الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما ينفع الأصل من هاشم
…
إذا كانت النفس من باهلة
وقال الآخر:
ولوقيل للكلب يا باهلي
…
عوى الكلب من لوم هذا النسب
وقال قتيبة بن مسلم لهبيرة بن مسروح: اي رجل أنت؟! لو كانت أخوالك من سلول، فلو بادلت: فقال: اصلح الله الأمير بادل بهم من شئت من العرب وجنبني باهلة.
سنة سبع وتسعين
فيها توفي سعيد بن مرجانة صاحب أبي هريرة والفقيه طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري قاضي المدينة، وهو أحد الطلحات الموصوفين بالجود وفيها أو في سنة ثمان توفي قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي الكوفي وقد جاوز المائة، سمع أبا بكرة وطائفة من البدريين، كان من علماء الكوفة. وفيها أو في سنة ست توفي محمود بن لبيد الأنصاري الأشهلي. قال البخاري له صحبة، وذكره مسلم غيره في التابعين، وله عدة أحاديث. قال بعض المحدثين حكمها لارسال، وحج فيها بالناس خليفتهم سليمان بن عبد الملك، وتوفي معه بوادي القرى أبو عبد الرحمن موسى بن نصير الأعرج الأمير الذي افتتح الأندلس وأكثر المغرب، وكان من رجال العالم حزماً وعزماً ورأياً وهمة ونيلا وشجاعة واقداماً لم يهزم له جيش قط. قلت وكان والده نصير على جيوش معه، ومنزلته عنده مكينة، وكان عبد الله بن مروان أخو عبد الملك بن مروان والياًعلى مصر وإفريقية، فبعث ابن أخيه الوليد بن عبد الملك أيام خلافته يقول له: ارسل معي موسى بن نصير إلى إفريقية، وذلك في سنة تسع وثمانين من الهجرة، وقيل سبع وسبعين، فلما قدمها ومعه جماعة من الجند بلغه أن بأطراف البلاد جماعة خارجين عن الطاعة، فوجه ولده عبد الله فأتاه بمائة ألف رأس - قلت، هكذا هو في نسخة الأصل - وبعده قال الليث فبلغ الخمس ستين ألف رأس، وهذا لا يوافق قوله مائة ألف، ولا بد أن يكون أحد اللفظين غلطاً، فأما أن يكون الصحيح قول الليث ويكون الجملة ثلاث مائة ألف، وأما أن يصح رواية مائة ألف فيكون الخمس عشرين ألفاً، او يكون غلطه الكاتب في قوله ستين ألف رأس، وإنما هي ستون ألف دينار أو درهم على حسب ارتفاع
القيم وانخفاضها والله سبحانه أعلم. وقال أبو شبيب الصدفي لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير، وكانت البلاد في قحط شديد فأمر الناس بالصلاة والصوم وإصلاح ذات البين، وخرج بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات، وفرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والصراخ والضجيج، فأقام على ذلك إلى منتصف النهار، ثم صلى وخطب الناس، ولم يذكر الوليد ابن عبد الملك، فقيل له ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ فقال هذا مقام لا يدعى فيه لغير الله عز وجل، فسقوا حتى رووا.
وقتل من البربر خلقاً كثيراً، وسبى سبياً عظيماً، حتى انتهى إلى السوس الذي لايدافعه أحد، ونزل بقية البربر على الطاعة، وطلبوا الأمان، وولي عليهم والياً، واستعمل على طنجة وأعمالها مولاه طارق بن زياد البربري، ومهد البلاد ولم يبق له منازع من البربر ولامن الروم، وترك خلقاً كثيراً من العرب يعلمون البربر القرآن وفرائض الإسلام، فلما تقرر القواعد كتب إلى طارق وهو بطنجة يأمره بغزو بلاد الأندلس في جيش من البربر، ليس فيه من العرب إلا قدر يسير، فامتثل طارق أمره وركب البحرمن سنته إلى الجزيرة الخضراء من الأندلس، وصعد إلى جبل يعرف اليوم بجبل طارق، لأنه نسب إليه لما حصل عليه وذكر عن طارق أنه كان نائماً في المركب وقت التغدية، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم يمشون على الماء حتى مروا، وبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالفتح، وأمره بالرفق بالمسلمين والوفاء بالعهد. وكان صاحب طليطلة ومعظم بلاد الأندلس ملكاً يقال له الذريق، ولما نزل طارق من الجبل بالجيش الذي معه كتب نائب للذريق يقال له تذمير؛ أنه قد وقع بأرضنا قوم لا ندري من السماء هم أم من الأرض فأقبل الذريق في سبعين ألف فارس ومعه العجل يحتمل الأموال والمتاع، وهو على سريره بين دابتين عليه قبة مكللة بالدر والياقوت والزبرجد. فلما دنا من طارق وعسكره قال طارق لمن معه أين المفر والبحرمن ورائكم والعدو أمامكم فليس عليكم والله إلا الصدق والصبر، وليس لكم وزير إلا سيوفكم، فلما التقوا