الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْن يُوسُف وَتوفى يَوْم عَاشُورَاء سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بعد أَن قطع السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب الْخطْبَة لَهُ وخطب للخلفاء العباسيين بِبَغْدَاد
الطَّائِفَة الثَّالِثَة
الحفصيون من بقايا الْمُوَحِّدين بإفريقية وَكَانَ مبدأ أَمرهم أَن بِلَاد الْمغرب كَانَ قد ظهر فِيهَا القَوْل بِالظَّاهِرِ حَتَّى حملهمْ ذَلِك على القَوْل بالتجسيم وَمَا فِي مَعْنَاهُ من لَوَازِم الْوُقُوف مَعَ الظَّاهِر وَكَانَ مُحَمَّد بن تومرت من بعض بطُون المصامدة من البربر أهل بَيته أهل دين وَعبادَة وَقد شب فِي طلب الْعلم ورحل إِلَى الْمشرق قَاصِدا الْحَج وَدخل الْعرَاق ولقى أكَابِر علمائه وفحول النظار بِهِ وَأخذ مَذْهَب أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ فِي القَوْل بِتَأْوِيل الْمُتَشَابه عَن عُلَمَاء الأشاعرة ولقى الإِمَام أَبَا حَامِد الْغَزالِيّ وَصَحبه ثمَّ عَاد إِلَى بِلَاد الغرب وَطعن على أَهله فِي الْوُقُوف مَعَ الظَّاهِر وَحَملهمْ على القَوْل بالتأويل وَالْأَخْذ بقول الأشاعرة فِي جَمِيع العقائد إِلَى أَنه كَانَ يَقُول بقول الإمامية من الشِّيعَة فِي عصمَة الإِمَام
وانْتهى إِلَى بجاية فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يدرس الْعلم وأجتمع عَلَيْهِ بهَا عبد الْمُؤمن أحد أَصْحَابه ثمَّ سَار إِلَى بِلَاد المصامدة من البربر فنشر بهَا الْعلم وَأظْهر بهَا مَذْهَب الأشاعرة
وَكَانَ الْكُهَّان والمنجمون يحدثُونَ بِظُهُور ملك فِي الْمغرب من البربر فشاع فِي النَّاس أَنه ذَلِك الْملك أخْتَار من أَصْحَابه عشرَة فجعلهم خاصته وهم عبد الْمُؤمن بن عَليّ وَأَبُو حَفْص عمر بن عَليّ وَغَيرهمَا ودعا المصامدة إِلَى بيعَته على التَّوْحِيد جنوحا إِلَى تَكْفِير أهل الظَّاهِر قائلين بالتجسيم فَبَايعُوهُ وَكَانَ قبل ذَلِك يلقب بِالْإِمَامِ فتلقب بعد الْمُبَايعَة بالمهدي ولقب عبد الْمُؤمن بن عَليّ بالخليفة إِشَارَة إِلَى أَنه خَلِيفَته ولقب أَبَا حَفْص عمر بن عَليّ بالشيخ وسما أَتْبَاعه الْمُوَحِّدين تعريضا بتكفير المجسمة وَلم يزل حَتَّى توفّي فاستقر فِي خِلَافَته عبد الْمُؤمن أبن عَليّ الْمُقدم ذكره وأستولى على الأندلس والغرب الْأَقْصَى والغرب الْأَوْسَط فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس وَمِائَة ثمَّ أستولى على إفريقية فِي سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة
وَولي إفريقية ابْنه أَبَا مُوسَى عمرَان وَلما توفّي عبد الْمُؤمن أستقر بعده أبنه الْمَنْصُور يَعْقُوب بن عبد الْمُؤمن فولي على إفريقية أَبَا سعيد بن الشَّيْخ أبي حَفْص الْمُقدم ذكره ثمَّ أستولى على إفريقية بعد ذَلِك النَّاصِر بن الْمَنْصُور يَعْقُوب بن عبد الْمُؤمن وَولي عَلَيْهَا الشَّيْخ أَبَا مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ أبي حَفْص وَولي بعد وَفَاته أبنه أَبُو زيد عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد ثمَّ عزل عَنْهَا وَولي مَكَانَهُ أَبُو الْعلَا إِدْرِيس بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن وَمَات بتونس فولي بعده أَبُو زيد بن أبي الْعلَا ثمَّ ولي بعده أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ أبي حَفْص ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا ابو زَكَرِيَّا يحيى بن ابي مُحَمَّد عبد الْوَاحِد ثمَّ بُويِعَ بعد وَفَاته أبنه أَبُو عبد الله مُحَمَّد وتلقب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَهُوَ أول من تلقب مِنْهُم بألقاب الْخلَافَة وأنتهى أمره إِلَى أَن بُويِعَ لَهُ بِمَكَّة وَبعث بالبيعه إِلَيْهِ وَتَبعهُ أعقابه فِي التلقيب مِنْهُم بألقاب الْخلَافَة ثمَّ بُويِعَ بعد وَفَاته أبنه يحيى وتلقب بالواثق ثمَّ أَنْخَلِع عَن الْأَمر لِعَمِّهِ أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن
يحيى ثمَّ ولي بعده أبنه أَبُو فَارس عبد الْعَزِيز ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا أَبُو حَفْص عمر بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص ثمَّ بُويِعَ بعد وَفَاته أَبُو عصيدة بن الواثق بن الْمُسْتَنْصر الْمُقدم ذكره ثمَّ بُويِعَ بعد وَفَاته أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر يحيى بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا أَبُو الْبَقَاء خَالِد وتلقب النَّاصِر لدين الله ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا أَبُو يحيى زَكَرِيَّا بن أَحْمد أبن مُحَمَّد اللحياني أبن عبد الْوَاحِد أبن الشَّيْخ أبي حَفْص ثمَّ بُويِعَ بعده مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِأبي حَرْبَة أبن أبي يحيى زَكَرِيَّا بن أَحْمد ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا أَبُو بكر الْمُقدم ذكره ثمَّ بُويِعَ بعد وَفَاته أبنه أَبُو حَفْص عمر بن أبي بكر ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا السُّلْطَان أَبُو حسن الموريني صَاحب الغرب الْأَقْصَى وأستخلف عَلَيْهَا أبنه أَبَا الْفضل فغلبه عَلَيْهَا الْفضل بن أبي بكر الْمُقدم ذكره وَولي