الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحرم، نزلت فيه الآية، إلا أن مدلولهما ينسحب على باقي الأشهر الحرم الأخرى.
ثالثا: شهر رمضان
لم يرد في القرآن الكريم تصريح باسم أي شهر من شهور السنة، سوى شهر رمضان؛ وذلك في سورة البقرة في قوله تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (1).
وهذا الشهر تميز على غيره باختصاصه بعبادة جليلة، عبادة الصوم. ولعل من الحكم في ذلك هي أن هذا الشهر قد شرفه الله بنزول القرآن، وفيه فاضت على البشرية هداية الرحمن، ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء برسالة هي خاتمة الرسالات.
وأصل (رمضان) في اللغة مأخوذ من الرمض، ويعني: شدة وقع الشمس، يقال: أرمضه ورمض، أي أحرقته الرمضاء، وهي شدة حر الشمس. ومنه سمي رمضان "لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة"(2).
(1) سورة البقرة الآية 185
(2)
القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ج 2، ص 291.
وفضل هذا الشهر عظيم، وثوابه جسيم، يدل على ذلك معنى الاشتقاق من كونه محرقا للذنوب، كما يدل عليه ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث كثيرة في فضل هذا الشهر العظيم، ومن ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين (1)» . وقوله في حديث آخر: «من قامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه (2)» .
وفي هذا الشهر العشر الأواخر، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله (3)» . وغيرها من الأحاديث الدالة على عظمة هذا الشهر.
فإذا كان هذا الشهر بهذه العظمة، والأجر فيه يضاعف إلى هذه الدرجة، أفلا نستثمره على الوجه الأكمل؟ وهلا حرصنا على كل ثانية منه لكي لا تضيع سدى؟
(1) رواه البخاري. انظر: الصحيح مع الفتح، كتاب الصوم، باب رقم 5 حديث رقم 1899، ج 4، ص 605.
(2)
رواه البخاري. انظر: الصحيح مع الفتح، كتاب صلاة التراويح، باب رقم 1، حديث رقم 2008، ج 4، ص 778.
(3)
رواه البخاري. انظر: الصحيح مع الفتح، كتاب فضل ليلة القدر، باب رقم هـ، حديث رقم 2024، ج4 ص 802.