الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الحنفية: إن الأفق الغربي يعتريه بعد الغروب أحوال ثلاثة متعاقبة، احمرار، فبياض، فسواد. وإن الشفق المقصود هنا هو الشفق الأبيض بظهور السواد، فمتى ظهر السواد انتهى وقت المغرب.
وقال المالكية: إنه لا امتداد لوقت المغرب الاختياري، وأن وقت المغرب هو فقط بقدر الزمن الذي يحتاج إليه الإنسان لأداء الأذان والإقامة والطهارة ثم الصلاة، وبذلك ينتهي وقت المغرب، أما وقتها الضروري فهو من عقب الوقت الاختياري، ويستمر إلى طلوع الفجر.
وقت العشاء
يبتدئ وقت العشاء من مغيب الشفق الأحمر، ويستمر حتى طلوع الفجر الصادق. وقال الحنابلة: إن للعشاء وقتين، الأول الوقت الاختياري، وهو من مغيب الشفق إلى مضي ثلث الليل الأول. والثاني وهو وقت الضرورة يبتدئ من أول الثلث الثاني من الليل ويستمر إلى طلوع الفجر الصادق. وقال المالكية مثل ذلك.
وقت الصبح
يبدأ وقت الصبح من طلوع الفجر الصادق، وهو أول ظهور ضوء الشمس - الغير مباشر - السابق عليها والذي يظهر من جهة المشرق، ثم ينتشر حتى يعم الأفق جميعه، ويصعد إلى السماء منتشرا. أما الفجر الكاذب، فلا عبرة به، وهو الضوء الذي لا ينتشر، ويظهر مستطيلا دقيقا يتجه إلى السماء وعلى جانبيه ظلمة.
ويمتد وقت الصبح (الفجر) إلى طلوع الشمس. وقال المالكية: إن للصبح وقتين، الأول اختياري وهو من طلوع الفجر الصادق ويستمر حتى الإسفار المبين - أي ظهور الضوء الذي تبدو به الوجوه بالبصر المتوسط
في المكان المكشوف ظهورا بينا، وكذلك تختفي فيه النجوم، والثاني ضروري، وهو الوقت الذي يلي ذلك الوقت الاختياري ويستمر إلى طلوع الشمس.
ونستخلص مما سبق أن البدايات الشرعية لمواقيت الصلاة الخمسة هي: يبدأ دخول وقت الظهر بعد زوال الشمس، ويبدأ دخول وقت العصر عندما يصير ظل الواقف رأسيا مثل طوله زائدا عليه طول ظله وقت الزوال، ويبدأ وقت المغرب بعد مغيب قرص الشمس تماما تحت الأفق، ويبدأ دخول وقت العشاء بعد زوال الشفق الأبيض ودخول ظلمة الليل، كما يبدأ وقت الصبح (الفجر) عند بداية ظهور الضوء الأبيض - أي الفجر الصادق.
وإذا جمعنا بين الوقت الاختياري والوقت الضروري على رأي بعض الأئمة الفقهاء فإن النهايات الشرعية لمواقيت الصلاة تكون كالآتي:
ينتهي وقت صلاة الصبح عند أول ظهور لقرص الشمس من تحت الأفق، وينتهي وقت الظهر عندما يصير ظل الجسم الرأسي مثل ارتفاعه مضافا إليه ظل الجسم وقت الزوال، وينتهي وقت العصر باختفاء قرص الشمس تحت الأفق، ثم ينتهي وقت المغرب بانتهاء الشفق الأبيض، كما ينتهي وقت العشاء بظهور الضوء الأبيض في المشرق - أي طلوع الفجر الصادق.
ومن ذلك نجد أنه يمكن الوصل بين بدايات الصلوات المفروضة وبين نهايات البعض الآخر منها. فإن ابتداء دخول وقت العصر يعني انتهاء وقت الظهر، وأن دخول وقت المغرب هو انتهاء وقت العصر، وأن ابتداء وقت العشاء هو انتهاء وقت المغرب، وكذلك فإن ابتداء وقت الصبح هو انتهاء وقت العشاء، وأما انتهاء وقت الصبح فيكون بأول بزوغ قرص الشمس من تحت الأفق.
وعلى ذلك نجد أن المواقيت المطلوب تعيينها لتحديد البدايات والنهايات لمواقيت الصلوات الخمسة هي ستة أوقات في كل يوم من الأيام وهي أوقات الشروق والزوال والغروب وانتهاء الشفق وطلوع الفجر الصادق، وعندما يبلغ ظل الجسم الرأسي مثل طوله مع إضافة ظل الزوال إليه.