الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النويصر:
أسرة صغيرة من أهل الربيعية وانتقل بعضهم إلى اللسيب، انتقلوا إلى اللسيب من جنوب - حويلان، منهم فرع (البريكان) وهم من شمر.
أكبرهم سنًّا في الوقت الحاضر 1400 هـ - سليمان بن إبراهيم بن نويصر بن ناصر النويصر عمره 61 سنة ويعمل بالتجارة في الرياض.
النَّوَيْصِرْ:
أسرة أخرى من أهل الصباخ.
وقد يقال لهم (النويصر العيش) تمييزًا لهم عن النويصر الآخرين.
وهم من أهل الصباخ القدماء تفرعت منهم أسرة الحميدان والبداح - وهم غير البداح المشهورين في بريدة.
غرس أجدادهم نخلًا في الصباخ مثل حائط (أم الجواديل) ونخل مزدهر كان في مكان جامع الصباخ الآن، إلَّا أنهم لم يرزقوا أملاكا بل كان قسم منهم يعملون عند الآخرين وبعضهم فلاحون.
أشهرهم الآن - 1406 هـ - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد العزيز النويصر الملقب العيش، وقد ذكرت سبب تسميتهم بالعيش في حرف العين.
وهو إخباري، بل وروائي ضابط صادق اللهجة، متزن الحديث، حافظ للأشعار العامية والأخبار الطريفة، مترفع عن التحدث بالسفاسف.
كما أنه عارف برجال أهل الصباخ وأسرهم وتفرعهم وصار مقصدًا للناس في هذا الأمر.
حدثني عبد الرحمن بن محمد النويصر الملقب العيش عن واقعة حدثت له، قال: كنت مرة فلاحًا في ملك الرسيني في الصباخ، وكان عبد الرحمن الصالح الرسيني هو الذي يدايني فلم أوفق وركبني من الذين ما زاد على ثمانية الآلاف ريال، وهي مبلغ كبير في ذلك الوقت، ولم يستطع الرسيني أن يعطيني أكثر فاتفقت معه على أن أخرج من الفلاحة وأترك كل ما فيها لي من إيل وعلف ونصيب في الزرع مقابل الدين، وذلك بعد أن قام جماعة من أهل الصباخ بتثمين ذلك.
فخرجت ونحن في أول الصيف، وأنا لا أملك شيئًا من المال استطيع أن أشتري به وجبة طعام واحدة لأسرتي التي كان فيها والدتي وزوجتي وأختي وطفلة صغيرة لأختي، وانتقلنا إلى بيتنا في الصباخ وكان خاليًا من كل شيء، وعللنا النساء والطفلة بإيقاد نار في سعف ليناموا فناموا بدون عشاء.
وقبل منتصف الليل بقليل كنت في سطح البيت وحائطه قصير فأبصرت رجلًا على حمار مقبلا علينا، فعجبت منه في هذا الليل، ثم سمعت من يطرق الباب وكنت سهران من الهم والجوع فإذا به رجل على حمار وهو يخفي وجهه والوقت ليل فناولني (محدرة) وهي وعاء من الخوص كالزنبيل مليئة بالقمح، ولم يتكلم معي بكلمة وصد عني بوجهه مع أنه ملثم، وذلك من أجل ألا أراه فهو يريد أن يخفي نفسه.
قال فأسرعت أحث المرأة على طحن العيش، وكانت الرحا مهجورة منذ مدة فلم نصبر حتى على تنظيفها فطحنت قليلًا ثم سوته (مراصيع).
وأكل الجميع وأنا لا أعرف من الرجل ولا لماذا أعطاني هذا العيش.
قال: ثم استدنت أجرة الركوب إلى الرياض ولبثت مدة أشتغل حرفي ولا ناسبني، فذهبت للكويت وصرت آخذ مع بعض الجماعة أعمالا للبناء ونحوه (قطوعة) فحصلت على بعض المال وعدت إلى بريدة فأوفيت بعض ما علي وأكلت أكثره.
وفي يوم من الأيام جاء رجل من أسرة طيبة اسمه (إبراهيم بن عبد العزيز ..... ) فطلب الرجل من صاحب الدكان أن يعطيه ثلث وزنة قهوة فلما وزنها له ووضعها الرجل في طرف (شماغه) قال لصاحب الدكان: تراي ما معي ثمنها أجيبه إن شاء الله بعدين، فقال صاحب الدكان: أنا عليّ حلف أني ما أخلي أحد يروح بشيء من دكاني إلَّا بعدما يدفع ثمنه ثم سحب طرف شماغ الرجل وأفرغ القهوة منه.
قال ابن نويصر: فتأثرت من فعل صاحب الدكان بهذا الرجل الطيب، ونسيت كل شيء وكانت معي أنا عشرة ريالات فضة فأفرغتها كلها من جيبي، وقلت لصاحب الدكان: عطه بها قهوة وهيل وسكر وشاهي، وكانت: العشرة الريالات هي كل ما أملكه آنذاك.
قال: فأخذ الرجل بيدي إلى مكان خالٍ من زقاق مجاور، وقال لي: أنت يوم أنك تعطيني هالفلوس اللي ما عندك غيرها تبي تكافيني عن العيش الذي أعطيتك إياه بالليل يوم أنت وعيالك تبيتون بلا عشا؟
وكيف عرفتني وأنا متخفي؟
قال ابن نويصر فأقسمت له أيمانا مغلظة أني ما عرفت أنه هو الذي أعطاني العيش ولكن الذي دفعني إلى ذلك هو التقدير له ولحمولته.
قال ابن نويصر: وهذه من غرائب المصادفات.
ومما قال عبد الرحمن المحمد النويصر (العيش):
يقول دحيم يوجس في ضميره هواجيس
…
ما ذاق لة النوم يا طول ليله
يخاف من هرج القفا والاباليس
…
لا شك ظنه طيب مع قبيله
اكتب كلامي كل ما اقول تقييس
…
لعمال جلف الزعفرانه لهيله (1)
(1) التي تصنع القهوة بالجلف والزعفران والهيل هي امرأته كما قال.
متوجهين وكاتبين المنافيس
…
ولو طالت الأيام لازم نجي له
حنا الرجال ومبعدين المراميس
…
ترى الجمل لي زاد حمله يشيله
أبا أبي أتغرب لين نملي له الكيس
…
ابي نعيم ما اريد درب الفشيله
انقد ذهب ما ني راعي تفاليس
…
والهرج بيزي عن كثيره قليله
جاء في وثيقة بخط الشيخ الزاهد عبد الله بن محمد بن فدا مؤرخة في 25 ذي القعدة من سنة 1287 هـ أن ناصر بن محمد بن نويصر باع على عبد الكريم الجاسر نصيبه من ابيه وإرثه من أخته فاطمة بنت محمد النويصر من ملك محمد النويصر بالصباخ تحديد الملك المذكور من جنوب ساقي ابن حامد، ومن شمال مقطر لعبد الكريم ومن شرق الدور، ومن قبله الدغيرية، باع نصيبه من أبيه وهو ربع الملك ونصيبه من أخته على عبد الكريم بتوابعه أرض وبئر وأثل وشجر وطرق وغيره سوى الدور بثمن معلوم قدره ونصابه تسعة أريل فرانسه منهن خمسة أريل ونصف دين في ذمة ناصر العبد الكريم ومنهن ثلاثة أريل ونصف وصلنه على عقد البيع، ولا بقي له بعد ذلك فيما ذكرنا دعوي سوي ما استثنى من الدور شهد على إقراره محمد الرشيد الحميضي وكاتبه عبد الله بن محمد بن فدا، حرره ذي القعدة في سنة 1278.