الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما مات أورنمو خلفه ولده "شولجي Chulgi" الذي سار على نهج والده في سياسة التعمير؛ ولكنه اهتم بمدينة "أريدو" التي كانت على شاطئ البحر وكانت تعتبر مقرًّا للإله "إنكي" إله الماء والبحار. وقد عثر على بعض اللوحات في مدينة لجش أمكن منها معرفة الكثير عن النظام الإداري في عهده وتبين أن الحكومة المركزية في أور كانت تشرف إشرافًا تامًّا على سائر شئون الدولة وفي مختلف أرجائها، وقد وصل نفوذه السياسي والحضاري إلى أمد بعيد حتى ليرى البعض أنه وصل إلى آسيا الصغرى وحوض البحر المتوسط؛ ولكن لا يوجد من الأدلة ما يكفي لإثبات ذلك.
ولما مات شولجي كان الرخاء والأمن سائدين؛ ولذا لم يجد خلفاؤه ما يوجب بذل جهود ضخمة، وكان هذا الرخاء في الواقع يحمل بين طياته نذير الاضمحلال.
4-
تنافس الأموريين والعيلاميين "سيادة مدينتي أيسين ولارسا
":
يعد عهد سلالة أور الثالثة الذي دام أكثر من مائة عام نهاية حياة السومريين السياسة؛ لأن هؤلاء اندمجوا بعد ذلك بالساميين ولم تحكم في أور بعدها أسرة سومرية خالصة، وقد أقام آخر ملوكها "أبي- سين" -وهو خامسهم- ببناء سد لصد هجوم الأموريين وهم الشعوب السامية التي عاشت واستفحل خطرها في منطقة ماري في حوض الفرات الأوسط.
ومن المعروف -حسب آخر ما كشف من الوثائق التاريخية- أن المدن التي كانت تحكمها أور أخذت تخرج عن سلطانها حتى السنة الحادية عشرة من حكم "أبي- سين" وحينما رأى حاكم ماري من قبل ملك أور "وهو المدعو أشبي- إيرا" أن الأموريين يهددون مدينتي "أيسين ونفر" استنجد أول الأمر
بسيده للدفاع ضد الأموريين؛ ولكنه وجد بعد ذلك أن تدهور الأحوال داخل المملكة يشجعه على أن يستغل الفرصة لنفسه؛ فقام بالدفاع عن مدينة أيسين لصالحه الشخصي ونجح في تكوين سلالة خاصة في هذه المدينة ابتداءً من السنة الثانية عشرة من حكم أبي سين.
وفي نفس الوقت تقريبًا نجح العيلاميون في غزو العراق ودمروا أور، ويرى بعض الباحثين أن أبي - سين لم يؤخذ أسيرًا إلى عيلام بعد هذه الغزوة؛ لأنه كان متحالفًا مع العيلاميين ضد الأموريين عندما اشتد ضغطهم على بلاده، ومهما كان الأمر فإن سيادة أور انتهت بذلك الغزو المزدوج الذي قام به الأموريون والعيلاميون، وقد نتج عن هذا وجود أسرتين حاكمتين في العراق؛ إحداهما في أيسين وهي التي أسسها "أشبي إيرا" والأخرى في "لارسا" وهذه يرجح أنها كانت خاضعة لنفوذ العيلاميين، وفي نفس الوقت كان الأشوريون في الشمال قد بدءوا يكونون دولة مستقلة، كما وجدت بعد فترة مملكة في بابل ينتمي ملوكها إلى أصل أموري ومملكة أخرى عرفت باسم مملكة أشنونا "نسبة إلى العاصمة أشنونا، وموقعها الآن تل أسمر" في حوض نهر ديالي، وهكذا نجد أن بابل عادت بعد سيادة أور إلى نظام دويلات المدن، وقد اصطلح المؤرخون على تسمية هذا العهد باسم العهد البابلي القديم، وفي أثنائه كانت سلالة من الساميين الغربيين تحكم في مدينة ماري، وكان بعض ملوكها يعاصرون الملك حمورابي.
وقد استمر النزاع بين أسرتي أيسين ولارسا ولا نعرف عن حكمهما سوى أن ملوك الأسرة الحاكمة في أيسين قاموا بأعمال عمرانية في أنحاء البلاد الخاضعة لهم، ورمموا كثيرًا مما خرب على إثر سقوط أسرة أور الثالثة، ومن أشهر ملوكهم "لبت عشتار" خامس ملوك الأسرة الذي عثر له على قانون مكتوب باللغة السومرية يعد من أحسن شرائع العالم القديم، وقد حكم في أيسين 15 ملكًا