هذه وثيقة قصيرة مؤرخة في جمادى الآخرة سنة 1312 هـ. - معجم أسر بريدة - جـ ٢٢

هذه وثيقة قصيرة مؤرخة في جمادى الآخرة سنة 1312 هـ. بخط الوجيه الثري عبد العزيز بن حمود المشيقح وتتضمن إثبات مداينة بين (محمد بن يوسف الوابلي) وبين إبراهيم بن محمد الربدي، والدين تسعة وثلاثون ريالًا فرانسه مؤجلات الوفاء يحل أجل الوفاء بهن للربدي في أول جمادى الآخرة عام 1313 هـ، والشاهد أحمد النصار النويصري وهو شخص مهم مشهور للجيل الذي قبلنا، ووصلت إلينا أخباره من الذين بعدهم، وقد أدركت ابنه ناصر شيخًا إخباريًا، وتقدم ذكره في حرف النون عند (النصار - النويصري).

‌

‌الوَايل:

أسرة كبيرة، بل هي فرع كبير من أسرة التويجري الكبيرة التي سبق ذكرها في حرف التاء.

وقد تفرع من هذا الفرع عدة أسر، واشتهر منهم (الوابل) أهل الطرفية من التواجر، وكل ذكر الوايل هؤلاء في (معجم شرق القصيم).

ومنهم أناس في (ضراس) والطرفية وضراس كانت منذ قديم الأزل حتى أدركنا ذلك من مواطن أسرة التويجري المعروفة، وهم الذين أسسوا قرية الطرفية.

والكلام هنا على (الوايل) أهل ضراس الذين يعتبرون الأسرة الأحدث تسمية من الوابل أهل الطرفية الذين محل ذكرهم في (معجم أسر شرق القصيم).

كان أوائلهم يعرفون بالوايل أحدهم فلان بن فلان الوايل، وفلان الوائل، ولكن المتأخرين منهم أو بعضهم صاروا يتسمون بالتويجري، وهذا صحيح، لأن هذا هو اسم أسرتهم، غير أن أسرة التويجري أو لنقل التواجر كبرت وصار عدد أفرادها كثيرًا بحيث إذا أطلق اسم التويجري فقط لم يكف للتعريف بحامله إلَّا عند الذين يعرفونه مسبقًا أو إذا أضيف لقب من الألقاب الخاصة بأسرته القريبة.

ومن ذلك اسم الأستاذ الجليل صالح بن عبد الله التويجري الذي كان المدير العام للتعليم بمنطقة (القصيم) مع أن الواقع أنه من الوايل الذين هم من التواجر أهل ضراس، ولا يزال والده حفظه الله يعرف باسم عبد الله الوايل.

لذا وجب علينا أن نشير إلى عدد من الأشخاص البارزين من أسرة (الوايل) أهل ضراس، وكونها أقل عددًا وأحدث تسمية من أسرة الوايل أهل الطرفية.

منهم الشيخ عبد الله الوايل، من أهل ضراس كتب وثائق عديدة، بل كان من الكتبة الذين كان الناس يقصدونهم لكتابة وثائقهم وتعاقداتهم، سواء في ضراس أو في أماكن قريبة منه، وخطه جيد وإملاؤه جيد كذلك.

ترجم له الأستاذ أحمد بن عبد العزيز بن محمد التويجري، فقال:

الشيخ عبد الله بن وائل بن عمير بن وائل بن عبد الله التويجري، ولد المترجم عام 1290 هـ في قرية ضراس إحدى قرى بريدة، والواقعة عنها غربا بمسافة تسعة أكيال، وضراس هو مقر آل التويجري، فعموم أهل هذه القرية من هذه الأسرة.

نشأ المترجم في قريته عند والده الذي وجهه إلى العلم، فقرأ على علماء مدينة بريدة، ومن مشايخه فيها:

- الشيخ العلامة محمد بن سليم.

- الشيخ الفقيه محمد بن عمر بن سليم.

- الشيخ عبد الله بن محمد بن دخيل عالم المذنب.

- الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر.

وكانت قراءته في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصولها والنحو، وقد أردك إدراكا جيدًا، وحصل تحصيلًا طيبًا.

ثم عاد إلى قريته، فصار إمام جامعها وخطيبها والمدرس والمفتي فيها، وصار هو القائم بشؤونها الدينية كلها، فهو مرجع أهلها في العقود وكتابة الوثائق في الأوقاف والوصايا وغيرها.

وصار في أعماله بركة ونجاحا وتوفيقا وتسديدا، فهو قارئ الرقي على المرضى والملدوغين، وفي قراءته بركة وشفاء بإذن الله تعالى، وكل هذه الأعمال التي قام بها لقريته وما جاورها من القرى هي احتساب لوجه الله تعالى، فمعيشته هي بفضل الله ثم من مزرعته التي يعمل فيها بيده.

وقد تخرج على يده عدد كبير من طلبة العلم، منهم:

- أخوه عبد العزيز بن وائل التويجري.

- ابنه محمد بن عبد الله التويجري.

- غدير الخضير التويجري.

- صالح الخضير التويجري.

- إبراهيم الصالح الحسن التويجري.

وغيرهم ممن لم تصل إلينا أسماؤهم.

وما زال في قريته معتزلًا لعبادة ربه، وقراءة كتبه، وإصلاح مزرعته التي كسبه وكسب أهله منها، زاهدا في المناصب، معرضا عن مفاتن الدنيا ومغرياتها، حتى وافته المنية فيها عام 1379 هـ رحمه الله تعالى وخلف أبناء، منهم محمد، وهو أمير قريته ضراس.

وهذه الترجمة من إملاء الشيخ عبد الله بن عبد العزيز التويجري، القاضي في محكمة التمييز للمنطقة الغربية، وفقه الله تعالى (1).

وهذه نماذج من كتاباته:

ومنهم الشيخ عبد الله العبد العزيز التويجري، قال الأستاذ أحمد بن عبد العزيز التويجري: هو العالم الجليل والفقيه المتبحر النبيه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز التويجري، ولد هذا العالم في ضراس قرب بريدة ورباه والده وكان

رجلًا صالحًا، وأدخله عند مقرئ فحفظ القرآن عن ظهر قلب، وكان أعمى البصر فاتح القلب، فقد بصره في سن الطفولة وهو من مواليد سنة 1350 هـ تقريبًا، ورحل إلى بريدة ولازم علماءها بجد ونشاط ومثابرة.

ومن مشايخه: عبد الله بن محمد بن حميد، ورحل إلى الرياض ولازم علماءها ومن بينهم الشيخ محمد بن إبراهيم وعبد اللطيف بن إبراهيم، ولما افتتح المعهد العلمي بالرياض سنة 1371 هـ انتظم به وكان في كل عام يتفوق بين زملائه، وعنده موهبة وذكاء متوقد، وتخرج من المعهد فانتظم في كلية الشريعة وتخرج منها.

وكان من مشائخه الشيخ عبد الله الخليفي وابن باز وابن رشيد وعبد الرزاق عفيفي والشنقيطي إلى غيرهم من مدرسي المعهد والكلية، وكانوا معجبين بفرط ذكائه ونبله وحفظ كثيرًا من مبادئ العلوم نظمًا ونثرًا، وعنده قوة في الحفظ وسرعة في الفهم، ووعي تام ويعرف الأصوات بمجرد ما يمرُّ عليه من الخصم مرة واحدةً يقول أنت فلان.

أعماله:

وبأول تخرجه قام بالتدريس، وفي سنة 1385 هـ تعين مساعدًا في محكمة عنيزة في عهد بن عبدان، وظل في قضائها سنوات ثم نقل قاضيًا إلى المذنب ثم رئيسًا لمحكمتها وظل رئيسًا فيها من سنة 1392 هـ في ذي القعدة إلى شهر ذي القعدة سنة 1413 هـ، فنقل قاضي تمييز في مكة المكرمة وإلى تاريخه.

وكان واسع الإطلاع في فنون عديدة خصوصًا في الفقه وأصوله والحديث ومصطلحه، وكان حازما في شؤونه عادلا في أقضيته، وله في التاريخ والأدب والسيرة إلمام واسع، وبالجملة فهو موسوعة وله شهرة وصيتٌ

ذائع وعلى جانب كبير من الأخلاق العالية والصفات الفذة والاستقامة في الدين وصاحب نُكتٍ حسان ولا يزال وفقه الله على رأس العمل مسدَّدًا (1).

ومنهم صديقنا الشيخ عبد الله بن وائل.

من أهل ضراس.

وهو وجيه ومتدين

مدحه الشاعر عبد العزيز بن محمد النقيدان بقصيدة عندما فاز بجائزة أمير منطقة القصيم في خدمة النخيل، وذلك في الحفل الذي أقامته الغرفة التجارية بمنطقة القصيم في 5/ 11 / 1424 هـ ورعته إعلاميًا جريدة الجزيرة.

قال:

تهنية للوجيه عبد الله الوائل التويجري بمناسبة حصوله على جائزة سمو أمير منطقة القصيم في خدمة النخيل.

حصدت ما زرعت كفاك يا رجل

…

أمضيت عمرك في الميدان تنتقل

ولا تزال تغذي النخل همتكم

…

منك الوفاء وفيكم يعقد الأمل

حولتم الترب في واحتكم ذهبًا

…

وفي الزراعة ما تسمو به الدول

حققت جائزة كبرى موثقة

…

من الأمير سداها الجد والعمل

شكرًا أبا صالح جادت مواقفكم

…

نحو النخيل وفيها اليوم نحتفل

وذكره الأستاذ سليمان بن إبراهيم الطامي في كتاب (سواليف المجالس) وروى له السالفة التالية:

قال الأستاذ سليمان بن إبراهيم الطامي: