الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكلمات الله ولقائه انقسم الناس إلى فريقين: مصدق مؤمن، وجاحد منكر كافر، ومن هذا الفريق من هو شاك مرتاب، وهؤلاء (المرتابون الممترون) يمكن إسقاطهم من درجة الاعتبار اكتفاء بقول القائل:
قال المعلم والطبيب كلاهما
…
لا تبعث الأجساد قلت إليكما
إن صح قولكما فلست بخاسر
…
أو صح قولي فالخسار عليكما
وأما المؤمنون الموقنون باليوم الآخر، فقد لقبهم ربهم في صدر سورة البقرة بالمتقين، وفي صدر سورة لقمان بالمحسنين - وسجل لهم الفوز كل الفوز في كل من السورتين {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (1) - كما ساق لهم الهداية والبشرى ولقبهم بالمؤمنين في سورة النمل {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (2) {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (3). وإذا فلنقصر حديثنا على فريق المكذبين بيوم الدين - أي المكذبين باليوم الآخر:
المكذبون باليوم الآخر
هؤلاء الذين كذبوا بيوم الدين يمكننا بالاستقراء والاستقصاء أن نحصرهم في ثلاث طوائف:
(1) سورة البقرة الآية 5
(2)
سورة النمل الآية 2
(3)
سورة النمل الآية 3
الطائفة الأولى: طائفة أنكرت البعث والجزاء
من أساسه، لأنهم أنكروا المبدأ الأول من أصول الإيمان وأركانه (أعني مبدأ الاعتراف بالإله وإفراده بالعبادة)، وقالوا (ونعوذ بالله ونبرأ مما قالوا): إن العالم بلا إله، ولقد بلغ انطماس البصيرة عند أحدهم بعد أن ارتاد من مجالي الكون ما ارتاد، وبعد أن تجلى له من آثار الخلاق العظيم ما تجلى أن يقول:(رأيت في رحلتي الفضائية كذا وكذا، ولكنني لم أر الله)!! يا سبحان الله!! {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} (1).
(1) سورة البقرة الآية 210