الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرأس) (1). ويؤيد ما سبق قول الإمام: إن الكلام مشترك بين النفسانى واللسانى. وقول الأشعرى (2): إنه حقيقة فى النفسانى فقط، وأما العكس فبعيد.
مسألة:
192 -
قد سبق فى الوضوء أن قوله تعالى (3): {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} يكفى فيه مسح بعض شعرة واحدة على المشهور (وقد)(4) سبق استيعاب ما فيه من الخلاف. وِهذا بخلاف الآية الواردة (هنا)(5)، وهى قوله تعالى (6):{مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} . فإنه لا بد فيه من ثلاث شعرات (7).
والفرق: أن الشعر هنا مقدر لأن الرأس لا تحلق وأقل الشعر ثلاث لأنه جمع. وهذا بخلاف أية الوضوء فإن تقدير الشعر فيها غير لازم. واعلم أن (الأصحاب)(8) كلهم حتى المتأخرين كالنووى فى شرح المهذب (9) وغيره لما أوضحوا هذا الفرق قالوا: إن التقدير "محلقين شعر رءوسكم" والذى ذكروه (10) حجة علينا، لأن الجمع إذا كان مضافا كان للعموم وهو يقتضى وجوب الاستيعاب. وفعل النبى صلى الله عليه وسلم أيضا (11). نعم الطريق إلى توجيه المذهب أن يقدر لفظ الشعر منكرا مقطوعا عن الإضافة والتقدير شعرا من رءوسكم. على أنه قام الإجماع كما حكاه فى شرح المهذب على أن الاستيعاب لا يجب (12).
(1) فى "أ" سقط.
(2)
هو: أبو الحسن على بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم البصرى الأشعرى، كما فى طبقات السبكى. وقال الأسنوى: هو أبو الحسن على بن إسماعيل بن إسحاق الأشعرى من ولد أبى موسى الأشعرى، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إمام أهل السنة. كان يقرأ الفقه على أبى إسحاق المروزى، والمروزى يقرأ عليه علم الكلام. توفى سنة 423 هـ على ما فى طبقات السبكى. وانظر: خ طبقات الأسنوى: ج ص 20، وط 1/ 72. وفيها أنه توفى سنة 320 على الأقرب.
(3)
فى سورة المائدة الآية: 6.
(4)
فى "ب" سقط.
(5)
فى "جـ" لا توجد هذه الزيادة. والظاهر أنها سقط.
(6)
فى سورة الفتح الآية: 27.
(7)
كما فى شرح المهذب 6/ 200.
(8)
فى "جـ" سقط.
(9)
8/ 215.
(10)
فى "ب": "ذكره" بالإفراد وهو تصحيف.
(11)
حديث الاستيعاب رواه مسلم فى صحيحه عن أنس قال: لما رمى رسول صلى الله عليه وسلم الجمرة ونحر نسكه وحلق ناوله الحالق شقه الأيمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة الأنصارى فأعطاه إياه ثم ناوله الشق الأيسر فقال احلق فحلق فأعطى أبا طلحة فقال اقسمه بين الناس. (مسلم بشرح النووى 9/ 53).
(12)
شرح المهذب 8/ 215.