المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خواطر الشيخ سليمان ناصر الوشمي: - معجم أسر بريدة - جـ ٢٢

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب النون

- ‌النَّاصر:

- ‌النّاصري:

- ‌النافع:

- ‌النافع:

- ‌النامس:

- ‌الناهض:

- ‌النايب:

- ‌ناصر الجار الله النائب (1120 ه

- ‌إبراهيم بن جار الله (الجوير) (مطلع القرن الثالث عشر):

- ‌ناصر بن إبراهيم بن جار الله (أوائل القرن الثالث عشر):

- ‌جار الله العقيلات منتصف القرن الثالث عشر للهجرة:

- ‌ناصر العقيلات:

- ‌إبراهيم الجار الله (أواخر القرن الثالث عشر):

- ‌النَّجم:

- ‌النجيدي:

- ‌النداف:

- ‌النِّذير:

- ‌النَّصَّار:

- ‌وثائق للنصار:

- ‌وثائق لِنصَّاريات:

- ‌نصاريَّات أخرى:

- ‌النصار

- ‌النَّصَّار:

- ‌علي النصار:

- ‌مسجد النصار الغربي:

- ‌(النصار

- ‌ناصر الأحمد النصار:

- ‌النَّصَّار:

- ‌ النصار

- ‌النصَيَّان:

- ‌الأديب النابه الشاعر الشيخ نصيان الحمد آل نصيان:

- ‌النّصَيَّان:

- ‌النصيب:

- ‌محمد بن نصيب:

- ‌النِّصير:

- ‌ النصير

- ‌النصيري:

- ‌النِّطيع:

- ‌النّعَيْمه:

- ‌النغمشي:

- ‌النغيمشي:

- ‌وثائق النغيمشي:

- ‌النفيسة:

- ‌النْقَابي:

- ‌النقش:

- ‌النقيثان:

- ‌النْقَيْدان:

- ‌وصية حسين بن سليمان النقيدان:

- ‌وصية رقية بنت سليمان النقيدان:

- ‌علي الصالح العلي النقيدان:

- ‌النْقَيْر:

- ‌الشيخ عبد الله بن سليمان بن نقير (1326 هـ - 1394 ه

- ‌النِّمِرَ:

- ‌وصية خديجة‌‌ النمر:

- ‌ النمر:

- ‌النمَيْر:

- ‌النَوْدلي:

- ‌خبر الشابين اللذين مضيا إلى ربهم:

- ‌النَّوْمان:

- ‌‌‌النويصر:

- ‌النويصر:

- ‌النويصر:

- ‌النُّوَيْصري:

- ‌النَّيْره:

- ‌باب الواو

- ‌الْوَابلي:

- ‌تعريف بأسرة الوابلي:

- ‌المنشأ:

- ‌الحالة الاقتصادية والاجتماعية:

- ‌الحالة العلمية والثقافية والمبادرات الاجتماعية:

- ‌عميد أسرة الوابلي إلى رحمة الله:

- ‌وثائق لأسرة الوابلي:

- ‌ملاحظة:

- ‌الوَايل:

- ‌عقوبة مكابر:

- ‌الوايلي:

- ‌الوتَيْد:

- ‌الوثَيْرِي:

- ‌الوْحَيْد:

- ‌الوِدِينه:

- ‌الورْثه:

- ‌الوَزّان:

- ‌هذه تراجم بعض رجال عائلة الوزان فرع القصيم:

- ‌أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن وزان:

- ‌علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي الوزان:

- ‌معالم من حياته:

- ‌عبد الله بن علي بن حسين بن علي الوزان:

- ‌عبد الرحمن بن علي بن حسين بن علي الوزان:

- ‌الوسيدي:

- ‌الشيخ عمر الوسيدي في كتب التراجم:

- ‌الشيخ عمر الصالح الوسيدي:

- ‌وثائق لأسرة الوسيدي:

- ‌الوَشْمِي:

- ‌خواطر الشيخ سليمان ناصر الوشمي:

- ‌والد الشيخ سليمان الوشمي:

- ‌وفاة الدكتور الوشمي:

- ‌رحم الله الوشمي:

- ‌الوشمي ومعرفة 8 سنوات:

- ‌نماذج من أدب صالح الوشمي:

- ‌عائد:

- ‌كتاب علم ووفاء:

- ‌الوشمي:

- ‌الوَطْيان:

- ‌الوقَيّان:

- ‌الوقيت:

- ‌وثائق للوقيت:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌الوْقَيْصي:

- ‌الوَكِرْ:

- ‌الونيان:

- ‌الوَهّابي:

- ‌الوهَيْب:

- ‌الوهيبي:

- ‌وعدة رشيد:

- ‌الشيخ المربي محمد بن صالح بن محمد الوهيبي:

- ‌أسس المدرسة الأهلية ببريدة:

- ‌كرامة حصلت للشيخ وهو في طريقه إلى الحج:

- ‌من أبرز طلابه:

- ‌الأستاذ المربي محمد بن صالح الوهيبي:

الفصل: ‌خواطر الشيخ سليمان ناصر الوشمي:

‌خواطر الشيخ سليمان ناصر الوشمي:

العقيلات قوة كبيرة، كانت نجد مسرحًا للحوادث والاضطرابات، وكذلك القحط، خرج رجال من نجد واستقروا في العراق - بعضهم سكن في الزبير وبعضهم في السماوة وفي سوق الشيوخ، وبعضهم في الخميسية، استقر البعض في الكويت وبعضهم ذهب إلى البحرين، كل هؤلاء لم يطلق عليهم عقيلات، إنما أطلقت هذه التسمية على الذين أقاموا في بغداد، اختص باللقب من سكن شمال العراق الذين استعان بهم العثمانيون ضد البادية، شعار الدولة العثمانية كان الطربوش، وشعار هؤلاء الغترة والعقال، ولهذا سموا بالعقيلات أهل العقال، إخوانهم في جنوب العراق لم يعرفوا بالعقيلات فلماذا؟ لا جواب سوى أنهم كانوا قوة لها شعارها وهو العقال، بعض العقيلات حمل لقب باشا حين عمل مع العثمانيين.

أشهر عقيلات العراق الروافوالخضيري والدخيل والعجمي، عمل العقيلات بحمل البضائع بين الزبير والبصرة والموصل وبغداد وحلب، ولهم طريق معلوم وقاموا بالتجارة دون خمول، من أشهرهم أيضا محمد العبد الله البسام كان معه عام 1318 هـ مائة رعية من الإبل، والرعية تتراوح بين السبعين والمائة رأس.

من العقيلات المشهورين كذلك محمد بن أحمد الرواف، وفوزان السابق، وعيسى الرميح، هؤلاء كانت لهم أموال كثيرة شيء يخصهم وشيء يخص غيرهم، كانوا أمناء وثق فيهم الناس يعرفون الحلال والحرام أكثرهم أميّون لا يكتبون ولا يصدرون إيصالات، يتعاملون مع الناس لمصلحتهم ومصلحة الناس، وذلك على نظام المضاربة: لصاحب (الحلال) الثلثان وللعامل الثلث، من كثرة تعاملهم مع الناس لا يطلب منهم صاحب المال مستندًا أو وثيقة.

في العراق كان هناك محمد الجعفري، وهو من أكثر تجار بغداد تعاملًا مع العقيلات، وداود السليمان الشبلي، وكلاهما من نجد أصلا، ولكن صارا

ص: 338

عراقيين، وكذلك نايف السليمان الشبلي، هذا على سبيل المثال لا الحصر، كذلك نجد التويجري في دير الزور، وفي حلب محمد الظالع، وهو من تجار عقيل الذين أثروا هنا، ولهم أوقاف معلومة في دمشق عبد الله الحليسي، وصالح الحليسي، وسليمان العمري، وعبد الله بن حمود، وعبد العزيز الحجيلان، والد وزير الصحة الحالي، وإبراهيم الحجيلان، والتجميل السفير في باريس، وكذلك سليمان البراك، كما نجد من أهل عنيزة محمد العبد الرحمن التميمي، ومحمد البابطين، هذا على سبيل المثال لا الحصر، وإلا فهم كثير.

كان سليمان المشيقح في دمشق، وعلي الحمود المشيقح في مصر، والبسام في الشام والشبل في غزة، العقيلات أميرهم منهم، المشاهير من العقيلات هم الأمراء، وإذا كان هناك واحد من المشاهير في القافلة أصبح رئيسًا عليهم دون منازع، وإلا فإنهم يختارون واحدًا منهم ليكون رئيسًا، وذلك أولًا تمشيًا مع السنة، وثانيًا لحفظ النظام، يتولى الرئيس أمر الضروريات، والأتاوات وتوجيه الأشخاص الذين يخرجون أمام القافلة لتحديد أماكن الخصب أو للإخطار بنزول جماعات في الطريق، من مشاهير أمراء العقيلات إبراهيم السليمان الجربوع، وعبد الرحمن بن شريدة.

بيرقهم أخضر، وعند العصا أبيض، و (الدرفة)(الطرف الآخر) أحمر، مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله وهو بيرق أهل بريدة.

ليس هناك رئيس دائم أو شخص يأتمرون بأمره بشكل دائم إلا عندما كانوا جنودًا، من أمراء جنود العقيلات محمد بن عديل، ويحمل لقب باشا، أولاده وذريته يعرفون بأولاد الباشا.

إذا حدثت بين عقيل خلافات يقضي بينهم الأمير، حكم محمد أحمد الرواف في الشام بين اثنين، عندما عادا إلى بريدة استأنف أحدهما الحكم لدى

ص: 339

القاضي فيها، ورد القاضي عليه:(أنتم على ما اصطلحتم عليه عند الرواف في دمشق)، الرواف عريقون في بغداد وفي الشام، كان قاسم المحمد الرواف في بغداد وإبراهيم المحمد في الشام، هذا على سبيل المثال.

شعر العقيلات كثير وموضوعات متعددة أهمها موضوعات الفروسية ووصف الإبل والشكوى من الغربة، أحد شعراء العقيلات يقول:

اللي بصوب وعيلته عنه في صوب

لا تنشد المسكين يكفيك ما به

لا يك به داكوك ما يسمع الطوب

والى انتبه ما جابت الورق جابه

عمل الكثير من العقيلات في حفر قناة السويس، أعرف من هؤلاء صالح السليمان الجطيلي الذي كان يعمل في حفر قناة السويس وعاد من هناك بمال اشتري به عقارًا معروفًا، شعرهم كثير منه:

يوم ان شمس الظهر عنا تغطلست

خذوا قضاهم لابتي بايمانها

القاع من دم السناعيس سيلت

على أبو فدغم عيدت عقبانها

خلا المدافع والعساكر خزّلت

وذخرات وبغول تجسر أرسانها

يقول (عدوان بن ركبان) حينما سافر عبد العزيز بن مساعد وكان أميرًا على القصيم، سافر إلى الرياض وكان عدوان ضيفًا على الأمير وينتظر عودته بفارغ الصبر لكي يسافر مع العقيلات للشام، فقال:

يا راكب من عندنا كنس كوم

غير الأفيحج فوقهن الرديني (1)

عيرات منقيات من نسل علكوم

جل جماليات وجن هجين (2)

فاضن وجاضن من بريدة جني اليوم

والعصر يم حريملا والقرين

(1) الأفيحج: وسم للحويطات، الرديني: وسم للشرارات.

(2)

العلكوم: الجمل القوي وهو من جمال بني صخر، والوجن: جمع وجناء من النوق.

ص: 340

وركبوا دليلتهن مع البدو منظوم

دبوس ليل وبالمساري بطين

يلفن أبو تركي ذري كل مظلوم

شيخ الشيوخ عنانها من سنين

عطه الكتاب وسلم الخط تسلوم

وعقب السلام اجلس مع الغانمين

ما قل دل وكثرة الهرج مثلوم

لا تكثر الردات كأنك ذهين

قل حر شهر من عندنا وادرج الحوم

لما كره في وسط قصر حصين

يا أمير لا تقعد ترى الوعد ملزوم

زل الوعد هذا لنا جمعتين

العقيلات يعرفون ديار مصر والشام أكثر من أهلها لأنهم كانوا يسافرون كثيرًا الطرق كثيرة منها: طريق دمشق وحلب وحمص وحماه وجبل الدروز.

وإذا تبقى شيء من الإبل يرد إلى فلسطين، أول مورد من مياه دمشق هو أبو ظمير، أما طريق عمان فيقع على يسار الطريق السابق، والزرق أول ما يردون من موارد الأردن.

بعض العقيلات يبقى في المياه لا يتعجل البيع وبعضهم يتعجل البيع ليرجع، كل تاجر في القافلة يتصرف بما يراه مناسبًا فهذا ماله.

لقب العقيلات لازمهم من العراق، ومن بغداد، وبعد ذلك أصبح كل من يتعامل بالماشية (الإبل - الخيل - الغنم) فهو عقيلي، الخميسية سميت على ابن خميس وهو من أهل القصيم، ولكن لم يطلق على سكانها عقيلات.

العملة المستعملة الريال المجيدي الفضة، والليرة العثمانية، والجنيه الذهب، والريال الفرانسه.

آل حجيلان بعضهم سكن السودان وتزوج هناك ويعرفون بآل حبلين، أذكر أنه في عام 1339 هـ، اشترى العقيلات من ضواحي الأحساء حوالي مائة رعية، العقيلات يشترون الإبل بأنفسهم وبعضهم أصبح له وكلاء، في ذلك

ص: 341

العام اجتمعت ثلاثمائة وعشرين رعية في وقت واحد عند قناة السويس لتعبر إلى مصر، طبعًا كان هناك قبل هذه كما جاء بعدها عدد آخر في السنة نفسها، كان هؤلاء القوم يقومون بعملهم بهمة ونشاط.

العقيلات ليست لديهم أدنى صلة ببني عقيل وليس صحيحًا أن اللفظ أتى من عقال الخيل، إنما الجنود غير النظاميين من أهل نجد الذين كان يستخدمهم العثمانيون كانوا يعرفون بالعقيلات. انتهى.

قال الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان:

قابلت الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي، وهو كهل يقترب من التسعين، فهو من مواليد بريدة 1322 هـ، فاستمتعت بحديثه الشيق عن قرنه الذي خلفه وراءه، إذ هو اليوم معدود من معمري بريدة، أهل الخبرة والرأي، وممن عاشوا تجربة زمانهم، وأحداث عصرهم، ببصيرة وفقه، وكان ممن يمتهنون الكتابة التوثيقية بين الناس، وأي فتي في بريدة، ينظر في وثائق والده أو جده سيجد أن معظم مخطوطاتهم نسخت بخط (الوشمي)، فهو كاتب العدل بين الناس في عصر لم تتأسس فيه كتابات العدل الرسمية التي أمسى الناس يراجعونها للتوثيق بينهم، وللشيخ (الوشمي) فراسة عجيبة في فهم الخطوط، ومعرفة التزوير فيها، وهو يعرف خطوط الخطاطين في عصره، فينظر إليها، وكأنه ينظر إلى وجوههم (1)، ويقول إن حرف الكاف، هو أظهر الحروف للتفريق بين كاتب وآخر، لأن قواعد كتابتها كثيرة، وكل كاتب له لون فيها

(1) اعتاد القضاة في بريدة قديمًا وحديثًا، أن يدعموا أحكامهم بأهل الاختصاص في فنهم، ومن الذين يراجعون في تخصصاتهم، الشيخ إبراهيم بن عبيد في الفرائض، والشيخ سليمان الوشمي في الوثائق ومعرفة الخطاطين، والشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم في الفلك، هذه الحاشية للأستاذ عبد الكريم الطويان.

ص: 342

يميزه عن الآخر، وتحدث عن القضاة في عصره، وكيف كانوا يستعينون به على تمييز الوثائق، لمعرفة الصحيح والزائف منها، وذلك استئناسًا منهم برأيه باعتبار تخصصه، ويتحدث بعجب عن سرعة البت في قضايا الناس في ذلك الوقت، إذْ كان يكفي أن يسمع القاضي الدعوى المدعي ثم لرد المدعى عليه، ليقول لمن ثبت عليه الحكم:(قم فليس لك حق) فيقوم وينتهي كل شيء!

إن لدى الشيخ (الوشمي) من تاريخ القرن الماضي، الشيء الكثير وهو لكي يدون، يحتاج إلى جلسات كثيرة يفرغ فيها الكاتب إلى السماع والتسجيل، ولا عجب فلقد عاش هذا الرجل زمانه مشاركًا في أحداثه، متصديًا لتدوين وقائعه، غرَّب مع العقيلات، وصحب رجالهم، وشهد مجالسهم، فاختزنت ذاكرته الكثير من القصص والروايات، وإنني في ختم هذه الترجمة لأتوجه إلى ابنه الدكتور صالح بن سليمان الوشمي، الموجه التربوي بإدارة التعليم بمنطقة القصيم، وعضو النادي الأدبي بالقصيم، والحاصل على الدكتوراه في التاريخ، أن يكتب لنا ذكريات والده التي نعتبرها جزءًا من تاريخ بريدة الحديث (1). انتهى كلامه.

اطلعت على ترجمة له لابنه الدكتور صالح أعطاني إياها حفيده الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي قال: أملاها على والدي صالح بن سليمان الوشمي: تسألوني عن ترجمة مختصرة لحياة والدي أمد الله في عمره وهي كما يلي:

- الاسم: سليمان بن ناصر بن سليمان بن ناصر (الملقب الوشمي) بن حمد بن مضيان.

(1) من أفواه الرواة، ص 180 - 181.

ص: 343

- ولد في مدينة بريدة عام 1322 هـ سنة معركة الشنانه.

- نشأ في حضانة والديه غربي بريدة غرب شارع الصناعة المشهور ببريدة.

- فك الحرف، قراءة وكتابة بسيطة جدًّا وهو صغير جدًّا على يد إمام مسجد حارتها المعروف في شمال بريدة باسم مسجد عبد الرحمن بن شريدة، واسم الإمام الذي درس عليه - في بيت الإمام - عبد الله بن عبدوه ويسكن بجوار بيت والده، وتناوله والدته من جدار البيت من السطح إلى زوجة ابن عبدوه قرأ، وكتب عنده حروف الهجاء في عام 1327 هـ.

- ثم واصل دراسته للقرآن عند المطوع المعروف محمد بن عبد الله بن حمد (أبو حلمه) يرحمه الله وقت ما كان إمامًا لمسجد قصر بريدة عام 1328 هـ درس عنده في بيته من أول القرآن الكريم من جزء عم حتى سورة الأحزاب.

- ثم واصل قراءته للقرآن وكتابة كل حزب من القرآن يقرأه ويكرره يأمر والده بكتابته على اللوح الخشبي ثم يأمره ليطلع عليه إما عبد الله الحمد الخضير الملقب (الخطيب) أو عبد الله بن محمد بن دليقان أيهما الفارغ يطلع على ما كتبه، وهم أصحاب دكاكين في (قبة رشيد) قرب دكان والده، في بريدة ويقومون بتصحيح وتصويب الخطأ له.

- كان لوالده ناصر خالة اسمها (موضي المحمد المضيان) صاحبة كتَّاب للنساء خاصة معروفة به، وهي ممن يحفظن القرآن عن ظهر قلب، فطلب منها والده ناصر أن تأتي إلى بيته كل يوم قبيل شروق الشمس ليقرأ عليها ولده سليمان ما سبق أن قرأه على المعلمين السابقين فتقوم بدور المراجعة له والتصويب، ولكنه ختم على يدها القرآن تجويدًا (نظرًا).

- أما تحسينه للخط فكان لأبيه يد في ذلك كبيرة وأبوه أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولكنه مدرك لأهمية التعليم فحرص على تعليم ابنه فكل ما يصل

ص: 344

إليه من خطابات (رسائل) - خطوط - ويستحسن كتابتها يطلب من ابنه سليمان أن يعيد كتابتها أكثر من مرة تحت تأثير الخوف والقوة من أبيه ويكثر من تكرارها مع ما سبق أن كتبه من القرآن على اللوح الخشبي في بداية ضبطه للقراءة ضبط معها قواعد الإملاء.

- ثم زاد جمال وحسن خطه بالتكرار ومن خلال أسفاره في رجال العقيلات وتوليه الكتابة لهم ومطالعته في الكتب التي يشتريها من مكتبات دمشق، وبغداد، والقاهرة، وفلسطين ويصحبها معه في رحلته.

- زادت هذه الرحلات ثقافته، وما طالعه من كتب في أسواق الوراقين هناك وما أحضره معه إلى بريدة من كتب قوت معارفه ولعل من هذه الكتب ما يزال في حوزته وضمن مكتبته ما يلي:

- صحيح الإمام البخاري في مجلدين - متن فقط -.

- كتاب رياض الصالحين.

- مقدمة ابن خلدون. مقامات الحريري، وكتب على طرتها ما يدل على أنه اشتراها من دمشق الشام عام 1356 هـ في 45 قرشًا سوريًا.

- كتاب أدب الدنيا والدين للماوردي.

وكان قبل سفره خارج بريدة جلس للاستماع والقراءة على كل من:

- الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر، وكان قاضيًا وقته في بريدة عام 1321 هـ - 1329 هـ وقرأ عليه بثلاثة الأصول، والتوحيد، وكشف الشبهات وجزء من كتاب بلوغ المرام، وكان يجلس للتدريس في بيته الواقع في سوق آل رقيبه ببريدة.

ص: 345

- جلس على الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر في عام 1328 هـ - 1329 هـ - 1330 هـ، وقرأ عليه بكتاب (الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وجزء من كتاب دليل الطالب في نيل المطالب، وكان يجلس في بيته ومسجد ناصر بن سيف صباحًا وبعد الظهر.

- درس في متن الرحيبة بالفرائض على الشيخ محمد أمين الشنقيطي، حيث زار بريدة للتدريس عام 29 - 1330 هـ تقريبًا، وقد سكن في بيت للصقعبي جنوب بريدة، وكان يدرس في منزله بعد صلاة العصر.

- وكان في هذه الأثناء يزاول أعمال التجارة القليلة بجانب والده في دكانه.

- كانت أول رحلة قام بها خارج مدينة بريدة ووالده موجود عام 1336 هـ إلى مدينة الزبير بالعراق، حيث خال والده عبد الله المحمد المضيان يقيم هناك، ودافعه إليها طلب الرزق، واشتغل معه هناك في دكانه، وعاد منها عام 1337 هـ حيث توفي والده رحمه الله.

- ثم عاد إلى الزبير عن طريق الكويت وتلبث بالكويت قليلًا حيث عمل عند الدعيج بدكانه، فعلم به خال أبيه عبد الله المضيان حين مروره بالكويت فطلبه من الدعيج وصحبه مرة أخرى إلى الزبير، وعمل بدكان خاص به هناك في سوق العطارين بالزبير.

- في عام 1339 هـ ترك العمل بالزبير والتحق بركاب العقيلات كاتبًا مع أحد تجار العقيلات وأسمه (منصور بن سليمان الجربوع) وبدأ الرحلة معه من الزبير إلى البصرة فالبحرين فالاحساء ثم دول الهلال الخصيب ومصر، وظل معه مترددًا في أعمال التجارة والرحلات بين بريدة وهذه

ص: 346

البلدان حتى عام 1342 هـ، حيث رجع إلى بلده بريدة وفتح دكانًا في سوق الأقمشة وظل فيه يعمل حتى عام 1355 هـ وأحيانًا ينتقل بتجارته إلى بلد أعمامه عيون الجواء شمال القصيم.

- ثم عاد مرة أخرى إلى مزاولة رحلات العقيلات وتجارة الماشية على حسابه الخاص، وعمل شركة مع صديقه إبراهيم المحمد العويد حتى عام 1357 هـ.

- ثم ترك أعمال الماشية والاتجار بها وزاول أعمال تجارة الأقمشة والدلالة (البيع بالسعي) وحده لفترة.

- ثم عمل شراكة أبدان وأموال في عام 1364 هـ مع صالح بن سليمان العمري، ظل عقد الشركة مستمرًا في أعمال التجارة بالدكان في مدينة بريدة وتولى بيع التجارة الواردة من العراق والشام في الأقمشة وغيرها ثم من جدة والرياض ولم تنفصل هذه الشركة إلا بعد وفاة شريكه العمري رحمه الله عام 1404 هـ.

- وأخيرا ترك الأعمال التجارية وتفرغ عند أولاده ولعبادته وضعف بصره وصار يستمع كثيرًا إلى تلاوة أولاده عليه في كتب الحديث والأدب.

- وهو محدث لبق العبارة لديه رصيد جيد من حفظ الشاهد سواء من القرآن الكريم أو الحديث، ويحفظ الطرق التي تسمو بالأخلاق، وشواهد كثيرة من شعر فحول الشعراء، وله ذوق جيد وطبع متمكن في معرفة جيد الشعر من رديئه.

- ليس له آثار مكتوبة، ولكن أغلب كتبه التي يملكها وأثناء قراءته الأولى لها تجد تعليقه على بعض المآخذ التي يراها، وخاصة فيما يتعلق بالعقيدة والحديث، وشخصيات الصحابة رضوان الله عليهم.

ص: 347

- أعد منسكًا سماه (مختصر الناسك لأداء المناسك) وزع عام 1401 هـ على الحجاج المارين بمدينة أو مركز طرق الحاج بمدينة بريدة.

- يعتبر توثيقه للصلح، وعقود البيع والإيجار، والمداينات بين الناس وثيقة معتبرة في البلد خاصة قبل فتح المحاكم الشرعية وكتابة العدل، ولهذا اعتبر في بلده بريدة من أصحاب الأقلام المعتمدة في التوثيق والكتابة وفي توزيع المواريث (الفرائض).

- هذه سيرة جدي الشيخ سليمان الوشمي رحمه الله، وهي إملاء علي والدي الدكتور صالح الوشمي.

قال ذلك عبد الله بن صالح.

ص: 348