الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذَّايدي:
بفتح الذال المشددة فألف ثم ياء ساكنة فدال مكسورة فياء.
من أهل بريدة القدماء.
منهم سالم. . . الذّايدي وهو الذي أخرج آل مهنا من سجن عبد العزيز بن رشيد في حائل، وهو عمل جريء صعب التنفيذ، لاسيما إذا عرف المرء شدة عبد العزيز بن رشيد وقوة حراسته، وعظيم بطشه بمخالفيه، وما يحتاجه ذلك العمل من النقود.
قالوا: كان الذايدي جَمَّالًا فيما بين بريدة وحائل، وما بين نجد والعراق، وكانت له صلة بآل مهنا.
لذلك كان يحضر إلى السجن بحجة أنه يحضر مكاتيب من أسرتهم من النساء في بريدة إليهم في السجن، وكان ينشد في أكثر الأوقات قول الشاعر:
اما يجيك الغوج يرثع بنوماس
…
والَّا عليه الطير يا مسندي حام
ولم يكن أحد يلقي بالًا لذلك إذ لم يعرفوا المقصود منه، وهو يقصد بذلك نفسه لأن الغوج في هذا البيت هو الحصان يريد أنه إما أن يفوز بمطلبه الذي يحاوله وهو انقاذ آل مهنا وتهريبهم من سجن ابن رشيد، أو يموت دون ذلك.
قالوا: فكان أول ما عمله أن صادق السَّجَّان الموكل بحراسة السجن الذي هم فيه، فكان يأتي إليه بالهدايا من بريدة مثل الجريش الجيد، وتمر السكري حتى قال بعضهم إنه أعطاه مرة حمل بعير من المؤونة الجيدة من القصيم.
فأنس به البواب، وصار يمكنه من الاقتراب منهم فأحضر لهم مرة طعامًا ودس في وسطه مبردًا وذلك لكي يفصموا فيه أغلال الحديد التي كانوا قد قيدوا فيها في السجن لأنهم كانوا مسجونين وفي أرجلهم قيود من الحديد الثقيل قد أغلقت عليها الأقفال.
ثم احتال في إدخال المكاتيب لهم فكانوا إذا كان الليل اقتصدوا من الماء الذي يحضره السجان لهم ينحتون به من جدار السجن في ركن مظلم منه قد وضعوا ملابس على وتد فيه.
هذا و (الذايدي) كان يدبر أمره في إنقاذهم فواعدهم في ليلة معلومة يقطعون فيها أقفال الحديد ويخرجون من هذا النقب في جدار الطين مع أنه سميك جدًّا ولكنهم كانوا يثابرون على تليينه في الماء ونحته بأيديهم، وبما معهم حتى من الأواني لأن الطين يلين بالماء كما هو معروف.
وفي الموعد المحدد من منتصف ليلة من الليالي كان الذايدي قد أعد لهم الركاب بما يلزم لها من زاد ورحل حتى السلاح الخفيف الذي يدافعون به اللصوص والمنتهبين قد أعده لهم خرجوا من السجن ثم قصدوا المكان المحدد خارج مدينة حائل فوجدوا الذايدي وما معه وساروا ليلتهم مجدين قاصدين الكويت.
أما السجان ومن خلفه ابن رشيد وأعوانه فإنهم لم يشعروا بهربهم إلَّا ضحى الغد عندما جاء السجان لهم بالغداء كالمعتاد فوجدهم قد هربوا فأمر ابن رشيد بأن يلحقوا بالخيل والركاب، ولكنهم كانوا قد فاتوه إلَّا أنهم يعلمون أنه ربما يدركهم رجاله قبل أن يصلوا للكويت، فلما قربوا من حدودها دخلوا على ابن صويط شيخ الظفير واستجاروا به حتى انقطع المطلب ووصلوا العراق ثم الكويت.
وهم صالح الحسن ومهنا وعبد الرحمن وسليمان الحسن وأولاد عبد الله بن علي الصالح الحسين أبا الخيل أبناء عم لمهنا.
هذا، وبعض الناس يبرز لحمود العبد الوهاب دورًا كبيرًا في هذا، وذلك صحيح، إلا أن الذايدي هو الجريء المباشر للأمر.
وسوف يأتي في الكلام على (العبد الوهاب) في حرف العين ما لحمود العبد الوهاب من جهود مهمة في هذا الموضوع.
ورد اسم (مناور بن حمود الذايدي) في وثيقة مؤرخة في عام 1255 هـ وتتضمن كتابة دين على المذكور لزعيم بريدة في وقته علي الناصر (آل سالم) الذي مات قتيلًا في وقعة اليتيمة عام 1265 هـ كما ذكر ابن بشر في تاريخه.
مما يدل على قدم سكنى أسرة (الذايدي) في بريدة.
عرفت من أسرة الذايدي عبد الرحمن. . . الذايدي، وكان يعمل في التجارة بين بريدة وبين غيرها من المدن في الكويت ثم صار يحرج على البضائع في سوق بريدة.
وعندما كثر وجود السيارات صار يستأجر السيارة بكاملها ثم يؤجرها على الركاب، وأهل البضائع حتى تتم حمولتها، يتكسب بذلك.
وابنه فهد بن عبد الرحمن الذايدي كان يدرس معنا في مدرسة الوهيبي عام 1356 هـ.
وعندما كبر توظف في إدارة اللاسلكي (البرقية) في بريدة وبقي في هذه الوظيفة سنين طوالًا.