الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى مطردة للداء، مقوية للقلب، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر، مغذية للروح، منورة للقلب، مبيضة للوجه، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة للشيطان، مقربة من الرحمن، وبالجملة فلها تأثير عجيب، في حفظ صحة القلب والبدن وقواهما، ودفع المواد الرديئة عنهما، لا سيما إذا وفيت حقها من التكميل، فما استدفعت أذى الدارين واستجلبت مصالحهما بمثلها، وسرها أنها صلة بين العبد وربه، وبقدر الوصلة يفتح الخير، وتفاض النعم، وتدفع النقم).
القسم الثاني: الأحاديث الواردة في صلاة الحاجة:
رويت صلاة الحاجة عن جمع من الصحابة بألفاظ مختلفة، منهم: عبد الله بن أبي أوفى، وأنس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وابن مسعود، وعثمان بن عفان، وأبو الدرداء رضي الله عنهم، وإليك بيان ذلك بالتفصيل والدراسة:
الحديث الأول:
عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم
ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم؛ سبحان الله رب العرش العظيم؛ الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين (1)».
تخريجه:
أخرجه الترمذي - واللفظ له - في سننه كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الحاجة (1/ 344 ح 479) - ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 460) - وابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (1/ 441 ح 1384)، والحاكم في المستدرك (1/ 320) والبيهقي في الشعب (3/ 175)، والبزار في مسنده (8/ 300) وعبد المغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (59) كلهم من طريق أبي الورقاء فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه مرفوعا.
دراسة إسناده:
هذا الحديث في سنده فائد بن عبد الرحمن الكوفي أبو الورقاء ضعفه جمع من المحدثين واتهمه آخرون، قال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن معين: ضعيف ليس بثقة، وليس بشيء. وقال
(1) سنن الترمذي الصلاة (479)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1384).
أبو حاتم: ذاهب الحديث
…
وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلا؛ كأنه لا يشبه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلا حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. ومرة قال: متروك الحديث، وقال الحاكم: روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقال الذهبي: تركوه. وقال ابن حجر: متروك اتهموه.
وبناء عليه فقد ضعف سند هذا الحديث جماعة من المحدثين؛ بل عده بعضهم من الأحاديث الموضوعة، ولذا قال الترمذي بعدما أخرجه في سننه:(هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، فائد بن عبد الرحمن يضعف في الحديث، وفائد هو أبو الورقاء).
وممن ضعف الحديث أيضا: البزار، وبالغ ابن الجوزي فذكره في الموضوعات؛ لكن تعقبه السخاوي، فقال (1) (وقد توسع ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في الموضوعات وفي ذلك نظر
…
وفي الجملة هو حديث ضعيف جدا).
(1) القول البديع (ص 431).