الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا أن النصوص المسمارية تصف "مجان" بأنها "جبل النحاس"، وقد اشتهر نحاسها بوجود نسبة من القصدير، كذلك اشتهرت "مجان" بحجر الديوريت الأسود الذي صنع منه قدامى ملوك العراق تماثيلهم ونصبهم.
ب-
دلمون أو تلمون "البحرين
":
ذكر اسم دلمون أو تلمون في المصادر المسمارية، وكانت على علاقات مختلفة مع السومريين والبابليين والأشوريين منذ أقدم العصور، وقد وردت عنها إشارات في النصوص المسمارية منذ منتصف الألف الثالث إلى نحو سنة 500 ق. م. وهذه النصوص تدل على أن دلمون تقع في منطقة البحرين وأنها أرض أسطورية غريبة؛ حيث يذكر سرجون الثاني "ملك أشور" أن ملك دلمون يعيش في وسط البحر الذي تشرق منه الشمس، كما يذكر الملك أشور بانيبال أن دلمون تقع وسط البحر الأسفل والمقصود بـ"البحر الذي تشرق منه الشمس" و"الأسفل" في النصوص الآأشورية هو الخليج العربي، ويستدل من نصوص سرجون المشار إليها على أن الوصول إلى دلمون كان يتطلب نحو 60 ساعة ملاحة من مصب الفرات، أي أنها كانت تبعد نحو 300 ميل وهي نفس المسافة إلى جزر البحرين. وفي سنة 1879م عثر على كتابة مسمارية في البحرين ترجع إلى العهد البابلي القديم في النصف الثاني من الألف الثاني ق. م. وبها إشارة إلى "قصر رموم عبد الإله أنزاك رئيس قبيلة أجاروم" ومن المحتمل أن أجاروم القديمة هي قبيلة عربية بقي اسمها مستعملًا وحرف إلى بني هجر التي تقيم الآن في بقعة تجاور البحرين، كما يرجح أن هذا الاسم المحرف "هجر"، كان يستعمل في العصور الوسطى للدلالة على منطقة الأحساء.
وقد اشتهرت دلمون بتمرها منذ أقدم العصور، ويغلب على الظن أن الساحل الشرقي لشبه جزيرة العرب كان ضمن مملكة دلمون، التي ازدهرت في الألف الثاني قبل الميلاد وكانت تضم الأحساء والبحرين.
وما زالت الآراء تختلف في أصل الدلمونيين؛ إذ يرى البعض أنهم جاءوا من الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة، وكانت لهم صلات مع العراقيين منذ عصر فجر الأسرات السومرية؛ بينما يرى البعض الآخر أن من المحتمل أن يكون السومريون القدماء قد جاءوا أصلًا من دلمون.
وقد تعرضت دلمون لغزوات كثيرة من ملوك بلاد النهرين؛ فقد غزاها سرجون الأكدي هي ومجان وملوخا وجلب منها سفنًا كثيرة، كما أشرنا إلى ذلك من قبل، كذلك حاول بعض الأشوريين ضمها إلى ملكهم. ومما يذكر في هذا الصدد أن سنحريب بعد أن دمر بابل سنة 689 ق. م. أرسل إلى دلمون أمرًا بالخضوع ومعه بعض رماد حريق بابل كتهديد لها بنفس المصير؛ فبادر ملك دلمون بإرسال جزية وهدايا لسنحريب رمزًا لخضوعه له.
ويود بعض الباحثين أن يربط جنة عدن المذكورة في الكتب السماوية بمنطقة دلمون، ويستندون في هذا إلى ما تذكره الأساطير المسمارية التي تصفها بأنها أرض غريبة وإلى الأساطير العربية الشائعة في شبه الجزيرة التي تصفها كجنة ليس فيها إلا الخير والطهر، وإلى أن أسطورة سومرية عن الطوفان تشبه أسطورة جلجاميش تشير إلى دلمون كأرض مقدسة؛ ولكننا بالطبع لا نستطيع تأكيد ذلك.
جـ- باصو أوبازو "نجد" وحاسو "الأحساء":
تقع هذه البلاد في شرق وجنوب شرقي شبه جزيرة العرب، وقد اتصل بها غير واحد من ملوك الأشوريين وكان أهمهم أسرحدون الذي توغل في بلاد العرب في أماكن بعيدة وصفها وصفًا ينطبق على نجد والأحساء، وقد ذكر اسميهما باصو "أوبازو" وحاسو على الترتيب، ومع أن بعض البحوث الأثرية قد تمت حديثًا في الأحساء وفي جزيرة البحرين؛ إلا أنها لا تلقي كثيرًا من الضوء على تاريخ هذه الجهات قبل خروج الإسكندر في حملاته إلى الشرق.