الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المملكة هي التي كانت تحتل في ذلك الوقت الجزء الشرقي من سهول قيليقيا، ويبدو أنها كانت دولة قوية إذ اعترف بملكها على قدم المساواة معه.
ويعتبر تليبينوس عادة آخر ملوك الدولة القديمة، ورغم عدم العثور على وثائق تاريخية يمكن بواسطتها التعرف على أسماء خلفائه الذين تبعوه في السنوات الأربعين التالية لحكمه؛ إلا أننا نجد أن قليلًا من النصوص تحدثنا عنها؛ إذ يرجح أن القانون الذي عثر على نصوصه في بوغاز كوي -وهو أحد الوثائق التاريخية المهمة- يرجع إلى عهد أحد خلفائه، كما أن كثيرًا من عقود الأرض والمواثيق تنتمي إلى هذه الفترة أيضًا.
عصر الإمبراطورية:
يعد تود هالياس الثاني مؤسس الأسرة التي كان لها الفضل في تشييد الإمبراطورية الحيثية شخصية غامضة ولم يسجل التاريخ له إلا حادثًا واحدًا وهو غزو حلب وتدميرها وهذا لا يكفي للدلالة على أن المملكة الحيثية قد استعادت استقرارها الداخلي، وأصبحت قادرة على فرض سلطانها مرة أخرى على جيرانها، ومع أن تاريخ تدمير حلب وظروفه غير مؤكدة؛ إلا أنه يجب وضع هذا الحادث حسب تاريخ سورية المعروف في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، فبعد موت مورسيليس الأول ضعف الحيثيون فترة طويلة تمكنت خلالها هاني جلبات وهي إحدى الوحدات السياسية التي انتظم فيها الحوريون من السيطرة على شمال سورية حوالي 1500 ق. م. ومما يدل على ضعف حاتي في ذلك الوقت أن أحد موالي المملكة الحورية نجح في الاعتداء على حدود البلاد الحيثية ولم يلق جزاء على ذلك، وفي سنة 1450 ق. م. انتهت السيطرة الحورية بفضل انتصارات تحتمس الثالث في حملته الثامنة وأصبح المصريون هم أصحاب السلطة العليا في سورية لمدة ثلاثين عامًا تقريبًا؛ ولكن سيطرتهم على شمال سورية تراخت قليلًا
بعد وفاته لظهور قوة حورية جديدة هي مملكة ميتاني التي أصبحت القوة الفعالة في غرب آسيا فترة من الوقت.
وربما كان غزو الحيثيين لحلب يرجع إلى أنهم أرادوا عقاب هذه المدينة على عودتها للخضوع إلى هاني جالبات؛ ولذا يرجح أن غزوها لا يمكن أن يكون متأخرًا عن هزيمة هاني جالبات على يد تحتمس الثالث في سنة 1457 ق. م. وليس من المستبعد أن يكون الحيثيون قد قاموا بهذا الغزو بالاتفاق مع الملك المصري تحتمس الثالث؛ إذ إننا نعلم أنه قد تسلم هدايا من خيتا العظمى، وهذا ما يفسر لنا سبب عدم وجود أي إشارة في النصوص المصرية إلى الاستيلاء على حلب في هذه الحملة.
وقد سببت نهضة ميتاني أزمة جديدة للمملكة الحيثية؛ فبعض المقاطعات التي كانت فيما مضى تسير في فلك الحيثيين انضمت إلى القوة المنافسة "ميتاني" أو أعلنت استقلالها وبدأت علامات الضعف تبدو في المملكة ابتداء من عهد أرنووانداس الأول خليفة تود هالياس الثاني. وفي عهد خلفاء هذا الأخير وهم حاتوسيليس الثاني وتود هالياس الثالث وأرنووانداس الثاني وصلت المملكة إلى حافة الهاوية، كما يشير إلى ذلك نص تركه أحد الملوك المتأخرين، ومما جاء فيه:
"في الأيام الخوالي كانت البلاد الحيثية تغزو البلاد التي تقع خارج حدودها.
ثم جاء العدو من كاسكا ونهب الأراضي الحيثية واتخذ نيناسا حدودًا له، كما جاء العدو من آرزاواوا خلف الأراضي السفلى ونهب البلاد الحيثية أيضًا واتخذ تووانودا وأودا حدودًا له. كذلك جاء العدو من بعيد من أونا ونهب أرض جاسيبا
…
إلخ".
وليس من المعقول أن تكون الهجمات العديدة التي ذكرها هذا النص قد حدثت دفعة واحدة؛ ولكن يبدو أن القصة تتفق مع حقيقة الحال في ذلك الوقت؛ إذ لا بد أن الأقطار المجاورة لمملكة الحيثيين من الشرق كانت تلقى تأييدًا من جانب ميتاني، ويستدل على ذلك من الخطابات التي وجهها الفرعون إلى ملك آرزاواوا التي عثر عليها في محفوظات تل العمارنة.
وتنتهي فترة الضعف هذه باعتلاء سوبيلوليوما على العرش حوالي سنة 1380 ق. م. وظروف ارتقائه غامضة رغم أنه كان ابن تود هالياس الثالث وعرف عنه أنه صاحب والده في حملاته؛ ولكنه كافح بضع سنين في أول حكمه حتى دعم سلطانه في وطنه، وأغلب الظن أنه هو الذي شيد الحائط الضخم في جنوب العاصمة حاتوساس وأقام تحصينات أخرى للدفاع عنها، وبعد ذلك تفرغ لتسوية حسابه مع مملكة ميتاني التي يمكن أن تعد مسئولة عن سوء الحالة التي وصلت إليها المملكة في الجيل السابق.
وقد باءت غزوته الأولى التي عبر فيها جبال طوروس إلى سورية بالفشل وتكبد خسائر فادحة، وتمكن ملك ميتاني توشراتا من أن يقدم جزءًا من الغنيمة التي حصل عليها إلى حليفه ملك مصر، وقد استفاد ملك الحيثيين من هذه التجربة فأعد غزوته الثانية بدقة كبيرة، ومن المحتمل أنه استطاع أن يكتشف أن خطوط الدفاع الرئيسية لمملكة ميتاني كانت في شمال سورية؛ ولذلك عبر الفرات عند مالاطيا وهاجم مملكة ميتاني من الخلف بعد أن مهد لذلك بحملة أولية؛ لأن الطريق المؤدي إليها كان شديد الخطورة لوجود القبائل المتوحشة في منطقة الجبال التي تحف به، وقد استطاع أن يخضع هذه القبائل في تلك الحملة الأولية وعقد معاهدة معهم توثقت بزواج أخت الملك من زعيم هذه القبائل، ثم استطاع سوبيلوليوما أن يعبر الفرات وأن ينقضَّ فجأة على عاصمة ميتاني التي كان اسمها
وشوجاني فدخلها ودمرها، وعاد سوبيلوليوما بعد ذلك إلى اجتياز الفرات وتقدم إلى سورية؛ حيث سارع أمراؤها المحليون إلى التسليم بعد أن حرموا من مساعدة ميتاني، واكتفى سوبيلوليوما بأن جعل نهر الأورنت حدًّا له ولم يتقدم نحو مصر؛ ولكن ملك قادش التي كانت تعتبر نقطة أمامية للنفوذ المصري خرج لقتاله؛ إلا أن العربات الحيثية اكتسحته، وتقدم الجيش الحيثي جنوبًا إلى "أبينا" بالقرب من دمشق وادعى سوبيلوليوما أنه اتخذ لبنان حدودًا له، ومن حسن حظه أن مصر في ذلك الوقت لم يحكمها من الفراعنة من يهتم بالدفاع عن إمبراطوريتها؛ إذ كان إخناتون منهمكًا في الإصلاح الديني الداخلي1، وهذه الحملة يجب تأريخها حوالي سنة 1370 ق. م. وكان من نتيجتها أن أصبحت حلب وعلالق "Alalakh""عطشانة الحالية" حيثيتان2، ومن المحتم أن المعاهدات بين ممالك أواسط سورية وآمور التي تشمل منطقة لبنان وجزءًا كبيرًا من ساحل البحر المتوسط قد عقدت في ذلك الوقت، وعلى أي حال فإن بعض البلاد وخاصة قرقميش كانت تنتظر مساعدة من قوات توشراتا ملك الميتانيين التي لم تنهزم، وإن كانت الثقة فيها قد أصبحت مفقودة.
وقد اضطر سوبيلوليوما في ذلك الوقت أن يعود إلى وطنه؛ نظرًا لظروف طارئة عاجلة وترك مهمة المحافظة على سورية لأحد أولاده، وكان يدعى تليبينوس؛ ولكن هذه المهمة لم تكن سهلة إذ انقسمت المقاطعات السورية إلى فريقين: فريق كان يناصر الحيثيين والآخر يناصر الميتانيين، وأخذ كل منهما يترقب نتيجة الصراع الدائر بين الكتلتين الكبيرتين، ولحسن حظ الحيثيين فرقت الفتنة مملكة ميتاني؛ لأن ملكها توشراتا كان يحالف المصريين وتوطدت الصلة بين الأسرتين المالكتين فيهما بالزواج؛ ولكن مصر كانت في ذلك الوقت قد أصبحت
1 انظر أعلاه ص177-178.
2 انظر أعلاه ص179.
عاجزة عن أن تمد يد المساعدة لحليفتها، وقد رأى في ذلك فرع منافس للبيت المالك الميتاني فرصة للخروج على الحكم وطلبوا مساعدة آشور أو بالط الذي كان ملكًا على أشور في ذلك الوقت، وتمكن هذا من مساعدة الحزب الذي لجأ إليه، وقتل توشراتا فاعترف أرتاتاما ملك ميتاني بأشور كما اعترف بها كذلك ابنه شوتارتا وقدما إلى ملك أشور الهدايا الفاخرة بعد أن كان ملوكها يقدمون الولاء لمملكة ميتاني.
وكان ظهور هذه الدولة الفتية "أشور" المفاجئ؛ مما ساعد دون شك على سقوط ميتاني، وأدى هذا بدوره إلى سهولة غزو الحيثيين لسورية واستطاع سوبيلوليوما أن يجتاح سورية، وأصبحت الأراضي الممتدة من الفرات حتى البحر بما في ذلك حصن قرقميش ولاية حيثية، وعين ولده تليبيوس المشار إليه ملكًا على حلب كما عين ابنًا آخر ملكًا على قرقميش.
ولم يمضِ وقت طويل حتى لجأ ابن توشراتا إلى سوبيلوليونا "وقد فر بحياته بعد مقتل أبيه"؛ وبذلك وجد سوبيلوليوما فرصة سانحة لإنشاء دولة محايدة بينه وبين المملكة الفتية أشور؛ فأرسل ابن توشراتا إلى ولده ملك قرقميش وتقدم الاثنان بعد عبور الفرات على رأس قوات كبيرة ودخلوا "وشوجاني" عاصمة ميتاني، وهكذا ظهر إلى الوجود ملك جديد موالٍ للحيثيين.
ويبدو أن سوبيلوليوما نال شهرة كبيرة؛ لأنه حينما كان يحاصر قرقميس وصله رسول من مصر يحمل خطابًا من ملكتها تذكر فيه أن زوجها توفي وليس لها ولد وطلبت منه أن يرسل أحد أبنائه لكي تتزوج منه؛ لأنها لا ترغب زوجًا من رعيتها؛ فدهش سوبيلوليوما وأرسل رسوله الخاص إلى مصر ليتأكد بأن ليس في الأمر خدعة، وقد عاد هذا الرسول سريعًا يحمل رسالة ثانية من الملكة تذكر له فيها بأنه لو كان لها ولد لما كتبت إلى أجنبي تستدعيه
إذ ليس من المعقول أن تعلن مصيبتها ومصيبة شعبها على الملأ، كما أن كرامتها تأبى عليها أن تتزوج بأحد من رعيتها، ونظرًا لأن له أبناء كثيرين؛ فقد لجأت إليه ليرسل إليها أحدهم، ومن المرجح أن هذه الملكة هي زوجة توت عنخ آمون الابنة الثالثة للملك إخناتون، ولم يضع سوبيلوليوما الفرصة؛ فأرسل أحد أبنائه على الفور؛ ولكن هذا الأمير الحيثي لقي حتفه عند وصوله إلى مصر بإيعاز من "آي" أو "حور محب"1.
وبعد وفاة سوبيلوليوما هاجم أشور أو بالط مملكة ميتاني "التي كان ملكها ابن توشرانا الموالي للحيثيين" وضمها إلى ملكه، ومع ذلك فإن سلطان الحيثيين على سورية لم يتزعزع؛ فبعد وفاه سوبيلوليوما وولده الأكبر أرنوانداس الثالث ظل أمراء حلب وقرقميش على ولائهم لوارث العرش الشاب مورسيليس الثاني مع قله خبرته، وقد أثبت هذا جدارته بإخضاع أمراء المقاطعات الثائرة التي خرجت عن طاعة الحيثيين وعين بدلهم ولاة حيثيين، كما أنه ظل ينظم الإمبراطورية طوال حياته؛ ولكن الثورات كانت دائمًا تتجدد كلما اعتلى العرش ملك جديد كما أن الحدود الشمالية كانت مصدر قلق دائم؛ ولذلك وزعت القوة الحيثية على مناطق متباعدة؛ فكان من الصعب على المملكة أن تحتفظ بحدودها وخاصة لأن القبائل البعيدة كانت تتلقى مساعدات خارجية.
وقد قامت ثورة في سورية بتحريض من مصر في عهد حور محب على الأرجح، وكان "شاركوشورخ" ملك قرقميش قد توفي واستطاع أحد الغزاة أن يستولي عليها؛ ولكن ملك الحيثيين "وهو شقيق ملك قرقميش" تدل شخصيًّا في السنة التاسعة من حكمه، وكان مجرد ظهور الجيش الإمبراطوري كافيًا لإخضاع الأمراء السوريين وعين ابن شاركوشورخ ملكًا على قرقميش، وفي نفس السنة تقدم ملك الحيثيين شمالًا؛ حيث استطاع إخضاع بعض المناطق هناك.
1 انظر أعلاه ص183 هامش.
وقد ترك مورسيليس لابنه وخليفته موواتاليس إمبراطورية وطيدة الدعائم تحوطها شبكة من الممالك الموالية؛ فلم تحدث أية اضطرابات عند اعتلائه للعرش، ومع ذلك كان لا بد من استعراض قوته في الغرب. وبعد أن أمن الملك سلطانه في هذه الجهات أصبح قادرًا على تركيز مجهوداته ضد الخطر الآتي من الجنوب؛ حيث تحرك المصريون أخيرًا؛ لأن ملوك الأسرة التاسعة عشرة طمعوا في استرجاع أقاليم سورية التي سبق أن غزاها تحتمس الثالث وضاعت أثناء حكم إخناتون، وفي حوالي سنة 1300 ق. م. قاد سيتي الأول ملك مصر جيوشه إلى كنعان وتقدم إلى قادش؛ ولكن يبدو أن الحيثيين قاوموه بشدة، ومع ذلك فقد أعاد الملك المصري القانون والنظام في أرض كنعان وظل السلام قائمًا بقية عهده؛ ولكن عندما تولى خليفته رعمسيس الثاني حكم بلاده، كان من الواضح أن من المستحيل تجنب الصدام بين الإمبراطوريتين المتنافستين؛ ولهذا جمع "موواتاليس" فرقًا من كل حلفائه الذين ذكرتهم القوائم المصرية؛ بينما لم تشر إليهم القوائم الحيثية التي من ذلك العهد، وكان الدردانيون من بين هؤلاء الحلفاء "وهم الذين عرفوا في إلياذة هوميروس أيضًا" والفلسطينيون والشرادانيون الذين ذكرتهم النصوص المصرية مرارًا، وتقابلت جيوش الإمبراطوريتين في قادش في السنة الخامسة من حكم رعمسيس، ويبدو أن "موواتاليس" قد تمكن من التقدم والاستيلاء على "آبا" أو "أبينا" بالقرب من دمشق. ورغم أن الفرعون ملأ الدنيا تفاخرًا ببسالته ونقش أخبار انتصاره على المعابد المصرية؛ ولكن ليس هناك أدنى شك في أن معركة قادش قد انتهت بانتصار الحيثيين الحاسم.
وفي عهد موواتاليس أعيد تنظيم المقاطعات الشمالية الشرقية من المملكة، ووحدت في إمارة عاصمتها "حاكبيس" تحت إشراف "حاتوسيليس" شقيق الملك؛ بينما أقام الملك نفسه في الجنوب في مدينته المنيعة "داتاسا" ليبقى بمقربة من العمليات الحربية في سورية.
وعندما توفي موواتاليس تولى ابنه "أورهى تشوب" الملك وأراد أن يخفض من أملاك عمه الطموح لاعتقاده أنه يريد العرش لنفسه، وظل "حاتوسيليس" يعاني اتهامات ابن أخيه نحو سبع سنوات وأخيرًا أعلن الحرب عليه وعزله، ويدعونا هذا إلى الظن بأن حكومة "أورهى تشوب" لم تكن محبوبة على الاطلاق، وقد أسر "أورهى تشوب" في سموحا بالقرب من مالاطيا؛ ولكنه عومل بالحسنى ونفي إلى المقاطعة السورية البعيدة نوهاس.
وعندما اعتلى "حاتوسيليس" العرش كان يبلغ من العمر نحو 50 سنة، وكان قائدًا محنكًا نعمت الإمبراطورية الحيثية في عهده بشيء من السلام والازدهار النسبي وإن كانت قد حدثت في بداية عهده بعض الاحتكاكات بينها وبين مصر وبابل "الدولة الكاشية"، وربما كان ظهور قوة أشور في ذلك الحين؛ مما ساعد على التقارب بين الإمبراطوريتين الحيثية والمصرية، وأصبحت العلاقات بينهما ودية للغاية، وفي سنة 1269 ق. م. عقدت المعاهدة المشهورة بين "رعمسيس الثاني" وبين "حاتوسيليس". وبعد 13 سنة توطدت المعاهدة بزواج رعمسيس من أميرة حيثية، وفي عهد حاتوسيليس كذلك عادت العاصمة إلى "حاتوساس" التي كانت قبائل "الكاسكا" قد نهبتها في عهد "موواتاليس" عندما كان متغيبًا في حملة في الجنوب، وأعيد بناء المدينة وتدوين الأرشيف وساد الاستقرار والازدهار وصدر عدد كبير من المراسيم الدينية والإدارية، ومع هذا فإن ما وصلنا من حوليات حاتوسيليس يدل على أن الحالة لم تكن في الغرب على ما يرام، وربما وجهت بعض العمليات الحربية ضد العدو القديم في آرزواوا كما تدهورت العلاقات مع بابل بعد وفاة ملكها كادشمان تورجو، وربما كان لأورهي تيشوب الأمير المنفي يد في ذلك حينما كان يقيم في نوهاس؛ إذ إن حاتوسيليس يقص علينا أنه "أي: أورهي تيشوب" ضبط وهو يتآمر