الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقوبة مكابر:
روي لي هذه السالفة الشيخ عبد الله بن وائل التويجري متعه الله بالصحة والعافية، قال فيها:
كنت مع مجموعة من رجال العقيلات في فلسطين، وفي أثناء عودتنا عرجنا على صديق لنا في إحدى مدن الشام.
أكرمنا كعادته في حسن الضيافة وبعنا معه واشترينا، وكنا وإياه على ما يرام، ولم ينكد صحبتنا معه إلَّا راع للغنم والإبل عنده.
وذلك أننا حينما نقيم الصلاة وبعد تكبيرة الإحرام يبدأ هذا الراعي بالعزف على ربابته مع ترديده لأبيات شعرية نبطية، وكأن الشيطان نعوذ بالله منه مكلفه بهذه المهمة، حيث يشغلنا بربابته فلا نسمع تكبير الإمام ولا قراءته.
قلنا لسيده (عمه) أوقف هذا الاستهتار والاستهزاء من عاملك فهو لا يصلي ولا يتركنا نصلي.
قال سيده: لا أستطيع أخشى أن يتركني ويذهب لغيري فهو راع عندي من سنين طويلة ومرتاح له، وهو كما ترون رجل مفتول العضلات فلا يقرب أحد الوادي الذي هو فيه فترعى غنمي وإبلي وحدها.
كررنا القول مع مضيفنا وكرر هو الإصرار بأن لا يفاتح راعيه بالسكوت عن ممارسة ومضايقة ضيوفه أو يأمره بالصلاة، لأنه لا يصلي ويدعي الإسلام.
وفي أحد الأيام في صلاة المغرب، قال إمامنا قبل أن يكبر للصلاة: إن عاد الراعي لممارسة أفعاله سوف أقنت بالدعاء عليه، وافقناه فيما أراد، كبر الإمام، وحضر الراعي وجلس حول النار كعادته وبدأ ممارسة عمله بالربابة وزاد في إيذاء المصلين.
يقول أبو صالح: أكملنا صلاتنا، وبعد الرفع من الركعة الأخيرة رفع الإمام يديه وبدأ يقنت ونحن نؤمن من خلفه على هذا الراعي.
يقول أبو صالح: بعد التسليم من الصلاة قمنا من مصلانا وجلسنا حول النار والقهوة وتجاذب الأحاديث.
قام الراعي من عندنا فجأة ودخل بيته الشعري، وصار يستفرغ، التفت حوله أسرته، أمه وزوجته، وهما مفزوعتان مما أصابه، ذهب إلى فراشه وأحضرت أمه بعض الأدوية والماء، ولكن حالته صارت من سيء إلى أسوأ، وأغمي عليه.
ونحن مستمرون في أحاديثنا ومضيفنا يقوم ويقعد ويذهب إلى الراعي لينظر ما يجري له أخيرًا.
وما هي إلى ساعة حتى صاحت النساء، عرفنا نحن أنه قد مات.
جاءت أمه إلينا وهي تبكي، وتقول: ماذا فعلتوا بابني؟ قلنا بصوت واحد دعونا عليه بالموت، وأنت سوف ندعو عليك بالموت.
قالت: لا، لا، وهربت من عندنا خائفة وهي تنفظ شيلتها (حجابها) بيديها.
أكملنا ليلتنا عند مضيفنا وودعناه، وهو متكدر الخاطر على موت راعي مواشيه، وقلنا له: لا تحزن سوف يعوضك الله خيرًا منه راع مسلم يصلي ولا يؤذي لك أحدًا.
يقول أبو صالح: لا أعلم ما جرى لمضيفنا حيث كانت هذه الرحلة هي آخر رحلة لي مع رجالًات العقيلات، وقد تكون أيضًا آخر الرحلات للعقيلات بعدما فتح الله الأرزاق لبلادنا من كل حدب وصوب، فهذه عقوبة المكابر، عافانا الله من ذلك.
ومنهم والده أمير ضراس وائل التويجري، كان من المحبين للملك عبد العزيز آل سعود، وعندما خرج محمد بن عبد الله أبا الخيل على الملك عبد العزيز وأعلن استقلال القصيم عنه علم بأن وائل التويجري هذا قد اتصل بالملك عبد العزيز فأحضره إلى بريدة وضربه ضربة موجعًا.
ومنهم ابنه الأستاذ صالح بن عبد الله الوايل التويجري واشتهر باسم (صالح بن عبد الله التويجري) فقط بدون ذكر الوايل، وبذلك دخل في خضم الأسماء المتماثلة والمتشابهة لأسرة التويجري الكبيرة.
ومنهم أخوه الأستاذ أحمد بن عبد الله بن وائل التويجري، كانت له وظيفة كبيرة في الغرفة التجارية في بريدة.
ومنهم صديقنا الشيخ الجليل الدكتور سليمان بن وائل بن خريِّف بن وائل بن عمير بن وائل بن عبد الله التويجري.
وهو المدير العام لدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، ولا يزال يشغل هذه الوظيفة حتى الآن - 1430 هـ.
لقد بذل جهودا كبيرة في توسيع وترقية دار الحديث المذكورة حتى غدت كلية يتبعها معهد، وقسم متوسط.
وكان معظم طلابها من خارج بلادنا توفر لهم المسكن والمأوى والدراسة والتربية الإسلامية في مكة المكرمة.
وقد دعتني الدار المذكورة إلى إلقاء محاضرة على طلابها فأطلعني الدكتور سليمان الوايل على مباني الدار وفصولها.
فقلت له: لقد نهضت بها حتى غدت على ما هي عليه من الشمول والاتساع ونفع الله بها آلاف الطلبة، لذا أرى أن تسعى إلى أن تكون جامعة تسمى (جامعة الحديث) أو (جامعة الحديث النبوي) في مكة المكرمة، ولذلك تكون أول جامعة مخصصة للحديث في مكة المكرمة.
وهذه ترجمته التي طلبت منه أن يطلعني عليها.
- الاسم: سليمان بن وائل بن خريّف بن وايل بن عمير بن وايل بن عبد الله التويجري.
- الميلاد: 1367 هـ ببلدة اضراس إحدى الضواحي الغربية لمدينة بريدة بالقصيم بالمملكة العربية السعودية.
- بدأ تعليمه في المرحلة الابتدائية ببلدة إضراس سنة 1367 هـ وأكمله بالرياض.
- التحق بالمعهد العلمي بالرياض سنة 1381 هـ.
التحق بكلية الشريعة بالرياض سنة 138/ 1387 هـ وتخرج فيها سنة 1389/ 1390 هـ.
- تعين مدرسًا بوزارة المعارف بالمرحلة المتوسطة بالدمام سنة 1390 هـ.
- التحق بالدراسات العليا بكلية الشريعة بمكة المكرمة الفقه وأصوله سنة 1391 هـ، وعين معيدًا بالكلية.
- حصل على شهادة الماجستير سنة 1395/ 1397 هـ.
- عين محاضرًا بالكلية سنة 1396 هـ.
- التحق بمرحلة الدكتوراه فرع الفقه وأصوله سنة 1396/ 1397 هـ بالكلية.
- حصل على شهادة الدكتوراه سنة 1402 هـ من كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
- عين أستاذًا مساعدًا بقسم القضاء بكلية الشريعة، جامعة أم القرى سنة 1402 هـ.
- عين رئيسًا لقسم القضاء سنة 1403 هـ بالكلية.
- عين وكيلًا لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية سنة 1406 هـ.
- عين عميدًا لكلية الشريعة سنة 1408 - 1411 هـ.
- شارك في عدد من اللجان العلمية والإدارية داخل الجامعة وخارجها، ومنها أنه:
- شارك في التوعية الإسلامية في الحج منذ عام 1403 هـ.
- عضو اللجنة المشرفة على الدعاة في الحج سنة 1408 - 1412 هـ.
- عضو الأسرة الوطنية لعلوم التربية الإسلامية بوزارة المعارف والتي تعنى بوضع المناهج للمواد الدينية سنة 1403 - 1406 هـ.
عضو لجنة تحكيم مشروعات مباني جامعة أم القرى.
- عضو لجنة التوجيه والإرشاد جامعة أم القرى سنة 1406 - 1426 هـ.
- شارك في إلقاء المحاضرات العامة في عدد من مدن المملكة.
- إمام وخطيب جامع الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني بمكة المكرمة منذ عام 1402 هـ ولا يزال.
- قام بحصر بعض المخطوطات في منطقتي القصيم وحائل في المكتبات العامة والخاصة وذلك عام 1397 هـ، وتم نشرها بمجلة مركز البحوث العلمي وإحياء التراث الإسلامي التابع لكلية الشريعة بمكة المكرمة.
- شارك في عدد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل المملكة وخارجها.
- شارك في الإشراف والمناقشة لعدد من الرسائل العلمية داخل الجامعة وخارجها.
- قام بتحكيم عدد من البحوث العلمية.
- بدأ التدريس رسميًا بالمسجد الحرام سنة 1414 هـ ولا يزال.
- حيث يقوم بتدريس عدد من الفنون مثل العقيدة والتفسير والحديث والفقه.
- عين مديرًا عامًا لدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة سنة 1416 هـ ولا يزال.
- له عدد من الأبحاث العلمية.
- متزوج بزوجتين وله ثمانية من البنين وثمان من البنات.
- أكبر البنين إبراهيم ثم عبد الله ومحمد وعبد الرحمن وعمر ووائل وعبد العزيز وأحمد، أصلح الله الجميع.