الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وعشرين ومائة
في رمضان منها كان ظهور أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة لبني العباس بمرو. وفيها توفي عالم المغرب وعابدها خالدبن أبي عمران التجيبي التونسي قاضى إفريقية. وفيها توفي على الصحيح يحيى بن أبي كثير أبو نصر أحد الأعلام في الحديث، وفيها توفي قاري المدينة الزاهد العابد أبو جعفر يزيد بن القعقاع، اخذ عن أبى هريرة وابن عباس، وقرأ عليه نافع، وله ذكر في سنين أبي داود.
سنة ثلاثين ومائة
فيها وقيل فى السنه الآتية توفي السيد الفقيه القدوة الحافظ القانت الزاهد محمد بن المنكدر، وسمع من عائشة وأبي هريرة، وكان بيته مأوى الصالحين ومجتمع المفلحين من الزاهدين والعابدين. وتوفي فيها يزيد بن رومان المدني، احد شيوخ نافع في القراءة، رحمه الله.
سنه إحدى وئلاثين ومائه
فيها استولى أبو مسلم صاحب الدعوة على ممالك خراسان، وهزم الجوش، وأقبلت دولة بني العباس، وولت دولة بني أمية. وفيها توفي فقيه أهل البصرة أيوب السختياني أحد الأعلام قال شعبة: كان سيد الفقهاء، وقال ابن عيينة: لم ألق مثله، وقال حماد بن زيد: كان أفضل من جالسته وأشد اتباعاً للسنة، وقال ابن المديني: له نحو ثمان مائة حديث. وفيها توفي أبو الزناد الفقيه أحد علماء المدينة، وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان، لقي عبد الله بن جعفر وأنساً. قال الليث: رأيت أبا الزناد حلقه ثلاث مائة تابع من
طالب فقه وعلم وشعر وصوف، تم لم يلبث أن بقي وحده، وأقبلوا على ربيعه، وكذا ربيعة أقبلوا على مالك وتركوه، صدق الله العظيم:" وتلك الأيام نداولها بين الناس " - آل عمران: 140 - قال أبو حنيفة: وكان أبو الزناد أفقه من ربيعة. وفيها توفي واصل بن عطاء المعتزلي المعروف بالغزال أحد أئمة المعتزلة، كان من البلغاء المتكلمين في العلوم، وكان ألثغ يبدل الراء غيناً. قال المبرد: كان أحد الأعاجيب، وذلك أنه كان قبيح اللثغة في الراء وكان يخلص كلامه من الراء، ولا يلقن لذلك لقتداره على الكلام وسهولة ألفاظه، وفي ذلك يقول بعض الشعراء:
عليهم بإبدال الحروف وقامع
…
لكل خطيب يغلب الحق باطله
وقال آخر:
ويجعل البر قمحاً في تصرفه
…
وخالف الراء حتى احتال للشعر
ولم يطق مطراً والقول يجعله
…
فعاد بالغيث إشفاقاً من المطر
وذكر السمعاني في كتاب الأنساب: ان واصل بن عطاء كان يجلس إلى الحسن البصري، فلما ظهر الاختلاف: وقالت الخوارج بتكفير مرتكب الكبائر، وقالت الجماعة بأنهم مؤمنون وإن فسقوا بالكبائر، خرج واصل بن عطاء من الفريقين وقال: ان الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر منزلة بين منزلتين، فطرده الحسن عن مجلسه، واعتزل عنه، وجلس إليه عمرو بن عبيد، فقيل لهم المعتزلة. قال وكان واصل بن عطاء يضرب به المثل في اسقاطه حرف الراء من كلامه، واستعمل الشعراء ذلك في شعرهم كثيراً، فمنهم قول أبي محمد الخازن في قصيدة يمدح بها الصاحب بن عباد.
نعم تجنبت لايوم العطاء كما
…
تجنب ابن عطاء لفظة الراء
وقال آخر:
أعد لثغة لو أن واصل حاضر
…
يسمعها ما أسقط الراء واصل
وقال آخر:
أجعلت وصل الراء لم ينطق به
…
وقطعتني حتى كأنك واصل
ولقد أحسن في قوله: وقطعتني حتى كأنك واصل، حسبنا بالغاً عند من يفهم المعاني