الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها قتل عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه. ومن فضائله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنت منهم " لما ذكر صلى الله عليه وآله وسلم أنه " يدخل الجنة من أمته سبعون ألفاً بغير حساب " فقال: ادع الله أن يجعلني منهم الحديث.
وفيها قتل خالد مالك بن النويرة الحنظلي مع رهط من قومه، وكان ممن منع الزكاة وهو من الرجال المعدودين، وفيه يقول أخوه.
لقد لامني عند القبور على البكا
…
صحابي لتذارف الدموع السوافك
فقالوا أتبكي كل قبر رأيته
…
لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
فقلت لهم إن الشجى يبعث الشجى
…
دعوني فهذا كله قبرمالك
قلت وبهذا البيت يستشهد أولو العرفان أن ذكر الشجى يهيج الأشجان ورؤية منازل الأحباب تورث الأحزان، عند تعطلها عن السكان، وفي ذلك يقول القائل.
كفى حزناً بالواله الصب أن يرى
…
منازل من يهوى معطلة قفرا
قلت:
يذكرهم عيشاً بنعمان ناعماً
…
حمام الحمى تعزي نسيم العواصف
ثير الصبا من كل صب صبابة
…
فيصبو إلى عهد الصبا والمآلف
فهم بين مشتاق وباك وضاحك
…
سروراً وصراخ وراج وخائف
لذكر اللقا والهجر والوصل والجفا
…
وقرب وبعد ناشر جمع لاقف
وفي ناشر جمع لأقف معنيان أحدهما الإشارة إلى اللف والنشر المودعين هذين البيتين والثاني أن البعد ينشر الاجتماع وتفرقة بعد القرب.
السنة الثانية عشرة
فيها غزوة اليمامة - وقتل مسيلمة الكذاب - وفتحت اليمامة صلحاً على يد خالد بعد أن استشهد من الصحابة نحو من أربع مائة وخمسين، وقيل ست مائة، وقتل منهم ومن غيرهم من المسلمين ألفاً ومائتان رجل، ومن الصحابة زيد بن الخطاب، وكان أسن من عمر، وأسلم قبله، وكانت معه راية المسلمين يومئذ، فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو حتى
قتل، فوجد عليه عمر، وكان يقول: أسلم قبلي واستشهد قبلي، وما هبت الصبا إلا وانا أجدر ريح زيد، وأبو حذيفة بن عروة بن ربيعة. ومولاه سالم، وثابت بن قيس بن شماس وهو الخطيب الفصيح من الأنصار، كان يخطب عند ورود الوفود على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه أحال في الكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما أتى مسيلمة يطلب الملك بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم:" لن تعدو قدر الله فيك وإذا أدبرت عقرك الله " وذهب وتركه خاسئاً. وقال هذا ثابت بن قيس بن شماس. واستشهد أيضاً أبو دجانة سماك بن خرشة الأنصاري الساعدي. ومن مناقبه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ سيفاً يوم أحد، فقال: من يأخذ هذا مني؟ فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول أنا أنا قال فمن يأخذه بحقه؟ فأحجم القوم يعني تأخروا وكفوا، فقال سماك أبو دجانة: انا آخذه بحقه فأخذه فعلق به هام المشركين. قيل وإنه ممن شارك في قتل مسيلمة يوم اليمامة. ومن المقتولين بشر بن سعد الأنصاري. وعباد بن بشر. والطفيل بن عمرو الدوسي. قلت: وفي شهر ذي الحجة توفي صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم زوج ابنته زينب أبو العاص بن الربيع القرشي العبشمي ابن أخت خديجة هالة بن خويلد، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يثني عليه، وكانت العرب قد ارتدت ومنعت الزكاة، حتى لم يبق خطبة يخطب بها سوى في ثلاث مساجد: مسجدي الحرمين ومسجد ثالث في البحرين، وإلى ذلك أشار شاعر بقوله:
والمسجد الثالث الشرقي كان لنا
…
والمنبران وفصل القول في الخطب
أيام لا منبر في الناس نعرفه
…
إلا بطيبة والمحجوج ذي الحجب
فعزم أبو بكر رضي الله عنه على جهادهم، ووافقه أصحابه رضي الله عنهم بعد أن كانوا خالفوا في ذلك محتجين بقوله صلى الله عليه وآله وسلم:" من قال لا إله إلا الله فقد عصم دمه وماله " وكانوا قد متعوه الزكاة، فقال رضي الله عنه: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: الا بحق الإسلام وروى عصم دمه وماله إلا بحقه أي بحق المال. قال الشيخ الإمام أبو إسحاق الشيرازي: فانظر كيف منع من التعليق بعموم الخبر من طريقين أحدهما أنه بين أن الزكاة من حق المال فلم يدخل مانعها في عموم الخبر والثاني أنه بين أنه ينص الخبر في الزكاة كما خص في الصلاة فخص مرة بالخبر وأخرى بالنظر وهذه غاية ما ينتهي إليه المجتهد المحقق والعالم المدقق انتهى قلت ولم يزل بقاتلهم، ويجيش