المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت) - التضمين النحوي في القرآن الكريم - جـ ١

[محمد نديم فاضل]

فهرس الكتاب

- ‌[وقفات مع الكتاب]

- ‌تمهيد

- ‌الفصل الأولفي حروف المعاني

- ‌المبحث الأولالتعريف بالحروف

- ‌المبحث الثانيمعاني الحروف

- ‌المبحث الثالثمدلول الحروفمن خلال السياق

- ‌المبحث الرابعوظيفة الحروف

- ‌الفصل الثاني

- ‌المبحث الأولأقوال العلماء في التضمين

- ‌المبحث الثانيموضوع التضمين

- ‌المطلب الأول: نشوء ظاهرة التضمين

- ‌المطلب الثاني: الغرض من التضمين

- ‌المطلب الثالث: فائدة التضمين

- ‌المطلب الرابع: قياسية التضمين وآراء العلماء فيه

- ‌الفصل الثالثصلة الحروف بالتضمين

- ‌المبحث الأولالتضمين وتناوب الحروف

- ‌المبحث الثانيالتضمين وزيادةالحروف وحذفها

- ‌أسباب حذف حروف المعاني

- ‌الفصل الرابعالتضمين وصلته بالفعل ومشتقاته

- ‌المبحث الأولالفعل ومكانته في الجملة

- ‌المطلب الأول: التضمين يجعل اللازم متعديا والمتعدي لازما:

- ‌المطلب الثاني: يجعل المتعدي بنفسه متعديا بحرف الجر:

- ‌المطلب الثالث: التضمين يجعل المتعدي بحرف الجر متعديا بنفسه

- ‌المطلب الرابع: التضمين يجعل الفعل المتعدي بحرف متعديا بآخر

- ‌المطلب الخامسالتضمين يجعل الفعل متعديا مرة ولازما أخرى،حسب تأويلنا له وتوجيهنا لمعناه

- ‌المطلب السادسالتضمين يجعل الفعل المتعدي لمفعول متعديا لمفعولين

- ‌المطلب السابع: يجعل المتعدي لمفعولين متعديا لواحد

- ‌المطلب الثامن:وتضمين فعل الظن معنى فعل اليقين في الأمور المحققة

- ‌المطلب التاسع: تضمين فعل معنى آخر

- ‌المطلب العاشر: تضمن الفعل الناقص معنى الفعل التام

- ‌المبحث الثانيالتضمين في المشتق

- ‌تقديم

- ‌ القسم الثاني

- ‌(أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)

- ‌(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)

- ‌(وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا) وقال: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ)

- ‌(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا)

- ‌(فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ)

- ‌(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)

- ‌(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ)

- ‌(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ)

- ‌(وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ)

- ‌(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)

- ‌(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ

- ‌(هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا

- ‌(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (2)

- ‌(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ)

- ‌(وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ)

- ‌(قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ)

- ‌(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا)

- ‌(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)

- ‌(إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ (4)

- ‌(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ)

- ‌(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)

- ‌(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)

- ‌(وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ)

- ‌(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا)

- ‌(ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)

- ‌(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا)

- ‌(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ)

- ‌(فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ)

- ‌(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ)

- ‌(الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا)

- ‌(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)

- ‌(وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ)

- ‌(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)

- ‌(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّ

- ‌(الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ)

- ‌(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)

- ‌(يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ)

- ‌(تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ)

- ‌(إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً

- ‌(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)

- ‌(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

- ‌(وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)

- ‌(وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ)

- ‌(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا)

- ‌(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ)

- ‌(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30))

- ‌(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ)

- ‌(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ)

- ‌(فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)

- ‌(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)

- ‌(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ)

- ‌(وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ)

- ‌(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)

- ‌(وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ)

- ‌(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)

- ‌(وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا)

الفصل: ‌(ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت)

المفسرون زائدة أو للتوكيد أو للتعليل أو مصدرية أو

وإنما يتعدى بها فعل

يريد ومعناه هنا في سياق الآية (يقصد) ففي اللسان وفي معجم الأفعال للملياني: القصد: الاعتماد والأم. فقَصَد له. معناه: اعتمده وطلبه فقصدُ اللَّه هنا هو طلبه للتبيين والهداية. وفي قوله سبحانه: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) قصْدُ اللَّه إزالة الحرج. وفي قوله سبحانه: (وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) قصْدُ الله: تطهيرُكُم وإتمام النعمة عليكم، وفي قوله سبحانه:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) فقصدُ اللَّه هنا إذهابُ الرجسِ عن أهل البيت وإبعادُه.

فكيف تصرفت الحالُ فالتضمين فاشٍ في مناحي القول في هذه اللغة الشريفة فُشُواً لا يكاد يحاط به، وهو مسْهُو عنه لم يُنتصف منه.

والله يكشف للمريد وجه الحقيقة ما استتر

* * *

فال تعالى: ‌

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ)

(4).

ذكر أبو حيان: الرؤية علمية وضمنت معنى ما يتعدى ب (إلى) فلذلك لم تنصب مفعولين كأنه قيل: ألم ينته علمك إلى كذا؟ قال الراغب: رأى يتعدى بنفسه دون الجار فإذا عُدي ب (إلى) اقتضى - أي تضمن - معنى النظر

ص: 349

المؤدي إلى الاعتبار نحو (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ). وقال الزجاج: ألم ينته علمك إلى خبر هؤلاء؟ وذكر الرضي: مضمن معنى الانتهاء.

وقال الآلوسي: الرؤية إما بمعنى الإبصار مجازاً عن النظر، لأن النظر دون الإدراك، وإما بمعنى الإدراك القلبي متضمنا معنى الوصول والانتهاء، ولهذا تعدت ب (إلى) وقد يتعدى اللفظ على هذا المعنى بنفسه وقل من نبَّه عليه قال امرؤ القيس:

ألم ترياني كلما جئت طارقا

وجدت بها طيبا ولم تتطيب

أقول: الرؤية هنا مجملة، والمراد منها التدبر والتفكر والاتعاظ، فسياق الآية لم يحدد شخصية هؤلاء الخارجين من يهود حذرا من الموت، لأن السياق سياق عبرة وعظة وتصحيح للتصور وبيان الحكمة الإلهية، فإن الحذر والفزع والخروج لن يرد عنهم قضاءً أو يحفظ حياة، فلو ثبتوا وصبروا لكان أولى بهم.

فالرؤية مضمنة معنى النظر، والمتعدي بـ (إلى) وهو لا يحتاج إلى مفعول ولا مفعولين: ألم تنظر يا محمد .. ألم تتنبه إلى مصارع هؤلاء؟ ليلفت نظر المؤمنين إلى نتائج الممتَحنين. فمن تأمل التضمين وقد جمع مع الرؤية النظر، والاعتبار والتأمل والتفكر فقد وفَى الصنعة حقها، ورَبَا بها أفرعَ مَشارفها، وعرف منه وبه عنايته في تبيين المعنى وتأليق صورته إلى الغاية التي لا مذهب بعدها، تجربة لا يذكر القرآن أصحابها ويعرضها في اختصار: خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فلم ينفعهم الخروج والفرار والحذر، وأدركهم

ص: 350

قدر اللَّه الذي خرجوا حذرا منه (فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)، وميتة العقوبة بعدها حياة، وميتة الأجل لا حياة بعدها، قال مجاهد: لما أُحيوا بقيت رائحة النَّتَن موجودة في نسلهم إلى اليوم.

فالمقصود تشجيع المؤمنين على القتال وإذا علم الإنسان أن فراره لا ينجيه هانت عليه مبارزة أعدائه وبذل روحه وماله وأتبعها الله بقوله (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، فهي تشجيع على القتال ما دام الفرار لا ينجي من القدر، قال الشاعر:

في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة

والمرء في الجبن لا ينجو من القدر

وقال المتنبي:

وإذا لم يكن من الموت بد

فمن العجز أن تموت جبانا

فالرؤية تضمنت معنى الاتعاظ والنظر .. إنه التضمين.

* يُثنى على فضله الأعجام والعربُ *

* * *

قَالَ تَعَالَى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ)(3).

قال أبو السعود: ألم تر: ألم تنظر فهو تعجب للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل من تتأتى منه الرؤية من حال أهل الكتاب وسوء صنيعهم واختلافهم، إنما كان بعدما جاءهم العلم، وذهب الشوكاني وكثير من المفسرين إلى أن (ألم تر)

ص: 351

وقال أبو حيان: ألم تر: ألا تعجب من هؤلاء المدعوين إلى كتاب اللَّه أي في حال دعوتهم إلى كتاب اللَّه ليحكم بينهم!.

أقول: (ترى) ضمن معنى (تنظر) فعدي بما يتعدى به. وكان الباعث عليه لفت النظر وأخذ العبرة أما الاستفهام فقد خرج إلى معنى التعجب.

نعم سؤال استغراب وتعجب من الذين أوتوا نصيبا من الكتاب والكتاب واحد في الحقيقة:

أوتي يهود نصيبا منه - التوراة -

وأوتي النصارى نصيبا منه - الإنجيل -

وأوتي المسلمون الكتاب كله - القرآن - لأنه جمع أصول الدين كله - قرأ معناه جمع، قرأت الماء في الحوض جمعته - فليحذر المسلمون اليوم ولينظروا إلى مصير أهل الكتاب ليتعظوا من مواقفهم. والتعبير بالرؤية عن النظر أي التدبر أو الاعتبار أو

- لا تنحصر في لفظ يُدْعَون إلى كتاب اللَّه ليحكم بينهم في شؤون حياتهم ومعاشهم

فيتخلف فريق منهم وُيعرض عن تحكيم الشريعة: الأمر الذي تناقض مع دعوى أنهم من أهل الكتاب وأنهم مصدقون به. يُخرجون شريعة اللَّه من حياتهم ويدَّعون أنهم مؤمنون.

وعجبي لا ينقضي من المسلمين اليوم حين يُعرِضون عن التحاكم إلى كتاب الله ويدَّعون أنهم مسلمون.

بلاء لا يُقادَرُ قَفرُه، وغضبٌ ينتهي إلى شِقوتهم وطَرْدِهم من رحمة الله والعياذ بالله.

* فما عُذرنا ألَّا يضيق بنا المصدرُ *

* * *

ص: 352

قَالَ تَعَالَى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) (1).

قال المبرد: في قوله: ردف لكم، معناها ردفكم، وذهب بعضهم إلى أن أصل ردف التعدي، بمعنى لحق وتبع، فاحتمل أن يكون مضمنا معنى اللام، قال أبو حيان: ولذلك فسره ابن عباس: يقرب لما كان يجيء بعد الشيء قريب منه ضمن معناه أو زيدت اللام في مفعوله لتأكيد وصول الفعل إليه كما زيدت الباء في قوله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) قال الزمخشري وقد عُدي بمن على سبيل التضمين لما يتعدى بها قال الشاعر:

فلما ردفنا من عمير وصحبه

تولى سِراعا والمنيةُ تُعْنِقُ

أي دنوا من عمير وقيل: ردفه وردف له لغتان. وذكر العكبري مثل ذلك أي دَنَوْا من عمير.

وذكر الزمخشري: قيل لهم عسى أن يكون ردفكم بعضه هو عذاب يوم بدر، فزيدت اللام للتأكيد كالباء في (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ) أو ضمن معنى فعل يتعدى باللام نحو: دنا لكم وأزف لكم ومعناه تبعكم ولحقكم.

ومثله البيضاوي وذكر الجمل: وجوها أظهرها أن ردف ضمن معنى فعل يتعدى باللام أي دنا وقرب.

وقال الآلوسي: أصل معنى ردف: تبع، والمراد به هنا لحق ووصل، وهو مما يتعدى بنفسه وباللام كنصح، وقيل: اللام داخلة على

ص: 353

المفعول لأجله والمفعول به الذي يتعدى إليه الفعل بنفسه محذوف أي (ردف الخلق لأجلكم) ولا يخفى ضعفه. وقيل: إن الكلام تم عند (ردف) على أن فاعله ضمير يعود على الوعد، ثم استأنف بقوله تعالى:(لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) على أن (بعض) مبتدأ (لكم) متعلق بمحذوف وقع خبراً له ولا يخفى ما فيه من تفكيك للكلام، والخروج عن الظاهر لغير دل لفظي، ولا معنوي، والمعنى: قل عسى أن يكون لحقكم ووصل إليكم بعض الذي تستعجلون حلوله وتطلبونه وقتاً فوقتاً أ. هـ.

أقول: شبح العذاب وراءهم كالرديف وراء الراكب، لا يدري أحدهم متى يكون، ولكنهم في غفلة سامدون

أيستعجلونه؟! يا له من موقف ترتجف له القلوب

العذاب من ورائهم، ولكنهم يستهزئون بالوعيد، ويستهينون بالعذاب يقولون:(مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) هو؟ ويأتيهم جواب يشفي الغليل (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) وفي عسى هذا طمع وإشفاق ومعناه: عساكم زلف لكم بعضه في بدر! كما تمَول للراسب في الاختبار عساك نلت المراد! فتضمين ردف معنى (زلف وبدا) والمتعدي باللام يُبلغُنا المراد، لأنه يُبدي لهم دُنو العذاب ومُزدلفة، نفهم ذلك من جوابه (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ) فالرديف ما سيلحق بكفار قريش قي قبورهم من العذاب بعد قتلهم، والمزدَلَف ما تقدمهم من العذاب من سيوف المؤمنين والتنكيل بهم في بدر، والمعنيان مرادان المضمن والمضمن فيه، ما زَلف من عذاب التنكيل بهم وقتل زعمائهم، وما سيتبعهم من عذابٍ في قبورهم، والألفاظ على معانيها أدلة، وأبلغ القول ما تعددت وجوه

ص: 354

إفادته، فإن تأملته جلا عليك محاسنَه، وإن تناكرتَهُ، سد عليك باب الحُظوة به.

فجمع التضمين بُدوه، ودُنُوه ومُزدَلَفه، وأغنى عن زيادة اللام أو حذف

المفعول أو التعدي بمن أو جعل المتعدي لازما أو التعليق بمحذوف أو

أو

إنه التضمين يجلي الغامض ويصل إلى الخفي ويتنسم عبير البيان بالسهل الممتنع.

فهو ينشر ما انطوى

كالنور يهدي من عثر

* * *

قَالَ تَعَالَى: (فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ)(1).

قال الزمخشري: أرسل إلى جبريل واجعله أي هارون نبيا وآزرني به واشدد به عضدي. أ. هـ. وذكر القرطبي: أرسل إليه جبريل بالوحي وجعله رسولاً معي.

موسى عليه السلام بعد أن أمره ربه (ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سأل ربه الرسالة لأخيه هارون لأنه أفصح منه، والداعية يحتاج إلى لسان وبيان وحجج ولأن لآل فرعون ذنبا عليه، فخاف أن يقتلوه فتنقطع دعوته أو تموت. ومفعول أرسل محذوف ذهب المفسرون إلى تقديره: جبريل. وليس بشيء.

أقول: لعل تضمين (أرسلَ) معنى (أوحى) يفتح لنا منافذ على المعنى يساعدنا عليه السياق. ففعل أوحى يتعدى بـ إلى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى)

ص: 355

و (أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ) و (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) و

وموسى طلب من ربه أن يوحي إلى أخيه بالرسالة بلفظ (أرسلْ) أي أوحِ إليه بالرسالة: صيره رسولا. فجمع التضمين المعنيين الوحي والرسالة. ويأتي الجواب من ربه (كلا) بالردع تعقيبا على ما رغب فيه أو خاف منه: أخاف أن يكذبون

ويضيق صدري

ولا ينطلق لساني

فأرسل إلى هارون

فأخاف أن يقتلون.

ويذهب جُل المفسرين إلي إيقاع لفظ كلا على آخر حديث موسى (فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا) ويأتي التعقيب (فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وهل يرد التأكيد بالتثنية في هذه الأوامر لولا ما أفاده النص (فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ) من استجابة الدعاء؟!.

سياق القصة يطوي المسافات والأبعاد والأزمان ويترك فجوات بين المشاهد، ليصل إلى المواقف الحية مباشرة، لقد استجاب اللَّه دعوة موسى عليه السلام فإذا هارون عليه السلام رسول مع أخيه (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ).

أرأيت إلى حروف المعاني كيف سخرها التضمين في هذه اللغة الشريفة لتنهض بالمعنى إلى غايته وتكون مرقاة إلى تدبره! إنه التضمين:

له غاية تُحيي القلوب ونظرة على كثرة الأغراض تهدي إلى الرشد

* * *

ص: 356