الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تقدم الكلام عن صيغة لا أقسم (1).
والقيام في اللغة نقيض الجلوس (2). وسمي اليوم الآخر بيوم القيامة؛ لأن الخلق يقومون فيه لرب العالمين قومه واحدة حتى يفصل في أمرهم (3).
كما أقسم سبحانه بهذا اليوم في قوله: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} (4){وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} (5) وسمي هذا اليوم باليوم الموعود؛ لأن الله وعدهم بوقوعه في الحياة الدنيا لمجازاة كل فريق على عمله (6).
أما سر القسم بيوم القيامة فللتنبيه على عظمته وهوله، وباعتبار ما يجري فيه من عدل الله، وإفاضة فضله، وما يحضره من الملائكة والنفوس المباركة (7).
(1) انظر ص 240 من هذا البحث.
(2)
انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة (قوم)، ج 12، ص 496.
(3)
انظر: المرجع السابق، ج 12، ص 556. السجستاني: غريب القرآن، ص 296.
(4)
سورة البروج الآية 1
(5)
سورة البروج الآية 2
(6)
انظر: أضواء البيان، ج 9، ص 130. ابن عاشور: التحرير والتنوير، ج 30، ص 238.
(7)
انظر: ابن عطية: المحرر الوجيز، ج 5، ص 451. ابن عاشور: التحرير والتنوير، ج 29، ص 338.
عاشرا: القسم بالعمر
العمر: هو اسم لمدة عمارة البدن بالحياة، والتعمير: إعطاء العمر
بالفعل أو بالقول على سبيل الدعاء (1). قال تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (2).
وأقسم سبحانه بالعمر فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (3) قال الزجاج: "قال النحويون: ارتفع لعمرك بالابتداء، والخبر محذوف. المعنى: لعمرك قسمي، أو لعمرك ما أقسم به، وحذف الخبر لأن في الكلام دليلا عليه"(4).
والقسم بالعمر هنا قسم بعمر مخصوص، هو عمر النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم:"أكثر المفسرين من السلف والخلف -بل لا يعرف عن السلف فيه نزاع- أن هذا قسم من الله بحياة رسول صلى الله عليه وسلم"(5).
ولم يقسم سبحانه في كتابه بغير حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه مزية لم تعرف لغيره، وفي هذا ما يدل على فضل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعزتها على الله.
(1) انظر: الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن، ص 586. السمين الحلبي: عمدة الحفاظ ج 3، ص 122.
(2)
سورة فاطر الآية 11
(3)
سورة الحجر الآية 72
(4)
الزجاج: معاني القرآن، ج 3، ص 184.
(5)
ابن القيم: التبيان في أقسام القرآن، ص 547.