الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحوث
صفحة فارغة
مرويات صلاة الحاجة
جمع ودراسة
للدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن من أعظم ما يوفق إليه المرء بعد قيامه بأداء ما افترضه الله عز وجل عليه، حرصه على القيام بأداء النوافل والسنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقها في حياته، ونشرها بين عموم المسلمين ليناله خيرها وثوابها والقرب من الله تعالى. قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه في فضل التقرب إلى الله بفعل النوافل والطاعات: «وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن
سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه (1)»
وحينما يحرص المسلم على التزود بالأعمال الصالحة، والتقرب إلى الله بالطاعات الفاضلة، ينبغي عليه أن يتحرى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيعمله وينشره ويدعو إليه بالتي هي أحسن بادئا بالأهم فالمهم، وما لم يثبت فإن الواجب عليه أن يوضح للمسلمين وجه عدم صحته وثبوته، إظهارا للحق ونصحا للخلق، دونما تنقص لاجتهاد من خالفه ممن سبقه من أهل العلم والفضل والدين.
وإن من السنن التي ذكرها أهل العلم وأشار إليها: (سنة صلاة الحاجة)؛ لكنهم اختلفوا في عدد ركعاتها وصيغ دعائها، فذهب بعضهم إلى أنها ركعتان، وذهب بعضهم إلى أنها أربع ركعات، وذهب بعضهم الآخر إلى أنها ثنتا عشر ركعة.
وهذا الاختلاف جاء بناء على الأحاديث الواردة في صفتها،
(1) أخرجه البخاري (ح 6137) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.