الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النِّصير:
بكسر النون والصاد بعدها، ثم ياء ساكنة، وآخره راء.
من أهل بريدة.
أسرة صغيرة متفرعة من أسرة السعد الذي منهم اللويث الذين هم من أهل ضراس.
منهم نصير بن سعد النصير الذي قطع أيدي البدويين اللذين سرقا جمل ابن عَبَّود ورفيقه، في عهد الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان حينما حكم الشرع بقطع أيديهما في حد السرقة.
وقصة ذلك أن بدويين سرقا جملين لجمَّالين من أهل بريدة أحدهما ابن عبود وقد ذكرت ذلك وفصلته في ترجمة العَبَّود في حرف العين.
وقد ثبت عند القاضي الشيخ عمر بن سليم السرقة وتوفرت عليهما شروط حد السرقة، وهو قطع اليد من مفصل الكف، والعادة أنه لا ينفذ مثل هذا الحكم إلَّا بعد اطلاع الملك عبد العزيز آل سعود فأبرق إليه أمير بريدة عبد الله بن فيصل الفرحان، وشرح قضية الأعرابيين وكان ذلك في عام 1357 هـ بعد أن استتب الأمن في البلاد واطمأن الناس ونسوا جرائم السراق والمنتهبين لذلك رأى الملك عبد العزيز أن الأعرابيين ليسا سارقين فقط، وإنما هما من المحاربين الذين أخافوا السبيل ويصدق عليهما قوله تعالى {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} ، فأمر بقطع يديهما وهي اليمين وبقطع جزء من الرجل اليسرى من كل واحد منهما من مفصل الأصابع في القدم، ولكن أمير بريدة عندما أراد تنفيذ ذلك اعتذر رجاله وهم عدد من الناس من قطع هذه الأعضاء، ولم يجد من يقدم على ذلك.
فلما بلغ ذلك نصير، قال: أنا أقطعهما لكن أبي ريال على كل وصلة والوصلة هي العضو أي أربعة ريالات فرانسه على قطع عضوي الرجلين.
وهكذا كان فقد قطع عضو الرجلين في شرقي الجردة التي هي مجتمع الناس حتى تشتهر إقامة الحد وينتهي عن ذلك من قد تحدثه نفسه للإقدام على مثله.
واشتهر نصير بذلك.
ذكر الأستاذ ناصر العمري قصة نصير السعد هذا.
قال الأستاذ العمري:
نصير السعد الرقعي من أهل بريدة وهو من الرجال الشجعان أسمر اللون عرفته من رجال إمارة بريدة من العاملين في قصر الإمارة، وقد كان أحد المحاربين في جيش الشريف حسين بن علي ملك الحجاز في مكة المكرمة، وغيرها من مدن الحجاز في الهجانة، وهو أحد الذين شاركوا في الحرب بين الشريف فيصل بن الحسين بن علي والفرنسيين حينما جاءت الجيوش الفرنسية لإخراج الشريف فيصل بن حسين بن علي من سوريا.
كان يسير في مكة المكرمة على قدميه عند ريع الرسام فسمع صوت أنين فتوقف عن السير وأصاخ بسمعه ينصت للصوت الحزين ينبغث من بين الصخور وصار يقترب من الصوت حتى وصل إلى مكان خروج الصوت، يا الله! ! إنه صوت طفل موضوع في حفرة بعرض الجبل ومسدود عليه بالصخور، ومن فتحات الصخور يخرج أنين الطفل فأزاح الصخور وانتشل الطفل، وحمله بين يديه.
إنه إنسان ولد صغير قد تجاوز أشهر الرضاعة وهو مريض بالجدري، والبادية تخاف من مرض الجدري يفرون منه خوف العدوى، وقد حمله معه