المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

لا ضير من أخذ - لحاجة وقتنا - … بحضارة - معجم أسر بريدة - جـ ٢٢

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب النون

- ‌النَّاصر:

- ‌النّاصري:

- ‌النافع:

- ‌النافع:

- ‌النامس:

- ‌الناهض:

- ‌النايب:

- ‌ناصر الجار الله النائب (1120 ه

- ‌إبراهيم بن جار الله (الجوير) (مطلع القرن الثالث عشر):

- ‌ناصر بن إبراهيم بن جار الله (أوائل القرن الثالث عشر):

- ‌جار الله العقيلات منتصف القرن الثالث عشر للهجرة:

- ‌ناصر العقيلات:

- ‌إبراهيم الجار الله (أواخر القرن الثالث عشر):

- ‌النَّجم:

- ‌النجيدي:

- ‌النداف:

- ‌النِّذير:

- ‌النَّصَّار:

- ‌وثائق للنصار:

- ‌وثائق لِنصَّاريات:

- ‌نصاريَّات أخرى:

- ‌النصار

- ‌النَّصَّار:

- ‌علي النصار:

- ‌مسجد النصار الغربي:

- ‌(النصار

- ‌ناصر الأحمد النصار:

- ‌النَّصَّار:

- ‌ النصار

- ‌النصَيَّان:

- ‌الأديب النابه الشاعر الشيخ نصيان الحمد آل نصيان:

- ‌النّصَيَّان:

- ‌النصيب:

- ‌محمد بن نصيب:

- ‌النِّصير:

- ‌ النصير

- ‌النصيري:

- ‌النِّطيع:

- ‌النّعَيْمه:

- ‌النغمشي:

- ‌النغيمشي:

- ‌وثائق النغيمشي:

- ‌النفيسة:

- ‌النْقَابي:

- ‌النقش:

- ‌النقيثان:

- ‌النْقَيْدان:

- ‌وصية حسين بن سليمان النقيدان:

- ‌وصية رقية بنت سليمان النقيدان:

- ‌علي الصالح العلي النقيدان:

- ‌النْقَيْر:

- ‌الشيخ عبد الله بن سليمان بن نقير (1326 هـ - 1394 ه

- ‌النِّمِرَ:

- ‌وصية خديجة‌‌ النمر:

- ‌ النمر:

- ‌النمَيْر:

- ‌النَوْدلي:

- ‌خبر الشابين اللذين مضيا إلى ربهم:

- ‌النَّوْمان:

- ‌‌‌النويصر:

- ‌النويصر:

- ‌النويصر:

- ‌النُّوَيْصري:

- ‌النَّيْره:

- ‌باب الواو

- ‌الْوَابلي:

- ‌تعريف بأسرة الوابلي:

- ‌المنشأ:

- ‌الحالة الاقتصادية والاجتماعية:

- ‌الحالة العلمية والثقافية والمبادرات الاجتماعية:

- ‌عميد أسرة الوابلي إلى رحمة الله:

- ‌وثائق لأسرة الوابلي:

- ‌ملاحظة:

- ‌الوَايل:

- ‌عقوبة مكابر:

- ‌الوايلي:

- ‌الوتَيْد:

- ‌الوثَيْرِي:

- ‌الوْحَيْد:

- ‌الوِدِينه:

- ‌الورْثه:

- ‌الوَزّان:

- ‌هذه تراجم بعض رجال عائلة الوزان فرع القصيم:

- ‌أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن وزان:

- ‌علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي الوزان:

- ‌معالم من حياته:

- ‌عبد الله بن علي بن حسين بن علي الوزان:

- ‌عبد الرحمن بن علي بن حسين بن علي الوزان:

- ‌الوسيدي:

- ‌الشيخ عمر الوسيدي في كتب التراجم:

- ‌الشيخ عمر الصالح الوسيدي:

- ‌وثائق لأسرة الوسيدي:

- ‌الوَشْمِي:

- ‌خواطر الشيخ سليمان ناصر الوشمي:

- ‌والد الشيخ سليمان الوشمي:

- ‌وفاة الدكتور الوشمي:

- ‌رحم الله الوشمي:

- ‌الوشمي ومعرفة 8 سنوات:

- ‌نماذج من أدب صالح الوشمي:

- ‌عائد:

- ‌كتاب علم ووفاء:

- ‌الوشمي:

- ‌الوَطْيان:

- ‌الوقَيّان:

- ‌الوقيت:

- ‌وثائق للوقيت:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌الوْقَيْصي:

- ‌الوَكِرْ:

- ‌الونيان:

- ‌الوَهّابي:

- ‌الوهَيْب:

- ‌الوهيبي:

- ‌وعدة رشيد:

- ‌الشيخ المربي محمد بن صالح بن محمد الوهيبي:

- ‌أسس المدرسة الأهلية ببريدة:

- ‌كرامة حصلت للشيخ وهو في طريقه إلى الحج:

- ‌من أبرز طلابه:

- ‌الأستاذ المربي محمد بن صالح الوهيبي:

الفصل: لا ضير من أخذ - لحاجة وقتنا - … بحضارة

لا ضير من أخذ - لحاجة وقتنا -

بحضارة العصر الجديد الراقي

و(بريدة) كهف (الشباب) ولا مرا

عرفت شبيبتها بكل وفاق

لا بدعة لا نزعة حزبية

وعقيدة سلفية الإشراق

فيها (الشباب) وقد تحمل عبئه

فبدأ يجد السير في الالحاق

أو ليس (نادية) المبجل صورة

كانت لنا بمثابة الأسواق (1)

هذا ممثل قصة ينحو بها

تبيان عقبي المسرف المنفاق

وذاك التنزيل يتلو آية

لعلاج كل خديعة وشقاق

ومغرد بالشعر يعرض سبكهـ

ومحاكيًا في نظمه السباق

يستنهض القوم الكرام لغاية

لتعود بالنفع العميم الباقي

يا طالبًا للعلم يسعد قومه

بوركت عزمًا للفضيلة راقي

اني ابثك يا أخي نصيحتي

لا تنخدع بالمنظر البراق

فالسنة الغراء درع سابغ

والرزق عند مقسم الأرزاق

‌عائد:

للأستاذ صالح السليمان الوشمي ببريدة:

ولد عائد بين خيام اللاجئين وتفتح قلبه الصغير على همساتهم المليئة بذكر العودة إلى الوطن السليب (فلسطين)، كبر عائد وكبر معه إحساسه لوطنه الذي تصوره من أغاني الوطنية والحنين إلى العودة التي يرددها آباؤه وعشيرته، وفي ذات السنة اتجه إلى والدته الحنون ليستطلع سر وجودهم بين الخيام البالية وليعرف متى العودة إلى الوطن السليب الذي ملت أذناه وقلبه من

(1) العدد الأول لعام 1385 هـ من مجلة مرآة الشباب، الصادرة من نادي الشباب الرياضي (سابقًا) ببريدة، مطابع نجد التجارية، الرياض.

ص: 359

ذكره وتخيله، فكانت هذه الأبيات التي جرت في البداية على صيغة استفهام من عائد، وكان الجواب من أمه مليئًا بأماني العودة المعسولة.

أحاسيس طافت بها الذكريات

ونفسي رفت لها شاعره

فهامت تطوف ببلداننا

بحيفًا وتلك الربى الزاهره

أأماه ما بال أوطاننا

تصير لنهب العدا ياسرة؟

أنحن خذلنا أمام الغزاة

فصرنا شتات القوى الكافرة؟

أأمي أهذي مساكننا

بطون الشعاب وبالي الكهوف

ونحن لها والأسى صحبة

وظل المأسي عليها وريف

ونمضي وتمضي الحياة سراعًا

نلاقي بها من صنوف الحتوف

وخيراتها يستغل جناها

عدو ونحن نراه ألوف؟

آلام المقام بتلك الخيام

فلست أراها لنا كافية

فلا العيش فيها لذيذ ولا العـ

ـلم وقت مناهله الصافيه

وما غير سقم أقيمت عليه .. وأشباح فقربها باديه

أأماه ردي جوابًا علي

فما هي أوطاننا ماهية؟

(أعائد) مهلًا فهذا السؤال

يثير شجوني فألقى عذابا

وما هو غير صدى الحق دوى

بعزم ينادي حماة شبابا

وسوف تلبيه منا نفوس

نراها ظماء إليه سغابا

وتجمعنا حوله وحدة

لها الدين ركن فانَّى تعابا

ص: 360

وها هو قد آن وقت لنا

هو العود يوم نسير جموع

نسير جموعًا إلى وطن

نداه يلبيه قلب ولوع

فداه نفوس له خفاقات

تكن له الحب بين الضلوع

فتأتي إليه أباة حماة

تطهره من ظلوم طموع

إذا ما رأيت أسود الشرى

تلبي الندا من جميع العرب

فيالق قد دججت بالسلاح

تسير بعزم لنيل الأرب

رأيت حشودًا تدك الجبال

تصب على الغاصبين العطب

وترمي اليهود بنيرانها

وليس لها غيرهم من حطب

فللرجس نطرد من أرضنا

وندخلها عودة بالحسام

ونقضي لأنفسنا ثأرها

بعزمة صدق تبيد الطغام

وتأتي جموع لنا وحدة

يرف عليها لواء السلام

فنعقد بالنصر تاجًا لنا

هو العود نحرزه بالوئام

وفيها أ (عائد) تلقى لنا

مغاني بها عاليات القصور

وتشعر بالعز في أرضنا

وفي حقلنا زاهيًا بالزهور

وتتلو صحائف من مجدنا

طواها هناك ستار الدهور

وتعرف أن لنا وطنًا

كبيرًا جميلًا إليه نسير

هناك علي ربوات لنا

من الحسن كان عليها وشاح

ص: 361

تعيش بني، علي رغد

من العيش بض طليق السراح

وتعرف أنا رجعنا إلى

مواطن كانت لنا تستباح

هناك مع العود نشدو جميعًا

نردد فيها نداء الفلاح

وفيها يقر لهاث النفوس

إذا ما وضعنا عليها القبل

وتضحك منها وهاد جلال

تناجيك فيها مروج الجبل

يعطر منها نسيم الورود

نفوسًا تجالد أنكى العلل

هناك يكون لقاء سعيد

بعود حميد به تحتفل

وطبع للدكتور صالح بن سليمان بن ناصر الوشمي كتاب (الآثار الاجتماعية الاقتصادية لطريق الحج العراقي على منطقة القصيم).

وهو رسالة لنيل درجة الماجستير من قسم التاريخ في كلية الآداب جامعة الملك سعود في الرياض.

الطبعة الأولى عام 1415 هـ - 1994 م.

نشرته مؤسسة الرسالة، بيروت سوريا في 419 صفحة.

هذا وقد توفي الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي بعد وفاة ابنه الدكتور صالح بأربع سنين، وذلك في 28/ 5/ 1417 هـ عن عمر بلغ مائة سنة إلا سنة واحدة.

وكان عند موته متمتعًا بكامل حواسه وبخاصة عقله وتفكيره، رحمه الله رحمة واسعة.

ورثاه حفيده وليد بن سالم بن سليمان الوشمي بقوله:

ص: 362

في يوم الخميس الموافق 28 من جمادى الأولى لعام 1417 هـ، وفي الساعة 11.30 صباحًا توفي إلى رحمة الله تعالى جدي الشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان آل وشمي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، إن شاء الله، وذلك عن عمر يناهز 99 عامًا تقريبًا، وفي تلك الأوقات جاشت نفسي بالدموع رحمة له، وحاولت أن أعبر عن خفايا تلك الدموع، وعن شيء مما في نفسي تجاه ذلك الإنسان الغير عادي بالنسبة لي شخصيًا، فلقد تأثرت به في حياتي الشخصية والعلمية مما جعلني أتأثر جدًّا برحيله، فغفر الله له وأسكنه الفردوس الأعلى وجمعنا الله به في روضة من رياض الجنة إن شاء الله.

بريدة بكت وش عاد أنا:

دق الجرس يا عمّنا

ولذاك الخبر ما هقيت

جانا إحساس شلنا

واهتزت مشاعر كلِّ بيت

سألتهم عن جدّنا

ضحى الخميس قالوا لي ميت

لا شك علم سمّنا

ولا شك أنا لقلبي كويت

يا فخرنا يا مجدنا

يا ذكرنا في كلِّ بيت

ويا لايمًا دموع لنا

لحبس عيني ما قويت

كل يقول يا عمّنا

ترى الحزن في كلِّ بيت

وأقول غيره ما همّنا

منك جدّي ما ارتويت

بريدة بكت وش عاد أنا

خالي مشاعر لو ما بكيت

يا موت، أنا، ولا جدّنا

حيث إن مثيله ما رأيت

وحيث إن حياته حياتنا

وعمري لحياته أنا رضيت

ولو إنك سمعت! ما طعتنا

حيث بالجنّة حظّه بخيت

ربٍ كريم لجدّنا

في كلٍّ جنّة يعطي بيت

بادعيك يالله ربّنا

تغفر ذنوبه يا مميت

برحمتك تراك أطمعتنا

ولغيرك والله ما رجيت

ص: 363

مرحوم زولٍ ضمّنا

كلٍ يقول إنك وفيت

وعدٍ وعهدٍ كلّنا

ما نفترق يا من عطيت

الوّد والحُب لأجلنا

وبالمحبة أنت البديت

وانبادلك يا عزّنا

حب بحبْ كما بديت

ودق الجرس يا عمّنا

ولذاك الخبر ما هقيت

أبناء الدكتور صالح بن سليمان الوشمي (المتوفى سنة 1413 هـ) هم:

- ناصر بن صالح الوشمي: من مواليد 1383 هـ، وهو موظف في شركة التعدين العربية السعودية (معادن) التابعة لوزارة النفط، وحاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الملك سعود قسم الجيولوجيا، ويمارس الكتابة الدورية في تخصصه العلمي، وهو عضو في جمعية علوم المياه، وعضو في الجمعية السعودية الجيولوجية، وفي جمعية البيئة السعودية.

- الشيخ أحمد بن صالح الوشمي: من مواليد 1393 هـ، وهو قاضي محكمة حقل، ورئيس جمعية البر الخيرية بحقل، ورئيس فرع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بحقل، والمشرف العام على مكتب الإشراف على الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بحقل، وحاصل على شهادة الماجستير في رسالة بعنوان:(آلة العقوبات البدنية في الفقه الإسلامي).

- الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي: من مواليد 1395 هـ، وهو محاضر في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومعد ومقدم لعدد من البرامج في إذاعة الرياض، وحصل على الماجستير برسالة تحت عنوان:(جهود أبي الحسن الندوي النقدية)، كما شارك في تحرير عدد من الملاحق الصحفية، وله ديوان شعر بعنوان (البحر والمرأة العاصفة)، حصل فيه على المركز الأول في جائزة الأمير فيصل

ص: 364

بن فهد للإبداع الشعري، وقد نشر قصائده في الصحف المحلية والعربية مثل: الرياض، المجلة العربية، الحرس الوطني، الفيصل، القافلة، الرافد الإماراتية، البيان اللندنية، الآداب البيروتية، وغيرها من الصحف والمجلات، وقد كتب عن شعره عدد من النقاد، ومنهم: الدكتور حسين علي محمد، والدكتور صالح زياد، والدكتور عبد الملك مرتاض، والدكتور ماجد العساف، كما ترجم له في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، كما أن له دراسة نقدية لآداب طلب العلم في التراث نشرها في عدد من الحلقات في صحيفة الحياة اللندنية، وله تحت الطبع تحقيق رسالة لابن كمال باشا (940 هـ) في إعجاز القرآن، وهو يعمل الآن في إعداد رسالة الدكتوراه في تخصص النقد والبلاغة، ثم حصل على درجة الدكتوراه على رسالته بعنوان:(مآخذ النقاد على أبي تمام).

ومن أبناء الدكتور صالح الوشمي أيضًا: عبد الحميد بن صالح الوشمي: وهو من مواليد 1402 هـ، وهو يعمل مهندسًا في جامعة القصيم، وقد حصل على دورات متعددة في لندن وأمريكا ويكتب مقالاته في تخصصه.

وصدر مؤخرًا للدكتور عبد الله بن صالح الوشمي كتاب طريف مهم لأنه رغم طرافته فإنه عميق في مضمونه، وعنوانه:(فتنة القول بتعليم البنات في المملكة العربية السعودية: مقاربات دينية وسياسية واجتماعية)، الطبعة الأولى عام 1430 هـ - 2009 م.

نشر المركز الثقافي العربي في 303 صفحات.

وقد كان لهذا الكتاب أثر كبير على القراء، بل أحدث ضجة أدبية فكرية، وتابعة القراء والإعلاميون.

ص: 365

يقول الأستاذ خالد الرفاعي عن كتاب (فتنة القول بتعليم البنات): إنه مشروع استثنائي، وفيه تقديم قراءة محايدة لحادثة تعليم البنات بعيدة عن الضغط الإيديولوجي، وما قدمه في هذا الكتاب سيفتح ملفات كثيرة: دينية وسياسية واجتماعية، وسيكون هذه السنة دائرة جدل محلي (انظر صحيفة الجزيرة الثقافية العدد 275).

وتقول الأستاذة الجامعية فاطمة العتيبي: كتاب (فتنة تعليم البنات) كتاب مبهر تأخر ربع قرن في رأيي مع أن صدوره اليوم جرأة محمودة من قبل مؤلفه وجهدًا تحليليًا واستقراء لا بد أن يجعلك تستشعر أهميته في تغيير مرحلة وتغيير جيل يظن أنه يمتلك العقل مع أنه منح لعقله إجازة طويلة واستسلم للصراخ، لكننا لو امتلكنا وأفسحنا لهذه الجرأة المجال منذ ربع قرن مضى لكنا اليوم بالتأكيد أكثر معرفة بأنفسنا وأكثر استثمارًا لعقولنا! لا بد أن أشيد بالذكاء الكبير والمقدرة الفائقة التي كان عليها د. عبد الله الوشمي في مقارباته لهذا الموضوع (انظر صحيفة الجزيرة العدد 133323).

ويقول الدكتور محمد المشوح: كان كتاب (فتنة القول في تعليم البنات) قد استطاع من خلاله أن يستنطق التاريخ بعد دهر من الغياب، فقد جاء ليؤكد العمق الثقافي وتداخله التاريخي والسياسي، ليؤكد من بعد أن القراءة المتمعنة لها جميعًا سوف تولد قضايا فكرية وثقافية هامة تستحق التوقف والتأمل.

وإذا كان الكاتب في كتابه المثير قد استطاع التخلص من تلك الأسلاك الشائكة التي طوقت موضوعه بدءًا بالمعنون فإن التعامل مع تلك القضايا بهذه المهارة الكتابية يمهد الطريق لدراسة جادة تثير النفع الإشكاليات التعليم وبداياته في المملكة، وغيرها من ملفات التاريخ المطوية في أسلوب أدبي رفيع يضفي المتعة الأدبية على النص التاريخي الجاف أحيانًا، إن الكتاب قد كشف الدور

ص: 366

الهام الذي من الممكن أن تنهض وتقدمه المؤسسة الرسمية للدولة بعيدًا عن رأي الأفراد الذين في الغالب ما يظهر خطأ اجتهادهم وإن السياسي بقراره الهام خصوصًا في تقاطعات التعليم والثقافة سوف يبقى دومًا هو المنتظر والأصلح للمجتمع (انظر صحيفة عكاظ العدد 2916).

ويقول الأستاذ عبد الله السمطي: يعد أول كتاب على الإطلاق يناقش موضوع تعليم البنات بشكل تحليلي تاريخي مؤثق ويتعرض لهذه القضية الحساسة، يستعيد عبد الله الوشمي حدثًا تاريخيًا قريبًا وقعت تداعياته منذ نصف قرن تقريبًا في السعودية، وما يزال بعض شهوده على قيد الحياة، وهو حدث التوجه الرسمي لتعليم المرأة، وفتح مدارس لتعليم البنات بالمدن السعودية، يستعيده ليتأمله، ويقرأه من منظور وصفي تحليلي تأملي، كان الحدث إبانها جللًا وصاخبًا في بدايات الستينيات من القرن العشرين الميلادي، كان الحدث يشكل نوعًا من المواجهة بين قرار حضاري يتوجه لتعليم المرأة التي تشكل نصف المجتمع، وبين رفض بعض الفئات (انظر: موقع جريدة إيلاف الإلكترونية).

وأما عن شعره فيقول الشاعر محمد جبر الحربي:

إن الوشمي قد حقق في سنوات قليلة ما عجز عنه كثير من الشعراء عبر عمر، وهو إذا ما استمر في بحثه وتقصيه وتحصيله، وقراءاته الثرية المتنوعة، وحماسه الجميل والمختلف في الشعر العربي قديمه وحديثه، وانتقاءاته المتميزة وهذا ما لمسته عن قرب فسنفرح بالتأكيد بنتاج شعري بديع في أرض متعطشة للشعر الشعر، ولقد فرحت كثيرًا حينما وجدت القصيدة التي كانت سببًا في معرفتي بشاعرنا الوشمي، وهي قصيدة دافئة جميلة اسمها:(أغنية النخيل) وقد قرأتها في ملحق الرياض قبل سنوات وأعجبتني، فبحثت عن شاعرها إلى أن التقينا، فكانت بداية لصداقة جميلة مثرية رغم المشاغل والبعد، وكانت النخلة، نخلة عبد الله، سيدة الوقت (صحيفة الجزيرة 8 ربيع الآخر 1426 هـ).

ص: 367

وتقول عنه الأستاذ لبابة أبو صالح:

بإمكانك أن تقرأ قصيدة في اليوم أو قصيدتين، ولكن أن تجد نفسك مسلوبًا خلال ثلاثة وعشرين قصيدة، لا تقرأ فقط، وإنما تتأمل وتشاهد (صورًا) للحياة من خلال (قصائد شعرية) فهذا هو النادر مهما كنت قارئًا نهمًا، (قاب حرفين) الديوان الثاني للشاعر الوشمي، الإثبات الثاني الذي تقدمه ذات الشاعر للحياة، بعد (البحر والمرأة العاصفة)، والخطوة (الأخرى) التي وثقت صلة تلك الذات بالشعر والحرف، ليرسخ الشاعر حرفه في ذاكرة الشعر بعد أن حفرته (مقومات الشاعر الحقيقي) في وجه صخرتها، وبوأته مقعد فيلسوف شاعر يتأمل في الصور والحياة أمامه وحوله، ويغنيها حروفًا تعزف رؤيته لذاته وما هو أبعد منها مما تصل به وتشاهده وتعيشه وتحسه (صحيفة الرياض الصادرة يوم الخميس 11 شعبان عام 1436 هـ).

كتاب آخر:

وللدكتور عبد الله بن صالح الوشمي كتاب آخر حافل عنوانه: (وجه الشعر: قراءة في مأخذ النقاد على معاني أبي تمام)، نشرته مكتبة الرشد الطبعة الأولى عام 1430 هـ - 2009 م، في 599.

وطبع للدكتور عبد الله بن الدكتور صالح الوشمي كتاب: (جهود أبي الحسن الندوي النقدية) في الأدب الإسلامي، وأصله رسالة علمية نال بها المؤلف درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من قسم البلاغة والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

نشرته مكتبة الرشد في الرياض، الطبعة الأولى عام 1436 هـ - 2005 م، في 603 صفحة.

ص: 368

وقد خصصت صحيفة الجزيرة ملحقًا أدبيًا أصدرته بتاريخ 2 صفر عام 1428 هـ 26 شباط (فبراير) عام 2007 م كان فيه مقالات عديدة عن الدكتور صالح بن سليمان الوشمي رحمه الله.

جعلتها تحت عنوان (صالح الوشمي: حضور الغياب) قالت المقدمة:

وتضمنت كلمات لطائفة كبيرة من الأدباء والكتاب منهم عبد الفتاح أبو مدين الذي جعل عنوان كلمته: (أيام في الذاكرة).

والدكتور محمد العيد الخطراوي نائب رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي سابقا، بعنوان (الأجيال الثلاثة: الجد والأب والابن) ويريد بالابن الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي.

والدكتور حسن بن فهد الهويمل بعنوان (جغرافية الأدب وأدب الجغرافيا).

وكتب الأستاذ الأديب (علوي طه الصافي) بعنوان (الوشم الجميل).

كما كتب الأستاذ حسين محمد بافقيه كلمة بعنوان: (كلمة في الوشمي).

أما الدكتور عبد العزيز بن صالح الهلابي فقد كتب مشاركته بعنوان: (الزمالة والصداقة) ويريد صداقته وزمالته بالدكتور صالح الوشمي.

ص: 369

أما الدكتور أحمد بن صالح الطامي رئيس النادي الأدبي بالقصيم ووكيل جامعة القصيم فكان عنوان مشاركته: (وشم ثابت في تاريخ النادي).

وكتب الأستاذ صالح المقيطيب كلمة بعنوان: (ذكريات الزمالة الوظيفية).

والأستاذ محمد بن عبد الرزاق القشعمي بعنوان: (مع الوشمي والجواء).

ومحمد بن ناصر الحمراء بعنوان: (الوشمي من خلال كتابه: ولاية اليمامة).

وكتب الشيخ الجليل محمد بن عبد الله السبيل الإمام في المسجد الحرام كلمة عنوانها: (الوشمي: مرحلة الطلب).

تلتها كلمة قصيرة لي بعنوان: (أسرة الوشمي).

أما الأستاذ الشاعر عبد العزيز بن محمد النقيدان فإنه لم يكتب شعرًا، وإنما هو كلام أدبي عنوانه:(راصد التاريخ والطموحات المبكرة).

وشارك صديقنا الأستاذ محمد بن عبد الله الحمدان بعنوان: (رحم الله صالح الوشمي).

وشارك الأستاذ الدكتور عبد الحليم العبد اللطيف المدير العام للتعليم في القصيم سابقًا بكلمة جعل عنوانها: (أسلوب عَذْب، وبحر واسع).

تلتها كلمة للأستاذ المحامي الشهير محمد بن عبد الله المشوح صاحب الثلوثية بعنوان: (الموهوب المفقود رحمه الله.

وربما كان أطول بحث في هذا الملحق الأدبي هو ما كتبه الدكتور حمد بن عبد العزيز السويلم، تحت عنوان:(صالح الوشمي وتحولات الشعر).

وكان مسك الختام قصيدة للدكتور عبد الله بن صالح الوشمي (ابن المذكور) مطلعها:

ص: 370

ما زلت أحبو في عباءاته

أخط في أوراقه أحرفي

يحملني موجي إلي شطه

يداي في البحر هما مجدفي

وأخيرًا نذكر فيما يتعلق بالدكتور صالح بن سليمان الوشمي رحمه الله أن (نادي القصيم الأدبي في بريدة) أصدر كتابًا عن سيرته وأقواله وأعماله وطبعه بعنوان: (صالح الوشمي: سيرة ومسيرة) أعجبت بالكتاب عندما وصل إليَّ فكتبت تعريفًا به وتقريظًا له في جريدة الجزيرة، وفي (المجلة العربية).

وقد نشر في رجب عام 1428 هـ هذا نصه لأنه استكمال لما نحن بصدده:

كتاب جديد: (صالح الوشمي: سيرةٌ ومسيرة):

إصدار نادي القصيم الأدبي في بريدة: تقريظ محمد بن ناصر العبودي:

كتاب (صالح الوشمي: سيرة ومسيرة) لم يكتبه مؤلف واحد، بل لا يصح أن يدَّعي تأليفه شخص أو شخصان، وإنما هو من إصدار نادي القصيم الأدبي ببريدة.

أصدره وفاءً لشخصٍ أسهم إسهامًا فعالًا في تأسيسه، ثم كان يواصل دعمه وتشجيعه، بل و (تفعيله) إنْ صحَّ التعبير، وهو الأستاذ الدكتور صالح بن سليمان بن ناصر الوشمي رحمه الله.

وهو كتاب كبير بلغت صفحاته (477) صفحة، قدم له الدكتور أحمد بن صالح الطامي، رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي بمقدمة قال فيها من بين ما قاله:(ص 7 - 9).

"د. صالح الوشمي: وشمٌ ثابتٌ في تاريخ النادي:

يظل للمؤسسين فضيلة التأسيس التي لا ينهض بها إلَّا أولو العزيمة والإخلاص والرؤية الاستشرافية.

ص: 371

كان الدكتور صالح بن سليمان الوشمي، رحمه الله، من أولئك الثلة الذين أشعلوا مصباح نادي القصيم الأدبي في بريدة عام 1400 هـ، لتشرق في سماء القصيم، وآفاق بلادنا، جذوةٌ تزامنت مع إشراقة قرن هجري جديد بكل ما يحمله من تحولات وتغيرات وحادثات.

ولم يكن النادي مرتعه الوحيد، بل كانت له مراتعه المتعددة التي صال فيها وجال، فقد كان، عليه رحمة الله، عالمًا، وأديبًا، ومثقفًا، وشاعرًا، ومواطنًا، فسخَّر كل هذه المزايا وغيرها من إمكاناته لخدمة النادي، وخدمة وطنه وأمته.

أسهم في خدمة الحركة التعليمية في منطقة القصيم طيلة فترة حياته العملية، وكانت له بصماته في إدارة تعليم المنطقة، وفي الإشراف التربوي خاصة.

كان مؤرخًا تمتع بعقلية المؤرخ المنصف، كان مثقفًا واسع الثقافة، كان شاعرًا مرهفًا رقيقًا، كان إنسانًا يتمتع بخلق، بل أخلاق، سامية: تواضع، دماثة حب للخير، حرص على مساعدة الآخرين، عشق للوطن، ونهم للعمل.

رجل كهذا، حقٌ علينا، في النادي خاصة، أن نكرمه بما يستحق.

وقد قرر مجلس إدارة النادي الجديد في أول جلسة له بعد تكوينه أن يكرمه تكريمًا خاصًّا، إضافة إلى تكريمه المعنوي مع رفاقه أعضاء مجلس الإدارة السابقة ويسرني، أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي أن نقدم هذا الكتاب عن هذا العالم الأديب، الذي أسهم في تأسيس النادي وخدمة لأكثر من عشر سنين، وكان يعيش همَّ النادي ليل نهار" انتهى.

وبراعة الاستهلال جاءت في مقدمته قصيدة من قصائد الدكتور الراحل صالح الوشمي يحيي فيها النادي، وكأنما كان يعلم من أستار الغيب، أو قل إنه الإلهام، أن (النادي) سوف يكرمه بعد وفاته بإصدار هذا الكتاب الحافل عن مسيرته في حياته (15 - 16).

ص: 372

وهذه هي القصيدة:

تحية النادي

يا طير ردِّد أعذب الأنغام

واسجع فإنك مبعث الإلهام

دعني أبادلك السرور فطالما ،

منَّيتُ نفسي أن أقوم مقامي

حسبي وقد ملأ السرور جوانحي

أني رأيت الجالسين أمامي

من مرشد أو طالبٍ أو زائر

من كل قرم سيد وهمام

* * * *

في المعهد العلمي جاء فريقهم

هل يظفرون بحكمة ومرام؟

بشراكمو أنَّ الشبيبة عندنا

يَرِدون من بحر خضم طامي

من منهل التوحيد أعذب مشرب

والسنة الغراء والأحكام

هذي معاهده وذاك نشاطه

فهو الحري بكل مجدٍ سامي

إنا لنرجو أن نرى أبناءه

خير الدعاة لشرعة الإسلام

حسبي وحسبك أن (منتدياته)

مرمى الطموح ووثبة المقدام

(يا ناديا) يختال في زواره

تيهًا ويبسم عن هدي بسَّام

أكرم بمقصدك النبيل فإنه

أمل يحقق صادق الأحلام

كم من ضعيف قد أقمت لسانه

فأتى بقول محكم ونظام

ولربَّ هيّاب المقام تركته

يرقى (المنصة) دون ما إحجام

* * * *

أوَ ليس عندك (للمواهب) معرض

و (الفكر) كالروض النضير النامي

أوَ ليس بينك للبيان تسابق

فاثرت فيه مواهب الإلهام

هذي بلابلك الصوادح لم تزل

تغذو النفوس بأعذب الأنغام

* * * *

ص: 373

كم من عظاتٍ للحضور رويتها

وضياؤها يجلو حجاب ظلام

يسري شعاعًا في النفوس جلالها

فالقلب يخشع والعيون هوامي

* * * *

بوركت (نادينا) تنير سبيلنا

حتى نراك مثبت الأقدام

ونعيد فيك (عكاظ) مأمون السري

والوافدون خلاصة الأقوام

* * * *

شبان ذا النادي تحية معجب

فيكم يود الجد في الإقدام

إني لأرجو أن تكون صفاتكم

محمودة والحمد مسك ختام

وقد قسم الكتاب إلى ما يسمى بالمحاور، ولو أسموه بالأبواب لكان ذلك أولى، لأن (باب) في كتب العلم لفظ تراثي عريق شمل كتب الحديث كصحيح الإمام البخاري، وكتب الفقه وحتى أبواب الشعر.

المحور الأول: نماذج من كتابات صالح الوشمي:

يشتمل على عشر فقرات أو قل: إنها عناوين.

المحور الثاني: الذكريات:

ويشتمل على (21) فقرة كانت أولاها فقرة كتبتها عن أسرة (الوشمي) في أربع صفحات.

وكل ما في هذا المحور أو الباب هو من كلمات أدباء وعلماء وباحثين تكلموا بما يعرفونه عن الدكتور صالح الوشمي مقدرين علمه وبحثه وعددهم: أحد عشر.

المحور الثالث: صدى الوفاة:

ص: 374

ويتضمن تأبينًا ورثاءً نثريًا في وفاة الدكتور صالح الوشمي لثمانية كتَّاب.

المحور الرابع: قصائد الرثاء وفيه أربع قصائد، إحداها مما نظمه نجله الأستاذ عبد الله قال في أولها:(ص 178).

"إلى والدي د. صالح بن سليمان الوشمي، رحمه الله، حين دعيت من قبل الندوة العالمية للتاريخ الإسلامي لإلقاء بحثه، وما أقساها من تجربة حين تقوم بتمثيل دور والدك! !

ما زلتُ أحبو في عباءاته .. أخُطُّ في أوراقه أحرفي

يحملني موجي إلي شطَّه

يدايَ في البحر هما مِجْدفي

مهاجرًا أخرجُ من موطني

لا البحرُ من خلفي ولا النار في

مستعذبًا أكتب عن رحلتي

وأنثر الورد على معزفي

راحلةٌ نحوك يا والدي

كلّ المعالي لثراك الوفي

أوراق تاريخك ها عطرُها

يلهمني شعري فلم لا أفي

تسكنُ - لو يدري - مصابيحُه

في أعيني، والنجمُ في معطفي

ألمحه صحْوًا وفي خاطري

يلمحُهُ قلبي وفي مُتحفي

حيثُ المعاني بَعْدُ مطمورةَ

حيثُ الجَنَى بعدُ لم يقطفِ

في مُدن الحرفِ ولدنا معًا

لا جنة فيه ولم نعرفِ

مزرعة يا والدي شعرُنا

ونحن من نوَّارها نصطفي

المحور الخامس: الدراسات:

وهو أوسع هذه المحاور، بل هو حافل بالدراسات التي قيلت في الأستاذ الوشمي، وفي بحثه وأدبه، ومن ذلك مؤلفاته ومقالاته.

ص: 375