الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَوْدلي:
من أهل بريدة جاء أوائلهم إليها من عيون الجواء.
منهم إبراهيم بن حمد النودلي كان صاحب لواء حاج أهل بريدة عام 1343 هـ ومات في حدود عام 1371 هـ. وأظنه الذي اشترك في حمل رأس عبد العزيز بن متعب بن رشيد عندما قتل في روضة مهنا عام 1324 هـ وكان يقال لهم ابن نودل والنودلي على النسبة إلى نودل أو ابن نودل.
تردد اسمهم في وثائق عديدة باسم ابن نودل وباسم النودلي منها هذه الوثيقة المؤرخة في 3 ربيع الأول سنة 1273 هـ. وهي شهادة الإبراهيم بن نودل على مداينة بين ثنيان السالم (مستدين) وسليمان الصالح (السالم) دائن وليسا من أسرة واحدة، والوثيقة مكتوبة بخط محمد الحمود وهو من السفيِّر.
ووثيقة أخرى تتضمن مداينة بين سليمان النودلي (مستدين) وعمر الجاسر دائن وهي مؤرخة في 26 من جمادى الآخرة من عام 1276 هـ بخط مطلق بن عقيل وهو كاتب حسن الخط رأينا وثائق عديدة بخطه، أما الدين فإنه أربعة وثلاثون ريالًا.
والشاهد فيها إبراهيم العبادي والد الشيخ عبد العزيز العبادي رحمه الله.
وورد اسم صالح بن محمد النودلي شاهدًا على مبايعة بين مزنة الدهيم وعمر الجاسر مؤرخة في صفر من عام 1285 هـ وهي بخط محمد آل عبد الله بن عمرو، وقد ذكرتها في الكلام على أسرة (الدهيم) في حرف الدال.
كما ورد اسم إبراهيم النودل شاهدًا في وثيقة أخرى مكتوبة بخط عبد الله بن محمد العويصي بتاريخ 13 ذي القعدة من سنة 1257 هـ وتتضمن مداينة بين صقر بن مذهن (مستدين) وغصن الناصر (السالم) دائن.
وفيها تذييل بخط عليّ آل عبد العزيز بن سالم.
ومنهم عبد الله بن سليمان النودلي شاعر نشرت له جريدة الرياض قصيدة يرحب بها بالأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود عند قدومه إلى بريدة.
وقد نشرت القصيدة في العدد من الجريدة الصادر في 15/ 5/ 1419 هـ وهي: (سلطان خيره ما يعادله مقدار):
يا مرحبا إعداد سحب بسمانا
…
واعداد ما هلت علينا من امطار
واعداد ما نسنس هبوب وعدانا
…
واعداد ما فتح بساتين وازهار
سلطان يا للي نفتخر لي لفانا
…
نسله كريم من سلايل ها لاحرار
نستر في شوفه ولو هو معانا
…
له الوله دايم ولو يسكن الدار
كل بذل مجهود معنا وجانا
…
هذي القصيم بجيته شعة انوار
هذي بريدة زاهية من زمانا
…
شمس قمر نجمة وبالهرج تحتار
والا عنيزة درة في حذانا
…
تسعد بشوف المعازيب حضَّار
والرس له بصمة تدوم بحشانا
…
كل يعرفه هو عَلم فوقه النار
وهذي البكيرية بطبعه تفاني
…
تسعد بخدمة من له الدار والجار
وباقي ربوع القصيم اعضدانا
…
كل بيده ماسك صاحبه مار
تفرح بمن هو من حنانه عطانا
…
سلطان خيره ما يعادله مقدار
والختم صلوا لمن كلامه غشانا
…
محمد رسول للمخاليق مدرار
قال الأستاذ ناصر بن سليمان العمري:
خرج إبراهيم بن إبراهيم الحميد وسليمان الشقاوي من معركة وقعة جراب بدون سلاح ودفعتهم الشفقة على مواطنيهم إلى الوقوف على القتلى من أتباع ابن سعود فوجدا رجلًا من أتباع ابن رشيد يجرد القتلى من ملابسهم طمعًا بها دون رحمة أو حياء، ولما رأى الرجلين اقترب منهما طامعا في ملابسهما فهو لا يكتفي بملابس الأموات عن ملابس الأحياء، واقترب منهما وطلب منهما تجريد ملابسهما فقال له إبراهيم بن إبراهيم الحميد: أنت رجل ما فيك حياء ويظهر أنك من قبيلة منحطة كيف ترضي لنفسك بتعرية أجساد الأموات وتريد تجريدنا من ملابسنا أغرك أن معك سلاحا وليس معنا سلاح؟ وتناول إبراهيم بن إبراهيم الحميد حجرًا من الأرض وقال له إذا لم تبعد عنا كسرت رأسك بهذا الحجر فابتعد عنهما وعاد العمله مع الأموات يسلبهم ملابسهم وبئس ما يصنع!
ومضى إبراهيم بن إبراهيم الحميد وسليمان الشقاوي في طريقهما فلحق بهما
فارس يركب فرسا ويحمل على كتفه ست بنادق وطلب منهما التوقف فقال إبراهيم بن إبراهيم الحميد لسليمان الشقاوي: إمض في طريقك لا تقف ودعني مع هذا الخيال والحياة والموت من الله، ووقف إبراهيم بن إبراهيم الحميد يسأل الفارس بقوله: ماذا تريد من رجل لا يحمل سلاحًا؟ فصوب إليه البندق الفارس لكنه لم يطلق النار عليه فقد أخذ يتأمل رباطة جاش رجل من أهل بريدة لا يحمل سلاحًا ويتحدى فارسًا يحمل السلاح وأطال النظر إليه فعرفه الفارس قائلًا: إبراهيم الحميد؟ قال نعم! قال كدت والله أقتلك فقال له: تقتل من لا يحمل عليك سلاحًا؟
فقال الفارس أنا سليمان النودلي من رجال ابن رشيد، لقد سلمت، كنت أتردد في إطلاق النار عليك، إنها القرابة اركب معي على فرسي أدخلك في قوم ابن رشيد وأنت آمن حتى نمرة من قرب بلدان القصيم وأتركك تذهب لبلد من بلدان القصيم، وأنت آمن، قال إبراهيم الحميد رفيقي سليمان الشقاوي لا أدعه يضيع أخشى عليه أن يُقتل، فركب إبراهيم الحميد رديفًا لسليمان النودلي على فرسه ولحقا بسليمان الشقاوي وآمنوه فتبعهم واتجه سليمان النودلي إلى جند ابن رشيد ومعه الرجلان، ولم يعترض عليه أحد لوجود الرجلين معه.
وقد شاهد إبراهيم الحميد ابن رشيد وتعرف على ملامحه من قرب وسار الرجلان بأمان سليمان النودلي ورحل ابن رشيد من أرض جراب واتجه إلى حائل، ولما وصل إلى الأسياح واقترب منها قال سليمان النودلي لإبراهيم بن إبراهيم الحميد وسليمان الشقاوي هذه نخيل الأسياح في الأسياح وبطرفه قصر فيه رجال مسلحون من أهل الأسياح بإمكانكما الدخول إلى الأسياح، والإنتقال منها إلى بريدة فوصلا إلى نخل أخذوا يطلقون النار على جند ابن رشيد وأتباعه ويمنعونهم من الاقتراب من القصر أو النخيل، وظن من في القصر أن إبراهيم بن إبراهيم الحميد وسليمان الشقاوي من أتباع ابن رشيد فصاروا
يطلقون النار عليهما فيهربان إلى النخيل ويختفيان خلف جذوع النخل ويتنقلان من نخلة إلى نخلة وهما يشيران بأطراف غترتيهما ملوحين أنهما مسالمان ويصيحان نحن من أهل بريدة.
وسمع من بالقصر أصواتهما وهما يقولان نحن من أهل بريدة، فبعثوا من يحضرهما، فجاء إليهما رجل من أهل الأسياح وتعرف عليهما وتأكد من سلامة مقصدهما فذهب بهما معه إلى القصر ففتح لهما الباب ودخلا مع الرجل الذي تعرف عليهما وبقيا أيامًا في الأسياح حتى بعد ابن رشيد عن الأسياح ثم رحلا إلى بريدة بأمن وسلامة، وسليمان النودلي غضب من ابن رشيد ولحق بابن سعود وصار من أتباعه واستوطن الرياض هو وعائلته، وكان في حصار ابن سعود المدينة جدة يقوم بإدارة وتشغيل مدفع تابع لجيش ابن سعود ويطلقه على المحاربين المدافعين عن جدة، وكان الذي أمامه من أهل نجد وهم من أتباع الشريف وعرفوا ضرب الذعيت بالمدفع واتصلوا به وقالوا له نحن أمامك أهل نجد قتلتنا كف عنا وإلَّا قتلناك، فلم يكف عنهم فجاء إليه أحدهم واغتاله ليلًا في حصار جدة وله ولدان هما صالح الذعيت وصل لمرتبة لواء في خفر السواحل وله ولد آخر اسمه محمد وهو موظف بالتشريفات الملكية، وولده صالح ومحمد مذكوران بالخير (1). انتهى.
وفي العهد الأخير وفي عيد الفطر من عام 1408 هـ وقع حادث مروري لجماعة من الشبان أهل بريدة مات بسببه عبد الرحمن النودلي ومحمد بن عبد الله السدرة.
ذكر ذلك الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان بإيضاح وتوسع فقال:
(1) ملامح عربية، ص 89 - 91.