الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُنَادِي لِلْإِيمَانِ) ويأتي متعديا (وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا).
المطلب السادس
التضمين يجعل الفعل المتعدي لمفعول متعديا لمفعولين
ضمن كتب معنى أقسم والقرينة هي الجواب: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) كتب أو قضى أو حكم تضمن معنى أقسم لذا تعدى لمفعولين: أقسم اللَّه كاتبا لأغلبن.
ضمن أمات معنى ألبث قَالَ تَعَالَى: (فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) أي ألبثه اللَّه مائة عام مماتاً.
وفِعْل متعد لمفعول عداه لمفعولين أو ثلاثة: قَالَ تَعَالَى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ).
والتضمين ينقل الفعل إلى أكثر من درجة، فعدى (ألوت) بقصر الهمزة بمعنى قصرت إلى مفعولين بعدما كان قاصرا على واحد في قولك: لا ألوك نصحا ولا ألوك جهدا حينما ضمن معنى لا أمنعك ومنه قوله سبحانه: (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا) قال الزمخشري: تعدى آلى إلى مفعولين على التضمين وجعله أبو حيان متعديا بحرف الجر: ألوت في الأمر و (خبالا) منصوب على التمييز أو الحال وفي النهر الماد: الأحسن تخريجه على التضمين.
وعدي: أخبر وخبر وحدث وأنبأ ونبأ إلى ثلاثة، لما ضمنت معنى أعلم وأرى بعدما كانت متعدية إلى واحد بنفسها وإلى آخر بالجار نحو (أَنْبِئْهُمْ
بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ) لأن (أرأيتم) إذا ضمنت معنى أخبروني تعدت إلى مفعولين، والغالب في الثاني أن يكون جملة استفهامية.
وقَالَ تَعَالَى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) في رضي وجهان الأول متعد لواحد وهو الإسلام ودينا حال. والثاني: مضمن معنى صير وجعل فيتعدى لاثنين: الأول: الإسلام، والثاني: دينا. جعل يكون بمعنى خلق أو بمعنى ألقى فيتعدى لواحد وبمعنى صير فيتعدى لاثنين، ويكون من أفعال المقاربة فيدخل على المبتدأ والخبر بالشروط المذكورة في بابها في قوله تعالى:(يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ).
قال ابن هشام: ويختص التضمين عن غيره من المعديات بأنه ينقل الفعل إلى أكثر من درجة ولذلك عدي (ألوت) بقصر الهمزة بمعنى (قصرت) إلى مفعولين بعدما كان قاصرا وذلك في قولهم: لا ألوك نصحا ولا ألوك جهدا لما ضمن معنى لا أمنعك ومنه قوله تعالى: (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا).
وعدي أخبر وخبَّر وحدَّث وأنبأ ونبأ إلى ثلاثة لما ضُمنت معنى أعلم وأرى، بعدما كانت متعدية إلى واحد بنفسها وإلى آخر بالجار، نحو قوله تعالى:(أَنبِئهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) وقوله تعالى: (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ).
قَالَ تَعَالَى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ)(سبع) مفعول ثاني لـ قضاهن لأنه ضمن معنى صيرهن بقضائه سبع سماوات.
وقَالَ تَعَالَى: (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) ضمن يُكفروه معنى يُحرموا ثوابه، ولهذا عدي لاثنين: الأول؛ نائب فاعل، والثاني: هاء يكفروه. وقَالَ تَعَالَى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ) درجات مفعول به ثانٍ وضمن نرفع معنى نعطي من نشاء درجات.
وقَالَ تَعَالَى: (فَظَلَمُوا بِهَا) تعدى الفعل بالباء على التضمين، بمعنى كفروا بها، وإما أن تكون الباء سببية أي ظلموا أنفسهم بسببها، أو بسبب الناس إذ صدوهم عن الإيمان.
وقَالَ تَعَالَى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) قيل: ضمن معنى ألزمنا فتعدى لاثنين الثاني إحسانا وقيل: مصدر أوصاه ووضاه بمعنى واحد أي أنهم قالوا: وصَّى على المبالغة والتكثير.
وقَالَ تَعَالَى: (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) زوّج يتعدى إلى مفعولين وعدي إلى الثاني بالباء لتضمنه معنى قرناهم.
وقَالَ تَعَالَى: (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا).
يجوز في (أجرا) أن يكون مفعولا به على تضمين فضل معنى منح.
وقَالَ تَعَالَى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) أجاز أبو البقاء العكبري أن يكون قوله: (مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) مفعولا به على تضمين الفعل معنى (أعطيناهم)
قَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) أي أعطيناهم مكان السيئة الحسنة وهو قول البيضاوي وفي الكلام حُذِفَ المفعول الأول.
وقَالَ تَعَالَى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)(خلقه) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لـ أحسن على تضمينه معنى أعطى.
وقَالَ تَعَالَى: (فَظَلَمُوا بِهَا) تعدى الفعل بالباء على سبيل التضمين يمعنى كفروا بها، وإمَّا أن تكون الباء سببية أي ظلموا بسببها الناس حيث صدوهم عن الإيمان.
وقَالَ تَعَالَى: (فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ) فقوله بآياتنا يتعلق بـ (يظلمون) لتضمنه معنى يكذبون أو لأنها بمعنى يجحدون.
وقَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ). مفعول يظلم محذوف أي (أحدا) ومثقال: مصدر، وقيل ضمن معنى ما ينصب مفعولين فانتصب مثقال على أنه مفعول ثانٍ والأول محذوف، والتقدير: لا يغصب أو لا يبخس أحدا مثقال ذرة، والبخس في الثمن فرع من الظلم.
وقَالَ تَعَالَى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ). درجاتِ ظرف أو مفعول ثانٍ ويحتاج هذا القول إلى تضمين (نرفع) معنى ما يتعدى إلى اثنين، أي
نعطي من نشاء درجات وقَالَ تَعَالَى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) ضمن يبلو معنى يعلم فعداه تعديته إلى مفعولين والذي علقه عن المفعول الثاني جملة الاستفهام: أيكم.
وقَالَ تَعَالَى: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)(سمع) إن دخلت على مسموع تعدت لواحد: سمعت كلام زيد وإن دخلت على غير مسموع فتتعدى لاثنين عند الفارسي، الثاني يدل على صوت، وتتعدى عند غيره لواحد.
قَالَ تَعَالَى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ). ومن الأفعال المتضمنة معنى التصيير (فجَّر).
وجعلنا الأرض كأنها عيون تتفجر وهو أبلغ من قولك: وفجرنا عيون الأرض وأعربه بعضهم مفعولا ثانيا كأنه ضمن وفجرنا أي صيرنا بالتفجير الأرض عيونا.
ويضمن معنى الفعل الناسخ فيتعدى إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ويشيع في أفعال الصيرورة قَالَ تَعَالَى: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) أي وجعلنا عليكم الغمام فيكون (عليكم) مفعولا ثانيا.
وقَالَ تَعَالَى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) أي فيصيره أضعافا.
وقَالَ تَعَالَى: (وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا) أي تتخذون الجبال بيوتاً ومثل هذا كثير: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) - (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا) - (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) - (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) - (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) - (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ) الأصل في نبأ وأنبأ أن يتعديا إلى واحد بأنفسهما وإلى الثاني بحرف الجر، ويجوز حذفه فنقول: نبات به ونبانيه فإذا ضمن معنى أعلم تعدى إلى ثلاثة مفاعيل: ويختص التضمين عن غيره من المعديات بأنه قد ينقل الفعل إلى أكثر من درجة، عدى أخبر وخبَّر وحدَّث ونبأ إلى ثلاثة مفاعيل لما ضمنت معنى أعلم وأرى بعدما كانت متعدية إلى واحد بنفسها وإلى الآخر بالجار نحو (أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) قال أبو حيان: والأصل في هذا أن يصل إلى ثاني معموليه باللام (يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) أو بـ (إلى)(لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). ثم يُتسع فيه فيتعدى إلى ثاني معموليه بنفسه (اهْدِنَا