الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: إنه أدخل الحساب بقواعده الأربع والكسور الاعتيادية والعشرية، وقد درست عنده فلم أر شيئًا من ذلك في مدرسته، ثم زاملته وباحثته في الكسور الاعتيادية والعشرية فلم أره يميل إليها.
وهذا نص ما ذكره الأستاذ المعارك عنه:
الأستاذ المربي محمد بن صالح الوهيبي:
طويل القامة، نحيف الجسم، كث اللحية ذو وقار، ولد بمدينة بريدة عام 1326 هـ، وانتقل مع خاله لأمه صالح بن فهد الركف عام 1335 هـ إلى الكويت فتعلم القراءة والكتابة في المدارس الأميرية ولازم العلماء لطلب العلم وخاصة على فضيلة الشيخ الدويش، وحفظ القرآن الكريم ثم قام بافتتاح مدرسة خاصة به في الكويت عام 1340 هـ، إلى أن انتقل إلى بريدة عام 1348 هـ، وفتح مدرسة فيحان (الصباخ) عام 1349 هـ، وقام بإمامة المسلمين في مسجد الصباخ، ثم انتقل إلى بريدة عام 1350 هـ وفتح مدرسة خاصة في بيت (المعارك) ثم انتقلت المدرسة إلى بيت العيسي ثم إلى بيت الرقيبة.
وقد تخرج من هذه المدرسة عدد من رواد العلم والفكر والأدب، وكان يساعده في المدرسة الشيخ محمد بن عبد الله الريشان والشيخ عبد العزيز العبد الله الغانم، ومحمد الربيش، وقد بدأت المدرسة في تطبيق أساليب جديدة منها استعمال السبورة والحساب بقواعده الأربع والكسور الاعتيادية والعشرية، بالإضافة إلى المواد الأساسية والقرآن الكريم والإملاء والخط، كما تنظم المدرسة رحلات طلابية وحفلات تخرج، وفي عام 1368 هـ طلب الشيخ صالح السليمان العمري تحويل هذه المدرسة إلى مدرسة حكومية فوافق وحولت إلى مدرسة المنصورية وبلغ عدد طلابها أكثر من ثلاثمائة طالب، وفي عام 1374 هـ عين مديرًا لمدرسة السادة حتى أحيل إلى التقاعد.
رحم الله أبا صالح فقد كان محبًا للخير وأهله وله حلقات ذكر وعلم في مسجده بالسادة ببريدة وقد انتقل إلى رحمة الله عام 1413 هـ.
وقال الدكتور عبد الله الرميان:
محمد بن صالح الوهيبي:
تولى إمامة هذا المسجد سنة 1367 هـ يعني مسجد النجيدي في حارة السادة، حيث انتقل إليه من جامع الصباخ وبقي فيه حتى سنة 1373 هـ حيث انتقل إلى مسجد الخريف حين تأسيسه، فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (1367 هـ - 1373 هـ).
وهو الشيخ محمد بن صالح الوهيبي ولد في بريدة سنة 1326 هـ. ورحل إلى أخواله في الكويت، فتعلم هناك في المدارس الأميرية وافتتح مدرسة خاصة في الكويت ثم عاد إلى بريدة فعينه الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة إمامًا وخطيبًا في جامع الصباخ، ومعلمًا لأهله، لكن لم تطل مدته هناك حيث انتقل إلى هذا المسجد فام فيه وافتتح مدرسة لتعليم القراءة والكتابة والقرآن، فتخرج على يديه مئات من التلاميذ، وذلك لشهرة مدرسته وكثرة طلابه.
ولذلك سعي الشيخ صالح العمري لضم مدرسته إلى المدرسة المنصورية سنة 1368 هـ ونجح في ذلك، حيث قال عن هذه الخطوة، ثم قمت بمحاولة جديدة لضم بعض المدارس الأهلية لمدارس المعارف، فاستطعت إقناع الشيخ محمد الصالح الوهيبي بالانضمام بمدرسته الخاصة للمدرسة المنصورية، فتضاعف عدد الطلبة فيها وضاقت بهم (1).
(1) التعليم في القصيم بين الماضي والحاضر للعمري، ص 189.
استمر رحمه الله في التدريس بالمدرسة المنصورية، ثم انتقل مديرًا المدرسة القدس حتى أحيل إلى التقاعد.
وكان قد انتقل من هذا المسجد إلى مسجد الخريف، وأم فيه مدة طويلة حتى توفي رحمه الله.
وهو من حفاظ كتاب الله، حسن الصوت كثير التلاوة، مجتهدًا في العبادة لا يخرج من المسجد بين المغرب والعشاء أبدًا، بل غالبًا يُصَلِّي العصر ولا يخرج من المسجد إلَّا بعد صلاة العشاء، وبعد الفجر يجلس يذكر الله حتى طلوع الشمس فيصلي ركعتين ثم يخرج إلى بيته.
وكان رحمه الله على رغم كبر سنه يجمع الصغار في المسجد ويعلمهم القرآن، وإذا استلم مكافأة المسجد وزعها بينهم كل بحسب سِنّه وحفظه.
وفي اليوم الرابع عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1413 هـ جلس كعادته، وانتقل إلى رحمة الله بعد صلاة الفجر في المسجد (1). انتهى.
وحفيده وسميه محمد بن صالح الوهيبي في نحو الخامسة والثلاثين من عمره، الآن - 1427 هـ وله اهتمام بالغ بمعرفة أحوال أسرته.
وذكر لي أنه بصدد كتابة بحث أو كتيب عنه، وأنه يريد أن يطلعني عليه، ويشاورني فيه.
ومن أسرة الوهيبي العابد المحب للمشايخ وطلبة العلم من آل سليم، بل المدله بحبهم سليمان بن عبد الله الوهيبي يعرف بموذن مسجد الحميدي الذي
(1) مساجد بريدة ص 135 - 136.
هو محمد بن صالح المطوع مسجده هو مسجد عودة الرديني لأن عودة هو الذي بناه على نفقة أمير القصيم حسن بن مهنا، وطلب منه حسن ألا يذكر للناس أن نفقة بنائه منه التماسًا للأجر من الله تعالى.
وقد أدركت سليمان بن عبد الله الوهيبي هذا شيخًا دَيِّنًا يؤذن في ذلك الوقت ويقضي جزءًا من وقته في المسجد قبل الصلاة، وبعدها.
ومن محبته للمشايخ آل سليم أنه عندما أجلى عبد العزيز بن متعب بن رشيد الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم كبير علماء آل سليم بعد سنة الطرفية التي هي سنة الصريف عام 1318 هـ إلى النبهانية حيث نفاه من بريدة إليها كرهًا.
كان من بين الذين لحقوا به حالما رحل ابنه الشيخ عمر بن سليم وسليمان بن عبد الله الوهيبي هذا.
وقد سجل الشيخ صالح بن سليمان العمري ذلك، ورأيت نقله لأنني لم أره متصلًا في مكان آخر، ولم ينوه أحد بما عمله سليمان الوهيبي هذا.
وقد لخصت ما ذكره الشيخ صالح العمري هنا، قال بعد التلخيص:
ومن محبة الناس للشيخ وأبنائه نذكر قصة ندلل بها على ذلك حدثني الأخ في الله حمد العلي المقبل إمام أحد مساجد البدائع الوسطى والمدرس بمدرستها قال:
لما سافر الشيخ محمد بن سليم من بريدة إلى النبهانية تبعه ابنه الشيخ عمر وبرفقته سليمان العبد الله الوهيبي مؤذن مسجد الشيخ عمر الذي هو مسجد عودة في بريدة، وقد سارا مختفيين عن أعين أعوان ابن رشيد وسارا على أقدامهما من قرية إلى قرية مساء ثم أدركهما الليل وقد وصلا البدائع ليلًا فنزل مطر في ليلة باردة وهما يسيران، فما كان منهما إلى أن طرقا باب أحد
القصور في البدائع، فقال لهما صاحب القصر: أنا لا أعرفكما وعلينا خوف من اللصوص فلم يفتح لهما.
ثم طرقا قصرًا آخر فقال لهما مثل ما قال الأول، ثم طرقا قصرًا ثالثًا فاعتذر عن إدخالهما، ولكنه دلهما على قصر من سيفتح لهما، فقال لهما: ذلك قصر أبي يوسف العريني فاقصداه فربما يعرفكما ويفتح لكما، فقصداه، وكان يوسف من تلامذة الشيخ محمد ومن المحبين له وولده أبو يوسف من المحبين للشيخ محمد ويوسف يعرف صوت الشيخ عمر فطرقا عليه الباب، فتكلم وقال: من طارق الليل؟
فقال سليمان الوهيبي: هذا الشيخ عمر بن سليم ورفيقه سليمان الوهيبي: فقال يوسف العريني: خل الشيخ عمر يتكلم لأني أعرف صوته فلما تكلم الشيخ عمر عرف صوته، ففتح لهما وبادر بإشعال النار لتدفئتهما، وأخذ ملابسهما التي قد بللت من المطر وجففها على النار، وعمل لهما القهوة والحليب والشاي، وقدم لهما ما تيسر من الطعام الحاضر.
ولما كان بعد قليل حضر أبو يوسف لصلاة التهجد ليلًا كعادته رحمه الله، وكان ابنه قد دخل للبيت لإحضار شيء منه، فوجد أبو يوسف الشيخ ورفيقه، وسلما عليه ولكنه مع الظلام لم يعرفهما وهما لم يقدما له أنفسهما، فلما حضر ابنه يوسف قال: يا والدي أرأيت هذه الليلة المباركة التي جاء فيها الشيخ عمر ورفيقه؟ فقال أبو يوسف: الشيخ عمر؟ كالمستفهم - أين هو؟ قال ابنه: هو هذا الذي بجانبك، فقام أبو يوسف فزعًا وعانق الشيخ عمر معانقة حارة، وصار يبكي ويضمه إلى صدره ويقبله، ثم أجلسه في مكانه وكان أبو يوسف يكبر الشيخ بما يزيد عن ثلاثين سنة ولكنه تقديرًا للعلم والعلماء وإكرامهم ممن يعرف لهم ذلك فجزاه الله أحسن الجزاء وبارك في عقبه.
وكانوا من الخوف قبل أمن البلاد يصلون الفجر داخل قصورهم، فلما حضرت صلاة الصبح قدموا الشيخ عمر ليصلي بهم إعترافًا بمكانته العلمية وتقديرا له ولوالده الشيخ محمد.
ولما صلوا الصبح وقدموا لهم الفطور من أطيب الطعام وألذه، قال الشيخ: يا أبا يوسف نستأذن قبل أن يرانا أحد عندكم فيلحقكم أذى بسببنا، فقال أبو يوسف: انتظر نحضر لكم الدواب ونرسل الأولاد معكم إلى النبهانية، فأصر الشيخ عمر على عدم تكليفهم وخوفًا من أن ينالهم بسببه أذى فقال أبو يوسف: إسمع يا شيخ عمر والله لو يطلع ابن رشيد مع هذا الوادي، ويقطع نخلي، ويدفن بيري ما تروح من عندي راجلًا.
فأحضر لهما الدواب، وأرسل أبناءه برفقتهم إلى النبهانية فجزاهم الله خير الجزاء (1).
(1) علماء آل سليم، ص 34 - 36.