الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمور الدين".
فالنصارى جاوزوا المقدار المعتبر في حق عيسى عليه السلام، وأنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فأفرطوا إلى القول بألوهيته وربوبيته. واليهود جفوا في حقه فزادوا في التفريط تجاوزا بلغ الغلو فيه إلى القول بأنه ابن زنا وبغي، وقذفوا أمه، فهم غلاة في جفائه.
وكذلك حال المعطلة الذين غلوا في التنزيه فأفرطوا، وحال المشبهة الذين غلوا وزادوا في الإثبات حتى غلوا في الإثبات، وسيأتي الكلام عليهم في موضعه إن شاء الله، وعلى هذا فقس.
علاقة الغلو بالإفراط والتطرف:
الغلو في الحقيقة أعلى مراتب الإفراط في الجملة، فالغلو في الكفن هو المغالاة في ثمنه والإفراط فيه.
والغلو أخص من التطرف إذ إن التطرف هو مجاوزة الحد والبعد عن التوسط والاعتدال إفراطا أو تفريطا، أو بعبارة أخرى: سلبا أو إيجابا، زيادة أو نقصا، سواء كان غلوا أم لا، إذ العبرة ببلوغ طرفي الأمر، وسبق الغلو في قول القائل:
لا تغل في شيء من الأمر واقتصد
…
كلا طرفي قصد الأمور ذميم
فالغلو أخص من التطرف باعتبار مجاوزة الحد الطبيعي في الزيادة والنقص، في حال النقص يسمى غلوا إذا بالغ في النقص،