الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآلهة بين العاصمة وأمهات المدن البابلية في بداية كل عام وأصبح ملوكها مجرد أسماء في قائمة، ومن المحتمل أن بعض القبائل الآرامية استقرت بين حوض نهر دجلة الأدنى وحدود عيلام، وكان من بين هؤلاء الكلدانيون الذين تمكنوا من الإغارة على سومر، ثم قدر لهم أن يبعثوا النهضة إلى بابل من جديد بعد نحو 300 سنة. ويمكن اعتبار سقوط الأسرة الكاشية الحاكمة في بابل نقطة مهمة في تاريخ بلاد النهرين؛ ولكن أهميتها لا تقاس بالنسبة لما جرى من أحداث في الشرق الأدنى خلال القرن الثاني عشر ق. م.؛ فقد اختفت مملكة الحيثيين في آسيا الصغرى وتضعضعت قوة مصر وأصبحت فريسة للانقسامات الداخلية، واستقر الفلسطينيون في كنعان؛ بينما كان موسى يقود شعبه إلى الأرض الموعودة، والرحل الآراميون يهددون الأمراء السوريين وملوك أشور، وفي الغرب البعيد كان اليونان الدوريون يغيرون على شبه الجزيرة الهللينية، وهكذا تحرك الهندو أوروبيين ثانية إلى غربي آسيا؛ حيث نشروا استعمال الحديد وبدءوا صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية وأحدثوا سلسلة من الحركات الجنسية والسياسية كان لها أثرها السريع في تغيير معالم الشرق الأدنى.
الأشوريون
مدخل
…
7-
الأشوريون:
كان الأشوريون من الساميين الذين سكنوا في شمال بلاد النهرين منذ الألف الثالث ق. م. وكانت المدينة "أشور" التي أعطت اسمها لهم1 تقع في بقعة استراتيجية مهمة وتتحكم في الطريق بين سومر وأكد من جهة، وبين كردستان وأرض الجزيرة العليا من جهة أخرى؛ فكانت دائمًا مطمعًا للملوك الأقوياء الذين
1 كان اسم "أشور" يطلق في النصوص القديمة على كل من المدينة وإلهها والدولة نفسها، انظر:
G. Roux، op. cit.، 171 n.
ظهروا في الجنوب أمثال: سرجون ونارام سن وملوك أور. ومع أن الأمراء الأشوريين جاهدوا طويلًا في الاستقلال بمدنهم عن حكم الدول التي كانت تخضعهم سواء من الجنوب أو من الغرب؛ إلا أنهم لم ينجحوا في تأسيس دولة إلا في عصر متأخر نسبيًّا، بل وليس لدينا أي دليل على أن هذه الدولة تمكنت من الاستقلال قبل الألف الثاني ق. م. ثم قدر لهذه الدولة أن تصل إلى مركز الصدارة، وأن تلعب دورًا خطيرًا في السياسة الدولية في ذلك الحين.
ويقسم بعض المؤرخين تاريخ الأشوريين إلى فترتين:
1-
الفترة الأولى من 2100 إلى 900 ق. م. تقريبًا، وفيها كانوا يناضلون في سبيل النهوض سياسيا وعسكريا.
2-
الفترة الثانية وتمتد بعد الفترة الأولى إلى 633 ق. م. تقريبًا، وهي التي تمكنوا فيها من تكوين إمبراطورية.
غير أن غالبية المؤرخين الآن تميل إلى تقسيم التاريخ الأشوري إلى ثلاث مراحل هي:
1-
مرحلة التكوين أو "العهد الأشوري القديم" ويبدأ من فجر التاريخ الأشوري إلى نهاية حكم أسرة بابل الأولى.
2-
عصر المملكة الأشورية أو "العهد الأشوري الوسيط" ويبدأ من نهاية مملكة بابل الأولى وينتهي في بداية القرن التاسع ق. م.
3 عصر الإمبراطورية أو "العهد الأشوري الحديث" ويمكن أن نقسمه بدوره إلى قسمين: "أ" الإمبراطورية الأشورية الأولى من 911 إلى 745 ق. م تقريبًا، "ب" الإمبراطورية الأشورية الثانية من 745 إلى 612 ق. م. تقريبًا.