المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تمهيد ذهب ابن جني: في تعريفه للغة أنها أصوات يُعبِّر بها - التضمين النحوي في القرآن الكريم - جـ ١

[محمد نديم فاضل]

فهرس الكتاب

- ‌[وقفات مع الكتاب]

- ‌تمهيد

- ‌الفصل الأولفي حروف المعاني

- ‌المبحث الأولالتعريف بالحروف

- ‌المبحث الثانيمعاني الحروف

- ‌المبحث الثالثمدلول الحروفمن خلال السياق

- ‌المبحث الرابعوظيفة الحروف

- ‌الفصل الثاني

- ‌المبحث الأولأقوال العلماء في التضمين

- ‌المبحث الثانيموضوع التضمين

- ‌المطلب الأول: نشوء ظاهرة التضمين

- ‌المطلب الثاني: الغرض من التضمين

- ‌المطلب الثالث: فائدة التضمين

- ‌المطلب الرابع: قياسية التضمين وآراء العلماء فيه

- ‌الفصل الثالثصلة الحروف بالتضمين

- ‌المبحث الأولالتضمين وتناوب الحروف

- ‌المبحث الثانيالتضمين وزيادةالحروف وحذفها

- ‌أسباب حذف حروف المعاني

- ‌الفصل الرابعالتضمين وصلته بالفعل ومشتقاته

- ‌المبحث الأولالفعل ومكانته في الجملة

- ‌المطلب الأول: التضمين يجعل اللازم متعديا والمتعدي لازما:

- ‌المطلب الثاني: يجعل المتعدي بنفسه متعديا بحرف الجر:

- ‌المطلب الثالث: التضمين يجعل المتعدي بحرف الجر متعديا بنفسه

- ‌المطلب الرابع: التضمين يجعل الفعل المتعدي بحرف متعديا بآخر

- ‌المطلب الخامسالتضمين يجعل الفعل متعديا مرة ولازما أخرى،حسب تأويلنا له وتوجيهنا لمعناه

- ‌المطلب السادسالتضمين يجعل الفعل المتعدي لمفعول متعديا لمفعولين

- ‌المطلب السابع: يجعل المتعدي لمفعولين متعديا لواحد

- ‌المطلب الثامن:وتضمين فعل الظن معنى فعل اليقين في الأمور المحققة

- ‌المطلب التاسع: تضمين فعل معنى آخر

- ‌المطلب العاشر: تضمن الفعل الناقص معنى الفعل التام

- ‌المبحث الثانيالتضمين في المشتق

- ‌تقديم

- ‌ القسم الثاني

- ‌(أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)

- ‌(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)

- ‌(وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا) وقال: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ)

- ‌(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا)

- ‌(فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ)

- ‌(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)

- ‌(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ)

- ‌(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ)

- ‌(وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ)

- ‌(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)

- ‌(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ

- ‌(هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا

- ‌(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (2)

- ‌(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ)

- ‌(وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ)

- ‌(قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ)

- ‌(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا)

- ‌(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)

- ‌(إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ (4)

- ‌(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ)

- ‌(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)

- ‌(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)

- ‌(وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ)

- ‌(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا)

- ‌(ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)

- ‌(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا)

- ‌(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ)

- ‌(فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ)

- ‌(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ)

- ‌(الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا)

- ‌(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)

- ‌(وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ)

- ‌(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)

- ‌(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّ

- ‌(الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ)

- ‌(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)

- ‌(يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ)

- ‌(تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ)

- ‌(إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً

- ‌(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)

- ‌(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

- ‌(وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)

- ‌(وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ)

- ‌(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا)

- ‌(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ)

- ‌(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30))

- ‌(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ)

- ‌(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ)

- ‌(فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)

- ‌(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)

- ‌(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ)

- ‌(وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ)

- ‌(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)

- ‌(وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ)

- ‌(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)

- ‌(وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا)

الفصل: ‌ ‌تمهيد ذهب ابن جني: في تعريفه للغة أنها أصوات يُعبِّر بها

‌تمهيد

ذهب ابن جني: في تعريفه للغة أنها أصوات يُعبِّر بها كل قوم عن أغراضهم.

هذا التعريف يصلح لدور نشوء اللغة، أما بعد اكتمالها فقد صارت جزءا من تفكير أصحابها، واكتسبت مع الزمن صفة أسمى وأرقى من مجرد الرمزية، لأنها اتصلت بخواطر الناس وعقائدهم ومشاعرهم.

فاللغة التي ينشأ فيها الفرد ويرضع لبانها ويحيط بأسرار أساليهها وعجائب تصاريفها على مر الزمن، حتى تصير ألفاظها وتراكيبها الموروثة حاملة من كل جيل بصماتِه، ومظهَر سلوكه، وملامحَ شخصيته، وتصبح بوضوحها وشمولها وعاءً لمعارفه ينتمي إليها بعقله وقلبه وخياله يحفظها من الضياع خوفاً من أن يفقد شخصيته حين يفقدها، وإذا كان لكل أمة حضارة مبنّية على لغتها وثقافتها، فكل اختلال يعرض لهذه الحضارة يكون نتيجة غياب لغتها عن التداول، أو قلة الاحتفال بها، فتضعف سيطرتها عليهم، إذ هي الرَّحِم بينهم، ويكون ذلك إيذانا بأنهيار حضارتهم أو سقوطها. وبين الإحاطة باللغة والقصور عنها، مزالق ومخاطر تستوجب الحذر، تضل عنها العقول، فتنقلب المعاني مُشوهة الصورة، فلا يتبين صحيحها من مزيفها، ولا صوابها

ص: 29

من خطئها، كل ذلك بقدر قربه من حقائقها العميقة في نفسه، وأسرارها المتشعبة في حناياه، أو بعده عنها وانطماسها في نفسه، فيدخل عليه من هذا الباب مكر الماكر وخُبث المحتال.

واللغة مفتاح، يساعدنا على ولوج أي مجتمع من المجتمعات، للكشف عن أنواع سلوكه ونشاطه الثقافي والاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي، وتحديد ملامح شخصيته في عصر من العصور.

والعلاقة بين اللغة والفكر، هي العلاقة بين الألفاظ والمعاني، وقدرة اللفظ على اختزان المعاني أو قُدرة الفكر على شَحْن الألفاظ بأكبر طاقة من المعاني.

والنظرة إلى المعنى تختلف باختلاف الدارسين من فروع الدراسات الإنسانية، كالأدب واللغة وأصول الفقة والفلسفة والمنطق وعلم النفس.

والنحاة العرب لم يتخلصوا من قبضة أرسطو السحرية ولا من نفوذ منطقه القياسي الذي صبغ دراستهم اللغوية كما صبغ علم الكلام.

فالعلل والأقيسة جهتان من جهات النفوذ الإغريقي على دراساتنا اللغوية فهذا ابن جني يقول: اعلم أن عِلل جُلّ النحويين وأعني بذلك حذاقهم المتقنين لا ألفافهم المستضعفين، أقرب إلى علل المتكلمين منها إلى علل المتفقهين. وإذا كان اهتمام الفلاسفة في معالجة المعنى هو بالعلاقات الذهنية، فإن اهتمام اللغويين في معالجته هو بالعلاقات العرفية. فالفيلسوف يهتم بكُنْه العلاقة، واللغوي يهتم بشكل العلاقة بين الرمز ومدلوله، ومعناه الوظيفي، ويربط بين المعنى والمقام، فاللغة صياغة تخضع لمقتضيات الرمز العرفي، فليس في الفكر ما يسمح بدلالة (فَعَلَ) على المستقبل (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) ولا بإفادة (على) معنى الشرط (عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي

ص: 30

ثَمَانِيَ حِجَجٍ) فاللغة عند هؤلاء ظاهرة اجتماعية يصدق عليها كل ما يصدق على الظواهر الاجتماعية من الخضوع لظروف الصواب والخطأ. والمعنى الدلالي يستعين بالمقام ليصبح مفهوما في إطار ثقافة المجتمع.

فاللغة ليست مجردَ تراكيبَ شكليةٍ يسعى الوضعيون إلى تجريدها من المعنى، مما أفضى إلى تقويض الأسس التي قام عليها النحو الوصفي.

واللغة ليست مجرد توصيل كما في لغة الحيوان ولكنها أداة للتفكير الحر والتعبير الذاتي يصدر عن البنية التحتية أو العميقة.

النحو الوصفي غير قادر على استجلاء ما استولى الخفاء على جملته لأنه يركّز على الواقع اللغوي أو البنية السطحية وحدها، أما علم البيان فأكثر صلة بالدراسة المعجمية منه بالمعاني الوظيفية، ومجاله النظر في العلاقة بين الكلمة ومدلولها فلا تكون أوسع منه ولا أضيق في الدلالة، ولكن اللغة - أية لغة - وإن كانت تزود المرء بأدوات التجريد الفكري والتأملي، إلا أنها أضيق في مجالها اللفظي من حقل الأفكار في ذهن المتكلمين بها ومن الصور والظلال التي ترد على أخيلتهم.

ومن هنا تصبح المعاني حقيقة للألفاظ قاصرة عن الوفاء بمطالب التعبير عن الأفكار المجردة والصور والظلال، ويصبح التعبير اللغوي بحاجة عند جواز الحقيقة العرفية إلى استعمال آخر نُسميه المجاز. وأغلب معاني اللفظ في معاجمنا مجاز، ولطول استعماله يُظَنُّ به أنه حقيقة. فالكلمة منعزلة ضرب من العبث فلا بد من سياقِ يُبرز دلالتها وبذلك يكون لها أكثر من معنى، ويتحدد المقصود منها عند التركيب أي عند النظم. فألفاظ اللغة لم توضع لتعرف

ص: 31

معانيها في أنفسها وإنَّمَا ليُضم بعضها إلى بعض في عقد نَظيم يصوغه جوهريّ ماهر فيختلف معنى اللفظ باختلاف التركيب ويتغير بتغير السياق. والجرجاني بحق رائدٌ من رواد هذا الفن، فلا بد لفهم اللفظ عنده من دخوله في تركيب ما لمعرفة معناه، يقول الإمام السُّبكي: فكثيرا ما رأيت مَنْ يسمع لفظة فيفهمها على غير وجهها.

ثم إن الجملة وحدة عضوية، ترتبط الكلمة فيها كما ترتبط الأعضاء في الجسد في تنسيق دقيق وترابط عجيب. كل لفظ من فعل أو اسم أو ظرف أو حرف يؤدي وظيفته من المعنى القائم في النفس. كل لفظ يلون صورة المعنى، لا ينوب عنه صبْغ آخر، ولا يسمح في استبداله في تأدية الأثر النفسي الذي ابتغاه، أو ارتضاه أو قصد إليه، وما كل لفظ يشفع بشرح أحواله المحيطة به، فتضطر لمعرفته أن تلجأ إلى سياقه:(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ)، فالسماع حين تعدى بالباء أدى معنى آخر: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ ويشعرون حين يسمعون، ونحن أعلم بما يتأثرون به وتفصح عنه نجواهم. فلفظ السمع أدى وظيفته حين انتظم في سياقه وأفصح عن غرضه الذي تضمنه وهو: الإحساس والشعور والتأثر، وكلها تتعدى بالباء.

ثم لا بد لفهم المعنى من معرفة المقام، وهو العنصر الاجتماعي في الدلالة، وهو من أحدث ما وصل إليه علم اللغات الحديث، ويتلخص في

ص: 32

مقولتين صغيرتين وقف عندهما علماء البلاغة منذ القديم وجعلوهما شعاراً لهم عند البحث عن المعنى: الأولى: لكل مقام مقال. والثانية: لكل كلمة مع صاحبتها مقام.

فالمقام: وهو العنصر الاجتماعي، يُعد من أهم عناصر المعنى، والعبارة الثانية تُلخص ظاهرة النظم أو التركيب وأثره في المعنى الدلالي الاجتماعي، وهو موضوع عناية الجرجاني في دارسته لعلم النحو. فهو نحوي قبل أن يكون بلاغياً، وعلم المعاني الذي وضع أصوله لم يكن إلا إحياء لروح المعنى والحس والتذوق في علم النحو، بعد أن طمس النحاة بتعليلاتهم وحججهم وضوابطهم العقلية من مقولات المنطق وعلم الكلام موضوعَ الإعراب فحولوه هدفا واستنفدوا الجهد بهذه الضوابط بدلا من تذوق اللغة والبحث عن أسرارها الجمالية. يقول ابن مالك في ألفيته: وما أُبيح افعلْ ودع ما لم يُبح.

فالإباحة محصورة ضمن قواعدهم المعيارية وضوابطهم الأصولية التي فرضوها، أما ما خرج عنها: فُيحفظ ولا يُقاس عليه. علم المعاني هذا هو قمة الدراسة النحوية، والذي عزله النحاة عن مجال اهتمامهم سهوا منهم، وتولاه البلاغيون عنهم. فالنظم وما يتصل به من بناء، وترتيب، وتعليق، وإثبات، ونفي، واستفهام، وتقديم، وتأخير، يعتبر من أكبر الجهود المبذولة في إيضاح المعنى الوظيفي في السياق أو التركيب. من ذلك ما حكاه سيبويه في قوله تعالى:(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ): فأهل الجفاء من العرب يقولون: ولم يكن كفوا له أحد، كأنهم أخروها حيث كانت غير مستقرة. هذه الأحدية التي شغلت النحاة في تأخيرها عن اسمها وصلتها،

ص: 33

تناولها علماء الأصول وأرباب البيان فقالوا: الأحدية - وهي أبلغ من واحد - معناها لا شيء غيره معه، فلا حقيقة إلا حقيقته ولا فاعل إلا هو، هذه الأحدية: عقيدة في الضمير

وتفسير للوجود

ومنهج للحياة

منهج للتوجه إليه في الرغبة والرهبة، في السراء والضراء. منهج للتلقي منه

تلقي العقيدة، والقِيم، والموازين، والشرائع، والنظم، والآداب. منهج فريد

الأرض فيه صغيرة

والحياة قصيرة

ومتاع الدنيا زهيد. علماء الأصول حرصوا على فهم المقام عند استنباط الأحكام، وما جاء في هذا الباب في فهم المعنى وتحسينه لطائف ترِق حواشيها وتلإق إلا على ذوي البصائر. إنه (أي المقام) بحر لا يُفثَج ولا يُغرضُّ.

ففهم الكلمة معزولةً عن سياقها ضرب من العبث، فلا بد من سياق يُبرز دلالتها، أما الذين وقفوا على اللفظ منفردا، فقد أخطؤوا طريق الصواب كما رأيت.

ومن وجوه الاعتراض على من عرّف الكلمة من النحاة بأنها لفظ مفرد أو لفظ وضع لمعنى مفرد: أن الكلمة في المعجم صامتة لا تنطق مُختزنة في ذاكرة المجتمع، وتتحول من الطابع المعجمي إلى السياق الاستعمالي أي من السكون إلى الحركة ومن الصمت إلى الجهر، حين تُصاغ في عبارة أي تسلك في نظام - واللغة نظام - يأخذ المتكلم من معانيها المتعددة في المعجم ما يحدده سياق الجملة أو التركيب.

فاللفظ منفرداً يختلف في معناه بعد دخوله في التركيب. ولا بد في فهم معناه، والكشف عن هُويته من اعتبار مكانه في النظم وملاءمته لجيرانه. هل يخطر معنى الاستبداد على بال في مادة (سبق) لولا أنه جاء على لسان

ص: 34

الشنفرى الأزدي سائغا غير منكور ولا مستوحش: وقد سبقتنا أُم عَمرو بأمرها

وكانت باعناق المَطي أظلَّتِ وهو معنى أغفلته المعاجم.

وهذه مادة (كتب) تأتي بمعنى (وهب) في قوله تعالى: (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) كما ذكر الطبري فيما حدثه ابن حُميد عن ابن إسحاق.

وذكر النيسابوري في حاشية الطبري عن ابن عباس: كانت هبة ثم حرمها عليهم بشؤم تمردهم وعصيانهم. أما السُدي فيقول: معنى كتب في هذا الموضع بمعنى أمر كمثله في قوله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) وأقول: لعل تعدية كتب بـ (على) أساغ للسدي أن يُضمنه معنى الأمر والفرض، وتعديته باللام سوغت للطبري معنى الهبة.

وهكذا تبقى الكلمة سارحة في معانيها العديدة أو مُعطياتها أو أبعادها أو مدلولاتِها المختلفة، حتى يظهر من السياق مُرجح يحملها على معنى من المعاني بدليل يَعضِده أو يجعله راجحا والباقيات من معانيه مرجوحة. وإذا كان الإعراب فرع المعنى كما قال النحاة، فالإعراب هو تحليل المعنى الوظيفي والمعنى المعجمي والمقام.

فالدلالة لها دورها في كشف المعنى الإضافي وتحريره من الغموض إلى الشفافية وهي عند الجرجاني دلالتان: دلالة اللفظ على المعنى، ودلالة المعنى الذي دل اللفظ عليه إلى معنى لفظ آخر، وذلك بتغيير لفظة إلى أخرى (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) فـ (مِن) معناها (على) وهذا من

ص: 35

تضمين الحروف أو تناوبها، أو نصرناه بمعنى نجيناه، وهو من تضمين الأفعال وهذا أظهر وأصنعَ، فالنصر المتعدي بـ على يُفيد الغلبة.

وحين عداه بـ (مِن) أفاد النجاة من مكرهم أو سجنهم أو مؤامراتهم فإذا أفلت من أيديهم ليتابع مسيرة دعوته في بلد آخر، فذلك من صور النصر.

وسياق الآية إنما يفيد نصر النجاة من يد الظالم، أما نصر الغلبة فلن يتسنى له لأنه فرد فيهم ليس معه أنصار. أو نصرناه نصراً مستتبعا للانتقام ولذلك عدي بـ مِن فخلع النصر ثوبه على النجاة حين ينتقم، أو اكتست النجاة ثوبالنصر، فتحليل العبارة يجري بتشقيقها إلى وحداتها لفهم المراد.

وهكذا نتحرر من الغموض في الحرف ليشف الفعل في التضمين عن معنى جديد، ويُسفر عن طعم إضافي من الجهة التي هي أصحّ لتأديته وأكشف عنه في إظهار مُراده.

وبقي موضوع السياق أو الدلالة عند غير الجرجاني مغفولاً عنه غير مأبوه له. ففي قوله سبحانه: (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ) تضمين (رزق) معنى (اتجر) هو من وحي السياق، وتوجيهه مراعاة لمصلحة اليتيم وحفظ ماله، ندير له أمواله في تجارة رابحة ونرعى مصالحه، فلا يُنفق ما ورثه في سنوات معدودة ثم يمد يده إلى الناس. أما أن نجعل (في) بمعنى (مِن) كما ذكر أغلب المفسرين فتوجيه للمعنى تستنكره مصلحة اليتيم.

ثم الموقع والارتباط الداخلي بين وحدات الجملة فيما يتعلق بالنظم،

ص: 36

فاللفظ في التضمين قد يحتمل الضدين، فانظر موقع اللفظ من النص، وتأمل حاله قبل أن تحكم له أو عليه، ففي قوله تعالى:(فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ) ذهب العديد من المفسرين إلى أن المسح معناه الضرب والقتل، فهل يُعقل من قائد عسكري أن يُدمر آلياته العسكرية بيده؟! كرائم الخيل من أعظم وسائل الجهاد المبارك فهو يُكرمها وُيباركها بالمسح على سوقها وأعناقها كما نمسح على رأس اليتيم حبا وتعاطفا، أو لمعرفة الخيل الأصيل من سواه. فعلى المشتغلين بالدراسات المعجمية مراعاة وضع الكلمة في تعبير ما، لبيان معانيها الخفية أو المتعددة بتعدد السياقات التي يتعرض لها، والتراكيب التي ينتظم فيها.

كانت عناية النحو في الأجزاء التحليلية لمكونات التركيب أكثر من عنايته بالتركيب نفسه فعلم الدلالة السيفية المعربة عن ( Semantique) ينظر في مدلولات اللفظ مفرده وبعد تركيبه في مجموعة جمل وعبارات وما يطرأ على معناه من تغير له علاقته بالمجتمع وظروفه.

عناية النحو اليوم هي في دراسة العلاقات ممثلة في الكلمات الواردة في الجملة، والمنشئ أو الناظم وتوجهاته، فقد يُحمل اللفظ على ظاهره ويكون له في المُغيب غيره فما أوحى به معناه من باب الظن، لم تسبق إلى الأنفس ثقته، كان مردودا غير مُتقبل، ففي قوله تعالى:(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) ذكر أبو حيان وكثير من المفسرين أن (مِنْ) بمعنى (الباء) أي يحفظونه بأمر اللَّه وبإذنه من جميع المهالك، هذا ظاهر

ص: 37

النظم، وقال الرازي: ما المراد من كون المعقبات من بين يديه ومن خلفه؟ والجواب: إن المستخفي بالليل والسارب بالنهار قد أحاط به هؤلاء يحفظون أعماله وأقواله بتمامها لا يغيب من حفظهم شيء؛ ففي العبارة تقديم وتأخير له معقبات من أمر اللَّه يحفظونه، فكان أذهب في الدلالة على المعنى من سواه.

فالدلالة وظيفتها البحث عن المعنى، وهي تُعين على فهم الحقيقة اللغوية وترشد إلى تفسيرها بالغوص وراء مُراد المشرع، والاستلهام بروح النص لا بحرفيته لفهم محتواه الاجتماعي أو التاريخي، أي القرائن التي تُلقي عليه ظلال معناه. وقد وضع اللغويون تحت أيدي الدارسين تراثاً في هذا الجانب يستحق كل ثناء وتقدير لما بذلوه من جهود كبيرة لفهم كتاب اللَّه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

هذا فعل (اتبع) في مجموعة من الأسيقة:

1 -

(قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ) فمعنى الاتباع: الصُحبة.

2 -

(اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا) معناه: الاقتداء.

3 -

(أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) معناه: الاستقامة أو الالتزام.

4 -

(وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) معناه: الاختيار.

5 -

(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) معناه العمل والتطبيق.

ص: 38

6 -

(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) معناه: الطاعة.

وهذا فعل (أتى) المتعدي بنفسه في مساقاته المختلفة:

1 -

(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ) معناه: دنا وقرب.

2 -

(أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ) معناه: أصاب.

3 -

(أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) معناه: مارس.

4 -

(فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ) معناه: قلع.

5 -

(فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) معناه: عذب.

6 -

(يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا) معناه: ساق وورد.

7 -

(أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ) معناه: لاط ومثلها: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً)

8 -

(أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) معناه: جاء.

9 -

(فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) معناه: جامع.

10 -

(إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ) معناه: مارس.

11 -

(وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) معناه: زاول.

إنما تنكشف معانيه حسب موقعيته، ويظهر تعدد مدلولاته مع تغير صياغته

ص: 39

في تراكيبه وأسيقته، فمزية الموقعية أكشف عن سره، وأوضح في بيان معناه.

وهاهو في تعديه بالحروف:

1 -

(وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) معناه خلق.

2 -

(أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ): معناه: أرسل أو جاء.

3 -

(يَأْتِي مِنْ بَعْدِي) معناه: ظهر.

4 -

(وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) معناه: دخل.

5 -

(وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ) معناه: أحاط.

6 -

(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) معناه: أغوى.

7 -

(أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ) معناه: مر، ومثلها:(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ).

8 -

(أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ) معناه: أشرف.

وهكذا تتعدد دلالات الفعل بتعدد الحروف التي يتعدى بها والأسيقة التي يسرح فيها، ولعل كثرة التضمينات في هذه اللغة الشريفة هو سبب سعتها، وغلبة حاجة أهلها إلى التركح في وجوهها ومطاويها. فالتضمين مذهب مرضي للعمل عليه والوصية به، وأكثر الناس يضعف عن احتماله لغموضه ولُطفه مع سعة انتشاره في البليغ من نظم الكلام ونثره، وعموم فائدته وجدوى الانتفاع منه.

ص: 40

فالفعل أو مشتقه - وهو أهم جزء في التركيب اللغوي - يحتاج في تحديد معالمه إلى معرفة لزومه أو تعديته أو الحروف التي يتعدى بها، وأكاد لا أجازف بدعواي حين أقول: إن الحرف هو العصا السحرية مع الفعل تُوجهه، ويستهدي بها حيث توجه، لا يكاد يستغني عنها على مدى تنوع مدلولاته التي تُثريه أو تُغنيه، ومعاجمنا اللغوية رغم جهودها في حصر استعمالاته، فلا يزال بعضها مخبوءاً في دواوين الشعر وكتب اللغة لم تستدركه بعد.

سموّ هذه اللغة الشريفة ناتج عن صعوبتها - صعوبة الرقيّ - انفردت عن سائر لغات العالم بتعدد الحروف التي يتعدى بها الفعل فتعطيه من المعاني ما تعددت معه الحروف، حتى لتجد نقيض المعنى عند اختلاف الحرف - انصرف إليه وانصرف عنه، ورغب فيه ورغب عنه، وأخذ بيده وأخذ على يده، ولها بالشيء ولها عنه - هذا (سبق) منفرداً معزولاً يخلتف في الدلالة عنه منظوما مسلوكاً في نَضَد مخصوص، ففي الأنبياء:(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى) معنى السبق: التقدير في الأزل وهو متعدٍ بحرف. وفي الأنفال: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا) معناها: أُفلِتوا، وفي ياسين:(فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ) معناها: ابتدروا، متعدٍ بنفسه.

ثم التركيب: يوظف الكلمة في معنى تحدده القرائن المختلفة: اللفظية والحالية والمعنوية، ثم المقام وهو المرجح لمعنى دون آخر.

فلفظ (فتن) يأتي بمعنى:

1 -

المعذرة: (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ)

2 -

والاختبار والامتحان: (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

ص: 41

3 -

والابتلاء: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)(1).

4 -

والصدّ: (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ

) (2).

5 -

والجنون: (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (3).

6 -

والعذاب: (فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ)(4).

7 -

والإحراق بالنار: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا)(5).

8 -

والقتل: (إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(6)(ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ)(7).

9 -

والضلال: (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ)(8) و (مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ)(9).

10 -

والشرك: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)(10)(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ)(11).

11 -

والكفر: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ)(12) و (وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ)(13).

ص: 42

فظاهرة تضافر القرائن لإيضاح المعنى الوظيفي في السياق هو ما ذهب إليه الجرجاني في نظرية النظم وهو ما سماه المحدثون (نظرية السياق) ويعود الفضل في الكشف عن هذه الدلالة لعالمين جليلين: الأول في حقل التحليل هو سيبويه، والآخر في حقل التركيب هو الجرجاني، وللكشف عن هذه الدلالة قد تكثر التأويلات حتى تكاد تنبو عنها الأفهام، وبعضها لا يكاد يظهر وجه الحق فيه إلا بتأويل ظني، فاستترت معانيه عن العلماء، وعندها لا يجوز أن نتمارى في تخصيص تأويل أو تعيينه عند تعارض الاحتمالات (لَن تَرَاني): كيفية الرؤية، تعيين حصولها، متى، وكيف، وهل النفي للتأبيد أو للتوقيت؟ وتعيين المراد بالظن والتخمين خَطِرٌ إذا انتفى الدليل والبرهان، خصوصا حين يرتبط بمعتقدات وعبادات، وُيرخص فيه لغير ذلك من مواعظ وتوجيهات.

إذاً لا بد لفهم المعنى من معرفة الدلالة ولا بد للدلالة من قرائن، وللقرائن أثرها وأهميتها في فهم الدلالة، فعلماء الأصول وقفوا على المعنى وأطلقوا عليه كلمة - حكم - كشأن المناطقة، فهو ليس عرفياً ولا اجتماعياً ولكنه عقلي صِرْف، إلا أن المناطقة نظروا في المطابقة والتضمُّن واللزوم والماجرى والماصدق والمقولة والجنس والكلية والجزئية. وعلماء الأصول وضعوا مفاهيم اقتضاها منهجهم من حيث دلالة الكلمة أو طريقة الحكم.

ودلالة الكلمة قسموها إلى الوضع والاستعمال والوضوح والقصد. واختلف الأحناف عن الشافعية في دلالة القصد. قال الأحناف: دالٌّ بالعبارة أو الإشارة أو الفحوى أو الاقتضاء. وقال الشافعية: دلالة المنطوق ودلالة المفهوم.

ص: 43

وكما يتصف الحكم عند المناطقة بالصواب والخطأ، يكون الحكم عند الأصوليين بالإباحة والوجوب والتحريم. ورغم ما وصفنا المعنى الأصولي بالعقلية لا العرفية ولا الاجتماعية، إلا أنهم في دلالة الكلمة قدموا نوعاً سلبيا هامًّا اصطلحوا على تسميته: مفهوم المخالفة، ولهذا المفهوم قيمة كبيرة عن (القيم الخلافية) التي تتكون مثها الأنظمة اللغوية وقد أشار الفراء إليها.

اتفق علماء اللغات على أن العربية أنصع اللغات وأسنعها وآصلها وأكملها لغزارة موادها واطراد اشتقاقها وسرارة جوادّها حتى قال ابن القطاع: من ذمَّ شِعرهم فجر، ومن طعن على لغتهم كفر أ. هـ وإذا كانت قريش أفصح العرب فرسولنا صلوات اللَّه عليه من قريش في الذُؤابة. عن عمر بن الخطاب قال: يا رسول اللَّه مالك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " كانت لغة إسماعيل قد دُرِست فجاءني بها جبريل عليه السلام فحفظنيها فحفظتها).

أمد اللَّه نبيه إذاً بجوامع الكلم واختار له من اللغات أعربها، ومن الألسنة أفصحها وأبينها، وقريش تفد إليها الحجيج من قبائل العرب تتحاكم إليها وهي مع فصاحتها وحسن لغتها ورقة لسانها، تتخير من كلام الوفود وأشعارها أصفاها وأبينها وأبلغها فاجتمع ما تخيروه إلى سلائقهم التي طُبعوا عليها فلا ترى في كلامهم عنعنة تميم ولا كشكشة ربيعة ولا كسكسة هوازن ولا تضجع قيس ولا عجرفية ضبَّة، أو تلتلة بهراء، فغرّد بفرائد لغتهم كل شاعر ما استطاب، وصدح بجواهر ألفاظهم كل أديب، فأتهم صِيتُها في البلاد وأنجد.

ص: 44

وإذا رأيت البصير بكلام العرب يستجيد أبياتا أو يستحسن مقالة ويصفها بالحلاوة والرشاقة والحسن والأناقة فليس ذلك إلى رقة ألفاظها بل إلى ما حوته من فضل معانيها وبراعة صياغتها. ففي طباع أصحابها من لطف الحس وصفائه، ونصاعة جوهر الفكر ونقائه أنهم لم يُؤتَوا هذه اللغة الشريفة إلا ونفوسهم قابلةٌ لها محسة لقوة الصنعة فيها ففي هذه اللغة من الغموض والدقة ما جعلهم مشغوفين بها ومُعظمين لها وفيها من الحكمة ما تشهد به العقول فهي مَعْلم من معالم سَداد عقولهم وفضيلة نفوسهم.

وإذا كان اللسان ترجمان الجنان، فإصابة اللسان في التعبير أو الرداءة في التحبير، ناشئة عن اضطراب في الفكر وفساد في الذوق وقد قيل: الإبداع في الفكر مرتبط بالإحساس بالجمال وكمال البيان. وقدرة المتلقي العقلية تُظهر المستوى الصادر عن بنيته التحتية لهذه اللغة، فمستمعٌ للقرآن يبكي، ينسلخ عن عالمه ويغيب عن حسِّه، وآخر يتركز تفكيره في الواقع اللغوي لا يكاد يخرج عنه، وثالث لا يفقه المراد من إعجازه، ورابع

وخامس

وكان أول مرض ألمَّ بلغتنا هو الوقوف عند ظاهر قوانين النحو ومدلول الألفاظ المفردة والانصراف عن معاني الأساليب ومغازي التراكيب إلا على استحياء مما أضعف لغتنا وهي في ريعان الشباب.

وكانت دولة الألفاظ قد استبدت بالمعاني في عصر الجرجاني فحاول تأييد المعنى وتعزيز جانبه ورفض أن تكون الكلمة أبسط عنصر لغوي ذي دلالة قال: والألفاظ لا تفيد حتى تُؤلف ضرباً من التركيب والترتيب، فلو عمدت إلى جملة وأبطلت نضدها ونظامها الذي عليه بُنيت وفيه أفرغ معناها، والذي بخصوصيته أفاد، وبنسقه المخصوص أبان المراد، لو فعلت ذلك لأخرجت المعنى من كمال البيان إلى محالِّ الهذيان.

ص: 45

فالجرجاني يربط المعنى بطرق الأداء ربطا لا يجوز بعده الحديث عن المعنى، كل على انفراد، فإذا تغيرت صورة التركيب تغير المعنى بمقدار تغير الصورة، فهي لغة تُؤخذ ولا تقاس، وإنَّمَا يُفتش عن صحة استعمالاتها ومواقعها. فإذا قيل: جلس على يميني يعني مُتمكّناً مُستعلياً، وإذا قيل عن يميني يعني منحرفاً متجافيا. وشأن النظم في الكلام كشأن الأصباغ تُحدث ضروباً من الألوان حين يدخل بعضها في بعض.

يقول (مستيه) إن الكلمات يتسع معناها ويضيق بحسب اتساع أُفقها وضيقه وُيصرُّ (اسبيرير) على فكرة المعنى المركزي والسياق ونغمة الإحساس.

أما علاقة الفعل بالحرف فتركيبة قابلة للتكيف. فالعرب حملت الحرف على فعله المتعدي به حَمْل الفرع على الأصل لأن الفعل في الجملة هو الأصل ولأنه أشيع حكما وأسير، فإذا تأملته عرفت منه ومن حرفه المتعدي به عناية العرب بالتجانس، وأنه منها على بال وهذا من قوة نظرهم ولُطف استشفافهم للغتهم وإعطائهم كل موضع من كلامهم حقه عن ميزة وعلى بصيرة. أما من حمل الحروف بعضها على بعض زاعما أنه مرادٌ لها،

فأسْتسْرفه وأتحاماه إذ كيف جاز لهم ذلك ومراتب الحروف متساوية، وليس بعضها أصلاً لبعض؟ فلا تركن إلى زعمهم إلا بعد السَبْر والتأمل، والإمعان والتصفح فإن وجدت حجة مقطوعاً بها صِرت إليها واعتمدتها، وإن تعذّر ذلك عليك جنحت إلى مذهب تعتمده، ومِئَمِ تتورده.

وسترى في الجزء الثاني من هذا الكتاب ما يتصل به ويسافر النظر فيه

ص: 46

بحسب ما أعان اللَّه عليه لتزاحم أغراضه وانتشار جهاته.

أقول: وقف المتزمتون ذات يوم عند تراكمات لم يتكيفوا معها، فباتت عربيتنا داخل ضروب من الافتراضات في مدارسنا، وازدادت الشقة بينهم وبين حاجات الجماعة يوما بعد يوم.

أما الدارسون اليوم فقد وجدوا هُوّة بين ما وضعه النحاة في الاستدلال والتعليل المستند إلى مقولات المنطق وعلم الكلام، وبين ضرورات التطور اللغوي بوصفه واقعاً حياً يتطور بتطور المجتمعات ذاتها، وهذه الهُوَّة لا تُستدرك بإهمال هذا التراث ولا بإحاطته بعِصمة موهومة، بل على الدارس أن يتعامل معه بروح علمية موضوعية قادرة على التعايش مع واقع اللغة: ماضيها وحاضرها ومستقبلها، فمن رغب في الازدياد من المعرفة والفضل فليربأ بنفسه عن التقليد والنقل.

وفي الختام: لست أدعي أنّ ما عرضت له مُسَلَّم به وكل ما أرجوه هو إثارة النقاش لاستقبال مولود جديد

فكل حقيقة إنما هي وليدة البحث، والتوردُ لها وَعْرُ المسلك، وكل ما أرجوه أن أشارك في البحث عنها عساني أصل.

ص: 47

التضمين النحوي

في القرآن الكريم

الجزء الأول

وفيه فصول

الأول: في حروف المعاني.

الثاني: صلة الحروف بالتضمين.

الثالث: صلة الفعل ومشتقاته بالتضمين.

الرابع: موضوع التضمين.

ص: 49