الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مما جعلني أدقق النظر في مرويات صلاة الحاجة، وأتحقق من ثبوتها ومن صحة سندها.
وبعد البحث والجمع والدراسة اتضح - لي - أنه ليس هناك صلاة مخصوصة بدعاء مخصوص للحاجة؛ لكن يشرع المسلم إذا انتابه شيء أو كانت له حاجة أن يكون من جملة ما يستعين به على قضائها هو الاستعانة بالصلاة؛ لقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (1). كما سيأتي بيان ذلك في القسم الأول من هذا البحث - إن شاء الله تعالى.
(1) سورة البقرة الآية 45
أسباب اختيار الموضوع:
وقد حداني إلى الكتابة في مثل هذا الموضوع عدة أسباب، أهمها:
1 -
التثبت من صحة الأحاديث الواردة في صلاة الحاجة.
2 -
أن الأسانيد الواردة في صلاة الحاجة ليست صحيحة، بل هي ضعيفة أو شديدة الضعف؛ بل بعضها يصل إلى حد الوضع.
3 -
أن كثيرا من الحريصين على فعل الطاعات - وفقهم الله - يوردون هذه الأحاديث الواردة في صلاة الحاجة في مواعظهم ومقالاتهم وكتبهم على أن أسانيدها صحيحة
ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن الصواب خلاف ذلك.
4 -
حث السلف من أهل الحديث رحمهم الله على اتباع الصحاح من الأحاديث والآثار، والابتعاد كل البعد عن رواية الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
5 -
أنني لم أر أحدا - فيما أعلم - سبقني إلى البحث في مثل هذا الموضوع.
وإذا تبين لك أخي الكريم ضعف هذه الأحاديث، فإنه لا يجوز رواية الحديث الضعيف فضلا عن العمل به، وهذا هو مذهب جمهور المحققين من أهل الحديث، قال الشيخ أحمد شاكر (1) رحمه الله: (والذي أراه أن بيان الضعف في الحديث الضعيف واجب في كل حال؛ لأن ترك البيان يوهم المطلع عليه أنه حديث صحيح
…
وأنه لا فرق بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة، بل لا حجة لأحد إلا بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيح أو حسن) والحديث في هذا الباب طويل جدا (2) ومعلوم أن الصلاة هي من جملة العبادات التي مبناها
(1) انظر: شرح ألفية ابن مالك الحديث ص (94).
(2)
للاستزادة انظر كتاب: "حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال".