الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدّوْدَل:
بفتح الدالين كلتيها بينهما واو ساكنة، وآخره لام.
أسرة صغيرة من أهل بريدة متفرعة من أسرة آل سالم الكبيرة القديمة السكنى في بريدة.
ولحقهم لقب (الدودل) لأن جدهم كان يداين الناس فكان يقول لمن لا يوفيه حقه: عطني حقي وإلَّا دودلتك بهدب عيونك، وقيل: لأنه أراد أن يداين رجلًا مشهورًا بعدم وفاء دينه بسرعة وسهولة، فقيل له: كيف تداين فلانًا وهو هكذا؟ فقال: أدودله بهدب عيونه لما يعطيني حقي، فلحقه لقب (الدودل).
منهم عبد الله بن علي الدودل تاجر كان يجلب البضائع من الكويت والبحرين والعراق ويبيعها في نجد يتاجر بذلك، وكان أكثر ما يجلب الحرير والزري من بغداد إلى بريدة، ثم استقر في بريدة صاحب دكان، ثم كان من أوائل المنتقلين من بريدة إلى الرياض للتجارة، وقد ازدهرت تجارته في الرياض ورزق أولادًا نجباء.
مات في حادث سيارة في طريق ديراب جنوب غرب الرياض.
وهو من أعيان آل سالم فيما يتعلق بطيب المعشر، وحسن الحديث، وحفظه للنوادر والنكت.
رأى مرة بابًا قديمًا من جذوع النخل لم يستعمل مدة طويلة حتى تشعث بسبب تعاقب العوارض الجوية عليه من الحر والبرد، فقال: شوفوا الدنيا وش آخرتها ترى هالباب أوله نخلة قطارة تنقط دبس، وهالحين باب متشعث.
وحكى لي أحمد العبدان هذه بقوله: كنا نجلس مع عبد الله الدودل فكان
بعض الجلساء يقول كثيرًا: من أول كذا، وهكالحين صار كذا وهكا الحين أنا نقلت كذا، ووالله إن فلان نشيط وقوي من أول وهالحين شف وش صار.
فقال عبد الله الدودل: يا جماعة، خلوا عنكم قولة من أول كذا، الدنيا تغير شوفوا هالباب وكان أمامهم باب متشعث من جذع نخلة، وكان الناس في القديم يجعلون أبواب الأحواش ونحوها من جذوع النخل يشقونها على هيئة ألواح غليظة.
فقال عبد الله الدويل: شوفوا - يا أخواني الدنيا - ها الجذع المتشعث الخربان كان نخلة قطارة تقطر دبس ما تخرف إلَّا قبل ما تحمى الشمس، لأن رطبها ينفضخ دبس بيد اللي يخرفها، والآن شوفوا وش صار، هذي هي الدنيا.
وفيما يتعلق بأحمد العبدان وهو الفنان المشهور بالكتابة على البيض وعبد الله بن علي الدودل هذا ما حدثني به أحمد العبدان قال: كنت أنا وخوي عبد الله العبدان وعبد الله الدودل ومحمد بن عبد الله النويصر الذي صار الآن رئيس الديوان الملكي، في الرياض في بيت واحد، وكنت صغيرًا، وذلك في عام 1359 هـ وكان أخي عبد الله وعبد الله العلي الدودل ومحمد بن عبد الله النويصر ورجل يقال له العبدي من أهل حائل خبرة واحدة في ذلك البيت في الرياض وأنا أطبخ لهم، وكان عبد الله الدودل والعبدي يحضران اللحم يوميًّا فكنت وأنا شاب قدمت حديثًا من بريدة أشتاق للحم فأطبخ الغداء وآكل من أطايبه حتى لا يكاد يبقى منها شيء.
ومرة قال عبد الله الدودل وهم يسمعون: أنت تأكل لحم غدانا يا أحمد، فقلت له طيب أنا ما أطبخ لكم، أنت أطبخ قال: طيب.
قال: في ذلك اليوم طبخ الغداء وكنا نقلي اللحم مع البصل قبل طبخه ففعل ذلك كله ووضعه في القدر فوق الرز وخرجنا جميعًا لصلاة الظهر، وأخذ المفتاح معه.
قال: ولما صف الإمام لم أكبر معه تكبيرة الإحرام، وعدت أركض إلى جيران لبيتنا فدخلت مع باب الجيران إلى بيتنا وأخذت من اللحيمات وخبأتها تحت الدرجة وعدت للمسجد.
وعندما أحضر عبد الله بن دودل الغداء ووجد اللحم أكثره ليس فيه.
قال دودل: والله يا أحمد إنك معذور والله ما جا لحمنا شيء، لكن سوّ الغداء أنت وسوّ الذي تبي فيه.
وابن عمه حمد السليمان الدودل من أوائل من اتخذ مخبزًا يخبز الخبز ويبيعه في بريدة، ولم يكن فيها أي مخبز وإنما على من يريد أن يشتري خبزًا أن يبحث عن امرأة من النساء اللاتي كن يعرضن خبزًا قليلًا للبيع، ولا يكون ذلك منتظمًا.
من الوثائق المتعلقة بالدودل هذه المداينة بين علي آل عبد الله بن سالم الملقب (الدودل) وبين محمد الرشيد الحميضي وهي مؤرخة في 13 ربيع الأول من عام 1307 هـ مكتوبة بخط عبد الله الحنيشل.
والدين اثنا عشر ريالًا وثلاثة عشر ربع، والربع هو ربع الجَرْش والجَرْش هو ثلث الريال الفرانسي.
قالت الوثيقة: وأرهنه بذلك الدين صيبته أي نصيبه من مكان أبوه بواسط، يريد (خب واسط) ومعروف أن فيه أملاكًا بمعنى نخيل لعدد من (السالم) الذين هم الأسرة الكبيرة القديمة السكنى في بريدة، بل كان (واسط) يسمى في أول الأمر (خب السالم)، وفيه أسرة أو أسرتان تسمى السالم غيرهم، ولذلك لابد من التمييز بينهم.
هذا وقد عاد أكثر (الدودل) عن هذا الاسم إلى اسم أسرتهم الأصيل (السالم)، ولكنهم بهذا صاروا يتعرضون لعدم التمييز في الأسماء لأن السالم من أسرتهم كثير، وهناك أسر أخرى من غيرها تسمى السالم.
أما (الدودل) فإنه لا يوجد من يتسمى بهذا الاسم غيرهم.