الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَال تعالى:
(وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ)
معناه ولا تُقروا وتعترفوا إلا لمن تبع دينكم، حكاه العز، قيل: اللام زائدة كما في قوله تعالى: (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) والأجود لدى أبي حيان عدم الزيادة، وضمن يؤمنوا معنى يُقروا ويعترفوا.
قال أبو علي: وقد تتعدى (آمن) باللام (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ). وقيل: آمن له أي به كقوله تعالى: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ).
أي به كما قال القرطبي. وقال أبو السعود: أي تقروا بتصديق قلبي، ومثله البروسوي. وقال الطبري: تصدقوا. وقال صاحب الجلالين تقروا وتعترفوا. وقال بعضهم: إن لم تذعنوا لي وكابرتم مقتضى العقل فكونوا بمعزل مني فاعتزال الباطل واجب.
أقول: لعل تضمين (تؤمنوا) معنى (تذعنوا) أو معنى (تطمئنوا) والمتعدي باللام أولى من (اعترف) كما قال أبو حيان، أو صدق أو زيادة اللام، أو إبدال اللام بالباء، كما ذكر القرطبي، فلا نأمن الشناعة لمكانه.
فقولهم مدفوع ولا رجوع إليه. إن للصهيونية والصليبية عملاء في شتى بقاع الأرض وفي صور متعددة من صحفيين وكتاب وشعراء ورؤساء، وباحثين منتمين للإسلام، وبعضهم من علماء الشريعة يشوهون الحقائق ويحرفون النصوص.
كل عميل من هؤلاء على تفاهم مع الأصيل الكافر في الإجهاز على هذا الدين، يأمن بعضهم لبعض، ويذعن ويطئمن و
…
لما يفضي إليه مما يبيته لتحطيم عقيدة هذه الأمة المسلمة. فاللَّه ينهانا عن الإذعان لهم، وهذا الإذعان والاطمئنان أشد خطرا من الإقرار أو الاعتراف باللسان، وعملاء الصهيونية والصليبية متفاهمون فيما بينهم على الإجهاز على هذا الدين في كل وسيلة وفي أقرب فرصة.
أرأيت إلى هذه اللام كيف كشفت عن خطر الاطمئنان والإذعان والطاعة للكافر؟! ويؤيد ما ذهبت إليه قوله تعالى: (لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ) وقوله تعالى: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) تضمن آمن معنى استسلم واطمأن والمتعدي باللام فللتعبير القرآني دلالته وإيحاؤه، فلا اطئمنان ولا ائتمان ولا ثقة ولا تعامل إلا أن يكون من أتباع دين محمد صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، ولو جاء التعبير بالإذعان بدل الإيمان لضيقنا واسعا، فالإذعان معناه الطاعة وحسب، وفي الإيمان معنى الأمن والأمانة والطمأنينة والطاعة والثقة والراحة، وهكذا كان اختيار الإيمان أفصح عن المراد وألصق بمعنى الولاء والبراء.
فالتضمين طريقه متلئبة، والتأمل فيها يوضحها، ويمكنك منها فعض عليه بالنواجذ.
* كذُباب السيفِ ما مَسَّ قَطَع *
* * *