الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعدة رشيد:
وهو رْشيْد بن عمرو بن رشيد العمرو، وعِدَّته عدة السواني على القليب.
وقوله: وشاف العمى وهو الأعمى يريد به (عمى الرميان) الذي هو الشاعر العامي المجيد محمد بن عثمان الرميان.
وأما محمد الصالح فهو محمد بن صالح بن حمود من أهل اللسيب.
واللابة: الجماعة المقاتلون في الأصل، والدوسرية لأنهم من أهل بلدة الشماس القديمة الذين هم من الدواسر.
وقال صالح بن محمد الوهيبي أيضًا، وكان في مصر، كان يدين الجزارين في الجيزة قرب القاهرة، فأتعبوه في عدم الوفاء بماله عليهم من ثمن الإبل التي ينحرونها، فقال:
الرابح اللي ما سكن بالدقي
…
ولا يعرف أسواق بر الجيزه
لي قال للجزار عطن حقي
…
يعطيه من عشر الجنيهات بريزه
والدقي هو الحارة الواسعة الواقعة إلى الشرق من مدينة القاهرة، والجيزة في جنوب القاهرة الغربي، فيها سوق من أسواق بيع الإبل على الجزارين.
وفي البيت قوله: لي قال للجزار، أي إذا قال صاحب المال وهو هنا ثمن البعير الذي يبيعه على الجزارين هناك: عطن حقي، أعطني مالي عليك من النقود يعطيه قليلًا بمعدل بريزة واحدة وهي عشرة قروش مصرية بديلة من عشرة الجنيهات التي له في ذمته.
وهذا مبالغة في البطء بإيفاء الدراهم التي عليهم.
ولأستاذنا محمد بن صالح الوهيبي يرجع الفضل في إدخال طريقة التدريس كان اقتبسها أثناء تعلمه في الزبير وهو تعليم الأطفال كيفية الكتابة والحروف وموقعها من الكلمات.
فمثلًا يقول (با) يمين في مثل (بعير) و (با) يسار في مثل كتاب ورطب، و (با) وسط كالباء في كلمة البدر، وكان يعلم الأطفال ذلك على هيئة مجموعات تشبه الفصول الدراسية.
أما الكبار فإنهم يتعلمون فرادى منه، ومن معاونه ومن كبار الطلاب الذين تجاوزوا معرفة هذه الأشياء.
وعندما أدخلني والدي رحمه الله إلى مدرسة الوهيبي في عام 1356 هـ وكانت تقع إلى الغرب من مسجد الحميدي كما يسمى، والمراد به محمد بن صالح المطوع، وكان ذلك المسجد قد سمي بأسماء كثيرة أولها (مسجد عودة) الذي يراد به (عودة الرديني) من أعيان أهل بريدة جاء إليها من الشماس فهو من الدواسر أهل الشماس.
وذلك لكونه تولى بناءه لحسن بن مهنا أمير القصيم فكانت النفقة من حسن المهنا والبناء تولاه عودة الرديني ثم عرف بمسجد الصقعبي لأن محمد بن عبد العزيز الصقعبي أم فيه سنين طويلة.
وأخيرًا بمسجد الحميدي لأن الشيخ محمد بن صالح المطوع أم فيه لأكثر من خمسين سنة.
هذا وقد هدم ما حول المسجد من المحلة التي حوله والمدرسة التي كان الأستاذ الوهيبي يدرس فيها، بل هي مدرسته وكنت درست فيها عنده وألحق ذلك كله بالسوق المركزي في بريدة ما عدا المسجد فقد بقي وحده بدون جيران.
وعندما عينت مديرًا للمدرسة المنصورية في بريدة عام 1368 هـ طلبت منه أنا والشيخ صالح العمري أن يضم مدرسته لمدرستنا، وأن يكون مدرسًا عندي في المدرسة، فكان يرى في نفسه شيئًا مع أنّه سُرَّ من هذا التعيين الذي أراحه من عناء المدرسة الخاصة، ولكن كان لا يزال في نفسه أن يكون أحد تلامذته رئيسًا له.
ولقد سمعته مرة يقول العبد الله بن رميان حينما سأله عن حاله بعد انضمامه إلى مدرستنا الحكومية (أنا الآن بعد السيادة للقيادة) أي بعد أن كنت مستقلًا في مدرستي رئيسًا على التلاميذ فيها أصبحت مرؤوسا الآن.
ومع ذلك فقد حمد هذا الانتقال فيما بعد، وكان معه أخوه لأمه عبد العزيز الغانم يساعده في مدرسته الابتدائية فكان الشرط بيننا وبينه أن أخاه يعين مدرسًا كذلك وقد عُيِّن بالفعل واستمرا فيها طيلة بقائي فيها من عام 1368 هـ إلى عام 1373 هـ.
وبعد ذلك بزمن فتحت مدرسة السادة فعين مديرًا فيها.
عندما انضم الشيخ محمد الوهيبي وأخوه عبد العزيز الغانم إلى مدرستنا كان تحولهما من مدرسة أهلية (كُتَّاب) إلى مدرسة حكومية نظامية احتاج إلى فترة من التمرن والتعود.
وبخاصة أن الشيخ محمد الوهيبي هو أستاذي، وله حقّ الأستاذية وحق قدم العهد بالتعليم، إضافة إلى أنّه رجلٌ مسن يستحق الاحترام والإكرام.
ولكن لم تمض سنة أو تزيد حتى ذهبت المتاعب كلها ونشأت بين جميع المدرسين في المدرسة إلفة ومودة، وتعود الشيخ محمد الوهيبي وأخوه عبد العزيز الغانم على هذه المدرسة النظامية فظهر على الشيخ الوهيبي الارتياح لاسيما بعد أن انتظم تسلمه لراتبه الذي لا منة فيه لأحد عليه، وبخاصة مثل الشيخ محمد الوهيبي الذي هو كريم، يكثر من دعوات أصحابه وأصدقائه إلى بيته.
وأهم من ذلك أنّه وجد التقدير والاحترام، وبخاصة من مدير المدرسة كاتب هذه السطور - الذي هو أحد تلامذته كما سبق.
لقد كان انضمام الشيخ محمد الوهيبي مع طلابه إلى مدرستنا أمرًا مشجعا، بل مهمًا لأنه ضخم أعداد الطلاب فيها في وقت كان وجود الطلاب في المدرسة دليلًا على قوتها وصلاحيتها، ولكن الإقبال على التعليم في تلك العصور كان محدودًا.
وقد عانيت كثيرًا من تطبيق النظام المدرسي في أول الأمر على طلاب مدرسة أهلية هي أشبه بالكُتَّاب.
كان الشيخ محمد الوهيبي متدينًا حقًّا، ولذلك كان وجوده في المدرسة مهمًا عندي لأنه لا يأتي منه من هذه الناحية إلَّا خير، مع أن في مدرستنا طالب علم مجيدًا وإمام مسجد هو زميلنا وأخونا الشيخ عبد الكريم بن عبد الرحمن الفداء.
فكانت لنا جولات بطلها الشيخ محمد الوهيبي لاستطلاع المنطقة الجنوبية من ريف بريدة التي لم نكن نعرفها نحن لأننا من أهل شمال بريدة.
فكنا نذهب على أقدامنا للنزهات في أماكن بعيدة، إذ لم تكن توجد عندنا سيارات في أول الأمر، ولم تكن سيارات الأجرة معروفة، إلَّا سيارات النقل الكبيرة الغالية التي تعمل بين البلدان المتباعدة، وكانت بيننا على ضعف رواتبنا حلقات متصلة من العزائم، كل واحد يعزم زملاءه مع أن رواتب المدرسين قليلة، فهي في أول ما فتحنا المدرسة 207 ريالات للمدرس و 325 لمدير المدرسة، الذي هو كاتب هذه السطور، ولكن كانت هناك علاوات تسمى (علاوة الغلاء) قدرها 25 % من الراتب، بالنسبة إليَّ كانت توجد (المتفرقة) وهي مبلغ من المال يفوض مدير المدرسة بإنفاقه على ما يرى أن المدرسة تحتاجه من الأشياء الصغيرة وهو (70) ريالًا في الشهر.
وقد ذكرت توضيحًا مبسوطًا عن انتقال الشيخ محمد الوهيبي مع مدرسته إلى مدرستنا وعن بعض مجريات ذلك في كتاب: (ستون عامًا في الوظيفة الحكومية) وفي كتاب آخر هو (يوميات نجدي).
كتاب من الشيخ محمد الوهيبي بخطه إلى المؤلف مؤرخ في 11/ 5/ 1375 هـ: