الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما قدموه في حياتهم الأولى من خير وشر: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (1){وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (2) ويعبر عنه بالقيامة، والحياة الآخرة، وغير ذلك مما سيأتي - إن شاء الله.
(1) سورة الزلزلة الآية 7
(2)
سورة الزلزلة الآية 8
2 -
(مكانة عقيدة البعث في الدين الإسلامي):
عرفنا - فيما سبق - أن أساس هذا الدين القيم - هو الإيمان بالله واليوم الآخر - وبهذا الدين بعث الله رسله أجمعين ليبينوا للناس أصوله وعقائده التي لا تتغير ولا تتبدل، ولا ينالها النسخ - مهما طال عليها الزمان، تلك الأصول هي الإيمان بالله ولقائه، وبملائكته وكتبه ورسله، وقدره، أعني أركان الإيمان الستة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور حينما سأله عن الإيمان فقال:«أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر: خيره وشره (1)» . فالإيمان الصحيح المعتبر هو التصديق الجازم بهذه الأمور الستة كلها، ومن كفر بواحدة منها فليس من الإيمان في شيء.
والدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده هو هذا الإيمان، والعمل على مقتضاه - فهو عقيدة، وعمل بما تقتضيه هذه العقيدة، وترجمة عن هذه العقيدة بأعلى وأفضل وأصدق كلمة (كلمة التوحيد).
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4777)، صحيح مسلم الإيمان (10)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991)، سنن ابن ماجه المقدمة (64)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 426).
تلازم هذه العقائد الست وترابطها:
والإيمان بهذه العقائد الست يستتبع بعضها بعضا - بمعنى أن من آمن ببعضها وكفر ولو بواحدة منها - كان كافرا بالجميع - وكثيرا ما تطلق كلمة الإيمان، أو يذكر بعض متعلقاتها اكتفاء - ويكون المراد ذلك: لأن أصل الأصول كلها، وركن هذا الدين الركين، إنما هو الإيمان بالله وحده ربا خالقا رازقا، وإلها حقا