الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصية حسين بن سليمان النقيدان:
هذه وصية مختصرة، ولكنها طريفة وهي مكتوبة بخط عبد الرحمن بن حنيشل في محرم من عام 1278 هـ.
ولعدم وضوح كلماتها في ذهن القارئ العصري الكريم أعدت كتابتها بحروف الطباعة، وسأتكلم على الألفاظ الغريبة فيها.
ونصها:
الحمد لله وحده
هذا ما أوصى به حسين بن سليمان بن نقيدان بعدما شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، أوصى بداره اللي في شرق بريدة وقف على ذريته من احتاج فينزل، ويوصي في نخلتين من حقه من واسط وهن المكتومية عند خارة اللزي والمكتومية قبالته من شرق في ضحية لأمه ميثا الحسين والرحا والمجرشة وتوابعن من مهراس والته سبل، واللي محتاج من ذريته الزوجة وعياله الصغار، شهد بذلك وكتبه عبد الرحمن بن حنيشل، جرى ذلك في المحرم - عاشورا سنة 1278 هـ.
والطريف فيها أنه أوقف الرحا التي يطحن بها القمح والمجرشة التي يكسر فيها اللقيمي ليكون جريشًا، وتوابعهن من مهراس وآلته سبل، وقد قرأتها هكذا، وإن لم أطمئن إلى صحتها لأنني لم أعرف معنى كلمة (والته) إلَّا هذا.
فإيقاف الرحا والمجرشة وجعلها سبيلًا لمن أراد أن يستعملها لا يمنع من ذلك أمر طريف، ولكن الأطرف أنه وقف تابعًا لها مهراسًا وآلته بمعنى يده التي يهرس بها والمهراس كان معروفًا لدينا نضحك ممن يعرفه لغيره في السابق، أما الآن، فإن كثيرًا من الجيل الناشئ لا يعرفه وهو كالمدّق أو الهاون
الكبير يكون من جذع نخلة يحفر في أعلاه حفرة يوضع فيها الحب الذي يراد هرسه، وإخراج قشره من دون تكسير.
وهذه صورة الوصية:
وكان في أسرة (النقيدان) كتبة كتبوا وثائق عديدة، وذلك كان أمرًا له أهمية في الذكر في العصور القديمة حيث الكتبة قلة حتى إن بعض أهل القرى في نجد إذا وردهم مكتوب لم يجدوا من يحسن قراءته في قريتهم أرسلوا به مندوبًا إلى قرية أخرى يكون فيها من يحسن قراءته وإخبارهم بمحتواه.
ولو كان الأمر في تلك العصور على ما هو عليه الآن لما نوهنا بالكتبة، والمراد بهم الذين يكتبون الوثائق والمستندات لغيرهم من أي أسرة من الأسر.
من الكتبة من (النقيدان) حسين النقيدان وتواريخ الوثائق التي كتبها هو في الأغلب منتصف القرن الثالث عشر وما بعده بقليل.
مثل هذه التي كتبها عام 1272 هـ وتتضمن إقراره على نفسه بدين لسليمان بن صالح السالم الثري المعروف في وقته، وقد أشهد عليها مبارك السالم من أسرة السالم التي ينتمي إليها الدائن.
ومنهم علي بن حسين النقيدان، وعثرنا على عدة وثائق منها هذه المؤرخة في عام 1268 هـ لأن الدين الذي فيها يحل في عام 1269 هـ كما هو مذكور في الورقة، والعادة أن تأجيل الدين يكون لسنة، إذْ لم ينص على خلاف ذلك، وتتضمن مداينة بين (ثنيان السالم) من أهل واسط وهو ليس من
أسرة (السالم) الكبيرة الشهيرة التي منها دائنه هنا سليمان الصالح (السالم)، والشاهد عليها حمد بن سليمان اليبوسي، والكاتب علي آل حسين بن نقيدان.
ووثيقة أخرى كتبها علي آل حسين بن نقيدان في عام 1268 هـ لأن الدين فيها يحل بالضحية، وهو شهر ذي الحجة عام 1269 هـ.
وهي مداينة الشاهد فيها عبد الكريم الناصر الرسيني، والمدين عبد الله العثمان بن شارخ، والدائن سليمان الصالح بن سالم.
وهذه الوثيقة المؤرخة أيضًا في عام 1268 هـ واحد طرفيها منيرة النقيدان، وهي مدينة بينها (مدينة) وسليمان الصالح (السالم) دائن، وشهد عليها مبارك السالم ومنصور العمران.
ووثيقة أخرى بخط علي بن حسين النقيدان وهي مداينة أحد طرفيها وهو المدين من أسرة (النقيدان) وهي منيرة بنت سليمان النقيدان التي هي ذات أملاك وفلاحات، وتعقد المبايعات والمداينات وقد كتبها علي بن حسين النقيدان من أجل كونه يعرفها معرفة حقيقية بدون شك.
وذكر فيها اسم ابنها صالح بن محمد العطار، وذلك كله من أجل توثيق الدين، لأن هذه هي عادة الدائن الذي هو الثري المعروف في وقته سليمان بن صالح السالم.
وهذه كتابة الوثيقة بحروف الطباعة.
"حضرت عندي منيرة السليمان النقيدان بأن في ذمته لسليمان الصالح بن سالم خمسة عشر ريال ثمن تمر وعيش مؤجلات يحل أجلهن آخر سنة تسع وستين بالعمر من السنة المذكورة".
والمراد بذلك سنة 1269 هـ ولم يذكر الألف والمائتين اعتمادًا على أن ذلك معروف لطرفي العقد، ولم يكونوا يتصورون أننا كأمثالنا من الفضوليين سوف نطلع على هذه المكاتبة بعد قرنين آخرين، وأما (العمر) بإسكان العين وفتح الميم وآخره راء، فإنه شهر محرم إذْ كانوا يسمونه بهذا الاسم وباسم عاشورا أيضًا ولا يعرف تسميته بمحرم إلَّا طلبة العلم ومن في حكمهم.
ثم استأنف كاتب الوثيقة بقوله: وصالح ضامن على أمه من حر ماله، ولم يسبق ذكر لصالح، والمراد به صالح بن محمد العطار الذي ورد التصريح باسمه في وثيقة أخرى.
ثم قالت الوثيقة وسليمان - ابن سالم - على رهنه بعمارته والبعارين: الشقحاء والحمراء وشهد به وكتبه علي الحسين بن نقيدان، وأيضًا مائة وأربعين وزنة تمر يحلن بالسنة المذكورة شهد به من ذكرنا آنفًا وشهد به كاتبه آنفًا، يعني علي الحسين بن نقيدان.
أما الشاهدان فهما مبارك السالم من الأسرة الكبيرة القديمة السكنى في بريدة، ومنصور العمران من أسرة العمران الذين سبق ذكرهم في حرف العين.
ووثيقة أخرى مشابهة وهي مداينة الدائن فيها سليمان الصالح بن سالم، والمدين (منيرة السليمان النقيدان) وهي بخط علي بن عبد العزيز السالم من السالم الذين هم أسرة الدائن أيضًا وهي مؤرخة في يوم 28 من عاشور أي محرم آخر سنة 1267 هـ، والشاهد فيها سليمان الحامد، وهو من آل حامد أهله الصباخ الذين هم من بني خالد وليس من آل حامد أهل القصيعة فأولئك أسرة أخرى، وقد ذكر في هذه الوثيقة إشارات لأملاك النقيدان غير منيرة المستدينة مثل حسين في واسط وحق رقية النقيدان الذي هو نخل مهم لأن
عمارته ذكرت هنا بأنها مرهونة للدائن سليمان السالم، ومع هذا الاستيثاق من الدين فإن الدائن ذكر أن ابن المدينة: منيرة النقيدان وهو صالح بن محمد العطار ضامن هذا الدين من حر ماله للدائن إذا لم توفه أمه.
والوثيقة التالية تتضمن توكيلًا صادرًا من (رقية بنت سليمان النقيدان) لابنها محمد ليبايع بصيبتها أي نصيبها من نخل واسط وهو أحد الخبوب الغربية المزدهرة علي بن حسين النقيدان بداره، فتبايع ابنها وهو محمد الناصر الرسيني مع (علي آل حسين النقيدان) نخل أمه رقية المذكور بدار علي النقيدان وتلك الدار واقعة في جديدة بريدة الشرقية، ولم أعرف هذه التسمية في جهة شرقي بريدة وإنما كانت هناك جديدة غرب بريدة قرب محلة ربيشة.
وقد زادوا أربعين ريالًا على الدار ثمنًا للنخل، إلا أن الأربعين ريالًا مقسطة على أربعة أقساط أو آجال كل سنة يحل منها عشرة ريالات.
والشهود سليمان آل حمد الصقعبي وعبد العزيز آل محمد آل سيف وصالح آل محمد الرسيني.
والكاتب هو الشيخ الشهير في وقته إبراهيم بن عجلان، والتاريخ 18 شعبان من عام 1282 هـ.