الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصحيح من مثلها إذا خالف الكتاب والسنة لا يعتد به فكيف المكذوب.
ثالثا: شبهاتهم من العقل:
منها ما يلي:
الشبهة الأولى: قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح.
يقول السبكي: (وإذا جاز السؤال بالأعمال وهي مخلوقة فالسؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم أولى)(1)
ويقول أحمد دحلان: (وإذا جاز التوسل بالأعمال الصالحة كما في صحيح البخاري في حديث الثلاثة الذين أووا إلى غار، فالتوسل به صلى الله عليه وسلم أحق وأولى لما فيه من النبوة والفضائل سواء كان ذلك في حياته أو بعد وفاته)(2).
الجواب: يقال لهم:
أولا: أن هذا قياس، والقياس في العقيدة باطل، ذلك أنها توقيفية على الكتاب والسنة الصحيحة فلا مجال للاجتهاد فيها.
ثانيا: أنه قياس مع الفارق فالتوسل بالأعمال إنما هو التقرب إلى الله بما شرعه لعباده في كتابه أو على لسان رسوله
(1) شفاء السقام ص 136.
(2)
الدرر السنة ص 26.
صلى الله عليه وسلم إذ هي التي تزكي نفس العامل وتجعله أهلا لقبول دعائه، أما ذات الغير فلم يشرع الله التقرب بها، كما أنها لا تأثير لها البتة في تزكية المتقرب بها مهما كانت تلك الذات فاضلة بعملها المزكي لها، ذلك أن التزكية تأتي من العمل، لا من الذات.
ثالثا: أن قولكم هذا يلزمنا لو قلنا أنه يجوز التوسل بعمل الغير، ونحن لا نقول ذلك ولم يقل به أحد من السلف فإذا كان التوسل بعمل الغير لا يجوز فالتوسل بذاته من باب أولى لا يجوز (1).
(1) انظر: صيانة الإنسان ص 209، 285 (المتن والحاشية)، والتوسل للألباني ص 152.
الشبهة الثانية: قياس الخالق على المخلوق:
وموجز هذه الشبهة: يقولون: إننا نتوسل بذوات الأنبياء والصالحين عند الله كما نتوسل بأصحاب الجاه والمنزلة عند الملك أو نحوه، أي نجعل الأنبياء أو الصالحين واسطة بيننا وبين الله كما نجعل صاحب الجاه والمنزلة عند الملك واسطة بيننا وبينه في قضاء حوائجنا؛ لأننا لا نقدر أن نصل إلى الله بغير ذلك (1)، يقول محمد عطا: (وإنما الطلب من هؤلاء الصالحين على
(1) انظر: الدرر السنية ص 26، وشفاء السقام ص 144، والتوسل للألباني ص 145، والقول الجلي ص 41.
سبيل التوسط بحصول المقصود من الله تعالى لعلو شأنهم عند سبحانه (1).
الجواب: يقال لهم:
أولا: هذا قياس. والقياس في العقيدة باطل إذ هي توقيفية قل مجال للاجتهاد فيها.
ثانيا: أن فيما زعمتم تشبيها للخالق بالمخلوق وهذا باطل قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (2).
ثالثا: قياسكم قياس مع الفارق، فالمخلوق قد تعتريه علل تستلزم وجود الواسطة بينه وبين صاحب الحاجة، من ظلم أو كبر جهل أو منفعة يتطلع إليها أو غيرها من العلل التي تكون حائلة دون قضاء مصالح الناس، أما الخالق فيتنزه عن هذه العلل وغيرها فهو الغني القريب المجيب السميع العليم الرؤوف الرحيم.
رابعا: عندما قستم الله بخلقه شبهتموه بأصحاب الصفات الدنيئة الذين لا يعطون الناس حقوقهم إلا بواسطة، إنكم لو شبهتموه سبحانه وتعالى بأصحاب الصفات الفاضلة لكفرتم فكيف وقد شبهتموه بأصحاب الصفات الدنيئة (3).
(1) انظر: الأقوال المرضية له ضمن "الصواعق المرسلة لابن سحمان" ص 144.
(2)
سورة الشورى الآية 11
(3)
انظر صيانة الإنسان ص 180 - 182 والتوسل للألباني ص 146 - 148 والقول لفصل النفيس ص 79.