الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: التوسل المشروع
المراد به: هو تقرب العبد إلى الله بوسيلة وردت في الكتاب أو صحيح السنة، ومن أنواعه ما يلي:
النوع الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته
.
بيانه: هو التوسل إلى الله بالاسم المقتضي لمطلوبه أو بالصفة المقتضية له (1).
مثاله: كأن يقول في دعائه: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعطيني كذا أو تدفع عني كذا، أو يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني، أو يقول: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي (2) ونحو ذلك.
أدلة مشروعيته:
لقد دل على مشروعية التوسل بأسماء الله وصفاته أدلة كثيرة من الكتاب والسنة.
فمن الكتاب قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (3).
(1) الجواب المختار ص 50.
(2)
انظر: التوسل للألباني ص 32. وقاعدة جليلة ص 52، 53.
(3)
سورة الأعراف الآية 180
وجه الدلالة: أن الله سبحانه وتعالى: أمرنا أن ندعوه متوسلين بأسمائه الحسنى، وأسماؤه - سبحانه - متضمنة لصفاته، فتكون داخلة في هذا الطلب (1). وبذلك يتضح دلالة الآية على مشروعية التوسل بأسمائه وصفاته.
ومن السنة:
1 -
قوله صلى الله عليه وسلم في أحد الأدعية الثابتة عنه قبل السلام من صلاته صلى الله عليه وسلم «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خير لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خير لي (2)» . . . الحديث " (3).
2 -
ومنها: ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر يقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث (5)» .
3 -
ومنها ما رواه ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه
(1) انظر: التوسل للألباني ص 32.
(2)
سنن النسائي السهو (1306)، مسند أحمد (4/ 264).
(3)
أخرجه النسائي في السهو، باب نوع آخر من الدعاء وإسناده جيد. انظر: جامع الأصول حديث 2184.
(4)
أخرجه الترمذي في الدعوات، باب 99 انظر: جامع الأصول حديث 2297.
(5)
أي إذا أهمه. (4)
4 -
(1) رواه أحمد في المسند برقم 2/ 371، 4318 وصححه ابن حبان برقم 2372، عن عبد الله بن مسعود، وانظر جامع الأصول حديث 2300 (المتن والحاشية).
(2)
رواه أبو داود في الصلاة، باب الدعاء، والترمذي في الدعوات باب، رقم 109 والنسائي في السهو، باب الدعاء بعد الذكر، وإسناده صحيح، انظر جامع الأصول حديث 2143.
(3)
انظر: التوسل للألباني ص 32 - 35، وكشف ما ألقاه إبليس ص 92.