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَجمع لَهُ بَين مصر وَالشَّام وَبنى الْمدرسَة المعزية برحبة الخروب بالفسطاط وَتزَوج أم خَلِيل شَجَرَة الدّرّ الْمُقدم ذكرهَا وَكَانَ ملكاحازما إِلَّا أَنه استوزر شخصا من كتاب القبط اسْمه شرف الدّين بن ساعد الفائزي كَانَ قد أسلم فِي الدولة الأيبوية وأحدث مظالم ورتب مكوسا على جِهَات مُتعَدِّدَة ثمَّ مَا كَفاهُ ذَلِك حَتَّى سَمَّاهَا حقوقا وَأخذ فِي مصادرات النَّاس فَكَانَ سَيِّئَة من سيئات الْمعز وَبَقِي الْمعز حَتَّى قتل بحمام القلعة سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنه الْملك الْمَنْصُور عَليّ بن أيبك وَقتلت أم خَلِيل الْمَذْكُورَة ورميت من سور القلعة وَبَقِي إِلَى مَا بعدخلافة المستعصم
وَكَانَ على دمشق الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن الْعَادِل
أبي بكر بن أَيُّوب فبقى بهَا حَتَّى ملك الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بن الْكَامِل مُحَمَّد صَاحب الديار المصرية فَجهز إِلَى دمشق عسكرا صُحْبَة معِين الدّين بن الشَّيْخ فتسلمها من الصَّالح إِسْمَاعِيل فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَمَات معِين الدّين الْمَذْكُور فتسلمها الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب الْمَذْكُور من حسام الدّين بن أبي عَليّ فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَبَقِي نَائِبا بهَا حَتَّى استدعاه الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب الْمَذْكُور إِلَى الديار المصرية فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَأقَام مَكَانَهُ فِي نِيَابَة دمشق جمال الدّين يغمر وَبقيت دمشق بيد نواب الصَّالح الْمَذْكُور حَتَّى مَاتَ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فَسَار الْملك النَّاصِر يُوسُف بن الْملك الْعَزِيز مُحَمَّد صَاحب حلب إِلَى دمشق وملكها فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَبَقِي بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَت حلب بيد الْملك النَّاصِر يُوسُف بن الْعَزِيز مُحَمَّد ابْن الظَّاهِر غَازِي بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب واستضاف إِلَيْهَا دمشق على مَا تقدم وبقيا بِيَدِهِ إِلَى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَت طرابلس وصفد بيد الفرنج
وَكَانَت حماة بيد المظفر مَحْمُود فَبَقيَ حَتَّى توفّي فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنه الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد فَبَقيَ بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَت الكرك بيد النَّاصِر صَلَاح الدّين دَاوُد ابْن الْمُعظم عِيسَى إِلَى سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فاستخلف عَلَيْهَا ابْنه الْملك الْمُعظم عِيسَى وَسَار إِلَى حلب فلجأ إِلَى الْملك النَّاصِر صَاحب حلب فَبَقيَ عِنْده إِلَى أَن بعث إِلَيْهِ الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب من تسلمها فِي تِلْكَ السّنة وَأقَام بدر الدّين الصوابي الصَّالِحِي نَائِبا وَبَقِي النَّاصِر دَاوُد بعد ذَلِك مشردا فِي الْبِلَاد إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ الْملك المغيث فتح الدّين عمر بن الْعَادِل أبي بكر بن الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل أبي بكر معتقلا بالشوبك فَأخْرجهُ الصوابي نَائِب الكرك وَملكه الكرك فَبَقيَ بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَت حمص بيد الْملك الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم بن الْمُجَاهِد شيركوه فبقى بهَا حَتَّى توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وملكها بعده ابْنه الْملك الْأَشْرَف مظفر الدّين مُوسَى فَبَقيت فى يَده الى أَن وثب عَلَيْهِ الْملك النَّاصِر يُوسُف ابْن الْملك الْعَزِيز صَاحب دمشق الْمُتَقَدّم ذكره فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فانتزعها مِنْهُ واستضافها إِلَى دمشق وحلب وَبقيت بِيَدِهِ إِلَى أَن كَانَ من أمره مَعَ التتر مَا كَانَ
وَكَانَت بعلبك بيد حسام الدّين بن أبي عَليّ نِيَابَة عَن الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب صَاحب الديار المصرية ثمَّ ملكهَا النَّاصِر يُوسُف بن الْملك الْعَزِيز مُحَمَّد حِين ملك دمشق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فَبَقيت بِيَدِهِ إِلَى أَن كَانَ من أمره مَعَ التتر مَا كَانَ
وَكَانَت مَكَّة بيد رَاجِح بن قَتَادَة وَهُوَ يخْطب لعمر بن عَليّ بن رَسُول صَاحب الْيمن ثمَّ غلب عَلَيْهَا سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة أَبُو سعيد الْحسن بن على بن
قَتَادَة وَلحق رَاجِح بِالْيمن وَسَار جماز بن حسن بن قَتَادَة سنة إِحْدَى خمسين وسِتمِائَة إِلَى النَّاصِر بن الْعَزِيز بِدِمَشْق مستجيشا عَلَيْهِ ليقطع ذكر صَاحب الْيمن من الْخطْبَة فَجهز لَهُ عسكرا وَسَار إِلَى مَكَّة فَقتل أَبَا سعيد بِالْحرم وَملك مَكَّة وبقى الى مَا بعد خِلَافه المستعصم
وَكَانَ على الْمَدِينَة سنجر بن قَاسم فبقى حَتَّى قتل فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَولى مَكَانَهُ ابْنه عِيسَى ثمَّ قبض عَلَيْهِ أَخُوهُ جماز سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَملك مَكَانَهُ
قَالَ ابْن سعيد وَفِي سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة كَانَ بِالْمَدِينَةِ أَبُو الْحسن بن شيحة بن سَالم وَقَالَ غَيره كَانَ بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وَولى أَخُوهُ جماز وَطَالَ عمره وبقى الى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَ على الْيمن المظفر يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول وطالت مدَّته وبقى الى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وغزنه وَمَا مَعَ ذَلِك بيد بني جنكزخان
وَكَانَت مملكة الشمَال الْمَعْرُوفَة قَدِيما بِبَيْت بركَة والآن بمملكة أزبك وقاعدتها مَدِينَة السراى الَّتِي بناها بركَة خَان قد جعلهَا جنكزخان لِابْنِهِ طوش خَان وَمَات فِي حَيَاة أَبِيه جنكزخان وَملك بعده ابْنه باطوخان وَيُقَال صائن خَان وَمَعْنَاهُ الْملك الْجيد فبقى حَتَّى مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة وَملك بعده أَخُوهُ صرطق بن دوشى خَان وَمَات سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَملك بعده أَخُوهُ بركَة بن دوشى خَان وَكَانَ قد اسْلَمْ على يَد الشَّيْخ شمس الدّين الباخرزى من أَصْحَاب الشَّيْخ نجم الدّين الْكُبْرَى صَاحب الطَّرِيقَة وَحسن إِسْلَامه وبقى الى مَا بعد خِلَافه المستعصم
وَكَانَت إفريقية بيد أبي زَكَرِيَّا يحيى بن عبد الْوَاحِد من الْمُوَحِّدين فبقى حَتَّى مَاتَ لسبع بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وبويع بعده ابْنه ولى عَهده الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي زَكَرِيَّا وَدخل تونس فِي رَجَب من السّنة الْمَذْكُورَة وَهُوَ أول من تلقب من الحفصيين من الْمُوَحِّدين بألقاب الْخلَافَة وانْتهى أمره الى أَن بُويِعَ لَهُ بِمَكَّة وَبعث بالبيعة اليه وَاسْتولى على مَا كَانَ بيد ابيه من إفريقية وَغَيرهَا وبقى الى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَت تلمسان بيد ابي سعيد بن عبد الْمُؤمن من الْمُوَحِّدين من جِهَة اخيه الْمَأْمُون فَعَزله أَخُوهُ وَولى عَلَيْهَا جَابر بن يُوسُف من عقب الْقَاسِم بن عبد الواد من زناته فِي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة ثمَّ قتل فِي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَولى بعده ابْنه الْحسن بن جَابر من جِهَة الْمَأْمُون ثمَّ نزل عَن ذَلِك لِعَمِّهِ عُثْمَان بن يُوسُف فأساء السِّيرَة فَأَخْرَجته الرّعية فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَأَقَامُوا مَكَانَهُ عَمه وكدار بن زيان ثمَّ قتل سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَولى بعده يغمراسن بن زيان من قبل بني
عبد المؤمن فاستبد بِالْأَمر عَلَيْهِم وتحلى بحلية الْملك وَجرى على مرتبته وَلم يبْق عَلَيْهِم غير الدُّعَاء على المنابر ثمَّ غلب أَبُو زَكَرِيَّا سُلْطَان الحفصيين بإفريقية على تلمسان وفوض أمرهَا ليغمراسن فبقى الى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَ الغرب الْأَقْصَى وإشبيلية وَمَا مَعهَا من الأندلس بيد المعتضد بِاللَّه ابو الْحسن على بن إِدْرِيس من بني عبد الْمُؤمن من الْمُوَحِّدين فَسَار الى تلمسان فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وفيهَا استولت الفرنج على إشبيلية من الأندلس ثمَّ اجْتمع الموحدون على بيعَة ابي حَفْص عمر بن ابي إِسْحَاق بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن فَبَايعُوهُ ولقبوه المرتضى وَكَانَ بسلا فَقدم الى مراكش وَأقَام بهَا وَفِي أَيَّامه استولى ابو يحيى بن عبد الْحق المريني على مَدِينَة فاس سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة واستقرت فِيهَا قدمه وَقدم بنيه الى الْآن ثمَّ خرج على المرتضى الْقَائِد أَبُو الْعلَا الملقب بِأبي دبوس بن ابي عبد الله مُحَمَّد بن ابي حَفْص بن عبد الْمُؤمن وَاجْتمعَ عَلَيْهِ جموع الْمُوَحِّدين وَقصد مراكش وَبهَا المرتضى فغلبه عَلَيْهَا وفر المرتضى إِلَى أزمور فَقبض عَلَيْهِ واليها واعتقله بهَا الى
أَن ورد عَلَيْهِ أَمر أبي دبوس بقتْله فَقتله واستبد أَبُو دبوس بِالْأَمر وتلقب الواثق بِاللَّه وَالْمُعْتَمد على الله فَخرج عَلَيْهِ أَبُو يحيى زَكَرِيَّا بن عبد الْحق المريني وَقصد مَدِينَة فاس بعد أَن استولى على كثير من بلادها فانتزعها من عَامل بني عبد الْمُؤمن وَاسْتولى عَلَيْهَا فِي أول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَملك سجلماسة من أَيدي الْمُوَحِّدين ايضا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وبقى حَتَّى مَاتَ بفاس فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنه عمر ثمَّ قصد عَمه يَعْقُوب بن عبد الْحق وانتزع مِنْهُ مَدِينَة فاس وَمَات ابْن اخيه عمر بعد ذَلِك وَكَانَت مراكش قَاعِدَة الغرب الْأَقْصَى يَوْمئِذٍ بيد ابي دبوس الملقب بالواثق الْمُعْتَمد على الله من بني عبد الْمُؤمن فقصده يَعْقُوب بن عبد الْحق وانتزع مِنْهُ مراكش فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة واستقل بِملك الغرب الْأَقْصَى بأسره وانقرض ملك بني عبد الْمُؤمن مِنْهُ ثمَّ عَاد الى فاس وَبنى الْمَدِينَة الَّتِي استجدها ملاصقة لَهَا ونزلها فِي سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وبقى الى مَا بعد خِلَافه المستعصم