المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌علي الصالح العلي النقيدان: - معجم أسر بريدة - جـ ٢٢

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب النون

- ‌النَّاصر:

- ‌النّاصري:

- ‌النافع:

- ‌النافع:

- ‌النامس:

- ‌الناهض:

- ‌النايب:

- ‌ناصر الجار الله النائب (1120 ه

- ‌إبراهيم بن جار الله (الجوير) (مطلع القرن الثالث عشر):

- ‌ناصر بن إبراهيم بن جار الله (أوائل القرن الثالث عشر):

- ‌جار الله العقيلات منتصف القرن الثالث عشر للهجرة:

- ‌ناصر العقيلات:

- ‌إبراهيم الجار الله (أواخر القرن الثالث عشر):

- ‌النَّجم:

- ‌النجيدي:

- ‌النداف:

- ‌النِّذير:

- ‌النَّصَّار:

- ‌وثائق للنصار:

- ‌وثائق لِنصَّاريات:

- ‌نصاريَّات أخرى:

- ‌النصار

- ‌النَّصَّار:

- ‌علي النصار:

- ‌مسجد النصار الغربي:

- ‌(النصار

- ‌ناصر الأحمد النصار:

- ‌النَّصَّار:

- ‌ النصار

- ‌النصَيَّان:

- ‌الأديب النابه الشاعر الشيخ نصيان الحمد آل نصيان:

- ‌النّصَيَّان:

- ‌النصيب:

- ‌محمد بن نصيب:

- ‌النِّصير:

- ‌ النصير

- ‌النصيري:

- ‌النِّطيع:

- ‌النّعَيْمه:

- ‌النغمشي:

- ‌النغيمشي:

- ‌وثائق النغيمشي:

- ‌النفيسة:

- ‌النْقَابي:

- ‌النقش:

- ‌النقيثان:

- ‌النْقَيْدان:

- ‌وصية حسين بن سليمان النقيدان:

- ‌وصية رقية بنت سليمان النقيدان:

- ‌علي الصالح العلي النقيدان:

- ‌النْقَيْر:

- ‌الشيخ عبد الله بن سليمان بن نقير (1326 هـ - 1394 ه

- ‌النِّمِرَ:

- ‌وصية خديجة‌‌ النمر:

- ‌ النمر:

- ‌النمَيْر:

- ‌النَوْدلي:

- ‌خبر الشابين اللذين مضيا إلى ربهم:

- ‌النَّوْمان:

- ‌‌‌النويصر:

- ‌النويصر:

- ‌النويصر:

- ‌النُّوَيْصري:

- ‌النَّيْره:

- ‌باب الواو

- ‌الْوَابلي:

- ‌تعريف بأسرة الوابلي:

- ‌المنشأ:

- ‌الحالة الاقتصادية والاجتماعية:

- ‌الحالة العلمية والثقافية والمبادرات الاجتماعية:

- ‌عميد أسرة الوابلي إلى رحمة الله:

- ‌وثائق لأسرة الوابلي:

- ‌ملاحظة:

- ‌الوَايل:

- ‌عقوبة مكابر:

- ‌الوايلي:

- ‌الوتَيْد:

- ‌الوثَيْرِي:

- ‌الوْحَيْد:

- ‌الوِدِينه:

- ‌الورْثه:

- ‌الوَزّان:

- ‌هذه تراجم بعض رجال عائلة الوزان فرع القصيم:

- ‌أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن وزان:

- ‌علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي الوزان:

- ‌معالم من حياته:

- ‌عبد الله بن علي بن حسين بن علي الوزان:

- ‌عبد الرحمن بن علي بن حسين بن علي الوزان:

- ‌الوسيدي:

- ‌الشيخ عمر الوسيدي في كتب التراجم:

- ‌الشيخ عمر الصالح الوسيدي:

- ‌وثائق لأسرة الوسيدي:

- ‌الوَشْمِي:

- ‌خواطر الشيخ سليمان ناصر الوشمي:

- ‌والد الشيخ سليمان الوشمي:

- ‌وفاة الدكتور الوشمي:

- ‌رحم الله الوشمي:

- ‌الوشمي ومعرفة 8 سنوات:

- ‌نماذج من أدب صالح الوشمي:

- ‌عائد:

- ‌كتاب علم ووفاء:

- ‌الوشمي:

- ‌الوَطْيان:

- ‌الوقَيّان:

- ‌الوقيت:

- ‌وثائق للوقيت:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌الوْقَيْصي:

- ‌الوَكِرْ:

- ‌الونيان:

- ‌الوَهّابي:

- ‌الوهَيْب:

- ‌الوهيبي:

- ‌وعدة رشيد:

- ‌الشيخ المربي محمد بن صالح بن محمد الوهيبي:

- ‌أسس المدرسة الأهلية ببريدة:

- ‌كرامة حصلت للشيخ وهو في طريقه إلى الحج:

- ‌من أبرز طلابه:

- ‌الأستاذ المربي محمد بن صالح الوهيبي:

الفصل: ‌علي الصالح العلي النقيدان:

علمًا بأنه طالب علم جيد، وشخص كريم الأخلاق، لا يكون له أعداء مطلقًا، لأنه لا يستعدي أحدًا.

وقد تنقل بعد ذلك في مواطن كثيرة، وشغل وظائف عدة أثبت هو ذلك في مذكرات مختصرة جدًّا كتبها في سنوات كثيرة ولكنها على اختصارها، بل ابتسارها مفيدة جدًّا حبذا لو وجد من أهل بلادنا من طلبة العلم المجيدين مثله من يكتبون عما جرى لهم.

وقد رأيت أن أنقل نصها كاملًا هنا لفائدتها، ولكونها جديدة بالنسبة إلى ما يكتبه، بل بالنسبة إلى ما لا يكتبه علماؤنا وطلبة العلم من معلومات عن حيواتهم أو تحركهم في الحياة، وقد أبقيت عليها كما هي محافظة على النص، وإن كان بعضها يحتاج إلى إيضاح.

وهذا نصها: وقد كتبت أمامها عندما اطلعت عليها هذه المقدمة القصيرة:

هذه الأوراق المرفقة كتبها الشيخ علي بن صالح النقيدان وهي نتف وعناوين وقائع ووفيات مختصرة جدا ولكنها مفيدة لأنها ذكرت أشياء ضاعت أو ضاع بعضها، كان يكتبها في وفتها رأيت إثباتها، لأنها نادرة بالنسبة حتى لطلبة العلم، وهي أيضًا تدل على طبيعته في حب التنقل، وعدم البقاء في مكان واحد.

في ليلة الأحد الموافق 12/ 1/ 89 في المدينة المنورة:

أذكر ترجمة مختصرة عني بتوفيق الله تعالى وبعونه.

‌علي الصالح العلي النقيدان:

ولدت في شهر صفر من عام 1338 هـ في بلدة بريدة، ونشأت ولله الحمد على تربية حسنة وأخلاق فاضلة في أحضان والدي جزاهما الله أفضل الجزاء وأحلهما بحبوحة جنته نحن وإياهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إنه جواد كريم.

ص: 175

لم أعقل نفسي إلَّا وأنا أدرس في المدرسة الأهلية مدرسة صالح العبد العزيز الصقعبي رحمه الله، ولم أشعر بدراستي للهجاء ولا أول القرآن بل أعرف أنني كنت في سورة النازعات، وعمري ما يقارب ثمان سنوات في عام 1345 هـ.

وكنا في البيت الذي تَصَبَّره والدي من عثمان القرعاوي بقرب مسجد الربيشي جنوب بريدة، وزملائي إذ ذاك إبراهيم المحمد الثنيان وفهد السعيد ومحمد الصقعبي كلهم في سوقنا نلعب جميعًا، ووالدي يشتغل في النجارة للأبواب وغيرها.

* في عام 47 ولد الأخ عبد الله، وعمري 9 سنوات.

* في عام 48 توفي الأمير مشاري وقام ابن مبيريك (1).

* في عام 49 توفيت جدتي أم أبوي نورة المحمد.

* في عام 50 سافرنا للأسياح العين وعمي معنا، ونزلنا بيت النقيدي.

* وفيها إنشاء البرقية.

* في عام 51 توفي الشيخ عبد الله بن سليم وسافر العم عبد الرحمن لشقراء.

* في عام 52 تركت المدرسة.

* في عام 53 سافر العم عبد الرحمن لأهله بشقراء.

* وفيها بعث ابن سعود مشايخ لليمن، وكان يطوف الملك عبد العزيز فخرج عليه يمانية (وهاجموه).

* في عام 54 اشترك الوالد ومحمد العبد الله النقيدان وذهبوا للأسياح، جاتني الحمى بها.

* وفيها ولد الأخ عبد العزيز وإمارة ابن فيصل، وعمر مسجد الشيخ عمر ومسجد أبابطين.

* في عام 55 فيها سافرت لحايل بالخالة حصة وعمري 17 سنة.

(1) الأمير مشاري آل جلوي آل سعود أمير القصيم: الذي تولى بعده إمارة بريدة الأمير مبارك بن مبيريك الذي سبق ذكره في حرف الميم.

ص: 176

* في عام 56 جاء الشيخ الفارسي، وسافرت أنا والوالد لحايل.

* في عام 57 سافرنا لحايل ومعنا الأخ عبد الله وعمري 19 سنة.

* في عام 58 سافرت لحايل ونزلت دكانًا للتجارة في الساعات وتزوجت بنت عمي حصة، وسافرنا لبريدة مع دحيم الخطاف وعمتي لطيفة وعمري 20 سنة.

* وفيها وفاة الشيخ العبادي، وفيها وفاة صالح الصقعبي، والأخ عبد الله الهزاع.

* وتوفي ملك العراق غازي ورئيس جمهورية تركيا، وبدات الحرب العالمية ورئيسها هتلر.

* في عام 59 اشتركت أنا وعبد الله السيف وحمد الصالح وعمري 21 سنة، ثم تزوجت بموضي العبد الله الغضية، وحجينا أنا والوالد والوالدة من مرات.

* وفيها وفاة العمة موضي، وفيها وفاة الشيخ ابن بليهد، وفيها عمارة مسجد الجامع ببريدة، وفيها سافرت أنا ومحمد بن مانع للرياض.

* في عام 60 خرجنا لأم قبر وعمري 22 سنة.

* في عام 61 سافرت للرياض أنا والأخ عبد الله ونزلت (دكانًا) بالبز.

* وفيها توفي الأخ محمد، وفيها سافرنا للأسياح راح بنا صالح العبد الله الغضية.

* وفي 62 ولد الابن محمد، وتوفي الشيخ عمر بن سليم، وقام بعده الشيخ ابن حسين.

* ثم دخل عام 63 وأنا أطلب العلم على الشيخ الحميدي (1)، وسافرنا للأسياح ونزلنا دار علي البداح وطهَّر الوالد ولدًا اسمه مقبل.

* وفيها جاء الجراد وكان الوالد قد جاء من الأسياح معه حماره ورحنا أنا وحمد الصالح نجرد (2).

(1) هو الشيخ محمد بن صالح المطوع.

(2)

نجرد: نصطاد الجراد من البر.

ص: 177

* ثم دخل عام 64 تعينت مدرسًا في بريدة، ثم تركت المدرسة ونزلت دكانًا في بريدة أبيع طيب وعمري 26 سنة، وذهبنا لقبه، وفيها وفاة الشيخ عبد المحسن العبيد، ووفاة الرشودي إبراهيم.

* وفي عام 65 ختمت القرآن غيبيًا في (قبة)، وفيها سافرنا للرياض أنا والوالد وعبد الله وعبد العزيز ونزلنا في دخنة، وفيها سوينا العربانة، وحطينا مزرعة في القاع (البارد).

* في عام 66 جاء الملك عبد العزيز لبريدة ونزل بالنازية، وعملنا البيارة أنا وعبد العزيز السيف.

* وفيها توفي الرشودي فهد والشيخ عثمان البشر، وفيها غزل الأمير ابن فيصل وصار بعده ابن مساعد.

* في عام 67 انتقل الوالد والإخوان للرياض.

* وفيها اشترينا الحوش الذي ببريدة شمال، وفيها وفاة محمد العبد الله السليم، وعبد العزيز الصالح السليم.

* في عام 69 وفاة الأمير الرعوجي.

* في عام 70 وفاة خطيب الحرم أبو السمح، وفيها اشترينا (سيارة الايف) من علي المطلق، وفيها تعينت في مسجد الخليفي.

* في عام 71 التحقت بالمعهد العلمي بالرياض، واشترينا الأرض بالحلة (رحلة القصمان).

* في عام 72 ولدت البنت قماشة، وحجينا أنا وعبد العزيز وموضي الغضية، وفيها وفاة عبد العزيز الحمود المشيقح والشيخ صالح آل الشيخ.

* في عام 73 التحقت بالمعهد ببريدة، وعمري 35 سنة.

* في عام 74 تعينت مديرًا للمدرسة بالمريدسية وبقيت فيها 9 سنوات.

* في عام 76 جاء الشيخ عبد العزيز بن حسن وخيم بالبطين، وكان مدير المعارف، وولدت البنت حصة، وجاء مطر عظيم هدم البيوت، وتوفي الشيخ ابن سعدي.

ص: 178

* عام 77 سافرت أنا وإبراهيم العمار للشام.

* في عام 78 ولد الابن عبد الرحمن.

* عام 89 ولدت البنت نورة وتوفيت فيها، ونزلنا بيت الفلاج.

* عام 80 ولد الابن إبراهيم، وعمري 41 سنة، ومدير التعليم ابن شلاش.

* عام 81 ولدت البنت نوال.

* في عام 82 سافرت للشام وتزوجت زوجتي نوال.

* في عام 83 ولد الابن عبد الله، وفيها ولدت البنت نورة، وفيها انتقلت من المريدسية للعجيبة ببريدة، وفيها التحقت بكلية الشريعة.

* في عام 84 ولدت البنت شريفة والابن خالد، وعمري 45 سنة.

* وفي عام 85 ولد الابن عبد العزيز، وعمري 46 سنة.

* في عام 86 توفيت الوالدة رحمها الله، وولدت بدرية وعمري 47 سنة.

* وفي عام 87 نجحت بكلية الشريعة وعمري 48 سنة.

* في عام 88 تعينت مدرسًا في المدينة المنورة، توفيت الهلي وعمري 49 سنة، وبها تزوجت هيلة العلي.

* في عام 89 انتدبت لرأس الخيمة وهيئة العلي في ذمتي، وعمري 50 سنة.

* وفي عام 90 ومعي الزوجة موضي وعبد الرحمن وإخوته.

* في عام 91 ولد الابن خالد وعمري 52 سنة.

* في عام 92 بقيت في الرس مدرسًا ثم في مدرسة أبي عبيدة، وولدت البنت هدى وعمري 53 سنة.

* في عام 93 نقلت إلى الوسيطي وولدت صباح وعمري 54 سنة.

* في عام 1395 هـ ولد الابن عبد الكريم، وفيها وفاة الملك فيصل.

* في عام 97 توفيت البنت وفاء بالمدينة.

ص: 179

• في عام 99 توفي الوالد صالح رحمه الله، وعمري 60 سنة، وولدت البنت وفاء الثانية.

• في عام 1401 هـ ولد الابن صالح العلي وعمري 62 سنة.

• وفي عام 1402 هـ ذهبت للرياض وتوفي الشيخ ابن حميد، وعمري 63 سنة.

• وفي عام 1403 هـ ولدت ابتسام بالرياض وبنت عبد الرحمن.

• وفي عام 1404 هـ ذهبنا لمكة المكرمة وتوفي الشيخ السكيتي.

• وفيها عينت مدرسًا في الحرم المكي، وعمري 65 سنة.

• في عام 1405 هـ ولدت منى بنتي بمكة، وعمري 66 سنة.

• في عام 1409 هـ توفي الشيخ فهد السعيد.

• وفي عام 1410 هـ ولد الابن عمر.

• وفي عام 1412 هـ تركت الحرم وجئت لبريدة وعمري 73 سنة. انتهى.

هذا وقد توفي الشيخ عليّ بن صالح بن عليّ النقيدان هذا في 21/ 4 / 1423 عن 85 سنة.

ومنهم الأستاذ عبد العزيز بن محمد النقيدان من شعراء بريدة المعدودين باللغة الفصحي، نشر له ديوان بعنوان:"ترانيم الرمال" ونشرت الصحف العديد من قصائده، وكان يلقي قصائد من شعره في الحفلات والمناسبات المهمة في بريدة مثل قدوم ملك أو حفلة بمناسبة من المناسبات.

وقد عمل الأستاذ الشاعر عبد العزيز بن محمد النقيدان في سلك التعليم إلى أن صار من رجاله الموجهين التربويين، لذلك ترجمة الأستاذ عبد الله بن سليمان المرزوق بترجمة جيدة قال فيها:

ولد الأستاذ عبد العزيز النقيدان في مدينة بريدة عام ثمانية وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة العزيزية بعنيزة،

ص: 180

وتخرج منها عام 1369 هـ، ثم درس المرحلة المتوسطة في معهد بريدة العلمي، حيث أنهي هذه المرحلة عام 1374 هـ، وبعد ذلك التحق بدار التوحيد في الطائف، فأنهى فيها المرحلة الثانوية عام هـ، وبعد ذلك التحق بقسم الشريعة والتربية في كلية الشريعة بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، وكان حصوله على الشهادة الجامعية عام 1383 هـ.

وإضافة إلى دراسته النظامية فقد درس في كُتَّاب سليمان الرزقان رحمه الله في بريدة، كما قرأ على الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله ابتدأ الأستاذ عبد العزيز حياته العملية عام 1384 هـ معلمًا في معهد المعلمين في حائل، وقد بقي كذلك مدة عامين، ثم انتقل إلى منطقة القصيم حيث عمل مديرًا لمتوسطة أبي عبيدة ببريدة من عام 1386 هـ حتى عام 1390 هـ ثم رشح بعد ذلك للتوجيه (الإشراف) التربوي.

وقد باشر عمله مفتشًا فنيًّا في إدارة تعليم القصيم (الإدارة العامة حاليًا) في 2/ 7 / 1390 هـ ثم تغير الاسم بعد ذلك إلى التوجيه التربوي فالإشراف التربوي، وقد استمر يعمل موجهًا (مشرفًا) تربويًا في شعبة (وحدة) اللغة العربية في الإدارة العامة التعليم بمنطقة القصيم حتى تمت إحالته على التقاعد في 1/ 7/ 1418 هـ.

حضر أبو الوليد دورة في الإدارة العامة في معهد الإدارة العامة في الرياض عام 1388 هـ، وله مشاركات في المحاضرات في اللغة والأدب في النادي الأدبي في مكة المكرمة وفي النماص، وفي عنيزة والرس وغيرها، وله ديوانان شعريان وهما:(ترانيم الرمال) و (عواطف ومشاعر)، وله مساهمة في الصحافة ومجال الإعلام، وتوجد له قصيدة مقررة على طلاب الصف الأول المتوسط (1). انتهى.

(1) رجال من الميدان التربوي، ص 153 - 154.

ص: 181

ومن شعر الأستاذ عبد العزيز بن محمد النقيدان قصيدة في رثاء والده، قال في مقدمتها:

إلى أبي الراحل:

الوفاء للآباء أحياء وأمواتًا سنة هذا الدين الحنيف، (وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرًا) فإلى أبي يرتفع الدعاء بأن ينزل على قبره شابيب الرحمة ويسكنه فسيح جناته برحمة منه وفضل:

اليوم يجدر أن أقول رثائي

يا صاحب التقوى من الآباء

عشنا سنين وأنت فينا رائد

ومعلم في منهج الفضلاء

عشت التواضع والمحبة والندى

متسامحًا حتى مع الجهلاء

ذهل الصغار على الشفاه تساؤل

جاد الكبار بمدمع وبكاء

ومواكب تترى مواسية لنا

جاءت معبرة بكل وفاء

فمن القلوب تضرع وتودد

وتفيض السنة بخير دعاء

يا راحلًا عنَّا فدتك قلوبنا

كيف السلو عن القريب النائي

قد شيعتك إلى المقابر صفوة

ممن سما في صحبة وإخاء

أحببتهم في الله والكل انبري

قد ودعوك بدمعة وعزاء

لو كان في الشعر الوفاء لعانقت

درر القوافي في سياق رثائي

إن الأبوة منهج وتعامل

وبناء جيل نابه الآراء

قد كنت في كل الأمور مسددًا

تدعو لكل تقدم وبناء

إن الثمانين التي بلغتها

كانت جهادًا مثقل الأعباء

إن البصيرة وهي أعظم منة

خلعت عليك ملابس السعداء

وشكرت ربًا كم تلوذ بركنه

وصبرت محتسبًا لكل بلاء

إن الذي جعل العقيدة نوره

قد سار في طهر مع الحنفاء

ماذا نقول إذا تقدم راحل

إن الرحيل نهاية الأحياء

في ذمة الله الذي برأ الورى

أن المنايا قدرت بقضاء

ص: 182

فإلى جنان الخلد يا علمًا هوى

لك في رحاب الله حسن جزاء

وقال في رثاء زوجته بدرية بنت عبد الله بن محمد العبدان:

في البيت عاصفة:

إلى روح زوجتي الطاهرة التي استعجلها المنون في شبابها دمعة رثاء ووفاء:

رباه ماذا أرى قد هز وجداني

في البيت عاصفة من غير تحنان

أنسى الجراح إذا بي في معاركها

ينتابني وابل منها ويغشاني

يجئ ليلي وبي من ومضة فرح

وتشرق الشمس في هم وأحزان

ماذا يدور وهل ما مسني حلم

أم الخطوب تهز اليوم بنياني؟

يوم يمر وفي ساعاته عجب

تحير اللب تعيي كل إنسان

أعيش مرتعش الأطراف مندهشًا

ماذا جرى هل هنا أحلام وسنان؟

أكاد أحبس للشكوى منافذها

فينطق الدمع لم يعبأ بكتماني

أكاد أبحر في ليل يغلفني

لا اليل ليلي ولا الجيران جيراني

في البيت زهرته ذابت لتوجعني

وبي من الهم ما قد هز أركاني

أشاهد الموقف القاسي فيملأني

حزنًا يجدد آلامي وأشجاني

ما أتعس المرء في دنياه لابسة

ثياب زور وأرزاء وبهتان

وقفت حيران والآلام تعصرني

أرنو إلى (ماجد) حينًا و (إيمان)

وتلك (مي) وما تدري براءتها

أنحن في جنة أم فوق بركان

هما صغيران قد عاشا على أمل

يحوط قلبيهما تحنان وجداني

* * * *

مرت ليال وصافي صفوها كدر

ونقلة بين عهد ظله دان

إلى هجير ولكن لا دوام له

بفضل رب مجير كل إنسان

في روحك الطهر لم تدنسه

مثلبة من دوحة العلم من ربات إيمان

ص: 183

ما بين لقياك في لهو وفي مرح

وبين صمتك إلَّا حلم يقظان

سقاك ربي برد العفو متشحًا

برحمة منه في جود وإحسان

ومن شعر عبد العزيز بن محمد النقيدان بعنوان: (الوجود صفحات كونية وهبها الخالق للمخلوق):

رب إني عن الوجود بياني

مبدع الكون خالق الإنسان

تتجلى روائع العظمي

نشيدًا معطرًا بالبيان

كل هذا الوجود نفح تسامي

من عطاء المهيمن الديان

تشرق الشمس تملأ الجو دفئًا

وحياة تدب في الأبدان

والنسيم العليل جاء ربيعًا

مخصبًا هشَّ للغصون الدواني

في ظلال النخيل نجوى قلوب

لم تدنس بعقدة الأضغان

وطيور مسبحات نشاوي

حول أوكارها تذوب الأغاني

صور من حياتنا وشعور

أنك الله مبدعُ الأكوان

أين هذا الجمال في أي ركن

يتجلى لنا زكي المغاني؟

إنه في القلوب مشرقة

الأيمان مملوءة بفيض الحنان

إنه في الوفاء للوطن

الغالي للأصدقاء للجيران

إنه في ابتسام الوليد في زهرة

الروض في حديث الغواني

إنه في نجوم السماء في انتشار

العطور في الضلوع الحسواني

إنه في الفؤاد البعيد عن

الذنب معافي من قبضة الشيطان

إنه الفن والجمال بأرضي

بين زهر مخضلة الأغصان

بين ماء ترقرق الحسن فيه

حوله الهمس من خضيب البنان

تستحم النجوم في مائه العذب

نشوي تعيش بين الجنان

إنه في سواعدنا السمراء

نبني حضارة الإنسان

إنه في الكفاح الشريف

للغد الميمون سعيًا مجنحًا بالأماني

ص: 184

وقال أيضًا: "وردة الحقل":

ارفعي راسك قد جاء الصباح

وأزيحي عن ذراعيك الوشاح

قد مضى الليل ألا تستمعي

للعصافير تُغني بانشراح

انظري فالشمس خيط دافئ

وشعاع عم هاتيك البطاح

ساقك الأملود هل أعطبه

وابل الماء أم اجتاحته الرياح؟

انظري حولك أرضًا لبست

خضرة واستنطقت زهر الأقاح

انظري الحقل مياهًا عذبة

وزهورًا تملا الدنيا انفتاح

هاهو الفلاح في محراثه

ويد الفلاح في الأرض سلاح

قالت الوردة إني هاهنا

وبقلبي من أذى الوخز جراح

كل فصل من فصولي قصة

كلها ملأى بحزن ونواح

إن أتى البرد فمن يدفئني

ارقب الصبح إذا ما الصبح لاح

وشعاع الشمس كم يحرقني

أين ظلي في غدو ورواح

أنا في الحقل سجين مثلما

يجرع الغصة مكسور الجناح

هذه الوحدة كم تخنقني

إنني عطشى إلى همس مباح

أنت لا تفهم ما يقلقني

من سوى الشاعر تغريد الملاح

قلتُ دنياك نعيم زائف

وغدًا أشتار من روح وراح

ومن شعره أيضًا: "ليت العمر ما كانا":

زوَّجوها ثريًا وكبيرًا في السن وهي لا تعلم؟

لا تذكروا لي زوجي كيفما كانا

لقد شقيت وما ألفيت تحنانا

جاءوا إليَّ بأخبار ملفقةٍ

وأمعنوا في صفات الزوج إمعانا

يداه تهمي نعيمًا لا نظير له

ستصبحين به زهرًا وبستانا

ستخرجين إلى الدنيا بأجنحة

من الريالات أشكالًا وألوانا

سترقدين على عشٍ يكون به

عز سيفتح في دنياك ميدانا

ص: 185

قد آن للقلب أن تبدو سعادته

وأن يغرد في الأكوان نشوانا

قالوا سيأتيك من كفاه مغدقة

سيمطر البيت بالأموال أطنانا

غدًا تكونين بين الناس أغنية

ترين حولك أبصارًا وآذانا

ترنو إليك عيونُ الناس مكبرة

وترتجي منك إفضالًا وعرفانا

سترتدين من الأثواب أطيبها

وتلبسين من الألماس تيجانا

سيسكب العطر في جنبيك منهمرًا

وتنعمين به دفئا وأحضانا

* * * *

شممت من قولهم ما كان يقلقني

رأيت في وصفهم زورًا وبهتانا

سألت من هو هذا إنه قدري

صفوه لي إنني أصغيت وجدانا

أنا التي في فناء البيت قائمة

كم تسمعوني أفراحًا وأحزانا

أنا التي عشت ترعاني عواطفكم

لم ألق منكم طوال العمر كتمانا

واليوم صمتكمو حقًّا يحيرني

متى لقيت من الآباء حرمانا

إن تصدقوني فإني طفلة نشأت

على الكرامة أزمانًا وأزمانا

وإن سعيتم إلى وادي فكم وأدوا

في الجاهلية أزهارًا وأغصانا

لم يرحموا موقفي بل ليتهم سألوا

عمن أريد ومن أهوى ويهوانا

أعماهم المال عن درب يكون به

عزي وألفيت بعد الربح خسرانا

هم أوقعوني بنار كلها لهب

وهم يسمونني بالأمس (نيرانا)

قد جئت أمل في برديه تدفئة

فعدت انسج من برديه أكفانا

إن تسعدو بي إنسانًا لنزوته

فإنكم تقتلون اليوم إنسانا

جاءوا يهنونني في القصر قلت لهم

جئتم تعزون ليت العمر ما كانا

أصبحت عكازةً في البيت زائفة

قد فجر الدمع من عينَّي شريانا

أعري جمالي كشمع بات منصهرًا

يمسي ويصبح تَذكارًا ونسيانا

سفينتي أصبحت في اليم غارقة

وما رأت في خضم الموج رُبانا

لا تذكروا لي زواجي إنه ألم

يملي عليّ من الأحزان ألوانا

ص: 186

لا تذكروا لي زواجي إنه عطش

قد هد غصني وكان الغصن ريانا

لا تذكروه فذكراه تؤرقني

سالت جراحي وبات الدمع هَنَّانا

إن يزعموا إنهم لله قد نصحوا

فإنهم هدموا للدين أركانا

* * * *

ولعبد العزيز بن محمد النقيدان قصيدة بعنوان: "النخلة الموءودة":

قال: (رأي الشاعر نخلة تجرفها الآلة لتقوم على أنقاضها عمارة حديثة):

لا تخافي يا نخلتي لا تخافي

أنت رمز الوفا ورمز التصافي

أنت نحو السماء جزت افتخارًا

فتحليت بالعقود الضوافي

الحديد المبيد أرداك قتلًا

فتمايلت من أذى "الجراف"

قد جهلناك في سنين سمان

وعرفناك في السنين العجاف

أنت فينا مآذن شامخات

حولها الطير غردت في الطواف

مالهم أوسعوك قتلًا مبيدًا

هل من الدين سنة الاتلاف

الحضارات كم تجر وبالًا

وعلينا وبالها غير خاف

أنت يا نخلتي فخار ومجد

وعطاء في الخصب أو في الجفاف

أنت في الرمل يانعة الإنتاج

دومًا وفي جور الضفاف

فيك يحلو القصيد يا جنة

الأرض وتحلو عند المديح القوافي

ولعبد العزيز بن محمد النقيدان في مدينته: مدينة (بريدة):

رأيتُ بكِ الفتوة والشباب

كان الشمس تمنحك التهابا

فمن شعل النجوم لبست ثوبًا

ومن حلل الجمال أرى اهابا

حديث النخل يهمس في صفاء

يعانق في المسا تبرًا مذابا

أتيتُكِ مثقل الأعباء لكن

رأيت بوجهكِ القبل العذابا

رأيت الرمل يحتضن العذارى

ويرشف من ثمالتها رُضابا

عروس الحسن ما أغمضت عينا

وما أوصدت للإقدام بابا

ص: 187

مددت يدا لنهضتنا فكانت

يد الإخلاص تجتاز الصعابا

عروس الحسن أنت على طريق

بغير العلم لم ندرك غلابا

وغُدِّي السير فالآمال نشوى

إلى مجد نحوز به الطلابا

فما حاز المكارمَ غيرُ ساع

قد اتخذ العلوم له ركابًا

وما عشق الكرامة مثل سام

إلى العلياء قد ركب السحابا

رأيتك في جزيرتنا شعاعًا

سنًّا إشراقه ملأ الرحابا

لك الأمجاد يا وطن الخزامى

فقيك أرى الفتوة والشبابا

جداولك الجميلة عانقتها

حضارة أمة ترنو الشهابا

إليك قصيدتي من غير عتب

وشر الناس من يهوى العتابا

نظمت الشعر مغتربًا ولكن

بذكركِ قد سلا قلبي وطابا

وقال عبد العزيز بن محمد النقيدان في ابنه محمد: "ولدي محمد":

تبسم الفجر في عينيك يا ولدي

ويرقص القلب في رؤياك عن كثب

بابا ترددها حينًا فتسمعني

حلو النشيد وصوت الطاهر الحدب

فراشة البيت هل تدري مكانتها

بين الحقول وبين الزهر والعشب؟

لو استطعنا جعلنا القلب متسعًا

نخطو على نبضه يا مبدع اللعب

أرى بعينيك طهرًا لا مثيل له

وأي لحن كصوت الطفل منسكب

غدًا أراك بإذن الله منطلقًا

نحو الثقافات بين العلم والأدب

قولوا لآبائكم شكرًا لصنعكموا

إذا كبرتم فقد عانوا من التعب

وقصيدة بعنوان: "القدس":

هذه القدس صراخ ودماء

واللقاءات حديث ونداء

أترى يرحل الداء عن الجسم

ويسري في الشرايين الشفاء

الأطباء فحوصات وتشخيص

وملف فيه أخذ وعطاء

ص: 188

ومريض فيه طعنات غزار

يطلب النجدة كم أشقاه داء

نار صهيون حريق قد سرى

في كيان العرب هل يطفيه ماء؟

أي عار لطخ العرب وأمسي

مثقل الخطو هده الإعياء

القرارات قصة وفصول

وعلى القدس دمعة خرساء

ورصاص اليهود نار وقتل

واحتلال وخطة رعناء

أي نصر وراء حفل كبير

فيه دارت قصائد عصماء

أي نصر وراء ذكرى احتلال

هامشي يصوغه الخطباء

لا يفل الحديدُ غيرُ حديد

ووراء الحديد شهم مضاء

قائد الأمس في المعارك يسمو

فيه روح الإيمان فيه الرجاء

طلب الموت لكي ينصر دين

الله فماجت من بأسه الصحراء

وأرانا كالسيل كمًا ولكن

ذلك السيل دمنة وغثاء

وعد "بلفور" قصة وأنين

وانتحاب في أرضنا ورثاء

أترى يغسل العار كتاب

أم صراخ وذبذبات خواء

لن يذيب الطغاة إلَّا رصاص

صبه المؤمنون فيه الفناء

لن تعودي يا قدس إلَّا بجيش

فيه دين ووحدة وإخاء

لن تعودي يا قدس إلَّا بدم

طاهر فيه عزة وانتشاء

أي نصر على الطغاة وهذا

ملح الفكر إذنه صماء

نهج لينلن خسة وانقيادًا

هو ذئب وجلة القوم شاء

وقتال بين العروبة ضار

وصراع وسلطة وادعاء

أملي أن أراك فينا عروسًا

يا أعز البقاع أنت الهناء

ومنهم عبد الله النقيدان شاعر عامي أخواله العبيد الله، تربى في عنيزة، وعمل كاتبًا عند ابن نانيه في خفر السواحل في جدة.

وهو من رواة الشعر العامي المكثرين.

ص: 189

ومنهم سليمان بن محمد النقيدان شاعر عامي من أهل بريدة.

ألف كتاب (من شعراء بريدة) ويريد بذلك شعراء العامية في بريدة إلَّا أنه أدخل فيه شعراء ليسوا من أهل بريدة مثل عطاء الله الخزيم ومحمد بن راشد العمار، والسنيدي.

وقد أصدر منه جزئين طبعا، وكان يعد للجزء الثالث إلَّا أن المنية حالت بينه وبين إصداره، وأخبرني أحد أبنائه أنه لم يصل إلى درجة أن يكون كتابًا، ولكنه أوراق متفرقة مختلطة بأوراق الأشعار التي ذكرها في الجزئين المطبوعين وغيرها.

وقد عهدت سليمان النقيدان هذا يسافر إلى القرى والهجر البعيدة ليجالس شعراءها ويكتب عنهم أشعارهم، حتى اجتمع له من ذلك مقادير كبيرة.

وكان يجالس الشاعر صالح بن إبراهيم الجار الله، لأنه صديق له وكلاهما شاعر.

من شعر سليمان بن محمد النقيدان في مدينة بريدة (قصيدة بريدة):

يا ما حلا الجلسه على حافة النار

مع دلة جنب المعاميل صفرا

يخلط لها من غالي البن وبهار

والعنبر الهندي مع الكيف يبري

مع ربعةٍ بين المجالس لهم كار

الكلّ عن ذكر المناقيد يدرا

ما بين حلوات السوالف والأذكار

على مسبل طامي قاع خبرا

في مربع بين الخزامى والازهار

لي فاح ريحه تلقى الأرواح سكري

الأرض خضرا، والمداعيث نوَّار

والجو غيم وهامي الطلّ يذري

تسمع على غدرانها سجع الاطيار

الصبح دم وساير الليل قمرا

يا صورة ما تنمحي عبر الأفكار

تبقى على ساعات الأيّام ذكرى

في ريف دارٍ شعشعت فيها الأنوار

دستور شرع وما قضى فيه يجري

سلم لأهلها حشمة الجار للجار

وحق عليهم لي لفي الضيف يقري

بريدة حباها الله من زين الاثمار

عمَّ الرخا فيها والانعام كبري

يا ديرتي يا حلوة الدار من دار

أحلى من المسلسل على الكبد وامرا

يا ريحة من فايح المسك لي فار

يا عقد مرجان زهي عنق عذرًا

ص: 190

يا درَّة ما جابها كل بحَّار

ولا وقفت للبيع بالسوق تشري

الظلّ والقرقوف والما والأشجار

الغرس زاهي والبساتين خضرا

ما بين مكتومي وسلّج وقطّار

ونبته وخضريه وبرحي وشقرا

روايع مما تحبه وتختار

ومزارع فاقت بساتين شبرا

عقب السوافي والوحف والهوا الحار

صارت رياض عقب ماهيب صحرا

فيها المراعي والدواجن والأبقار

لو جيت سوقه مالك الله تخطري

رمله ذهب ماله مثيل بالأقطار

يا كيف اعدّ أوصافها وانتم ادري

يا ديرتي ما صار مثله بالامصار

لا بآخر الدنيا ولا عهد كسري

من جورة المغرب إلى الطور لسنجار

للبصرة الفيحا إلى دار بصري

آمنت بالمعبود في سرٍّ وجهار

يحميك ربة البيت عن كلّ عثرا

والله ما أنسى ديرتي دار الاخبار

دام النفس بالروح والروح تذري

جاعت وغدتنا مصاغير وكبار

تبي الجزا منَّا على دور بكري

تكاتفوا يا عيالها شيب وصغار

شلت يمين ما تعضَّد ليسري

صاروا هل السفرات بالسوق تجَّار

وفلَّاحها عقب الشقا شاخ وأثرى

وكل القصيم وما حوى الجال والغار

شرق وشمال وكلّ رملٍ وقفرا

عقب الرَّهَبْ والخوف والاخذ بالثار

وكلٍ نقل بندق وخنجر وعجرا

اليوم نرقد ما نبالي بالأخطار

لا خوف من زيد، ولا بطش عمرا

ومن عقب ما كنا شتات بالاقفار

اليوم كلٍّ بالمدينة تحضرا

واليوم قانون الجهل ولي الادبار

وكلٍّ بدا يحصي ويكتب ويقرا

في ظل أبو فيصل عمي عين الاشرار

اللي بسط يمناه وأعطى بالاخرى

صلاة ربي عد همال الأمطار

على نبي صار للناس بشري

وأبو فيصل هو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.

ومن شعر سليمان بن محمد النقيدان في الغزل:

حبيت يا وجه السعد يوم حليت

اعداد ما هل المطر من سحابه

انور جبينك واختفت شمعة البيت

زود عليّ زين المحيا طرابه

ص: 191

ابعدت عني يا هوى البال وابطيت

وحرمتني من وصلكم والكتابه

البعد عنا فتت القلب تفتيت

اللي رحل وابطا وطال احتجابه

والقرب منا بالفرح والزغاريت

لي جيتنا تلقا الرضا والحبابه

يا ما على وصلك وقربك تمنيت

لاشك بعدك ما تدفلج ركابه

ويا ما تحذبت الخبر عنك واحفيت

ولا تلقيت الخبر والاجابه

البارحة في تالي الليل ونيت

في مضجعي واقنب قنيب الذيابه

كيف اشتكي جرح الهوى والتناهيت

وانت الطبيب اللي تعالج صوابه؟

أن ما نفعت الحي فانسه وهو ميت

لي جا القضا ما عاد يرجى ثوابه

أنت الذي خنت المواثيق وازريت

وانت الذي هجرك تمادي عذابه

تعال نشعل بالهوي عود كبريت

حتى يفيخ القلب من حر مابه

مالي على لا مال فرقا وتشتيت

ومالي على الهجران هم وغلابه

والله ما حبيت غيرك وصافيت

ولا عذلت القلب واجفيت بابه

ولا تدانت شيمتي عنك واقفيت

لي بالوفا والحب عزم وصلابه

وانا بحقك يا هوى البال ما اخطيت

جنبت عن درب الخطا وارتكابه

يا قلب هود عن هوى البيض ياشيت

ترى طريد الحب ينعق غرابه

أي النعيم ولذة العيش حبيت

واي الحياة اللي طوتها الكابه

أي الصبوح المر مع كأس حلتيت

وأي العسل والكرم تهوي شرابه

أي القمر والليل والطعس لي مسيت

وأي الحموم اللي يزيد التهابه

أي اللحن وانغام الأوتار لي اصغيت

أو بومة تصفر بعالي خرابه؟

لا تامن الهقوه على كف عفريت

اترك مجال الحب واحسب حسابه

وقد طرق سليمان بن محمد النقيدان أغراضًا عديدة من أغراض الشعر من ذلك قوله في الحكم عن (القطوع الجافي):

يا الله دخيلك عن قطوع جافي

يقوى على طول الجفا والصده

إن طاب له وضعك فهو لك صافي

رجله تحادت وأسرعت بالرده

والا تعجل وانتهض خفافي

دجاجة شافت لها سعوده

ص: 192

ما قدر النعمة وهو مستافي

واسرع يطوي المسنده والمده

عشرة سنين ضيعه يا كافي

ما له على رف الجفا مسوده

امحق عشير صحبته تنعافِ

حتى ولو هو في محيط البده

امك تجاضت انجبت بسنافي

وبوك ضمك في سلاله جده

لا تحتزم باللي عطالك قافي

لا تنتخي به أو تعشم وده

واحذر توهق بالردى والهافي

واترك سبيله لو بسط لك خده

واختر صديقك من خوي وافي

وخلك لزيمه بالرخا والشده

عرق الموده بالخفوق الدافي

قلب يودك لا تظاهر ضده

تشكي عليه اللي بسرك خافي

ويبدي عليك البينة والسده

المرجلة ثوب عريض ضافي

ما يلبسه ثول قصيف حده

واللي سلك درب المهامه حافي

يوجس حرارة شمسها المشتده

يما قعد يذري عليه السافي

والا ترجع واستراح المده

وله قصيدة رد فيها على قصيدة للشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن اليحيي) كان أرسلها إليه يوم الثلاثاء 13/ 2/ 1408 هـ - وهذا ردها:

سلام يا شيخ دعاني وسلم

شيخ عليه من المهابه رسوم

عبد العزيز اللي عن الهون يحشم

شيخ يبين إلى دعاك اللزوم

سلالة اليحيى من الخال للعم

بيوت عزٍ للمكارم تروم

أرسل جواب يشكي الضيق والهم

هواجس بأفكار رأسه تحوم

يذكر لميع بالسما لاح واظلم

اليوم من دونه غشته الغيوم

يا بوعبيد مثلك اليوم يعلم

زلّ الربيع وهبّ ريح السموم

أنشت من الغربي سحابٍ ترزّم

سيله يغطي نايفات الرجوم

وبله حضارة عالم ما تخضرم

شره على زرع الخنا بأرض قومي

هاب الفهد والليث والذيب الأسحم

واللي صعد في روس الاقذال بوم

في وقتنا ما ينضح الوجه بالدم

وامس نتذابح عند لمس الخشوم

ص: 193

كم واحد بالطيب سيل عرمرم

ما نومسه طيبه وزين السلوم

أمسى كما رسمٍ قديمٍ تهدم

ما أحدٍ عطى عنه الخبر والعلوم

متى نعيد سلوم عصرٍ تقدم

إلى ذكرته عوَّد القلب يومي

ونعيد عهدٍ للسموَّل وحاتم

أمسى خبر ماكنه الا حلوم

ومنهم منصور بن إبراهيم بن موسى النقيدان، كاتب جري كتب بحوثًا جريئة في عدد من الصحف والمجلات منها بحث نشره في مجلة (المجلة) العدد 1050 في 7/ 4 / 2007 م بعنوان:(هل وجه المرأة عورة؟ ).

ولأهمية منصور النقيدان في الحركة الفكرية وأثره الثقافي نشرت جريدة الرياض في عددها الصادر في 15 شوال من عام 1436 هـ خبرا عن أن قناة (العربية) تعرض شريطًا وثائقيًا عن منصور النقيدان يستغرق خمسين دقيقة.

وهذا نص ما نشرته الجريدة:

مساء اليوم قناة العربية تعرض فيلمًا وثائقيًا عن منصور النقيدان:

تبث قناة العربية اليوم الخميس وفي تمام الساعة العاشرة مساء فيلمًا وثائقيًا يستعرض التغيرات الفكرية التي مر بها الزميل (منصور النقيدان بين تيارين) الذي ستجري إذاعته على مدى خمسين دقيقة ضمن برنامج مشاهد وآراء، شهادة لثلاث من الشخصيات الفكرية والدينية في السعودية.

ويتناول الفيلم الذي صور بين بريدة والرياض تفاصيل الحياة اليومية التي قضاها منصور النقيدان من منتصف عام 1985 - 1986 م، وحياة التقشف في بيوت الطين، وطلب العلم في المساجد، كما ركز على التحولات والمنعطفات الفكرية التي عاشها منذ 1991 - 1995 م، ومن مرحلة التحول الفكرية العميقة والقطيعة مع الفكر السلفي وردود الفعل التي سببتها مقالاته.

ص: 194

ويستعرض الفيلم التحول الفكري بعد الشرارة الأولى التي أحدثها المفكر المغربي محمد عابد الجابري على منصور بعد قراءته لمشروعه (نقد العقل العربي) بعد أن قرأ أول كتاب له عام 1995 م، حيث كان التحول يظهر بشكل خجول ومتوار، حتى أتت تلك الصدمة ثمارها بشكل علني واضح عام 1998 م حينما نشر أول مقال له الذي كان بعنوان (هل كان ابن أبي دؤاد مظلومًا؟ ). انتهى.

وعندما حكم قاض بالتفريق بين زوج وزوجته بحجة عدم الكفاءة في النسب، لأن الزوجة من العرب القبليين والزوج من العرب الخضيريين، وفرقت الشرطة بينهما بسبب هذا الحكم فسجنت الزوجة لئلا تتصل بزوجها واختبا زوجها خوفًا من أن يسجن كزوجته، وتشرد ولدان لهما صغيران حتى سلما لإحدى الجمعيات الخيرية، كتب منصور النقيدان معلقًا على هذا الموضوع ما يلي:

في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي قامت محكمة التمييز في العاصمة الرياض بالتصديق على حكم التفريق بين منصور التيمائي وزوجته فاطمة العزاز، بعد أن ثبت عند القاضي أن التيماني لا ينتسب إلى قبيلة معروفة، فأصدر حكمه المجحف مدمرا ثلاث سنوات من حياتهما رزقا فيها بطفلين، وقبعت الزوجة في زنزانتها وهي حبلى بطفلتها الثالثة، ثمانية شهور بسجن شرقي البلاد معلنة رفضها للانصياع لرغبة أقاربها الذين وجدوا في القضاء حليفا وداعما، حتى أسدل الستار على نهاية تلك القصة المؤلمة بإخضاع الزوجة البائسة لجلسات علاج روحاني يقك طلاسم السحر، ويطرد الأرواح الشريرة لتأهيلها للخروج أخيرًا إلى منزل إخوتها.

وشهدت المحاكم السعودية مؤخرًا دعاوي بفسخ عقود زيجات صحيحة، لأسباب أخرى مشابهة مثل اختلاف العرق واللون، على رغم تراضي الزوجين وموافقة أحد الأولياء، ولكنها تمت على كره من أبناء عشيرة المرأة الأدنين وشيبتها الغاضبين.

ص: 195

لقد ترعرعت في منطقة القصيم وسط السعودية، وبعد أن تجاوزت مرحلة الطفولة وخطوت نحو سن البلوغ رافقت ميولي الفطرية نحو الإناث، طقوس الإفصاح عن سر اجتماعي بالغ الرسوخ وشديد الإحكام والنفاذ، يواري أحيانًا ويعلن تارة أخرى، فأحدثت لحظة اكتمال وعيي بتلك الأعراف الاجتماعية المفصحة عن تمايز أبناء العوائل المتجاورة في أصولها استغرابًا واندهاشًا، واستحال ألمًا عميقًا بعد ان تكررت على مسمعي في مجالس الأصحاب شتائم متبادلة أطلق فيها العنان لكل ذلك المخبوء المكبوت من التصورات التي يحملها كل طرف عن الآخر، المشبعة بالفروق بين أبناء القبائل (الشيوخ) وغيرهم من (الخضيرية) و (العبيد) وأن ثمة تمايزًا بين الفئتين في نمط العيش في بيوتهم، وتدبير المال وادخاره، وعذوبة الصوت وقبحه، وعفة النساء، و (سماحتهن) والمهن التي يزاولها أبناء كل فريق.

وكشفت لي تلك الشتائم عن صندوق الأعاجيب الذي أحكم لجمه ومواراته خفر منبعه الدين، وتقاليد اجتماعية أحكمت ونام المجتمع الصغير الذي يحكمه الاقتصاد ويملك زمام أمره عصبة التجار المختلطة ممن صبغوا مدينة (بريدة) وغيرها عبر عشرات السنين بتلك الروح التنافسية على المجد، حيث ذبلت أوهام مجد القبيلة وشرف الانتساب إليها، وتقهقرت منكسرة أمام مجد الذهب والفضة وسطوتها.

وعلى مشارف الثانية والعشرين كنت قد صرفت النظر عن أحلام راودتني بالارتباط ببعض من فتيات مدينتي اللواتي ينتمين إلى عوائل ذوات امتياز قبلي ونسب متسلسل بعشرات الآباء، ممتد إلى إسماعيل بن إبراهيم أبي الأنبياء الأعجمي، بينما لم أكن أحفظ من سلسلة نسبي إلَّا ثلاثة من الآباء، إنضاف عليهم ثلاثة آخرون شرفت بمعرفتهم السنوات الأربع الماضية، لكن معرفتي بتلك المواضعات الاجتماعية لم تكن لتمنحني الوعي العميق لكشف تلك

ص: 196

الغشاوة الرقيقة التي تواري تحالفا وثيق العري بين القبيلة والدين الذي يشكل القضاء صورته المجسدة، وواقعيته بمأساويتها، ويستمد قوانينه وأسسه من الشريعة الإسلامية في بلد يفاخر أنه الوحيد الذي يلتزم بحرفية تعاليم القرآن وإرشادات الرسول صلى الله عليه وسلم.

إن ما يبعث على التفاؤل أن محاميًا مناضلًا مثل عبد الرحمن اللاحم وهو يتولى منذ سنين الترافع في مثل هذه القضايا يعلن أنه لن يستسلم، بل سيواصل معركته دفاعا عن الحقوق المنتهكة، يتضامن مع اللاحم عشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان والكتاب، تتضافر جهودهم اليوم لإيجاد تشريع يحول دون تكرار مثل تلك الأحكام القضائية المخجلة التي تمنح الرجل وحده من دون المرأة حق تطليق أخته أو بنت عمه من زوج أحبته ورضيت به بسبب التفاوت القبلي.

وجاءت ثمار إصرار اللاحم وجهوده بإعلان خجول من وزارة العدل مؤخرًا أنها بصدد إصدار قرار يحول دون رفع دعوى تفريق بين زوجين متراضيين إلَّا بطلب من أحدهما.

لم يكن القضاء يجرؤ على إصدار أحكام تفريق قائمة على التمايز العنصري أو التفاوت القبلي، طوال فترة حكم الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، ولكن انبعاث النعرات القبلية عقيب حرب احتلال الكويت عام 1990 م، وازديادها بشكل طاغ تمثل في مجاميع سنوية يعقدها أبناء العوائل المتحضرة من ذوي الأصول القبلية، يتم فيها التحقق من صحة أصول بعض المنتسبين إليها، وإنشاء صناديق خيرية تقصر الاستفادة منها على أبناء قبيلة من دون غيرها، رافقه انبعاث للشعر الشعبي الذي يعبر عن أحلام تلك القبائل ويحكي أمجادها ويستعيد أصوات صيحات غارات النهب والسلب في العصور المظلمة قبل تأسيس المملكة الثالثة على يد الملك عبد العزيز.

ص: 197

واليوم بإمكانك أن تتصفح عشرات المواقع على الشبكة العنكبوتية، تحكي أساطير كل قبيلة، وبطولات فرسانها، لقد أحدثت ص حوة الأعراب، إرباكًا وشعورًا بالضياع لدى شريحة واسعة، لا تنتمي إلى قبائل عربية معروفة، ترجمته عشرات طلبات إثبات الانتساب إلى قبائل معينة غصت بها المحاكم الشرعية نهاية الثمانينات وأوائل التسعينات، وبدا الأمر مثيرا للشفقة حينما أقام بعضًا من تلك الدعوى أبناء عوائل كان منهم من يفاخر في المجالس الخاصة بأصوله التركية أو الفارسية، حتى تحين ساعة الشرف فيصدر صك الإثبات بعد إجراءات طويلة ومعقدة، يحشد لها شهود الزور ويستأنس فيها بصعاليك النسابة، ويقابلها أحيانًا اشمئزاز ورفض من أعيان وممثلي العشائر والقبائل، حتى يخضع أولئك الذين اكتشفوا أصولهم مؤخرًا أنفسهم لدورات من داخل البيت ينهجون بعدها طريقة في الحديث مختلفة، وهيئة في الزي محدثة تفحمهم برمز لقبيلة من دون أخرى، وتحملهم على إعادة تصنيف أصهارهم وفق طبقية جديدة تجعلهم أكثر هوسًا بالقبيلة من نظرائهم الأصلاء (1).

وكان منصور النقيدان في أول أمره ملتزما متشددا، ودخل السجن بسبب ذلك.

وللشيخ عبد الكريم الحميد رسالة في الرد على منصور النقيدان تقع في 35 صفحة من القطع الصغير، عنوانها:(آثار وروائح، المدفون بين الجوانح)، ولم يذكر مكان الطبع ولا تاريخه.

والشيخ عبد الكريم الحميد في رده على منصور النقيدان بذكر مقالته ربما كان يرد على مقالة كتبها منصور النقيدان عنه، أو هو يرد على غير ذلك.

وقد سبق أن كتبت تلخيصا لرده على منصور النقيدان بعد كلمة لمنصور عن الشيخ عبد الكريم، وذلك كله في حرف الحاء في الحديث عن أسرة الحميد.

(1) جريدة الوقت، العدد 412، الأحد 20 ربيع الأول 1428 هـ.

ص: 198

وأخيرا نشرت جريدة الرياض في عددها رقم 14797 الصادر في يوم الأحد 30/ 12/ 1429 هـ الموافق 28/ 12/ 2008 م.

كتاب يرشد الطلاب لتعلم استراتيجيات كتابة المقالة:

دورثي سيلر تضم منصور النقيدان إلى قائمة كتاب (أنماط التفكير):

انضم الزميل منصور النقيدان إلى اثنين وتسعين كاتبًا اختارتهم الطبعة السابعة لكتاب أنماط التفكير (Patterns of Reflection) من تأليف دورثي سيلر (Seyler Dorthy U.) وهو كتاب يدرسه الطلاب في كميونتي كوليج - شمال فرجينيا، والكاتب هو مرشد للطلاب في تعلم استراتيجيات كتابة مقالة ذات أهداف وبناء هيكلي بطريقة احترافية، ويهدف إلى استعراض مقالات ذات قضايا توسع مدارك الطلبة وتساعدهم على فتح مجالات للنقاش داخل الصف، حوى الكتاب مقالات لكل من جاك وولش المدير التنفيذي السابق لجنرال اليكتريك، ومايكل كينزلي الكاتب في صحيفة نيوريبابلك ومقدم برامج كروس فاير في قناة السي إن إن، وإن سكوت مومادي الحاصل على جائزة البوليتزر وغيرهم، وكانت الواشنطن بوست قد قامت بترجمة ونشر مقالة للنقيدان في يوليو 2007 م، بعنوان (Losing My Jihadism) استعرض فيه قصة تحوله ورحلته مع الإيمان وموقف المسلم من الديانات الأخرى ومحاولات التجديد في الإسلام وأثر ابن تيمية العميق في الإسلام السني بعد القرن الثامن الهجري. انتهى.

ومنهم الشيخ عليّ بن محمد بن عليّ النقيدان، تولى الإمامة في مسجد سالم الدبيب في شرقي نفود الخبيب سنة 1396 هـ بعد انتقال إمامه، وبقي فيه حتى سنة 1406 هـ حيث انتقل إلى مسجد في حي البشر، فتكون إمامته في هذا المسجد مدة عشر سنوات في الفترة (1396 هـ - 1406 هـ)(1).

(1) مساجد بريدة، ص 278.

ص: 199

ومتأخري النقيدان الأستاذ موسى بن إبراهيم بن موسى النقيدان، وهو أخو الأستاذ منصور النقيدان.

وله رواية مطبوعة عنوانها (الهدام) ويقصد بذلك مطرًا عاصرناه وعرفناه أصاب بريدة عام 1376 هـ واستمرت الشمس لم تشرق على الأرض 18 يومًا متواصلة كان المطر ينزل خلالها في أكثر الأحيان ثم ينقطع ثم ينزل.

كتب الدكتور عبد الرحمن الحبيب نقدا لها مهما في جريدة الجزيرة الصادرة في يوم الاثنين 22 ربيع الآخر سنة 1429 هـ وجعل عنوان نقده: عندما غرقت القصيم أربعين يومًا وهذا فيه مبالغة.

والواقع أن المباني الطينية لا تحتاج إلى أربعين يومًا من المطر حتى تختل أو تسقط بل يكفيها أقل من ذلك.

وفي ذلك المطر خرج أكثر الناس من بيوتهم الطينية إلى خيام في الصحراء.

ولقد نص نقد الدكتور عبد الرحمن الحبيب:

إنها الهدام التي كادت أن تموت في جوف الصحراء كالعادة، ولكنها حربة شقت عن نفسها، لتقول لأولئك الذين يلتمسون خيوط الحاضر ومشارف المستقبل: إن هذه بدايتكم الحقيقية، ويجب أن تنطلقوا منها إذا رغبتم في تأسيس المستقبل.

تلك مقدمة رواية (الهدام) لموسى النقيدان الذي سمى نفسه هشيم الصحراء، معلنا أن فحيح الصحراء يستنطق الرمال، من وحي ما حدث سنة 1376 هـ التي يطلق عليها في القصيم وما جاورها:(سنة الهدام) لكثرة ما سقط من بيوت بسبب الأمطار التي استمرت أربعين يومًا.

تبدأ الرواية في الليلة العشرين من هطول المطر، وتدخل من بيت بطل الرواية وزوجته وتلك الليالي المخيفة حين أدى انجراف السطوح الطينية إلى تعرية الغرف لبيت ظل يقاوم كجبل، لكن يبدو أنه سينهار هذه الليلة .. والمصيبة أنه لا يمكن القيام بأي عمل، فاليد خاوية، والليل طويل وله عواء موحش .. والبرد قارس

ص: 200

مميت في العراء .. فأي مصير مجهول ينتظر أولاده النائمين؟

لا بد أن تنام أو تموت! لا بد أن تتناسي صوت سقوط البيوت وهي تهوي كدوي انفجار القنابل تزلزل الأرض .. لعلك تفقد الوعي ولو لساعات قليلة أو لعل خيوط الفجر الأول تلوح .. وفي الفجر انطلق مع زوجته هاربين بالأولاد إلى مرتفع رملي خارج البلدة .. وبعد أن تدبر أمره بخيمة مناسبة ونصبها هناك، استقر بهم الحال بأمان مشوب بالحذر ..

بعد ذلك، ماذا تصنع؟ ترفع رأسك تشاهد السماء، تستطلع الساعات القادمة .. في هذه الفترات الضائعة والخالية تمامًا من العمل يبدأ الترقب .. والترقب عادة الصحراء الأزلية .. (ينتظرون ماذا؟ ) ينتظرون ما يوعدون به .. الجميع ينتظر ويترقب معجزة لم ولن تتحقق، حتى لو تحققت سوف تنقلب لعنة عليهم، ستدمرهم .. وعندما يغيرون على بعضهم كعادة الصحراء وينهبون الحلال والجمال، سيأتي في الفجر من يغير عليهم وينهب كل شيء .. هكذا قال الراوي!

وفي الفترات التي تهدأ بها الأمطار تدور أغلب المشاهد الرئيسة في السوق حيث البيع والشراء والصفقات والتحالفات والمؤامرات والدسائس والعاطلون عن العمل ومثيرو الفتن والعراك بالأيدي وتنفيذ العقوبات .. فمن سباقات الرواية: قرر أهل القرى والمزارع وجميع الرعاة أن يصلوا صلاة الجمعة في الجامع الكبير والقريب من السوق من أجل أن يتسنى لهم مشاهدة الذبح عن قرب .. وفي الجهة المقابلة للسوق يجلس المرابون كالوحوش الكاسرة يتربصون بالفريسة من الفقراء الذين تضطرهم ظروفهم للاستدانة ..

وإذا كانت رواية (الهدام) كتبت من شاهد عيان عما حدث في تلك السنة، فهي ليست توثيقًا ولا تقريرًا ولا سردا حكائيًا ساذجًا للأحداث، كما تفعل أغلب روايات هذه الأيام، بل هي زاوجت الوقائع بالخيال عبر التناول الفني العميق الفجائع المرتبطة بتلك الأحداث المرعبة، وغالبًا ما تمثل الأحداث ليس حدثها المباشر بل ما وراءها، وتمثل كثيرًا من الحالات ليس حالتها المباشرة بل

ص: 201

رمزيتها .. كانت ملحمة شعبية ومثيولوجيا صحراوية اختلط بها العقل بالجنون، والجهل بالحكمة، والحياة بالموت، والحب بالكره، والعدل بالظلم، والسياسة بالدين، والفرد بالقبيلة، والوفاء بالخيانة، والبدو بالحضر، والمحلي بالأجنبي، والصراع بالسلام، والحركة بالسكون، والجوع بالتخمة .. .

بين هذه التناقضات يدور محور الرواية حول صراع القديم مع الجديد وما بينهما .. فالهدام عقاب من الله بسبب البدع الجديدة كالمدرسة والبرقية والسيارة حسب وجهة نظر المحافظين، وهي أيضًا عقاب من الله ولكن بسبب المحافظة على الوضع القائم حسب وجهة نظر المظلومين .. وهي شيء صحراوي آخر عند من يمكن أن نسميهم محايدين .. تقول إحدى الشخصيات: يا إخوان مثل ماتشوفون السياكل والغتر البيض والدخان والصور بدأت تنتشر وباعتقادي أنها بدع جديدة .. وعلى العكس من ذلك تقول شخصية أخرى عن البلدة: إنها تمتلك محرقة تاريخ كغيرها من البلدان الغاشمة التي تتحدى التغيير .. وفي سياق آخر تقول الرواية: الجديد يعتبر آخر، والأخر كافر، والكافر يجب أن يذبح، والذبح حق، والحق مجهول علمه عند خالق الصحراء .. لذا تقرر الذبح لمثيري الشغب ..

إلَّا أن كثيرًا من شخصيات الرواية لم تكن ذات طبيعة حذية أبيض أو أسود، بل كانت متداخلة ممتزجة، وحتى بطل الرواية لا يأتي وسط الأحداث إلَّا قليلًا، بل حتى زمن الأحداث لم يكن محددًا بتاريخ تلك السنة (الهدام) ولم يكن خطيًا، بل تداخلت الأزمنة الماضية مع الحاضرة آنذاك مع المستقبل ..

ويرسم الراوي الأحداث والحوارات ليصل بالقارئ حد البكاء المفجع حينا، والضحك الهستيري حينا آخر .. فمن المبكي عندما ترى أم ابنها الهارب من ظلم البلدة وقد تحول إلى واحد من قطيع كلاب ضالة .. تناديه باسمه بكل حرقة وحنان وهو ينبح تجاهها ويكاد يفتك بها ولو تدخل الآخرون ..

ومن الكوميديا: كان عربيد الريشاء يمارس بعض الحركات الإرهابية ولكن ضد حماره لأنه لا يستطيع ممارستها مع الآخرين، وكان يستعمل الرفس

ص: 202

والعض .. وكان بعض الناس يعتقدون أنه بدأ يتصرف كالحمار بسبب السنين التي قضاها بمصاحبته

إنها (الهدام) رواية الصحراء .. الصحراء التي لا تبقي أثرًا، والتي تتآمر على ممتلكاتها .. من سنوات عجاف إلى زخات متواصلة .. في سنوات القحط يموت كل شيء ويتغير، وتزداد النفوس شراهة للحرب والغارات .. تشم رائحة الدم والبارود وتبدأ أغاني الحرب والموت .. وتتفكك المخالفات والمعاهدات، والجميع يتآمر على الجميع، حتى الحيوانات والحشرات تحارب لتستولي على ما لدى الآخرين .. أما في سنوات الغيث تتحول الأنفس وتميل للسكينة والكرم وتغدو جميع الشروط مقبولة .. يقول بطل الرواية: كل شيء يأتي في هذه الصحراء بقوة حتى الموت والحياة وعندما يأتي فإنه يدمر المعادلة الأساسية فيها (يا ظالم يا مظلوم) وإذا قامت الصحراء بتجربة العدالة فإنها تنسلخ عن لونها وتتخذ شعارا جديدًا لا يلائم ملامحها ..

وتنتهي الرواية مع تمام الأربعين يومًا حين اختفت السحب وعاد الناس إلى منازلهم، لكن النهاية مفتوحة .. فالناس تنتظر هدامًا أخرى ستأتي كما يتبصر الراوي .. فبعد عقود أخرى أثناء الهدام الأخيرة كان الجدل يدور على أشده حول سؤال يقول: هل يجب على المرأة أن تتحجب عن القمر؟ .. وفي الخاتمة، هناك شيخ عجوز كان من أبطال الهدام الأولى، يجلس في زاوية الطريق بين المارة ويهذي: القمر صخرة تعكس ضوء الشمس، ثم قام وقال: أيها المعذبون الجدد يا أبناء المعذبين القدامى أوقفوا زحف الرمال واقتلوا الصحراء أولًا! !

لم تكن الرواية من النوع العادي بل تحفة فنية بديعة، رغم ما شابها في مواضع قليلة من أخطاء ثانوية وارتباك في الصياغة تحتاج مراجعة من ناحية التحرير الكتابي فقط .. وفي كل الأحوال، فإن تلك النهاية المفتوحة تجعلنا نأمل أن ثمة رواية أخرى قادمة من هشيم الصحراء، الذي يقول: عندما ينظر الناس إلى السماء مرة واحدة، ينظرون أيضًا إلى الأرض مرتين لأنها البداية والنهاية.

ص: 203