المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الوسيدي: بإسكان الواو في أوله، وبعدها سين مفتوحة، فياء ساكنة ثم - معجم أسر بريدة - جـ ٢٢

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب النون

- ‌النَّاصر:

- ‌النّاصري:

- ‌النافع:

- ‌النافع:

- ‌النامس:

- ‌الناهض:

- ‌النايب:

- ‌ناصر الجار الله النائب (1120 ه

- ‌إبراهيم بن جار الله (الجوير) (مطلع القرن الثالث عشر):

- ‌ناصر بن إبراهيم بن جار الله (أوائل القرن الثالث عشر):

- ‌جار الله العقيلات منتصف القرن الثالث عشر للهجرة:

- ‌ناصر العقيلات:

- ‌إبراهيم الجار الله (أواخر القرن الثالث عشر):

- ‌النَّجم:

- ‌النجيدي:

- ‌النداف:

- ‌النِّذير:

- ‌النَّصَّار:

- ‌وثائق للنصار:

- ‌وثائق لِنصَّاريات:

- ‌نصاريَّات أخرى:

- ‌النصار

- ‌النَّصَّار:

- ‌علي النصار:

- ‌مسجد النصار الغربي:

- ‌(النصار

- ‌ناصر الأحمد النصار:

- ‌النَّصَّار:

- ‌ النصار

- ‌النصَيَّان:

- ‌الأديب النابه الشاعر الشيخ نصيان الحمد آل نصيان:

- ‌النّصَيَّان:

- ‌النصيب:

- ‌محمد بن نصيب:

- ‌النِّصير:

- ‌ النصير

- ‌النصيري:

- ‌النِّطيع:

- ‌النّعَيْمه:

- ‌النغمشي:

- ‌النغيمشي:

- ‌وثائق النغيمشي:

- ‌النفيسة:

- ‌النْقَابي:

- ‌النقش:

- ‌النقيثان:

- ‌النْقَيْدان:

- ‌وصية حسين بن سليمان النقيدان:

- ‌وصية رقية بنت سليمان النقيدان:

- ‌علي الصالح العلي النقيدان:

- ‌النْقَيْر:

- ‌الشيخ عبد الله بن سليمان بن نقير (1326 هـ - 1394 ه

- ‌النِّمِرَ:

- ‌وصية خديجة‌‌ النمر:

- ‌ النمر:

- ‌النمَيْر:

- ‌النَوْدلي:

- ‌خبر الشابين اللذين مضيا إلى ربهم:

- ‌النَّوْمان:

- ‌‌‌النويصر:

- ‌النويصر:

- ‌النويصر:

- ‌النُّوَيْصري:

- ‌النَّيْره:

- ‌باب الواو

- ‌الْوَابلي:

- ‌تعريف بأسرة الوابلي:

- ‌المنشأ:

- ‌الحالة الاقتصادية والاجتماعية:

- ‌الحالة العلمية والثقافية والمبادرات الاجتماعية:

- ‌عميد أسرة الوابلي إلى رحمة الله:

- ‌وثائق لأسرة الوابلي:

- ‌ملاحظة:

- ‌الوَايل:

- ‌عقوبة مكابر:

- ‌الوايلي:

- ‌الوتَيْد:

- ‌الوثَيْرِي:

- ‌الوْحَيْد:

- ‌الوِدِينه:

- ‌الورْثه:

- ‌الوَزّان:

- ‌هذه تراجم بعض رجال عائلة الوزان فرع القصيم:

- ‌أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن وزان:

- ‌علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي الوزان:

- ‌معالم من حياته:

- ‌عبد الله بن علي بن حسين بن علي الوزان:

- ‌عبد الرحمن بن علي بن حسين بن علي الوزان:

- ‌الوسيدي:

- ‌الشيخ عمر الوسيدي في كتب التراجم:

- ‌الشيخ عمر الصالح الوسيدي:

- ‌وثائق لأسرة الوسيدي:

- ‌الوَشْمِي:

- ‌خواطر الشيخ سليمان ناصر الوشمي:

- ‌والد الشيخ سليمان الوشمي:

- ‌وفاة الدكتور الوشمي:

- ‌رحم الله الوشمي:

- ‌الوشمي ومعرفة 8 سنوات:

- ‌نماذج من أدب صالح الوشمي:

- ‌عائد:

- ‌كتاب علم ووفاء:

- ‌الوشمي:

- ‌الوَطْيان:

- ‌الوقَيّان:

- ‌الوقيت:

- ‌وثائق للوقيت:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌الوْقَيْصي:

- ‌الوَكِرْ:

- ‌الونيان:

- ‌الوَهّابي:

- ‌الوهَيْب:

- ‌الوهيبي:

- ‌وعدة رشيد:

- ‌الشيخ المربي محمد بن صالح بن محمد الوهيبي:

- ‌أسس المدرسة الأهلية ببريدة:

- ‌كرامة حصلت للشيخ وهو في طريقه إلى الحج:

- ‌من أبرز طلابه:

- ‌الأستاذ المربي محمد بن صالح الوهيبي:

الفصل: ‌ ‌الوسيدي: بإسكان الواو في أوله، وبعدها سين مفتوحة، فياء ساكنة ثم

‌الوسيدي:

بإسكان الواو في أوله، وبعدها سين مفتوحة، فياء ساكنة ثم دال مكسورة وآخره ياء نسبة.

هذه النسبة هي إلى قبيلة أو لنقل إنهم عشيرة الوسدة من بني سالم من حرب.

مع أن الذين سنذكرهم تحت هذا النسبة ليسوا من قبيلة حرب، بل هم من أهل قفار من تميم الذين هاجروا إلى القصيم واستقروا فيه، واسمهم الأصيل هو (الحامد) فهم أبناء عم للحامد أهل القصيعة ومنهم أناس في الربيعية.

والأسرة التي سنتكلم عليها هنا أسرة من أهل الشقة، وفيهم أناس من أهل الخبوب.

اشتهر منهم الشيخ الشاعر عمر بن صالح الوسيدي، وقد ذكر الشيخ عمر الوسيدي نسبهم وسبب تسميتهم بالوسيدي، مع أنهم ليسوا من الوسدة ولا من قبيلة حرب التي منها بنو سالم الذين منهم الوسدة، فقال:(ومن خطه نقلت ما هذه صورته):

ص: 303

وكتابتها بحروف الطباعة:

الحمد لله وحده

مضمون ذلك بأنه سألني محمد بن حمد بن علي بن حمود بن علي بن حامد عن نسبنا من أي قبيلة من قبائل العرب، وعن بلدنا وأجدادنا فأجبته بما أحفظه عن والدي صالح بن علي بن حامد.

ص: 304

فما ذكر والدي رحمه الله بأننا من بني تميم من فخذ يقا لهم السِّلمي، وأما البلد فهي قفار، وانتقل جدنا من قفار للبكيرية، وبدع قلبان الحامد المعروفة في أمهات الذيابة، فباعوها أجدادنا على البسام.

وجدنا حامد وأولاده: إبراهيم خلَّف بنات، وعلي جدنا وأولاده صالح والدي ومحمد وحمود جد السائل محمد بن حمود وعمر، فنحن يقال لنا آل حامد.

وأما تلقيبنا (الوسيدي) فلذلك سبب، وهو أنه التقى ركب يقال لهم الكوابر الوسدة من حرب قبيلة معروفة، وركب من مطير، وحصل بينهم قتال، كما هي عادة الأعراب، ينهب بعضهم بعضًا، وذلك قريب من القصر الذي فيه جدنا رحمه الله، وزبن (الوسدة) القصر المذكور فزبَّنهم جدنا، وأكرمهم بما يلزم حتى ذهب عدوهم، فاجتمعوا وتمالوا (1) الوسدة، وتعاهدوا وتحالفوا على أن جدنا وسيدي من الوسدة، وأنها تحي مع الحي، ولا تموت مع الميت.

وأنا شاهدت المواصلة بينهم وبين والدي، جاب منهم غنم وبعير، بسبب السابقة الأولى، فبسبب ذلك لقبنا بالوسيدي، وأما الأصلي فنحن يقال لنا (آل حامد)، فغلب لقب الوسيدي.

قال ذلك كاتبه عمر بن صالح بن علي بن حامد، نقلًا وحفظًا عن والدي صالح رحمه الله تعالى آمين، 13 جمادى الثاني سنة 1370 هـ.

أقول: وقفت على وثيقة المبايعة التي أشار إليها الشيخ عمر الوسيدي في كلامه وهي بيع أملاك للحامد (أسلاف الوسيدي) وأنباء عمهم الحامد أهل القصيعة قبل أن يعرفوا بالوسيدي نصيبهم من قليب يقال لها (العودة) ذكروا أنها معروفة في جو (أمهات الذيابة) وأمهات الذيابة مجموعة قلبان تتبعها أراض جيدة لزراعة القمح تقع قريبة من البكيرية.

(1) تمالوا: تشاوروا حتى استقر رأيهم.

ص: 305

وتلك المكاتبة هي بخط قاضي عنيزة الشيخ علي آل محمد كتبها في ربيع الأول سنة 1283 هـ وأشار بأنه حكم بصحة البيع بعدما رأى خط الشيخ سليمان آل علي بن مقبل بأن إبراهيم الحامد وكَّلَ ابن أخيه عبد الله المذكور على البيع، ولا أدري عن المراد بابن أخيه وهي ابن أخيه يعني أنه عمه أم هي (ابنا أخيه) العامية التي تعني أنه ابن عمه أو إنه من أسرته.

وقد كتبت هذه الوثيقة في عنيزة فكاتبها هو قاضي عنيزة علي آل محمد في ذلك الوقت والشهود عليها من كبار جماعة أهل عنيزة، وهم سليمان العبد العزيز بن بسام، وعبد الله اليحيى الصالح واليحيى أبناء عم السليم أمراء عنيزة كما هو معروف.

والشاهد الثالث منصور آل حمد الزامل، وآل حمد هنا تعني ابن حمد أي والده هو حمد الزامل.

ويلاحظ أن الكاتب وهو الشيخ القاضي قال كلمة لا يقولها في العادة إلَّا القاضي، وهي (واثبته) لأن القاضي هو الذي يثبت مقتضيات الوثائق الصحيحة - أما الكاتب إذا لم يكن قاضيًا أو شبيهًا بالقاضي فإنه لا يقول: وأثبته.

وخط الشيخ علي آل محمد واضح لا يحتاج إلى نقله بحروف الطباعة.

ص: 306

ونعود إلى ذكر الشيخ عمر الوسيدي، فنقول:

ولد الشيخ عمر الوسيدي في القرعاء عام 1309 هـ، وذلك أن والده كان ساكنا في ضراس وكان متزوجًا بامرأة من أهل ضراس، ولكنه كان أستاد طين أي معلم بناء، فأخذ قطوعة في القرعاء وهي البيت الذي يبني بمبلغ معين بموجب اتفاقية غير مكتوبة فأبطأ هناك وتعرف على امرأة من (الدَخيّل) بتشديد

ص: 307

الياء أقرب آل أبا الخيل إليهم أهل البكيرية، وكانت ثيبًا فولد الشيخ عمر له في القرعاء، وبقي فيها والده فترة إلى أن عاد إلى بريدة لطلب العلم.

وقد غلط كل الذين ترجموه في تاريخ ولادته فذكر بعضهم أنها في عام 1300 وذكر بعضهم أنها في عام 1311 هـ.

والصحيح ما ذكرناه وهو الذي يعرفه ابنه المهتم بهذه الأمور الشيخ علي، وقال: كان والدي يقول ولدت بعد وقعة المليدا بسنة، وهذه هي سنة 1309 هـ لأن وقعة المليدا حدثت في عام 1308 هـ.

مات عمر الوسيدي في عام 1374 هـ.

كان الشيخ عمر بن صالح الوسيدي يكتب للناس وثائقهم يقصدونه لذلك، لكونه طالب علم، بل شيخًا يعرف أحكام المبايعات ونحوها، وقد وجدت أنموذجًا لذلك في وثيقة كتبها في عام 1360 هـ تتعلق ببيان سهوم أي أنصباء: جمع نصيب، أو لنقل إنها الحصص في تلك القليب.

والقليب كما ذكرت في أكثر مكان من هذا الكتاب يراد بها البئر التي تتبعها أراض واسعة لزراعة الحبوب كالقمح والشعير واللقيمي والذرة والدخن في حقول متسعة، ولا يكون فيها في الغالب نخل، فالنخل يكون في أملاك النخل - جمع ملك - كما يعبرون عن ذلك و (مباركة) المذكورة هنا هي قليب للمزيد أهل الدعيسة.

وقد بين الأشخاص الذين لهم تلك السهوم إلى أن قال:

والباقي بعد ثلث عثمان خمسة أسهم: سهمان من هالخمسة مع الثلث المحمد العثمان، ومحمد جاعلهن بيد هذال.

و(هذال) هذا هو من المزيد أهل الدعيسة كما سيأتي التنويه بذلك في حرف الهاء بإذن الله.

ص: 308

وقد ذكر الشيخ عمر الوسيدي اسمه فيها، فقال: كتبه عن أمره عمر بن صالح العلي الملقب الوسيدي.

والشاهد فيها هو عبد العزيز البراهيم العصيلي من أهل الشقة، وتاريخها غرة صفر أي أول يوم منه عام 1360 هـ.

وهذه صورتها:

ص: 309

لقد كتب الشيخ عمر الوسيدي اسمه هنا مطولًا موضحًا بأن (الوسيدي) لقب له، وإلا فإنه ليس اسمًا أصيلًا لآبائه وأجداده غير أنه في وثيقة أخرى ذكر اسمه واضحًا بأطول من هذا ونوه بما نعرفه بأنهم متفرعون من أسرة (الحامد) الذين هم من أهل القصيعة والربيعية ومنهم الدكتور الشهير بخلافه مع الحكومة السعودية عبد الله الحامد، فقال:

شهد به كاتبه عمر بن صالح العلي بن حامد الملقب الوسيدي وتاريخ تلك الوثيقة 28 صفر عام 1360 هـ.

وهي وثيقة محاسبة بين حمود الصالح الحصيني وبين عبد العزيز العلي القصير، وكلاهما من أهل الشقة فثبت أن آخر حساب في ذمة عبد العزيز الحمود هو (مائة وثلاثة عشر ريالًا).

والشاهد على ذلك إبراهيم الصالح الحصيني.

ص: 310

وقد عرفت الشيخ عمر بن صالح الوسيدي، وهو شيخ كبير كان يأتي إلى بريدة ويجلس في حلق الدروس مستمعًا لأن سنه أعلى من أسناننا نحن الطلبة.

وكان محبًا للمشايخ آل سليم ولتلامذتهم محبوبًا من الجميع، إذْ أنه كان ظريفًا أديبًا، وإن كان أدبه وشعره على الطريقة القديمة فهي كانت الموجودة آنذاك، وقد دعوته مرة إلى بيتي فكان يفيض في ذكر المشايخ وزملائه من طلبة العلم بأخبار لو كنت سمعتها الآن لبادرت إلى تسجيلها ولكنني لم أكن معنيًا بتسجيل مثل هذه الأمور في القديم، رحمه الله.

وشعر عمر الوسيدي هو من شعر الفقهاء أو يقرب منه، ولكنه مهم لقلة الشعراء من طلبة العلم في وقته، ولكونه ذكر أشخاصًا من طلبة العلم بعضهم لا يعرفهم الناس الآن، وبخاصة في قصيدته اللامية التي نقلتها من خط فهد بن عبد العزيز السعيد الذي قدم لها بمقدمة نثرية أحببت إيرادها معها.

وقد ذكرت أسماء الأشخاص الذين ذكرهم كاملة من نفسي ولم يذكرها الشيخ فهد السعيد في نقله.

ثم رأيت الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله قد ذكرها بأبسط وأوضح مما ذكرتها، وذلك في كتابه (علماء آل سليم وتلامذتهم).

قال فهد بن عبد العزيز السعيد:

الحمد لله الباقي وكل من عليها فان، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين الإنس والجان، وبعد ففي سنة ألف وثلاثمائة وثمانية وخمسين للهجرة النبوية وعلى أثر وفاة شيخنا عبد العزيز بن إبراهيم العبادي رحمه الله تعالى بعث إلي أخونا في الله وصديقنا عمر بن صالح الوسيدي برسالة من مقر

ص: 311

عمله في الشقة لأحضر عنده لأمر مهم، كما ذكر في رسالته فأسرعت ملبيًا طلبه وكنت إذ ذاك صغير السن فخرجت من بريدة قبل الظهر بساعتين ماشيًا وفي صحبة أحد الجمّالين الذين يجلبون الملح إلى بريدة من معدنه في الشقة، وكان الوقت صيفًا على ما أذكر وسامح الله الجمال الذي لم يعطف على مرافقه الشاب بعقبة (1).

وسرعان ما وصلنا بلدة الشقة، ولم أكن أعرف بيت الأخ فطلبت من الجمَّال أن يدلني فلم يفعل إلا بعد إلحاح وإنني لا أطلبه نقودًا فحضرت عند الباب واستأذنت الاستئذان الشرعي، فخرج وهو يرحب بأبي سعيد الذي لبي طلبه على الفور.

وبعد استراحة قصيرة قدم لي ما يقرب من ثمانية أقراص بر وهو ما نسميه بالمراصيع، وقام من عندي فأتيت على آخر قرص وظننته ذهب ليأتي بباقي الغداء، ولكن لم يكن غير ما قدم، ثم أذن الظهر وخرجنا إلى الصلاة، وكان يجلس للإخوان فلم يجلس ذلك اليوم احترامًا للضيف الشاب رحمه الله.

ولدى عودتنا سألني هل أحضرت معك قلمك، فأخبرته بإيجاب فقال ودموعه تتساقط من عينيه: اكتب يا أبا سعيد هذه منظومة نصيحة من بعض الإخوان ينصح إخوانه عمومًا وخصوصًا على الاجتهاد في طلب العلم والبحث وبحثهم على الاجتماع في البحث وتحقيق مسائل العلم ومعرفة الراجح من المرجوح، وما هو أقرب إلى الصواب، واسعد بالدليل وملازمة مجالس الشيخ عمر بن محمد بن سليم، ومراجعته فيما أشكل من المسائل يحث الإخوان عمومًا وخصوصًا، وإن كان مقصرًا في نفسه وقاصرًا من بني جنسه، فقال رحمه الله تعالى:

لك الحمد اللهم يا ذا الفضائل

ويا خير مأمول لكل النوائل

(1) العقبة هي الركوب القصير على الدابة.

ص: 312

ومن بعد حمد الله والشكر والثنا

صلاة وتسليمًا على خير فاضل

ويا راكبًا بلغ سلامي أحبتي

خلاصة أحبابي هداة القبائل

وقل رافعًا بالصوت جهرًا وقل لهم

عمومًا وتخصيصًا بكل المحافل

عليكم بتقوى الله ربي فإنها

وصية للأواخر والأوائل

ويا معشر الإخوان راعوا نصيحتي

ولا تنظروا قول العذول وغافل

ويا سليمان المشعلي نلت مفخرًا

وعلمًا على حسب الورى والأماثل

فكن فيه منهومًا مفيدًا مباحثًا

يزيد مع الإنفاق منه لباذل

ولا تسأمن البحث فيه ولا تكن

جبانًا إذا دارت فنون المسائل

فمن فعلك الإحجام طبعًا وإنَّما

لك خبرة في قاطعات الدلائل

ومعرفة براحج من مرجوحها

من المذهب المشهور عند الأفاضل

خف الله وانهز فرصة متداركًا

لما فات في باقي الليال القلائل

* * * *

ويا صاحبي قل للحميدي مطوع

لقد فقت أقرانا لك في الفضائل (1)

فلازم على أصل سلكت ومنهج

قويم على نهج الهداة الأفاضل

خصوصًا على التوحيد فاصدع مجاهرًا

ولا تخافن في الله لومة جاهل

ولا بد من عرض ينال مع الأذى

فصبرا على قول العذول وغافل

ففي سورة العصر دليلٌ مصرحٌ

نجاة من الخسران يوم المهاول

وراع حقوق الناس طرًا وقل لهم

برفق ولين يستجيبوا لقائل

ففي شرعنا دفع الفساد مقدم

على جلب اصلاح لنا والفضائل

ويا عابدًا لله قطب أحبتي

هو ابن رشيد عاقل كل عاقل (2)

سل الله فهمًا من لطيف وحكمة

مع الحلم مقرونًا صفات الكوامل

وداوم على حسن الخلق رزقته

هو أثقل ميزان من القسط عادل

(1) الحميدي: محمد أو الحميدي بن صالح المطوع.

(2)

ابن رشيد: عبد الله بن رشيد الفرج.

ص: 313

ويا ضالع ثم العجاجي وعمه

علي حليف للعلي والفضائل (1)

فهبوا سراعًا من سني النوم والكرى

بجد وتشمير وعزم لفاعل

تنالوا بذا عزًا وجاهًا ورفعة

وأجرًا عظيمًا من جزيل الفضائل

ولا توثروا وصلًا لبيض كواعب

ولا لذة مشروبنا والمأكل

لعل اله العرش يلطف بالورى

ويظهرُ منكم فاضلًا بعد فاضل

ويا عابدًا للمحسن انهض برغبة

واخوتك ما لكم من مماثل (2)

فقد خصكم ربي بخير فضيلة

وفهم منير حاضر غير ذاهل

عليكم لزوم مجلس الشيخ جهدكم

دوامًا عليه بالضحي والأصائل

تزادون علمًا مع نزول سكينة

ورحمة تغشي طالب العلم آمل

ملآيكة تأتي تحف بمجلس

بأجنحة ما بين سبع كوامل

وذكر لكم عند الإله مليكنا

فيا حبذا ذكر الإله لفاعل

ويا صاحبي عبد العزيز بن صالح

تنبه هداك الله تبًا لكاسل (3)

تَيَقَظْ فلا تترك دروسًا نفيسة

مكررة يشتاقها كل عاقل

فشمر مجدًا سالكًا نحو منهج

لجدٍّ وأعمام لكم في الفضائل

فقد شيدوا دينًا تناثر نظمه

وقد جددوا من ثوبه كل سامل

وقل للحميدي، والحميدي بن صالح

حفيدي لحبر سابق في الفضائل (4)

فقد نلتما من واحد جل ذكره

نباهة فكر في اكتساب الفضائل

وقل للخريصي والسكيتي وثالث

يبش بمن يلقاه عند التقابل (5)

(1) ضالع: هو علي السليمان الضالع، والعجاجي: عبد الله بن محمد العجاجي، وعمه: علي العبد العزيز العجاجي.

(2)

عابد المحسن: هو الشيخ عبد المحسن بن عبيد العبد المحسن، اخوتك: فهد وإبراهيم العبيد العبد المحسن.

(3)

عبد العزيز بن صالح عبد العزيز بن صالح السليم.

(4)

الحميدي: محمد بن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، والحميدي بن صالح: محمد بن صالح السليم رئيس محكمة التمييز في المنطقة الغربية الآن.

(5)

الخريصي: صالح بن أحمد الخريصي، والسكيتي، صالح بن عبد الرحمن السكيتي.

ص: 314

عنيت بن عبد العزيز بن صالح

سلالة فوزان صافي المناهل (1)

كذا بن عبيد في البدايع موطنًا

وأمَّا جسمه يسعى لكسب المسايل (2)

كذا بن حسين مع علي بن مرشد

سكاكر لا تنساهمو في الفضائل (3)

ولم احتقر من لا أكون ذكرته

من المعشر لست بذاهل

ولكنما في السنظم يعسر ذكره

ويصعب في الموزون ذكر لقائل

فاجملت تعميمًا لباقي أحبتي

لكي يقبلوا نصحي فطوبى لقائل

كمثل همام جاد نسل مشيقح

وابناؤه جاوا على نهج فاعل (4)

خصوصًا مع الطلاب جادوا بمالهم

وجاه لمن يحتاجهم في النوازل

وقد عمروا بعض المساجد طاعة

صلاة وتسبيحًا وبذلًا لفاعل

جزاهم إله العرش عنا بفضله

وضاعف من مبذولهم كل حاصل

يكون ظلالًا يوم يفصل بالقضا

وقاية حر الشمس يوم الزلازل

وقد هيض مني كمائن ما اختفى

وفاة العبادي ماهر في المسائل (5)

وعصر تقضى علينا فلم يكن

فقيهٌ بنا يشفي جوابًا لسائل

وقد وقفت على طائفة صالحة من شعر الشيخ عمر الوسيدي بخطه ومن ذلك قصيدة له في أكثر من أربعين بيتًا رد فيها على قصيدة للشيخ عبد المحسن بن عبيد كان حملها إليه من بريدة الشيخ فهد بن عيسى آل عيسى رحمهم الله جميعًا، وقد ذكرها الشيخ إبراهيم العبيد في تاريخه بنصها (6).

(1) فوزان: الملقب: (العويده).

(2)

ابن عبيد: الشيخ سليمان بن عبيد العبيد رئيس محكمة مكة الآن.

(3)

ابن حسين: من آل حسين من آل سعود، علي بن مرشد: علي بن صالح المرشد، سكاكر: علي .. السكاكر رئيس هيئة الأمر بالمعروف.

(4)

يريد الشيخ عبد العزيز بن حمود المشيقح.

(5)

العبادي: الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي.

(6)

تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 5، ص 104 - 106.

ص: 315

ولكنني أنقل مقدمتها من خط ناظمها الشيخ عمر الوسيدي، قال:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فإني لما قدمت زائرًا للإخوان أهل القرعاء قدَّم عليّ فهد بن عيسى من عبد المحسن بن عبيد منظومة مفيدة لائقة عقلًا وشرعًا.

فلما تأملتها وجدتها تحث على طلب العلم والعمل والاجتهاد، ناهية عن الكسل والغفلة والرقاد، وذكرتني بما مضى لي من رغبة الطلب، وضقت بذلك ذرعًا، وهيجتني فضاقت مني المسالك، فأبديت وبحت بما هنالك، وإنْ كنت لست أهلًا لذلك.

فيا سامعها إنْ رأيت صوابًا فاستبشر بذلك كربح، وإنْ رأيت زلة فاسترها، فإن المؤمن يستر وينصح، ولا تتصف بالمنافق الذي يهتك ويفضح، وهي هذه:

ورأيت الشيخ إبراهيم بن عبيد زاد فيها:

وهذا بعض ما تيسر في عام 1359 هـ، وربما كانت لديه نسخة منها غير النسخة التي لديَّ بخط ناظمها الشيخ عمر الوسيدي.

وللشيخ عمر الوسيدي قصيدة دالية عما يحصل للقدس الشريف قدم لها بأنها في فضل الجهاد وأحكامه.

وقد نقلتها من خطه:

وقال في ختامها تمت وذلك سنة 1367 هـ في خمسة عشر صفر عددها 55 أي عدد أبياتها خمسة وخمسون بيتًا:

هذه قصيدة في فضل الجهاد وأنه واجب على القادرين بالمال والنفس واللسان، وخصوصًا جهاد اليهود الذين قهروا أهل بيت المقدس بالغلبة والظلم والعدوان، قالها من لم يستطع بالمال والبدن فتعين عليه ذلك بالقلب واللسان، فقال:

ص: 316

تنادي بلاد القدس تشكو لربها

وترفع عالي الصوت هل لي بمسعد؟

كذا المسجد الأقصى الذي فيه فضِلت

صلاة المطيع القانت المتعبد

سوى المسجدين فيه وضوعفت

بخمس مئين جاء ذا بالتعدد

وما فيه من شخص ضعيف موجد

ولا يهتدي سلك الطريق الممهد

لعل إله العرش يظهر ناصرًا

فينصرنا ربي بجند مؤيد

فقد سامنا جند اليهود وحزبه

بفعل المعاصي والخنا والتمرد

وعاثوا فسادًا في البلاد وخربوا

المسجد صين للركوع وسجد

وكفر صريح يأنف كل مسلم

يشاهده فكيف من كان يبتدي

أما لعن الله اليهود وذمهم

وغل أيديهم في الكتاب الممجد؟

أما فرض الله الجهاد وانه

على أهل الطول ذي الغني والتجلد؟

ولم يعذر الله سوى كل عاجز

إذا نصحوا لله غاية مقصد

أما جاءنا بأن أبواب جنةٍ

لتحت ظلال للسيوف فجرد

وروحة في سبيل الله أو قال غَدوة

الخير من الدنيا حديث بأجود

فلا ريب في هذا لدى كل مسلم

ومن شك في ذا عامدًا فليجدد

فيا معشر الإسلام في كل بلدة

وكل بلاد شاسع بالتبعد

فحق جهاد اليهود وواجب

عليكم بمال واللسان مع اليد

فهل قائم لله يرجو ثوابه

ومقعد صدق في النعيم المؤبد؟

فقال إمام المسلمين: أنا لها

مجيبًا لها يتلوه كل موحد

سمعنا لسان الحال يشكو وإننا

نقول بعون الله: ابشر بمسعد

نطهر بيت الله عن كل مشرك

وعن كل زنديق كفور ملدِّد

نجاهد في الله حق جهاده

وننصر دينًا للنبي محمد

ونفدي بنفس للإله عزيزة

حياض المنايا عندنا خير مورد

ص: 317

أحب إلينا من حياة زرية

يذل بها دين النبي محمد

نثامن بالنفس النفيسة ربنا

ونرجو حياة غيرها عند سيدي

كذلك نفدي يالبنين وأهلنا

وما كان من مال طريف واتلد

إلى أن يكون الدين لله كله

وينقاد للإسلام كل ملحد

فهاج بنو الإسلام دينًا وغيرة

ومن لم يكن فيه ذا ولا ذا فأبعد

حماة لدين الله عن كل مبطل

وكل خبيث ناكث العهد معتد

لهم وقعات في الحروب شهيرة

يشيب لها رأس الوليد الممهد

ويأتون أرتالًا إذا شبت الوغى

يبكرن ضربًا بالضبا والمهند

يرون التولي في القتال كبيرة

فلا يدبرون جاء ذا بتوعد

يدورون إلى الموت في أي حالة

يريدون نيلًا للشهادة في غد

فمن ينصر التوحيد ينصر دائمًا

ومن يخذل التوحيد يخزي ويضهد

ونحن بعون الله قمنا وربنا

قريب مجيب يستجيب لمجتد

يعين بني التوحيد ينصر دينه

ويدحض أرباب الضلال ويطرد

فلا شك حزب الله لا بد غالب

وجنده منصور على كل معتد

كما يوم بدر مد فيه محمدًا

بجند من الأملاك حزب مؤيد

وقال بإذن الله كم من قليلة

التغلب الجمع الكثير التعدد

إذا قمت في هذا فسلهُ عائنًا

عوينا لمن يصدع بالإسلام بمرصد

وليس له دين فلسنا بكفره

نشك به أو عندنا من تردد

فما غاير للجنس ولا باسم مسلم

تسمى به سترًا ونحوًا من الردي

فضيحة هذا قد تناهت وإنها

يراها جميع الناس من غير أرمد

يا سامعًا نظمي أتتك عقيدة

واتحفتك فيها من نصح ومرشد

وكن قابلًا للنصح وانهض إلى العلى

فليس لك عذر يسوغ لمن هدى

ولا تتثاقل في الجهاد فإنما

يكون لك الخسران والحزن في غد

ص: 318

وترغب في عيش رغيد ومقعد

وتؤثر حب المال مع وصل خُرَّدِ

تنال بذا ذلًا وتسليط معتد

وترجع في يوم الجزا صافر اليد

ويا عاجزًا بالمال والنفس بالدعا

فلا تعجزن نعم السلاح لمن هدى

فهل تنصرون إلا بالدعاء كما أتي

حديث صحيح قاله خير مرشد

وهذا اعتقادي لا أقول بغيره

فلست علي شك ولا بمقلد

واختم نظمي بالصلاة مسلمًا

على خاتم الرسل الكرام محمد

وأصحابه والآل من كان تابعًا

على السنة الغرا يسير ويقتدي

ومن ذلك قصيدة رائية في رثاء الشيخ العلامة عبد الله بن سليمان بن بليهد:

قال في مقدمتها:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه مرثية في الشيخ عبد الله بن سليمان آل بليهد قدس الله روحه ونور ضريحه رثاه بها بعض تلامذته وإن كان لا يحسن الصناعة، ولا من أهل هذه البضاعة، مع ما هو فيه من تكدر البال في اليوم والساعة، ولكن تعزية وتذكرة له ولأهل الوُدِّ والطاعة، فيا لها من مصيبة عمت البلاد، والعباد، وظلمة شديدة حالكة السواد، ولكن إذا ذكرنا موت النبي صلى الله عليه وسلم وموت أصحابه ومن بعده من أهل الدين والصلاح، ذهب الحزن عنا وانزاح، فإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرنا في مصيبتنا وأخلف خيرًا منها، فأقول:

لك الحمد يا مُحيي ويا خالق الورى

ويا من يُميت من يشاء ويقدر

وسبحان من ابدا هلالًا مُصوَّرا

دقيقًا ضعيفًا ثم يقوي ويُقهرُ

وزاد من الإشراق نورًا وبهجة

ومنه ترى كل الجوانب تزهر

تلألتِ الأفاق حتى كأنه

يكاد الضرير عند ذلك يبصرُ

ص: 319

فلا يسأم الساري وإن طال ليله

كأنه في نحر الظهيرة ينظر

ونورا على نور تكامل فانتهى

وكلّ إلى حد الكمال سيقصر

منازله معدودة مستفيضة

وليس لنا فيها نزيد أو نتأخر

مقدرة قبل السما وخلقها

وذلك في لوح حفيظ مسطر

فعاد ضيئلًا بعد ضوء وقوة

ونور عظيم في الخلائق مُبدرُ

وغاب سريعًا بعد ذلك، وانمحى

كأن لم يكن فينا عزيز مُوقَّرُ

وكورت شمس والنجوم تناثرت

وأرجاؤنا فيها الظلام مُكرَّرُ

وليل غشانا بعد ليل وعمنا

غياهب كانت تجيُ وتُدْيرُ

فطبقت الآفاق من كل وجهة

حنادس ليل حالِك ليس يُسفِرُ

توالت علينا ظلمة بعد ظلمة

وليس لسكان البسيطة مَعْبَرُ

وذلك اذْ مات حبر زماننا

وقطب رحانا في النفوس مُوقر

فأعظم به ثلم وهدم لديننا

وليس له سدٌّ يُرام فيُمدَرُ

ورَزْءٌ كبير في البلاد وأهلها

وخطب عظيم فادح ليس يُحْصَرُ

هو الشيخ عبد الله نجل بُليهد

مُسَرْبَلٌ في كل العلوم مُؤزَّرُ

وحصن منيعٌ عالي العز شامخًا

يلاذ به في المُعضِلات فيصدِرُ

فكم سنة أحيا ومن بدعة محا

وكم قبة يُهدا لها ثم يُنْحَرُ

فقام سريعًا عالي الصوت صارخًا

إلا أن ذا حق الإله بل احذروا

وإذا بدا في حادث الدهر شبهة

مُغلظة كادت تزيد وتظهر

وأحجم كل قيل فمن لها

تصدُّى لها ليث من الغاب يزأر

فقام سريعًا حاضر البأس صائلًا

فيفلق هامات للعدى ثم يعقرُ

فتقمع زنديقًا ويدحض مارقا

فيلقيه مهدوم الجناب مُعَوْدرُ

ونص من الوحيين آي وسنة

عليم بما ينهى كذاك ويأمرُ

وليس بطيَّاش إذا كان آمِرًا

عليمًا رفيقًا بالبصيرة ينظرُ

فقيهًا فصيحًا بالبلاغة ماهرًا

ولكنه السحر الحلال المُحَيَّر

ولم يخش في الله من لام أو لحى

سواءٌ لديه لائم أو مُعَزّر

ص: 320