الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرعا التعامل معها والاستفادة منها.
3 -
لم أجد حسب علمي دراسة علمية استقرائية تحليلية تعنى بهذا الأصل من خلال سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهمية الموضوع وتنوعه وطوله - كما رأيت فيما سبق - فآمل من الإخوة الباحثين في السنة وعلومها العناية بهذا الجانب خاصة وأن بعض الباحثين التربويين المعاصرين يشتكي من قلة الكتابة في هذا الموضوع وعدم وجود دراسات شرعية متخصصة تعنى باستباط هذه الأساليب من المصدر الثاني للتشريع.
نعم هناك بعض البحوث القليلة الجيدة في هذا الموضوع ومنها بحث بعنوان " الأساليب التعليمية المستقاة من خلال تراجم الإمام البخاري على أحاديث كتاب العلم في جامعه الصحيح " أوصل فيه الباحث الأساليب التعليمية المستنبطة خمسة وعشرين أسلوبا، وقد أجاد الباحث وأبدع وفقه الله.
الخاتمة:
بعد هذه الجولة العلمية الشائقة الرائقة في رياض السنة النبوية وما فيها من أحكام وآداب وأخلاق بحثا عن التوجيهات والآداب المتعلقة بأدب التخاطب الذي نحتاجه كل دقيقة في حياتنا أجمل أبرز النتائج والتوصيات.
فمن النتائج:
* عناية الأئمة والعلماء بهذا الأدب الرفيع، وبيانه للناس بما يناسب زمانهم وعصرهم، والغالب أن الأئمة يذكرون أدب التخاطب وما يتعلق به في كتاب يعقدونه بعنوان " كتاب الأدب" أو كتاب الاستئذان، أو كتاب السلام.
* أن الباحث يرى أن أصول أدب التخاطب في السنة النبوية ترجع إلى ستة أمور:
الأول: بدء المخاطبة والكلام بالسلام.
الثاني: لين الكلام وطيبه وانتقاء الألفاظ والجمل الحسنة عند مخاطبة الناس.
الثالث: اجتناب الكلام الفاحش والألفاظ السيئة.
الرابع: استشعار مسؤولية الكلمة وخطورتها.
الخامس: مراعاة المخاطبين.
السادس: مراعاة أسلوب عرض الخطاب.
وتحت كل أصل أنواع وأقسام تقدم ذكرها.
* أن أدب الخطاب وفقهه يحتاج إلى أمرين رئيسين: العلم والعقل وبقدر النقص فيهما يكون النقص في أدب التخاطب، فحصول الأمرين هو الحكمة التي قال الله:
* أن الغفلة عن أدب التخاطب تورث جفاء في الطبع، وسوءا في الخلق، ونقصا في المحبة والمودة وهذه من أكبر عوامل التفكك في المجتمع المسلم، وكثير من هذه المظاهر نراها في واقعنا المعاصر من قبل كثير من الناس بل ومن بعض الخاصة الذين ينتصبون للحوار والرد والمجادلات والله المستعان.
ومن أهم التوصيات في رأيي:
1 -
عمل دورات تدريبية في فن التخاطب وأدب الحوار في ضوء السنة النبوية يقوم بها متخصصون في السنة النبوية ولهم اطلاع على المناهج التربوية المعاصرة.
2 -
عمل موسوعة لأدب التخاطب في السنة النبوية ومحاولة ربطها بالواقع المعاصر.
3 -
الاهتمام بالخطاب الإعلامي وطريقته وأسلوبه مستفيدين من السنة النبوية، ومن المعلوم أن الإعلام بأنواعه من أكبر المؤثرين على الجمهور ومع ذلك نلمس تأخرا من قبل المتخصصين في استعمال أساليب عرض الخطاب وطريقته
(1) سورة البقرة الآية 269
يظهر ذلك من خلال البرامج التي يلقيها بعض المتخصصين.
4 -
إقامة برامج بعنوان " فن التخاطب في السنة النبوية " في وسائل الإعلام بأسلوب شائق وجذاب، مع ملاحظة تنوع شرائح المخاطبين.
5 -
عمل دراسات علمية أكاديمية لاستنباط أدب التخاطب في السنة النبوية وذلك من خلال استقراء كتب السنة والنظر في تراجم وتبويبات الأئمة ومن ثم الخروج بنتائج دقيقة ومؤصلة لهذا الأدب من خلال كتب الحديث النبوي، وقد لمس الباحث قلة العناية بهذا الموضوع من قبل الجامعات المعنية بدراسة السنة النبوية.