الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم علي بن صالح العبد الله الحامد الملقب الوسيدي موظف في القوات المسلحة عسكري، رئيس رقباء فني مطابع، قال: خدمت 32 سنة.
الوَشْمِي:
على لفظ النسبة إلى الوشم، والواقع أن الأمر ليس كذلك فهذه الأسرة ليست من أهل الوشم ولا جاءت في الأصل من الوشم.
وضبط اسمهم بفتح الواو، وإسكان الشين ثم ميم مكسورة فياء كياء النسبة، والمراد بالوشم فيها ناحية الوشم.
وسبب ذلك أن جدهم واسمه ناصر بن حمد بن مضيان الذي عاش في منتصف القرن الثالث عشر كان قد جاء إلى عيون الجواء، وكان أهل عيون الجواء يجتمعون مع أميرها إذا حدث ما يستحق البحث من أمور البلدة.
ومرة بحثوا أمرًا فيها فأبدى رأيه ولم يوافقوا عليه، وأصر عليه، وقال لهم: إما أنكم توافقون على رأيي، وإلا فاعتبروني (وشمي) ما أنا من أهل ديرتكم (العيون).
فلقب الوشمي من ذلك الحين ولحق اللقب ذريته ونسي لقبهم الأصلي (المضيان).
أكبرهم سنًّا في الوقت الحاضر 1399 هـ عبد الله بن صالح بن سليمان بن ناصر بن حمد الوشمي، مقيم في عيون الجواء ولادته سنة 1316 هـ.
ومنهم سليمان بن ناصر بن سليمان بن ناصر بن حمد الوشمي وهو ثقة كاتب معروف ذو مقام عند الناس، يعتمد القضاة كلامه وكتاباته في القضايا.
ولد عام 1322 هـ.
وكان قد سافر إلى عدة بلدان عربية على الإبل في تجارة المواشي واستيراد البضائع من سوريا، وفي مرة من المرات كان رفقاؤه في الرحلة يريدون العودة إلى وطنهم بريدة، وكانت أحوال التجارة تضطره إلى التخلف عنهم فترة مما أثار كوامن الشعر في نفسه فعندما أزمعوا الرحيل قال:
يا هلَ الركاب اللي عليهن تَشدّون
…
من قوز عمّانٍ عسى ما تعاقون
شيلوا مزاهبكم وداروا على الهون
…
عوجوا رُقابَهْ لين أحضّر دواتي
واكتب كتاب فيه وصف لموصوف
…
رسالة خفيفةٍ وسط مظروف
وإلى حملتوها تسوّون معروف
…
وداعة معكم من المودَعاتِ
سيروا على اسم الله عشر وثمان
…
مسيرٍ وسط بين العجل والتواني
وأعيذكم بالله رب المثاني
…
يوم ادبحن ركابكم مقفيات
رحتوا وخليتون جالس لحالي
…
بوعويد غايب بالشمال (1)
حسّيت بالغربة ذكرت العيالِ
…
لكن عرفت انه ظروف الحياةِ
لي قربّن ركابكم من بلدنا
…
يصير مدخاله مع الباب الأدنى
(1) بوعويد، إبراهيم المحمد العويد كان وقتها شريكهـ بتجارة الماشية وصديق حميم.
تلفون من له بالسماحة شهدنا
…
ريف الضيوف إلى لفوا بالأشاتي
ابن خليفه كلكم تعرفونه
…
بدوٍ وحضرٍ مجلسه يدهلونه
راعي دلال ما بعد صكِّ دونه
…
دايم على جمر الغضا مركياتِ
للضيف والعاني ومتوسط الحال
…
ايضا غريب الدار يرتاح له بال
يلقى الندا كنّه ولد عم أو خال
…
ينسى همومه بالذرا والمباتِ
عطوه مكتوبي ترى فيه تسليم
…
والي عرف معناه يعطي إبراهيم (1)
راعي الصداقة والوفا طيب الخيم
…
الله يجمع شملنا والشتات
واقره على موسى وصالح وصقعوب
…
وباقي الجماعة قل لهم جان مكتوب (2)
تقريرهم عندي على العد منصوب
…
وان ما حضر سالم فلا له حلاةِ (3)
والشيخ سليمان الناصر الوشمي طالب علم وإخباري مطلع، وبخاصة على أحوال الأشخاص البارزين، لذلك كان يلاحظ على بعض المؤلفات ما قد يجد فيها مما يستحق الملاحظة.
ومن ذلك ما وجده في كتاب الأستاذ محمد بن عثمان القاضي (روضة الناظرين) فيما يتعلق بترجمة الشيخ إبراهيم بن جاسر.
فكتب إليه الكتاب الآتية صورته:
(1) براهيم المحمد الجردان.
(2)
هؤلاء أهل راتب بين العشائين مع سليمان الوشمي.
(3)
سالم البراهيم الدبيب.
ولم أجد للشيخ سليمان بن ناصر الوشمي كتبا مؤلفة أو رسائل مبسوطة في موضوعات علمية إلَّا منسكًا أسماه (مختصر الناسك لأداء المناسك).
وقد طبع طبعتين الأخيرة منهما طبعت في عام 1418 هـ، وسنصور منها هنا المقدمة، وأنموذجًا من كلامه بعدها.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذا مختصر الناسك لأداء المناسك جمعت فيه أهم أمور الحاج، فجاء في غاية الاختصار، ووصيتي لمن وقع في يده إذا أشكل عليه شيء أن يسأل طلبة العلم من الحجاج، فعلم المناسك ولله الحمد معروف، ونسأل الله أن ينفع به جامعه ومستعمله وسامعه وأن يدخل الجميع في رحمته الواسعة، وصلى الله على محمد.
إذا عزم الحاج على السفر للحج، فليجتهد في الإخلاص لله تعالى ويتباعد عن الرياء (1)، ويختار نفقته من حلال (2)، ويحرص على أداء الصلاة جماعة في أوقاتها، ويكف عن فضول الكلام والمزاح ويحتمل كلفة الرفيق، ويساعد الضعيف، ويعين المحتاج، ويطلب وجوه البر والإحسان ويكثر من الاستغفار، فعمل الحاج مضاعف كعمل في سبيل الله، وسفره سفر طاعة.
فإذا وصل الحاج إلى الميقات وأراد الإحرام أي الدخول في النسك، فالأنساك ثلاثة:
فإما أن ينوي الحج والعمرة، ويكون قارنًا، ويبقى على إحرامه حتى يرمي جمرة العقبة يوم عيد النحر، ثم يُقصِّر أو يحلق رأسه ويلبس ثيابه ويذبح هدي القِرَان.
وإما أن ينوي الحج وحده من الميقات، ويبقى على إحرامه حتى يرمي جمرة العقبة يوم عيد النحر، ويُقصِّر أو يحلق رأسه ويلبس ثيابه، ولا هدي عليه لأنه أحرم بالحج من الميقات ويسمي مفردًا.
(1) والسمعة وحيازة الألقاب، فالله سبحانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه، صوابًا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
(2)
جاء في الحديث الذي رواه الطبراني عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (إذا خرج الرجل حاجًّا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز - ركاب من جلد - فنادى: لبيك اللهم لبيك ناداه منادٍ من السما: لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور).
وإما أن يحرم من الميقات بالعمرة متمتعًا بها إلى الحج، فالمتمتع إذا وصل مكة طاف، وسعى وقصَّر، وحل من عمرته، وقد حصل على العمرة، ويحرم يوم الثامن من ذي الحجة من منزله بالحج، ويفعل ما يفعل الحاج، وعليه دم للتمتع ويسمى متمتعًا (1). انتهى.
وقد صار الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي في آخر حياته مرجعًا للباحثين وطلاب المعرفة لأمور سالفة.
من ذلك هذه المقابلة التي أجراها معه ص احب كتاب (نجديون وراء الحدود) عبد العزيز بن عبد الغني إبراهيم.
وقد استفاد منه أشياء كثيرة هي المذكورة ننقلها لكونها تتعلق بمعلومات عن هذا الرجل الثقة سليمان بن ناصر الوشمي، وإن كان المؤلف استرسل في كلامه حتى بدا لمن لا يعرف الأمر أن تلك المعلومات من عنده، مع أنها بتفصيلاتها لا يعرفها إلا رجل نابه مجرب للرحلة مع العقيلات عارف بأشخاصهم وكبرائهم.
وقد خلط - على عادته في اسمه فأسماه في ص (300) محمد بن ناصر الوشمي والصحيح أن اسمه سليمان، ولا يوجد في بريدة من اسمه (محمد بن ناصر الوشمي) ولذلك ذكر اسمه صحيحًا في صفحتي 13 و 59 من الكتاب المذكور.
قال:
(1) وهذا النوع من النسك هو أفضلها لمن لم يسق الهدي معه.