الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لمدة تقرب من 225 سنة، أما في لارسا فقد حكم 14 ملكًا مدة تقدر بنحو 260 سنة، وكان ملوك أيسين من الأموريين أما ملوك لارسا فمن البابليين الذين خضعوا لنفوذ العيلاميين، وقد تدخل هؤلاء في شئون البلاد وقضوا على آخر ملك فيها وعينوا بدلًا منه ابن ملك عيلام في مكانه، ولما مات هذا الأخير عُيِّن أخوه "ريم سين" من بعده، وقد قضى هذا الأخير على الأسرة المنافسة في أيسين وحكمها بنفسه، وفي هذه الأثناء كان حامورابي سادس ملوك الأسرة البابلية الأولى يحكم في بابل، وقد تمكن هذا الملك من أن يقضي على العيلاميين بعد حروب طاحنة، كذلك قضى على مملكة أشنونا وتم له ذلك في السنة الثانية والثلاثين من حكمه، كما استطاع أن يقضي على استقلال المملكة التي تكونت في أشور وكان من أشهر ملوكها سرجون الأول "الأشوري".
5-
مملكة أشنونا:
تعد مملكة أشنونا من دويلات المدن التي لعبت دورًا مهمًّا في تاريخ العراق؛ فقد نشأت هذه الدولة التي كانت عاصمتها أشنونا "تل أسمر الحالية" منذ عصر فجر الأسرات، ثم قضى على استقلالها سرجون الأكدي1 وبعدئذ خضعت لأسرة أور الثالثة2؛ ولكنها استقلت بعد ذلك فترة طويلة دامت إلى السنة الثانية والثلاثين من حكم حمورابي الذي قضى على استقلالها في تلك السنة وضمها إلى إمبراطوريته بعد أن ظلت قائمة نحو قرنين ونصف من الزمان، وتوالى في حكمها نحو من عشرة ملوك ترك أحدهم "وهو على الأرجح "بلالاما"" قانونًا
1 انظر ص356 وما بعدها.
2 انظر ص360، 363.
يعد من أقدم قوانين العراق القديم؛ إذ إنه يسبق قانون "ليت عشتار" بنحو نصف قرن وقد عثر على هذا القانون في تل حرمل1 وليس في أشنونا نفسها.
وقد تدهورت مملكة أشنونا بعد "بلالاما" فترة بسبب إغارة ملك "دير"2 عليها وهزيمتها أمام ملك كيش الذي حرمها من كثير من ممتلكاتها؛ ولكنها عادت إلى التوسع في عهد ملكها "إيبق- أدد الثاني" الذي يبدو أنه أراد الاستيلاء على حوض دجلة وأرض الجزيرة العليا حتى سفوح كردستان وإنشاء جسر له على نهر الفرات حتى يتحكم في طرق التجارة الآتية من الشمال والغرب؛ ولكن هذا التوسع كان وقتيًّا وذهبت محاولات الملوك الأخيرين في المملكة من أجل الإبقاء على الأراضي التي امتلكوها سدى؛ لأن الممالك القوية التي نشأت في بابل ولارسا في الجنوب وأشور في الشمال وماري في الغرب أحاطت بأشنونا، ووقفت سدًا منيعًا أمام أطماعها ثم استولى عليها الأشوريون في عهد ملكهم "شمش- أدد"، ولم يبق الحال على ذلك طويلًا؛ لأن ملك أشنونا الذي يرجح أنه كان "دادوشا" ظل يثير المتاعب ويحيك المؤامرات لجيرانه ولمملكة أشور، وقد تمكن الأشوريون من التوغل في أراضي أشنونا إلى مسافة بعيدة؛ ولكن تعاونت قوات "توروكو" في كردستان مع قوات أشنونا وظهرت جميعها في كركوك بل وهددت ماري أيضا، وقد أثار تقدم الأعداء على طول الفرات خوف العاصمة الغربية؛ فاستنجد ملكها الأشوري "يسمح- أداد" بأخيه "أشمى- داجان" ملك أشور وأوقف تقدم قوات أشنونا، ثم قضى حمورابي ملك بابل بعد ذلك على كل من مملكتي أشنونا وماري.
1 تل صغير بالقرب من بغداد وهو موقع "شادويوم" التي كانت المركز الإداري لمنطقة زراعية في مملكة أشنونا.
2 في مكان "بدرة" الحالية على بعد نحو 65 ميلًا شرق تل أسمر.