الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة المؤلف
الحمد للَّه العليم بفوارق "المشتبهات"(1) الخبير بدقائق "الملتبسات"(2) البصير بحقائق المختلفات.
وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، اعترافا جامعا لطوالع المكرمات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إقرارا فارقا بين نوران النيرات وتوافق الظلمات.
"وبعد"، فإن المطارحة بالمسائل ذوات المآخد "المؤتلفة"(3) المتفقة، والأجوبة المختلفة "المفترقة"(4) مما يثير أفكار الحاضرين فى الممالك ويبعثها على "اقتناص"(5) أبكار المدارك ويميز مواقع أقدار الفضلاء ومواضع مجال العلماء.
وقد رأيت لأصحابنا (رضى اللَّه عنهم) فى هذا المعنى تصانيف ووقعت لهم "منه"(6) على تواليف، منها ما هو موضوع لهذا النوع "بخصوصه"(7)، ومنها ما هو مشتمل على ما هو أعم منه مما يستعمل عند إرادة الإختيار واعتبار المقدار.
(1) ورد فى "أ": المشبهات، وصحف فى ب، د بلفظ المشبهات، وما ذكر فى الأصل هو الموافق للمعنى ولبناء الكلام ونظمه.
(2)
فى "د": المكتسبات، وما ذكر بالأصل هو الموافق لما يقصده، المؤلف، ولبناء الكلام ونظمه.
(3)
فى "أ": المتآلفة، وما ذكر بالأصل هو الموافق لنظم الكلام.
(4)
فى "أ": المتفرقة، ولعله تصحيف.
(5)
فى "جـ": اقتصاص، وهو تصحيف.
(6)
فى "د": منها، والظاهر أنه تصحيف لأن الضمير يعود على "المعنى".
(7)
فى "جـ": بهذا النوع خصوصًا، وأغلب الظن أنه من تصرف الناسخ.
فمن الأول: كتاب "الجمع والفرق" للشيخ أبى محمد الجوينى (1) وهو مشهور. ومنه كتاب "الوسائل فى (فروق) (2) المسائل" مجلد ضخم قليل الوجود، تأليف أبى الخير: سلامة بن "إسماعيل"(3) ابن جماعة المقدسى (4).
وأبو الخير هذا عالم مشهور، وقد أوضحت حاله أحسن إيضاح فى كتاب "طبقات أصحاب الشافعى" فراجعه واعلمه. فإن ابن أبى الدم (5) نقل عنه فى شرح "الوسيط"(6) شيئًا، ثم أنكره، وقال: إنه رجل مجهول.
ومن النوع الثانى: كتاب "المطارحات" لأبى عبد اللَّه بن القطان (7)، وهو تصنيف لطيف غريب ظفر به الرافعى (8)، ونقل عنه فى كتاب "الغصب". ومنها:(المسكت)(9) بالسين المهملة والتاء المثناة فى آخره للإمام أبى عبد اللَّه الزبيرى (10)
(1) هو: عبد اللَّه بن يوسف بن محمد بن عبد اللَّه الجوينى، النيسابورى، والد إمام الحرمين، وأحد أئمة المذهب، فله المعرفة التامة بالفقه والأصول، والنحو والتفسير والأدب حتى لقب بركن الإسلام. توفى سنة 438 هـ - 1047 م ويراجع طبقات الأسنوى فى خ ص 50، ط 1/ 338، الطبقات الكبرى للسبكى: 5/ 73.
(2)
فى "أ"، "د": قرن، وهو تحريف.
(3)
هذه الزيادة لا توجد فى "جـ" وهى زيادة حسنة موضحة، والظاهر أنها من سقط الناسخ.
(4)
الشافعى المتوفى سنة 480 هـ.
(5)
هو: إبراهيم بن عبد اللَّه بن عبد المنعم بن على بن فاتك، المعروف بابن أبى الدم. ولد بحماة سنة 583 هـ - 1187 م، ودخل بغداد فسمع بها، وحدث بحلب والقاهرة. له مصنفات كثيرة منها شرح مشكل الوسيط، وكتاب التاريخ، وتدقيق العناية فى تحقيق الرواية، وغير ذلك توفى سنة 644 هـ - 1244 م وراجع معجم المؤلفين 1/ 535 وطبقات الأسنوى خ ص 101، ط 1/ 547.
(6)
للإمام أبى حامد محمد بن محمد الغزالى الشافعى، المتوفى سنة 505 هـ. وهو ملخص من بسيطه مع زيادات. وهو أحد الكتب الخمسة المتداولة فى المذهب، وعليه قامت أغلب شروحه. وراجع كشف الظنون: 2/ 2002، ومعجم المؤلفين: 11/ 266.
(7)
هو: أبو المحاسن: أحمد بن محمد بن أحمد البغدادى، المعروف بابن القطان. أخذ عنه العلم علماء بغداد. ومات بها فى جمادى الأولى سنة 359 هـ. وراجع طبقات المصنف ص 27.
(8)
هو الإمام الكبير عالم المذهب الشافعى: أبو القاسم، عبد الكريم بن محمد الرافعى القزوينى، صاحب كتاب فتح العزيز شرح وسيط الغزالى، والمعروف "بالشرح الكبير" وهو أحد الكتب المطولة المعتبرة فى فروع الفقه الشافعى. توفى سنة 623 هـ. وانظر طبقات الأسنوى: ط 10/ 571.
(9)
فى "جـ": المكتسب، وهو تصحيف بدليل الضبط من المؤلف.
(10)
هو: الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبد اللَّه بن المنذر، والقرشى، البصرى، الشافعى، الضرير فقيه محدث، عارف بالأدب، خبير بالأنساب من تصانيفه الأخرى "الكافى فى الفقه" ورياضة المتعلم، والنية، وغير ذلك، وراجع كشف الظنون: 2/ 1676 ومعجم المؤلفين 4/ 179.
وهو مجلد عزيز الوجود. ومنها: المعاياة لأبى العباس الجرجانى (1) وهو معروف أيضًا (رضى اللَّه عنهم أجمعين).
وهذا الباب واسع جدًّا اشتمل على الغثّ والسمين، فاستخرت اللَّه تعالى فى تأليف كتاب فى هذا المعنى؛ اقتداء بالأئمة المذكورين. فجمعت فيه تأليفًا متوسطًا أتيت فيه بما يستظرف ويستحسن، وصَفَحت عمّا يُستْمج ويستمجن، يشهد بنفاسته أولو الفضل والإنصاف، ويجهد فى دراسته (أولو الجدّ)(2) والإشغاف. وتغص أرجاء النّادى بطلابه، وتمتلئ أقطار الوادى بخطّابه، هذا مع (أن)(3) المسائل المذكورة من المسائل التى هى فى أنفسها مهمة مقصودة بالنظر، وكثير منها غريب قل من اطلع عليه.
ثم إنها مع ذلك مشتملة على فوائد نفيسة وقعت استطردًا كما ستقف عليه.
وكثيرًا ما أترك الجامع بين المسألتين لوضوحه، وربما يكون الحق فى المسألة للإلحاق لا الفرق لضعف الفارق، فأذكره منبهًا عليه.
وكثيرًا ما تكون المسألة من قاعدة متسعة النظائر، فلا أذكرها فى هذا الكتاب غالبًا، بل أذكرها فى كتابى المعقود لذلك المسمى بـ "نزهة النواظر فى رياض النظائر"، وهو كتاب مهمّ جليل، غريب النظير.
وإذا أطلقت فى هذا الكتاب نقل حكم أو خلاف فهو فى الشرح الكبير للرافعى، أو الروضة للنووى (4)(رضى اللَّه عنهما). وسميته "مطالع الدقائق فى تحرير الجوامع والفوارق". واللَّه ينفع به مؤلفه وكاتبه، والناظر فيه. وجميع المسلمين بمنه وكرمه.
(1) هو: أحمد بن محمد بن أحمد الجرجانى، صاحب الجرجانيات. وهو جد الرويانى صاحب البحر. وله غير المعاياة: الشافى، والتحرير فى الفقه، وغير ذلك. توفى سنة 482 هـ. وراجع معجم المؤلفين: 2/ 66.
(2)
هذه الزيادة سقطت من "ب"، وهى متعينة الإثبات.
(3)
فى "جـ"، "د" سقط.
(4)
هو الإمام محيى الدين، أبو زكربا يحيى بن شرف النووى، صاحب كتاب المجموع شرح المهذب المشهور فى المذهب الشافعى والمرجع المعتمد عليه. وللنووى مؤلفات فى أغلب الفنون. والروضة شرح على الشرح الكبير للرافعى. توفى النووى سنة 676 هـ. راجع معجم المؤلفين: 13/ 202.