الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الناحية التاريخية أورد ابن بشر ذكر (محمد بن نصار المعروف بالدعمي) وأن الإمام فيصل بن تركي جعله في قصر تاروت أي جعله رئيسًا أو قائدًا للحامية السعودية في ذلك القصر.
وذلك في حوادث عام 1249 هـ (1).
فلا أدري أهو من هذه الأسرة البريدية عينه الإمام فيصل لكفاءته لأنه يعرفه، أم أنه من أبناء عم لهم يسكنون خارج منطقة القصيم، وظني أن الأول صحيح، لأنه الأصل، إلا إذا عرف أنه توجد أسرة تسمى
(النصار
الدعمي) في جنوب نجد مثل الرياض وما حوله.
النَّصَّار:
أسرة أخرى من أهل بريدة متفرعة من أسرة النويصري منهم ناصر بن أحمد النصار الملقب السيد، من الإخباريين الذين يحفظون الأشعار والأخبار وبخاصة الأشعار الوطنية الحماسية كأشعار العوني والصغيِّر.
وكان حسن الحديث، جهوري الصوت، جريئًا على ذلك بحيث إذا كان في مجلس تصدر المجلس بحديثه.
أذكر من ذلك أنه عندما زوج عبد الله الخليفة (إسعاف) بنت أبو حمدي على عبد الله أبو حماد الشِّبل الذي صار اسمه الشبيلي بعد ذلك أقام مائدة عشاء كبيرة بعد العصر بهذه المناسبة، دعا إليها سكان الحارة ونحن منهم، لأن ابن خليفة رحمه الله كان من جيراننا، وقد فعل ذلك لأن والد البنت كان توفي وهو من جيرانه، وليس لها أقارب فتولى ذلك.
(1) عنوان المجد، ج 2، ص 96.
وكان أبو حماد الشبيلي من رجال الملك عبد العزيز ومن الذين كانوا ذهبوا إلى البحرين فلم يجد من يحادثه كما يتحدث في الحاضرين الذين كانوا قد تحلقوا على الصياني، وعددها كثير إلا (السيد) ناصر بن أحمد النصار فكان يحدثه وحده ويلقبه الشبيلي بالسيد.
وناصر النصار هذا من ندماء الأمراء والكبراء لذوقه وأدبه، وحسن اختياره للكلام والشعر وحفظه للنوادر.
ووالده أحمد النصار كان من كبار عقيل المشهورين، لبيبًا ظريفًا فيما ذكر لنا مع الرجولة والكرم، لذلك ذكره الشاعر علي بن حريص وهو يتشوق إلى جماعة من أصحابه وندمائه من عقيل، وهم الشويهي وأحمد النصار وابن حسون الذي هو الشاعر إبراهيم بن حسون قال:
راح الشويهي و (أحمد) وابن حسون
…
الله يخلي من بقي من ربوعي
من عقب ما هم فوق الأنضا يغنون
…
لحِّد لهم ما عاد فيهم رجوع
حدثني والدي رحمه الله قال لما سمعت الحريص ينشد هذه الأبيات حفظتها منه وسألته عن (أحمد) هذا من هو فقال أحمد النصار النويصري، وعن ابن حسون قال إبراهيم بن حسون.
أما الشويهي فإن والدي لم يسأله عنه لأنه رجل وجيه مشهور من كبار عقيل وهو يعرفه.
عثرنا على عدة وثائق فيها ذكر أناس من (النصار النويصري) هؤلاء منها هذه التي ذكرت منصور النصار النويصري وهي بخط الشيخ الزاهد الشهير عبد الله بن محمد بن فدا مؤرخة في 15 رجب عام 1287 هـ.
وهي مداينة بين المذكور وبين الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم والدين اثنا عشر ريالًا إلا عشرة أرباع، وهي جمع ربع، والربع نقد نحاسي
ضئيل كانوا يتعاملون به قبل وقتنا ولم أدرك التعامل به رغم كوني أدركت التعامل بالبيشلية والشاهد فيها عبد الرحمن بن مشعل.
وكان منهم كاتب ثقة اسمه (نصار النويصري) كتب كتابات عديدة منها مداينة إضافية لأنه ذكر في أولها كلمة (أيضًا) ولكنني لم أعثر على المداينة الأولى غير أن الوثيقة مهمة لأن الشاهدين فيها هما من أكبر الشخصيات في بريدة وهما مهنا الصالح (أبا الخيل) الذي صار أمير القصيم بعد ذلك وهو رأس أسرة المهنا، ومحمد بن عبد الرحمن الربدي أغنى أغنياء بريدة في وقته.
وذلك رغم كون الأشياء المذكورة في الوثيقة لا تستحق ذلك ولكن كونها جزءًا متممًا لوثيقة أخرى مهم وتستحق ذلك.
ولم يذكر تاريخ الوثيقة ولكننا نعرف تاريخ وفاة كل منهما، فالأول هو مهنا الصالح وقد قتل في عام 1292 هـ وكان تولى على إمارة القصيم، وهذه الوثيقة كتبت قبل توليه الإمارة وكان عمر مهنا عندما قتل قد جاوز الثمانين.
أما الربدي فإنه توفي في عام 1300 هـ عن نحو مائة سنة من العمر، وهذه الوثيقة تستحق الدراسة الطرافة ما جاء فيها، وذلك أنه ذكر فيها أنه وصل من ابن زامل الحمار، ونصف الجمل والمراد من الحمار قيمة الحمار أي أن الدائن تسلم الحمار،
وحسم قيمته من هذا الدين، وهكذا نصف الجمل بمعنى أن الجمل كان نصفه للمدين ونصفه لآخر فإذا بيع أخذ الدائن حصة المدين من ثمنه وهي نصفه.
وكذلك قيمة التبن وهي خمسة ريالات.
والرهن في الدين الأخير الناقة الحمراء والبقرة والتبن الذي في الوطاة وهي التي تقع إلى الشمال من المتينيات شرقًا شماليًا عن بريدة، وكانت الوطاة تزرع حبوبًا كالقمح والشعير، والمساحي الثلاثة وهي جمع مسحاة التي تستعمل في حرث الأرض ونحوها.
ثم رهن إجمالي وهو (الجريرة) اللي فذت، ومعنى فذت بقيت بعد ما ذكر.
ثم قالت الوثيقة قولًا أكثر إجمالًا، وهو (وما تحت يده) بمعنى أن الرهن شمل كل ما تحت يده من مال سواء أكان ما تقدم ذكره أو غيره، وقد شهد على ذلك شخصان من كبار الأشخاص الأغنياء في بريدة وهما (الأمير) مهنا بن صالح آل حسين أبا الخيل والثري الوجيه محمد بن عبد الرحمن الربدي.
وهذه وثيقة بل أكثر من وثيقة واحدة مختصرة كتبها نصار النويصري بعضها في سنة 1269 هـ لأنه ذكر حلول دين فيها في عام 70 (12) هـ.
ومنهم محمد النصار النويصري ورد ذكره في وثيقة مداينة بخط لبيدان بن محمد كتبها في عام 1268 هـ. كما يظهر من حلول دين فيها في رجب سنة 1269 هـ.
والدين اثنا عشر ريالًا ونصف.
والشاهدان: ناصر بن وادي وحسين الهديب.
وهي بين الثري الوجيه محمد بن عبد الرحمن الربدي رأس أسرة الربدي أهل بريدة وقد سها الكاتب عن ذكر الوثيقة الأساسية ولكنه ذكر ذلك في مداينة مختصرة تحتها.
وهذه وثيقة مداينة بين نصار آل عمير النويصري، وبين سعيد آل حمد (المنفوحي).
والدين: ثلاثة عشر ريالًا وقرش، والقرش هنا ينطق بقافه كما ينطق بها في لفظ قربة وقليل فليست قافًا صحيحة ولا جيمًا صحيحة، وأما عن قيمته فإنني ذكرت في أكثر من موضع أنه يراد به ثلث الريال الفرانسة، وليس القرش الذي يتعامل به الآن، فذلك لم يكن معروفًا عندهم في ذلك التاريخ.
والشاهد: ناصر العثمان الصبيحي.
والكاتب: محمد آل حمود (وهو ابن سفيِّر) بتشديد الياء وكسرها.
والتاريخ: 25 رجب سنة 1273 هـ.
ووجدت وثيقة أخرى مشابهة ولكنها مختصرة تذكر بأن نصار آل عمير النويصري هو وفهيد الدخيل ولا أدري عن الخاء في اسمه (مفتوحة) أم مكسورة ولا عن الياء أمشددة أم ساكنة، دينًا لسعيد آل حمد، وهو المنفوحي.
وهي مكتوبة في غرة رجب، وهي أول يوم فيه سنة 1274 هـ بخط محمد آل حمود (بن سفَيِّر).