الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النصَيَّان:
من أهل الصباخ.
وهم من بني خالد أبناء عم للقاسم أهل رواق، وللطويان الحامد أهل الصباخ.
منهم نصيان بن حمد النصيان مات عام 1358 هـ وهو شاب وكان من طلبة العلم قرأ على الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن سليم.
وقد عرفت نصيان هذا وأنا صغير وهو صاحب دكان في جنوبي وسعة بريدة مستندًا إلى الجامع القديم الذي ظل موجودًا حتى توسعة المسجد في عام 1359 هـ.
وكان طالب علم محبوبًا من الناس لأنه دمث الأخلاق طيب المعاشرة، وهو نحيل الجسم، أبيض اللون.
لذا حزن لموته أناس كثير وخرجوا مع جنازته من طلبة العلم وغيرهم، وظل الناس فترة يذكرونه ويترحمون عليه.
قال الشيخ صالح بن سليمان العمري:
الأديب النابه الشاعر الشيخ نصيان الحمد آل نصيان:
ولد رحمه الله عام 1332 هـ تقريبًا بمدينة بريدة، وتعلم القراءة والكتابة وأجادهما، ثم بدأ يطلب العلم على العلماء، فأخذ عن:
- الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم.
- الشيخ عمر بن محمد بن سليم.
- الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي.
- الشيخ محمد بن صالح بن سليم.
وغيرهم من العلماء وقد جالس كبار طلبة العلم في بريدة، فاستفاد وأفاد في بحوثه.
وكان رحمه الله زميلًا لي في القراءة على المشايخ محمد بن صالح بن سليم والشيخ عمر بن سليم والشيخ عبد العزيز العبادي، فكنت أستفيد منه، وهو من الطبقة الثالثة من تلامذة الشيخين عبد الله وعمر بن محمد بن سليم، ومن الطبقة الأولى من تلامذة الشيخين عبد العزيز بن إبراهيم العبادي ومحمد بن صالح بن سليم توفي رحمه الله عام 1358 هـ (1).
وقال الشيخ إبراهيم العبيد في حوادث سنة 1358 هـ:
وممن توفي فيها نصيان بن حمد آل نصيان.
كان طالب علم، وتلميذًا للشيخ عبد العزيز العبادي، وله فهم عظيم وجودة حفظ حتى إنه ليحفظ عن ظهر قلبه كلما رآه وله يد في الشعر، وقد قدمنا له قصيدة رثى بها شيخه عبد العزيز، وكان يبيع ويشتري ويأكل من كسبه ويحب أهل الدين ويألفهم ويألفونه، وهذه صفته.
كان شابًا طوالًا متوقد الذهن واعيًا سكيتًا، وسنه حين وفاته ست وعشرون سنة، ومن العجائب ويجدر بنا ذكره أن صالحًا الصقعبي خرج يحمل حجرًا على عاتقه ليعلم به قبر ابن هزاع، فقال له الذي يحفر القبور إذ ذاك (علي بن عبد العزيز الحوطي) يا مطوع إنك جعلت لقبر تلميذك حجرًا واحدًا فلو جعلت حجرين كعادة الناس، فأجابه بقوله سأخرج بآخر في الجمعة المقبلة فمرض ومات ولم يخرج إلى المقبرة إلا محمولًا بنعشه، ففي ذلك عبرة لمن يخشى (2).
(1) علماء آل سليم، ص 520.
(2)
تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 4، ص 93.
قال الشيخ إبراهيم العبيد، وهذه مرثية في المتوفى الشيخ العبادي للاخ نصيان بن حمد النصيان، قال رحمه الله (1): .
أعيني جودا بالدموع السواكب
…
على من دهانا موته بالمصائب
على شيخنا عبد العزيز لفقده
…
تبدت كلوم القلب من كل جانب
ففي موته منا القلوب تصدعت
…
وحارت دموع العين بين الجوانب
لقد كان ذا علم وكان مسددا
…
بنحو وقرآن وإرشاد طالب
وقد كان شيخا في العلوم جميعها
…
بهمته يسمو لأعلى المراتب
إلى مسلك التوحيد قد صار آية
…
بهطال وبل العلم مثل السحائب
فصار لنيل العلم مرقى وسلمًا
…
بتسهيل حل المشكلات الغرائب
وصار إمامًا حاذقًا متفننا
…
له القدم الطولى بحل الغرائب
إلى الله نشكو ما دهانا بموته
…
فلا غيره يرجى لجبر المصائب
عليه توكلنا بتسليم أمرنا
…
مددنا يدا نحو السما بالمطالب
فلا نلتجي إلا إليه ولا لنا
…
سوى ربنا المعبود جزل المواهب
لقد هالنا يوم دهتنا خطوبه
…
بموت جليل القدر سامي المناقب
فيا ثلمة هدت من العلم جانبا
…
ويا لوعة الأحزان من كل صاحب
ويا فرجة التدريس من بعد أنه
…
محافلة محفوفة بالمكاتب
لفقد إمام كان يبدي دروسها
…
ويهدي مخباها إلى كل راغب
نعته خطوب الموت من بين أهله
…
ومن بين جيران ومن بين صاحب
فكم قبله جته المنية بغتة
…
فعضت عليه في حداد القواضب
وكم قد دهتنا قبله من رزية
…
نسينا بذكرى موته كل صاعب
فقد خمدت تلك الدروس لفقده
…
وسفت عليها الريح رمل الكثائب
فنبكي عليه لوعة في قلوبنا
…
وفي القلب حر شاغل بالملاهب
لقد جدد الأحزان من بعد سليها
…
وأجرى دموع العين فوق الحواجب
(1) تاريخ ابن عبيد، الجزء الرابع، ص 84.
وقد أوجعتنا فرجة الحبر شيخنا
…
وناهت رزاياها بهد الجوانب
العشر خلت في طلعة الفجر موته
…
ينبيك عن تحريرها خط كاتب
بشهر صفر في جمعة من صباحها
…
على نعش نحو المقابر ذاهب
ثمان سنين بعد خمسين قد تلت
…
ثلاث مئين بعد ألف لحاسب
وعجل في التجهيز من كان غاسلًا
…
وسجاه ثوبًا بعد شد العصائب
ليبك على التحقيق من كان باكيا
…
لأن ذويه ذاهب بعد ذاهب
فقد جاء في الأخبار عن سيد الورى
…
بأن ذهاب العلم موت الأطائب
فيا ربنا يا ملتجانا وجبرنا
…
اغث قبره من مده بالمواهب
وأسكنه جنات النعيم تكرمًا
…
ونور له في القبر يا خير واهب
وانهله من حوض النبي محمد
…
بكأس روي سائغ للمشارب
وافرغ علينا الصبر يا خير من دعي
…
لجبر قلوب هدمت بالمصائب
وابق لنا بحر العلوم إمامنا
…
يزيل الصدى جالي ظلام الغياهب
وشيخ لنا يحكي المهمات كلها
…
ولم يثنه في الله شوب الشوائب
جزاه إله الخلق عنا بفضله
…
فقد كان أستاذًا أتسي بالرغائب
وأرغم أهل الزيغ من كل ملحد
…
وكشف أستارًا لغمض المذاهب
وصل إلهي كلما هب ناسم
…
وما ناض برق من خلال السحائب
على المصطفى بل سيد الرسل كلهم
…
وآل وأصحاب سموا في المناقب
بعد هتون القطر من وابل السما
…
وما حج بيت الله من كل راكب (1)
أن النصيان من أهل رواق ومنهم أناس من أهل الصباخ، والصباخ ورواق متجاوران كما هو معروف لذلك وجد ذكر لملك النصيان في الصباخ في وثائق أهل الصباخ من مبايعات ونحوها.
(1) تاريخ ابن عبيد، ج 4، ص 84 - 86.
من ذلك وثيقة مبايعة بين سليمان العبد الكريم العليط (بائع) وبين عبد الرحمن بن حمد الخضير (مشتر) وهي مؤرخة في 27 شوال سنة 1359 هـ.
والمبيع ملك أي نخل في جنوب الصباخ.
وجاء فيها:
(وفيه ثلاث نخل سبل لابن نصيان على البركة).
وأيضًا:
والحيالة اللي اشتري سليمان من البواحيث والنصيان والقاسم تبع للمبيع.
وقول الوثيقة أيضًا في تحديد المبيع يحده جنوب ملك النصيان، حده مصب قليب النصيان، ويحدها من شرق بيت النصيان.
ووجدت وثيقة بخط الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه لم يؤرخها ولكنها تذكر زمان أن كان عبد الله آل محمد بن حسن أميرًا لبريدة، وذلك في العقد الرابع من القرن الثالث عشر.