الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (1){وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (2){وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} (3){وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} (4).
وهكذا تنزل الوحي من الله جزاء للصدق والإخلاص، لأنه يعلم أن المؤمنين إنما جاءوا احتراما للبيت والحرم وقد تجنبوا الإثارة ورغبوا في السلم لكن أعداءهم اضطروهم للحرب فلما لم يجدوا بدا منها استعدوا لها استعدادا نفسيا عقيديا يغلب كل تجهيز مادي مهما بلغ من الفتك والإبادة. ويمضي الزمن وتبقى هذه الحقيقة حتى اليوم فالناس بحاجة إلى القوة النفسية قبل القوة المادية.
(1) سورة الفتح الآية 18
(2)
سورة الفتح الآية 19
(3)
سورة الفتح الآية 20
(4)
سورة الفتح الآية 21
بوادر السلم تلوح في الأفق
في غمار الحماس وفي معمعة الاستعداد للحرب يأتي من مكة خبر يدل على أن عثمان ما زال حيا وأنه موقوف لدى قريش. . فتهدأ النفوس قليلا. . ويزداد الأمل في انفراج الأزمة فيتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة يخبرونه بأن رجلا من قريش يدعى (سهيل بن عمرو) يستأذن في مقابلة رسول الله بصفته رسولا لقريش ونائبا عنهم. . فيقول رسول الله: «إذا سهل الأمر، ائذنوا له» . . فيدخل على رسول الله ومعه عرض من قريش يقول: نطلب من محمد أن يرجع عنا عامه هذا ولا يخلص إلى البيت فإذا كان العام القابل قدم إلى العمرة ودخل مكة ليس معه فرس ولا سلاح. . . فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم المبدأ ونادى علي بن أبي طالب. . وأمره أن يكتب عقد الصلح.
بعد التفاوض على الشروط. . قال لعلي. . اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل: لا. . لا نكتب هذا أبدا. . فقال رسول الله: (فكيف نكتب؟) قال: اكتب: باسمك اللهم. .! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهذه حسنة اكتبوها. .) ثم قال: (اكتب: هذا ما تقاضى عليه رسول الله. .) فقال سهيل: والله ما نختلف إلا في هذا. .! قال رسول الله: (كيف. .؟!) قال: لو كنا نعتقد بأنك