الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} فسّر في هذه السورة شريعة أهل السبت وشأنهم، وذكر جميع ما شرعه لهم في التوراة، فقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:«إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من سورة بني إسرائيل» .
2 -
بعد أن أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين في ختام سورة النحل بنسبته إلى الكذب والسحر والشعر، سلاّه هنا، وأبان شرفه وسمو منزلته عند ربه بالإسراء، وافتتح السورة بذكره تشريفا له، وتعظيما للمسجد الأقصى الذي أشير إلى قصة تخريبه.
3 -
في السورتين بيان نعم الله الكثيرة على الإنسان، حتى سميت سورة النحل «سورة النعم» وفصلت هنا أنواع النعم العامة والخاصة، كما في الآيات [9 - 12] و [70].
4 -
في سورة النحل أبان تعالى أن القرآن العظيم من عنده، لا من عند بشر، وفي هذه السورة ذكر الهدف الجوهري من ذلك القرآن.
5 -
في سورة النحل ذكر تعالى قواعد الاستفادة من المخلوقات الأرضية، وفي هذه السورة ذكر قواعد الحياة الاجتماعية من بر الأبوين، وإيتاء ذوي القربى والمساكين وأبناء السبيل حقوقهم من غير تقتير ولا إسراف، وتحريم القتل والزنى وأكل مال اليتيم، وإيفاء الكيل والميزان بالقسط، وإبطال التقليد من غير علم.
ما اشتملت عليه السورة:
1 -
تضمنت السورة الإخبار عن حدث عظيم ومعجزة لخاتم الأنبياء والمرسلين وهي معجزة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في جزء من الليل، والتي هي دليل باهر على قدرة الله عز وجل، وتكريم إلهي لهذا النبي صلى الله عليه وسلم.
2 -
وأخبرت عن قصة بني إسرائيل في حالي الصلاح والفساد، بإعزازهم حال
الاستقامة وإمدادهم بالأموال والبنين، وتشردهم في الأرض مرتين بسبب عصيانهم وإفسادهم، وتخريب مسجدهم. ثم عودهم إلى الإفساد باستفزازهم النبي صلى الله عليه وسلم، وإرادتهم إخراجه من المدينة:{وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها} [76].
3 -
وأبانت بعض الأدلة الكونية على قدرة الله وعظمته ووحدانيته، مثل آية {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ.} . [12].
4 -
وضعت هذه السورة أصول الحياة الاجتماعية القائمة على التحلي بالأخلاق الكريمة والآداب الرفيعة، وذلك في الآيات:{وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ..} . [23 - 39].
5 -
نددت السورة بنسبة المشركين البنات إلى الله زاعمين أن البنات من الملائكة: {أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً، إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً} [40] ثم أنكرت عليهم وجود آلهة مع الله [41 - 44] ثم فندت مزاعمهم بإنكار البعث والنشور [49 - 52][98 - 99] وحذرت النبي صلى الله عليه وسلم من موافقته المشركين في بعض معتقداتهم [73 - 76].
6 -
أوضحت السورة سبب عدم إنزال الأدلة الحسية الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم [الآية 59]، ومدى تعنت المشركين في إنزال آيات اقترحوها غير القرآن من تفجير الأنهار، وجعل مكة حدائق وبساتين، وإسقاط قطع من السماء، والإتيان بوفود الملائكة، وإيجاد بيت من ذهب، والصعود في السماء [الآيات 89 - 97].
7 -
أنبأت السورة عن قدسية مهمة القرآن وسمو غاياته: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [9]{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [82] وعجز الإنس والجن عن الإتيان بمثله [88] مما يدل على إعجازه.
8 -
أعلنت السورة مبدأ تكريم الإنسان بأمر الملائكة بالسجود له وامتناع إبليس [61 - 65] وتكريم بني آدم ورزقهم من الطيبات [70].
9 -
عددت أنواعا جليلة من نعم الله على عباده: [12 - 17] ثم لوم الإنسان على عدم الشكر: {وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ.} . [83] ومن أخص النعم: هبة الروح والحياة [85].
10 -
عقدت مقارنة بين من أراد العاجلة ومن أراد الباقية [18 - 21].
11 -
ذكرت أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة والتهجد في الليل [78 - 79] ودخوله المدينة وخروجه من مكة [80].
12 -
أشارت إلى جزء من قصة موسى مع فرعون وبني إسرائيل [101 - 104].
13 -
أبانت حكمة نزول القرآن منجمّا (مفرقا بحسب الوقائع والحوادث والمناسبات)[105 - 106].
14 -
ختمت السورة بتنزيه الله عن الشريك والولد، والناصر والمعين، واتصاف الله بالأسماء الحسنى التي أرشدنا إلى الدعاء بها [110 - 111].
والخلاصة: إن السورة اهتمت بترسيخ أصول العقيدة والدين كسائر السور المكية، من إثبات التوحيد، والرسالة والبعث، وإبراز شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتأييده بالمعجزات الكافية للدلالة على صدقه، وتفنيد شبهات كثيرة للمشركين.