الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَربع مَرَّات حَتَّى أذعن لَهُ شانجة بن أدفونش ملكهم فِي عقد الْهُدْنَة فعقدها لَهُ على شُرُوط ألزمهُ إِيَّاهَا وغزاهم ابْنه أَبُو يَعْقُوب يُوسُف فِي سلطنته بعد ذَلِك
وَفِي أَيَّامه فِي سلطنة الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فِي سنة سبع مائَة ألزم السُّلْطَان النَّصَارَى وَالْيَهُود لبس عمائم مُخَالفَة لألوان عمائم الْمُسلمين فألبس النَّصَارَى عمائم زرقاء وَالْيَهُود عمائم صفراء
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر وَالشَّام الْملك الظَّاهِر بيبرس الْمُقدم ذكره فَبَقيَ حَتَّى توفّي فِي دمشق فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة بعد أَن فتح الْكثير مِمَّا كَانَ استعاده الفرنج من فتوح السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فَفتح قيسارية وأرسوف وصفد وطبرية ويافا والشقيف وأنطاكية وبغراس والقصير وحصن الأكراد والقرين وحصن عكار وصافيتا وبانياس وأنطرطوس وإقتلع من الأرمن دربساك ودركوش ومليش وَكفر دبين ورعبان ومرزبان
وأدنة والمصيصة وبلاد النّوبَة وَملك بعده مصر وَالشَّام ابْنه الْملك السعيد بركَة فِي صفر من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ خلع وَبعث بِهِ إِلَى الكرك فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة وَملك بعده أَخُوهُ الْملك الْعَادِل سلامش فَبَقيَ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ خلع وَملك بعده الْملك الْمَنْصُور قلاوون الصَّالِحِي الشهير بالألفي فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة ولقب الألفي لِأَن آقسنقر الكاملي إشتراه بِأَلف دِينَار وَبنى البيمارستان المنصوري بِالْقَاهِرَةِ بَين القصرين الَّذِي لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي الدُّنْيَا وأدرج فِيهِ مدرسته المنصورية وقبة مدفنة على جنبتي الدَّاخِل إِلَيْهِ يمنة ويسرة وَتُوفِّي بِظَاهِر الْقَاهِرَة المحروسة وَدفن بقبته بالبيمارستان الْمُقدم ذكره وَملك بعده ابْنه الْملك الْأَشْرَف خَلِيل صَبِيحَة وَفَاة أَبِيه وَأخذ فِي الْغَزْو على عَادَة أَبِيه وَقتل فِي متصيده بالبحيرة فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ الَّذِي عمر الْمدرسَة الأشرفية بِالْقربِ من المشهد النفيسي وَملك بعده الْملك الْمُعظم بيدرا ثمَّ خلع من يَوْمه وَملك بعده الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فِي صفر
سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهِي سلطنته الأولى ثمَّ خلع بعد ذَلِك وسير بِهِ إِلَى الكرك فحبس بهَا وَملك بعده الْملك الْعَادِل كتبغا عقب خلعه وخلع فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَملك بعده الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من صفر الْمَذْكُور وَقتل فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة وَبَقِي الْأَمر شُورَى مُدَّة يسيرَة ثمَّ حضر الْملك النَّاصِر مُحَمَّد ابْن قلاوون من الكرك وأعيد إِلَى السلطنة فِي حادي عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهِي سلطنته الثَّانِيَة وخلع يَوْم السبت حادي عشر شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة وَملك بعده الْملك المظفر بيبرس الجاشنكير فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من شَوَّال الْمَذْكُور وَبَقِي إِلَى مَا بعد خلَافَة الْحَاكِم
وَكَانَت مَكَّة بيد أبي نمي مُحَمَّد أبي سعد إِلَى أَن مَاتَ أَبُو نمي فَقَامَ بإمرة مَكَّة بعده ابناه رميثة وحميضة
ونازعهما أخواهما عطيفة وَأَبُو الْغَيْث فاعتقلاهما وَوَافَقَ ذَلِك وُصُول بيبرس الجاشنكير كافل المملكة بالديار المصرية فِي الدولة الناصرية مُحَمَّد بن قلاوون فَأطلق عطيفة وَأَبا الْغَيْث وولاهما وَأمْسك رميثة وحميضة وَبعث بهما إِلَى مصر ثمَّ رد السُّلْطَان رميثة وحميضة إِلَى إمارتهما مَعَ عَسْكَر فاستقرا فِي إمارتهما وبعثا إِلَيْهِ بعطيفة وأبى ألفيث وبقى التَّنَازُع بَينهم وهم يتعاقبون إمرة مَكَّة مرّة بعد أُخْرَى وَقتل أَبُو الْغَيْث فِي بعض حروبهم وبقى الْأَمر على ذَلِك إِلَى مَا بعد خلَافَة الْحَاكِم
وَكَانَت الْمَدِينَة بيد جماز بن شيحة فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْحَاكِم
وَكَانَ الْيمن بيد المظفر يُوسُف بن عمر بن على بن رَسُول وَبعث إِلَى الْملك الْمَنْصُور قلاوون صَاحب الديار المصرية هَدِيَّة جليلة على أَن يكْتب لَهُ بالأمان فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وقررت عَلَيْهِ إتاوة لملوك مصر وأعيدت رسله إِلَيْهِ فِي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَمَات بحصن تعز سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنة الْملك الْأَشْرَف ممهد الدّين
عمر بن المظفر يُوسُف وبقى حَتَّى مَاتَ سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَملك بعده أَخُوهُ الْملك الْمُؤَيد هزبر الدّين دَاوُد ابْن المظفر يُوسُف فاستمر على مُوَاصلَة مُلُوك مصر بالضريبة المقررة عَلَيْهِ والهدايا والتحف وتمذهب بِمذهب الشافعى رضى الله عَنهُ واشتغل بالعلوم واعتنى بِجمع الْكتب حَتَّى يُقَال إِن خزانته اشْتَمَلت على مائَة ألف مُجَلد وَكَانَ فِيهِ بر للْعُلَمَاء وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْحَاكِم
وَكَانَت مملكة إيران بيد هولاكو بن طولى بن جنكزخان ملك التتر فبقى حَتَّى هلك فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة لعشر سِنِين من ولَايَته وَملك بعده ابْنه أبغا وَهُوَ الذى قصد الديار المصرية فَلَقِيَهُ الظَّاهِر بيبرس وهزمه بِعَين جالوت فِي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَهلك سنة أحدى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنه تكدار فَأسلم وَتسَمى احْمَد وتلقب أَحْمد سُلْطَان وخاطب مُلُوك عصره وَهُوَ اول من أسلم من بنى هولاكو ثمَّ قَتله عسكره من الْمغل لما نقموا عَلَيْهِ من إِسْلَامه فِي سنة
اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَملك بعده أَخُوهُ أرغون بن أبغا فَعدل عَن دين الْإِسْلَام إِلَى دين البراهمة من عبَادَة الْأَصْنَام وانتحال السحر وَهلك سنة تسعين وسِتمِائَة وَملك بعده أَخُوهُ كيختو بن أبغا فَسَاءَتْ سيرته وأفحش فِي الْمُنْكَرَات فَقتله غلمانه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة لثلاث سِنِين وَأشهر من ولَايَته وَملك بعده ابْن عَمه بيدو بن طرخاي بن هولاكو ثمَّ قتل سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة لثمانية أشهر من ولَايَته وَملك بعده غازان والعامة تَقول قازان بِالْقَافِ ابْن أرغون بن أبغا بن هولاكو وَهُوَ الذى هزم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وَمَات سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَملك بعده اخوه خدابندا والعامة تَقول خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو فَافْتتحَ أمره بِالدُّخُولِ فِي الْإِسْلَام وَتسَمى بِمُحَمد وتلقب غياث الدّين واقام دين الْإِسْلَام وَعظم الْخُلَفَاء وَكتب أَسْمَاءَهُم فِي سكته على الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير وَنقش عَلَيْهَا اسْم الْأَئِمَّة الاثنى عشر على طَرِيق الرافضة وَحذف اسْم الشَّيْخَيْنِ من الْخطْبَة وَبنى الْمَدِينَة الْمُسَمَّاة بالسلطانية بِأَذربِيجَان وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْحَاكِم
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وَمَا مَعَ ذَلِك بيد بنى حنكزخان غير بنى هولاكو
وَكَانَت مملكة الشمَال بيد بركَة بن دوجى خَان بن جنكزخان فَبنى مَدِينَة السراى وَجعلهَا قَاعِدَة ملكه وبقى حَتَّى مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَملك بعده منكوتمر بن طغان بن باطوخان بن جنكزخان وزحف مَعَ أبغا بن هولاكو على الشَّام فِي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَهَزَمَهُمْ الْمَنْصُور قلاوون صَاحب الديار المصرية على حمص على مَا تقدم وَمَات منكوتمر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنه تدان منكو بن منكوتمرثم خرج عَن الْملك سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَانْقطع إِلَى صُحْبَة الْمَشَايِخ والفقراء وَملك مَكَانَهُ أَخُوهُ تلابغا بن منكوتمر وبقى حَتَّى قتل سنة تسعين وسِتمِائَة وَملك بعده اخوه طقطاى خَان بن منكوتمر وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْحَاكِم
وَكَانَت إفريقية بيد الْمُسْتَنْصر بِاللَّه مُحَمَّد بن أَبى زَكَرِيَّا
من الحفصيين من الْمُوَحِّدين فتوفى سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة وَولى بعده ابْنه الواثق بِاللَّه يحيى بن الْمُسْتَنْصر مُحَمَّد لَيْلَة موت أَبِيه فَأحْسن السِّيرَة وَبسط الْعدْل وَالعطَاء وَبعث إِلَيْهِ أهل بجاية بالبيعة ثمَّ انتزع مِنْهُ بجاية عَمه أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن يحيى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة فانخلع الواثق عَن الإمرة لِعَمِّهِ أَبى إِسْحَاق الْمَذْكُور فِي أول ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة وَسَار أَبُو إِسْحَاق إِلَى تونس فَدَخلَهَا فِي ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة وَاسْتولى على المملكة جَمِيعهَا واعتقل الواثق المخلوع وبنيه ثمَّ دس عَلَيْهِم من ذبحهم لَيْلًا فِي صفر سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة وَخرج على السُّلْطَان أَبى إِسْحَاق أَحْمد بن روق بن أَبى عمَارَة وَاسْتولى على تونس بعد خُرُوج أَبى إِسْحَاق مِنْهَا وانخلع أَبُو إِسْحَاق من ملك بجاية لدينِهِ أَبى فَارس عبد الْعَزِيز فِي آخر ذى الْقعدَة من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ خرج على الْأَمِير أَبى فَارس الدعى بن يحيى المخلوع فَقتله فِي سنة اثْنَتَيْنِ
وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَاسْتولى على بجاية وَدخل أَهلهَا فِي طَاعَته ثمَّ خرج على الْأَمِير الدعى ابو حَفْص عمر بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن أَبى حَفْص فَانْهَزَمَ مِنْهُ الدعى وَاسْتولى أَبُو حَفْص على تونس وَسَائِر المملكة وتلقب بالمنتصر ثمَّ ظفر بالدعى بعد ذَلِك فَقتله وَبَايَعَهُ أهل تلمسان وطرابلس وَمَا بَينهمَا ثمَّ خرج أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن السُّلْطَان أَبى إِسْحَاق على بجاية وقسنطينة فملكهما واقتطعهما عَن مملكة إفريقية وبقى السُّلْطَان أَبُو حَفْص على إفريقية حَتَّى مَاتَ فِي آخر ذى الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَ الواثق بن الْمُسْتَنْصر الْمُقدم ذكره عِنْد مَوته ترك جَارِيَة حَامِلا فَوضعت ولدا فَسَماهُ الشَّيْخ مُحَمَّد الْمرْجَانِي مُحَمَّدًا وَأطْعم الْفُقَرَاء يَوْمئِذٍ عصيدة فلقب الْوَلَد بأبى عصيدة فَلَمَّا مَاتَ السُّلْطَان أَبُو حَفْص اسْتَقر فِي الْملك بعده أَبُو عصيدة الْمَذْكُور
وَكَانَت تلمسان والغرب الْأَوْسَط بيد يغمراسن بن زيان من جِهَة الحفصيين أَصْحَاب إفريقية فتوفى فِي ذى الْقعدَة