الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن المرجح أن أنتف الثاني كان من الحكام الذين امتازوا بالدراية وحسن الإدارة، نشيطًا؛ إذ أقام بعض المباني ورمم بعض الهياكل المتداعية وبنى لنفسه قبرًا كان يعلوه هرم من الطوب وأقام أمامه لوحة نقش عليها منظر يمثله وأمامه خمسة من كلابه، وهي الآن بالمتحف المصري.
أنتف الثالث:
طال حكم أنتف الثاني إلى خمسين عامًا كما ذكرنا فيما سبق1؛ فلما تبعه ابنه "أنتف الثالث" كان هذا قد تقدم في السن فلم يبق إلا زمنًا قصيرًا، ولا نعلم عن عهده شيئًا يذكر وربما كان تقدمه في السن سببًا في عدم إقباله على الكفاح؛ فلم تتجدد المناوشات بين بيتي إهناسيا وطيبة في عهده.
1 انظر أعلاه ص132.
3-
الدولة الوسطى:
منتوحتب الأول:
اختلف المؤرخون كثيرًا في شأن هذا الملك؛ ولكن لا شك في أنه كان صاحب النصر النهائي على بيت إهناسيا وتوحيد البلاد وبدء عهد الدولة الوسطى.
فمن المرجح أن بيت إهناسيا أراد الاستيلاء على إقليم أبيدوس وإعادة تبعيته لمملكتهم، وكان ذلك في عهد مليكهم "خيتي الرابع"؛ ولكن الموقعة التي نشبت بين هذا الأخير وبين "منتوحتب الأول" بالقرب من أبيدوس لم تكن في صالح إهناسيا؛ إذ قتل "هرونفر" أحد أبناء "خيتي الرابع" وانتصر منتوحتب، وربما كان في انتصاره هذا إغراء كافٍ للتقدم شمالًا ومواصلة
الكفاح حتى تمكن في النهاية من القضاء على بيت إهناسيا وتوحيد البلاد تحت سلطانه، ولا بد أنه قد بذل مجهودًا ضخمًا لإخضاع سائر أنحاء مصر، كما يرجح أنه حارب في الدلتا وفي الصحارى المتاخمة لمصر شرقًا وغربًا ضد البدو المقيمين فيها، وأرسل بعض البعثات أو الحملات إلى النوبة وبعثات أخرى إلى وادي حمامات لاستغلال المحاجر أو للقيام منه إلى بونت.
وبعد أن استقرت الأمور واستتب الأمن في البلاد تفرغ "منتوحتب الأول" للأعمال العمرانية؛ فبنى معبده الجنزي ومقبرته التي نحتها من تحته في الصخر بمنطقة الدير البحري في البر الغربي للأقصر "شكل 26" وهذه المجموعة الجنزية تعد فريدة في تصميمها، وقد اقتبست عنها حتشبسوت "في الأسرة الثامنة عشرة" فيما بعد؛ حيث شيدت معبدها المعروف باسم "معبد الدير البحري" بجوار هذه المجموعة وهو يشبه في كثير من الوجوه معبد منتوحتب الجنزي،
شكل "26" منظر تخيلي لما كانت عليه مجموعة منتوحتب الأول الجنزية